Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   موضوعات دينية (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=11)
-   -   الفرح الهيرودسي (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=44999)

الاخ زكا 19-10-2016 10:43 PM

الفرح الهيرودسي
 
كتاب طعام وتعزية:الخميس20/ 10/ 2016
الفرح الهيرودسي
وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدًّا ... وَتَرَجَّى أَنْ يَرَي آيَةً تُصْنَعُ مِنْهُ ( لوقا 23: 8 )
“هيرودس أنتيباس”؛ سُلطة واسم وغنى، مع الكثير من المتناقضات. نراه «يهَابُ يوحنا عالِمًا أنَّهُ رجلٌ بارٌ وقديسٌ، وكان يحفظُهُ (يحرسه)» وعندما كان يسمع كلام يوحنا كان يسمعه بسرور ( مر 6: 20 )! وفي يومٍ تالٍ، سعيًا للبهجة، احتفل بيوم مَولِده مع عظمائه، والطيور على أشكالها تقع. يومها كان مصدر فرحه، هو ورفقاء السوء، رقصة لاهية عابثة! تفرح يومًا بعِظة، ويومًا برقصة؟! لقد كان رائد مبدأ: “ساعة لقلبك وساعة لربك”.
لكن لكشف قلبه ولخزيه، يسجِّل عنه الكتاب أنه إزاء فرحه بالرقصة كان على استعداد فوري أن يقدِّم نصف مملكته. وفي المقابل فإن سماعه المعمدان - مع قوة تأثيره على كثيرين نفذ كلامه إلى قلوبهم، لم يدفع هيرودس لأي خطوة توبة ناحية الله، والنتيجة الحتمية أنه ازداد في شروره ( لو 3: 19 ، 20)!
أما موقفه من ربنا الكريم، فهو أبشع الكل. لقد أراد يومًا أن يقتله، ونعته فاحص القلوب بـ«الثعلب» ( لو 13: 31 ، 32). ويومًا آخر «لمَّا رأى يسوع فَرِحَ جدًا»!! أ لعله كان مُثقَّل بذنبه (مثل زكا) يريد أن “يرى يسوع” الذي يُريح المُتعَب؟ أم لعله كالوزير الحبشي الباحث عن الحق حتى وجده؟ لقد انتهت قصتيهما بالفرح الذي لا يُنزع، والذي كان من الممكن أن يكون لهيرودس مثله، لو خَلصت نواياه. لكن الروح القدس يفضح لنا دوافع سروره برؤية الرب: «لأنه كان يريد من زمانٍ طويل أن يراه، لسماعه عنهُ أشياءَ كثيرة، وترجَّى أن يرى آيةً تُصنَع منهُ» ( لو 23: 8 ).
والرب يُريح المُتعَبين، ويُرشد التائهين، لكنه لن يُشبع فضول المتفرجين! لقد انتهى فرح هيرودس بعظات المعمدان بلا أثر، بل بدينونة أكبر عليه. وانتهى فرحه بالرقصة بأن «حَزِنَ الملك جدًا»، ثم ارتكب جريمة قتل حمقاء، ظل شبحها يطارده كل أيامه ( لو 9: 9 )، ولن يفلت من الحساب عنها يوم يقف أمام الديَّان العادل. أمَّا فرحه بلقاء يسوع، فما أبشع ما انتهى إليه «فاحتقَرَهُ هيرودُس مع عسكَرهِ واستهزأ بهِ، وألبسَهُ لِباسًا لامعًا»، وزادَ على فِعله المُشين بأن «رَدَّهُ إلى بيلاطس» ليحكم عليه، مع عِلمهما أنه بار، مُتضامنًا معه في جريمة كل العصور. لقد صار منذ ذلك اليوم صديقًا لبيلاطس بعد عداوة، وضمتهما، لخزيهما الأبدي، قائمة الذين “كان خيرًا لهم لو لم يُولَدوا”. إنه أبلغ صورة على «أن هتاف الأشرار من قريب، وفرح الفاجر إلى لحظة!» ( أي 20: 5 ).
عصام خليل


الساعة الآن 10:11 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke