أ
مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم مطران العرب المعاصر
بقلم الدكتور فيليب حردو – لندن
“أنتم نور العالم، لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل، ولا يُوقد سراج ويوضع تحت المكيال، ولكن على مكان مرتفع حتى يضئ لجميع الذين هم في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات”، متى 5: 14 -16.
يعتبر نيافة المطران يوحنا إبراهيم رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في مدينة حلبأنشط رجل دين مسيحي معاصر في منطقة الشرق الأوسط. فهو متعدد المهارات(Multiskills) حيث من النادر أن تعقد ندوة أو مؤتمر محلي أو إقليمي لمناقشة الحوار الديني بدون حضوره أو مشاركته الفعالة.
من هو نيافة المطران يوحنا إبراهيم؟
هو رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب والمعروف بابتسامته العريضة وعصاه السوداء المذهبة التي ترمز إلى السلطان في علم الإيمان والوعظ والإرشاد وإلى رعاية خراف المسيح.
تعلم في مدارس السريان في القامشلي وفي عام 1962 انتسب لمعهد مار أفرام الكهنوتي بزحلة ـ لبنان، وتخرّج فيها سنة 1967 بعد أن حاز على دبلوم في العلوم اللاهوتية والفلسفية، والأدب السرياني، والقانون الكنسي بدرجة جيد جداً. عمل كسكرتير في مطرانية الموصل بين السنوات 1967ـ1973، خلالها اشترك في تأسيس مجلة بين النهرين التي ما زالت تصدر في العراق.
في عام 1973 حصل على منحة دراسية، في الجامعة الغريغورية في روما، حيث تخصص في العلوم الشـرقية الكنسـية والحق القانوني الشرقي. حاز في ختام الدراسة على شهادة الماجسـتير في التاريخ بدرجة ممتاز. حاز أيضاً على بكالوريوس في الحق القانوني الشرقي بدرجة جيد جداً.
بين 1985 ـ 1987، درس لمدة سنتين في جامعة برمنغهام وكلية Selly Oak College في إنكلترا. في 04.04.1979 سيم مطراناً على أبرشية حلب السريانية الأرثوذكسية، وتفرّغ للعمل الإداري والمسكوني. هو عضو بارز في المجمع الكنسي السرياني المقدس وله مناصــب كثيرة إقليمية وعالمية بارزة.
المطران يوحنا إبراهيم مؤلف غزير وكاتب بارع، ومحاور حاذق يجيد الإيطالية والإنكليزية. إنهكثير السفر ويعتبر نيافته من أنشطالمطارانة في حوض الشرق الأوسطمن الناحية الإعلامية والروحية وخاصة على صعيد التقارب والتآخي المسيحي الإسلامي. إنه حقاً سفيراً نادراً للكنيسة السريانية.
ويعتبر نيافته سباقاً في آرائه حول التعايش المشترك، حيث قال في أحد كتبه بعنوان (قبول الآخر):“بأن العيش المشترك يعني أن يفتش كل من جانبه في إيجاد القواسم المشتركة لتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف، خاصة إذا كان هنالك مجال للتناحر والصراع. والعيش المشترك يعني أن يؤمن الجميع بأن الحقيقة ليست حكراً على أي طرف، وصواب الرأي عند طرف ما لا يعني بالضرورة خطأ الرأي في الرأي الآخر. أن نعيش مع بعضنا أي أن يرى الواحد الآخر، وأن يسمع الواحد الآخر، وأن يحترم الواحد الآخر”.
قال عن سيادته أحد الصحفيين: المطران يوحنا إبراهيم عالم كبير ورجل دين جليل، يتمتع بعلم غزير وأفق واسع مستنير، يملك رؤية ثاقبة لكثير من مجريات الأمور والأحداث، وهو ذو مواقف وطنية مشرفة محلياً وعالمياً.
أما أنا فأقول عنه بأنه: “مطران العرب المعاصر”، لأنه مسلح بطاقة فكرية وروحية وجسمية محفزةلا تكل ولا تهدأ. أمد الله بعمره وحفظه سفيراً للسلام.
مراجع: