فكرةٌ قد تكون مجنونة!
بقلم: فؤاد زاديكه
قد تكون الفكرة التي خطرت على بالي منذ أول البارحة, حيث كنت مع أختي في زيارة لدكتور الأسنان, ففيما كانت أختي جالسة على كرسي المعالجة بسبب تلف أحد أسنانها و هي تنتظر قدوم الدكتور قالت لي: يا أخي فؤاد ثق أنني عندما أجلس على كرسي دكتور الأسنان فإنّني أشعر بضيق شديد في النفس و حالة التنفّس و أريد الهروب لكوني أشعر بالخوف, و على فكرة فإن أختي تكره كل أنواع التخدير الموضعي لنفس السبب, طبعا هذا الشعور هو ناتج عن خوف و عن معاناة من آلام الأسنان و خاصة متى أخدنا العمر في رحى تقدّمه.
نظرتُ إلى أختي و قلتُ لها: من الطبيعي يا أختي أن يكون هذا ما سيحصل مع الناس بعد تقدم العمر بهم فهم سيكونون زوّارا شبه دائمين لأطباء العيون و الأذن و الأنف و الحنجرة و طبيب الأسنان و غيرها.
و بعد أن ردّيتُ على قول أختي خطرت لي هذه الفكرة الجنونية و التي ربما لا نشعر بما تتضمّنه إلا متى وقعنا في مأزق أو في حالة شبيهة لها. و الفكرة تقول بأنه يكون حسناً لو أن كلّ شخص اعتبر نفسه:
أعمى ليوم كامل: و يتصرف كل ساعات هذا اليوم على أنه أعمى من العينين حقيقة لكي يشعر بمدى الألم و الحزن الذي يشعر به الأعمى.
كسيح: يسير على دراجة العجزة بواسطة بطارية لا يستطيع المشي. و بهذا يكون أيضا يحسّ بما يحسّ به الناس العجزة الذين ليست لهم مقدرة على المشي.
مشلول: و يلزمه من يقوم بخدمته و مساعدته.
أخرس: لا يستطيع الكلام ليوم واحد و سيرى كم هو جميل و حسن أن يعيش بنعمة النطق.
أعرج أو مريض بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).
أصمّ: لا يسمع أي شيء لمدة يوم كامل.
و غيره مما يمكن أن يحصل للبشر في حياتهم من مصائب و أمراض. و من فقر و معاناة و حرمان و جوع و شرب الكحول المدمن أو تعاطي المخدرات و الخ.
أعتقد لو أن كلّ شخص حاول تطبيق حالة أو أكثر من هذه الحالات في حياته اليومية لكان أقرب إلى واقع أصحاب هذه المعاناة. متى عشنا هذه الحالات فإن قلوبنا ستغدو أكثر رقة و حنانا و رغبتنا في تقديم يد العون للآخرين ستقوى أكثر.
إنها فكرة ربما يكون فيها نفحة جنونية لكني أردت أن أعرضها عليكم و أرى ردود أفعالكم. هل سيقبل أحدكم أن يمثل دور أعمى ليوم كامل؟ أو أخرس؟ أو أية حالة أخرى. دقيقة صمت و تفكير و من ثم إجابة صريحة و صادقة و معقولة.
مع خالص محبتي و تقديري لكم.