المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سورية : تنمية المنطقة الشرقية ضرورة أمنية وسياسية


Fahmi Wiedmann
07-10-2005, 06:33 PM
سورية : تنمية المنطقة الشرقية ضرورة أمنية وسياسية

دمشق

أعلنت الحكومة السورية نيتها تنمية المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية من البلاد (الحسكة والرقة ودير الزور) لتحويلها إلى "منطقة مزدهرة ومستقرة ومنتعشة" اقتصادياً، بعد سنوات طويلة من إهمال الحكومات المتعاقبة لهذه المنطقة التي تعتبر من أهم المناطق السورية استراتيجياً كونها المصدر الرئيسي للثروات الطبيعية والزراعية والمائية.

وأشار نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية أن الحكومة ستستثمر نحو 425 مليون يورو في المنطقة ضمن الخطة الخمسية القادمة (من عام 2006 حتى 2010)، منها نحو 250 مليون يورو لمحافظة الحسكة، و150 مليون للرقة، على أن توجّه معظم هذه الاستثمارات لقطاعات التعليم والصحة والخدمات واستصلاح الأراضي.

ووفقاً للرؤية السورية فإن تطوير المنطقة الشرقية من البلاد يهدف داخلياً إلى تحويل المنطقة إلى قطب نمو ونقطة انطلاق لإعادة إعمار العراق، ونقطة استثمار مشترك سوري ـ تركي. ومن الأسباب الأخرى التي دفعت دمشق بالتفكير في تنمية المنطقة الدراسات التي أظهرت أن معدلات الفقر في هذه المنطقة هي الأكثر ارتفاعاً في سورية، حيث يعيش نحو 58% من فقراء سورية في الإقليم الشرقي والشمالي الشرقي، ويضم نحو 56% من إجمالي حجم البطالة في سورية، رغم غنى هذا الإقليم بثرواته الطبيعية من نفط وغاز وزراعة (قطن وحبوب) ومياه (نهري الفرات ودجلة)، وهذا الإهمال لهذا المناطق طوال عقود يساعد في فهم الكثير من التطورات السياسية والأمنية في هذه المنطقة وفقاً لبعض المحللين.



دير الزور :

على حوض نهر الفرات الخالد نشأت أقدم الحضارات الإنسانية التي جعلت محافظة دير الزور تتألق بأقدم المنشآت المعمارية وتفخر بأهم مكتشفاتها الأثرية وتتفاخر بمنجزاتها الحضارية المعاصرة.

وتنتشر الحقول والبساتين والحدائق والغابات على امتداد ضفتي الفرات ما يجعل محافظة دير الزور أجمل زمردة خضراء وسط الصحراء، تبلغ مساحة المحافظة 31000 ألف كم2 ويزيد عدد سكانها على نصف مليون نسمة.

أهم المواقع الأثرية في محافظة دير الزور

ماري (تل الحريري): يقع هذا التل جنوبي دير الزور ويبعد عن مدينة البوكمال نحو 6 كم ويعتبر أول تل أثري جرى فيه التنقيب المنهجي في حوض الفرات.

تل العشارة (ترقا): وتقع على بعد 15 كم من الميادين، ومن أهم مدن مملكة ماري، وكان عاصمة المملكة في الألف الثالث ق.م كشفت التنقيبات عن سور المدينة الأثرية كأضخم الأسوار القديمة المعروفة.

تل الشيخ حمد (مقام): يقع على نهر الخابور وأظهرت التنقيبات الحديثة أطلال المدينة القديمة (دور كتليمو) التي ازدهرت في الألف الثاني ق.م فعثر فيها على العديد من الأختام الأسطوانية والمنحوتات والرقم الطينية التي أسهمت في إغناء معلوماتنا عن تاريخ الشرق القديم.

الصالحية (دورا أوروبوس): وتقع بين مدينتي دير الزور وماري، إن موقعها على هضبة مطلة على نهر الفرات من جهة، وبادية الشام من جهة أخرى جعل لها أهمية تجارية واقتصادية وثقافية متميزة في العصور (الهلنستي، الروماني، والتدمري).

الرحبة ( قلعة مالك بن طوق): تقع مقابل مدينة الميادين وتشرف على الفرات وتقوم فوق تل اصطناعي وتبدو حولها مدينة كبيرة تعود إلى عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد.

بقرص: يقع موقع بقرص قرب مدينة الميادين ودلت آثاره على أهميته منذ الألف السابع ق.م وأوضح التنقيب الأثري تتابع عشر طبقات حضارية يتلو بعضها بعضا.

حلبية وزلبية: يقع هذا الموقع الهام شمال دير الزور ويبعد عنها مسافة 50 كم ويهيمن على ما حوله وتبدو أسواره الشامخة وأطلال مبانيه المختلفة كأنها تتحدث عن عظمة الماضي العريق.

أهم حاضرتين في محافظة دير الزور

الميادين: وتبعد عن دير الزور نحو 45 كم وتقع وسط سهل خصيب وتعتبر من أهم أسواق التبادل التجاري بين البدو وسكان الريف.

البوكمال: تبعد 130 كم عن دير الزور وتقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات وتفخر بكثرة المواقع الأثرية فيها مثل الصالحية وماري.