المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة حياة القديس مار اسحق


fouadzadieke
04-10-2005, 11:43 PM
قصة حياة القديس مار اسحق

إن ابانا البار القديس المتوشح بالله و النجم السماوي الساطع هو سوري الاصل، و لذلك اطلق عليه سرياني، اي من سوريا.
و قد ولد على الارجح سنة 596 ميلادية بمدينة نينوى من ابوين لا نعرف عنهما شيئا حتى تاريخه.
وفي فجر شبابه، ترك هذا البار العالم وكل ما فيه هو و اخيه، و انخرط في سلك الرهبنة بدير مار متى الذي كان يعيش فيه حينذاك عدد كبير من الرهبان الذين كانت سيرتهم تشبه، و لبس الاسكيم الرهباني فيه.
و انطبق عليه قول القديس يوحنا سابا:"اولئك الذين اشرقت عليهم بشعاع من حبك، لم يحتملوا السكنى بين الناس."
و بعد ان مارس هذا القديس الحياة الرهبانية العلمية هناك، و بلغ الى درجة سامية في الفضيلة، تولد تولد فيه شوق لحياة السكينة العميقة، و اخذ قلبه يشتعل بجمر السيرة النسكية المنعزلة، فترك الدير و ذهب الى البرية، و عاش متوحدا في قلاية منفردة، ليتسنى له التامل و الاتحاد بالله.
و لقد قالت بعض المصادر ان مار اسحق السرياني كان يتناول ثلاث قطع خبز في الاسبوع، ممزوجة بقليل من البقول مع بعض الحشائش (الخضراوات)، اما الاطعمة المطهية بالنار فلم يذقها.
و اثناء توحده في قلايته منفردا، تسلم شقيقه رئاسة الدير، و داب على مراسلته و مطالبته بالعودة الى الدير الذي عاش فيه حياته الاولى.
لكن عشقه الشديد للبرية لم يدعه يتخلى عنها إطلاقا. فكتب لاخيه قائلا:
"...لست قويا الى هذا الحد ايها المغبوط، و لعلك لا تعرف ضعفي. يبدو لي انك تريد هلاكي، اذ تطلب مني دائماان اراك لانك تلتهب شوقا الي، و هذا ما لا يجب ان نهتم به".
"اخي، لا تطلب مني ما يؤمن للجسد الراحة و الرغبة فقط، بل اطلب ما يؤمن خلاص نفسي. سنغادر هذه الحياة بعد زمن قصير. الا تعلم انني ساصادف، في مجيئي اليك و رجوعي، اشخاصا كثيرين و اناس متعددي الانواع؟"
"فهل تجهل ان الاسباب التي تولد الافكار ستزداد في نفسي بسبب اللقاءات، و ان الشوق سيوقظ الاهواء التي كانت قد هجعت قليلا، فاستراحت نفسي منها؟ لا تجهل هذا.. ان رؤية اهل الدنيا تؤذي الراهب، وانت تعرف هذا. تامل مقدار التغيير الحاصل في ذهن من قضى زمنا طويلا في السكينة، ثم انفصل عنها فجاة، و نظر و سمع ما لم يتعوده".
"قاذا كان لقاء الرهبان بعضهم البعض يؤذي الراهب المجاهد الذي لا يزال يحارب ضد عدوه، و الذي لا تتفق حالته مع احوالهم، ففي اي بئر نقع، و اي جهاد سيطلب منا كي ننفذ من مخالب العدو نحن الذين حصلنا على المعرفة بخبرة كثيرة؟"
"لذلك لا تطلب مني ان افعل هذا الامر دون ضرورة. و لا يضلنا احد ويقول ان السماع و النظر لا يؤذيانا بشىء، و انا سنبق بالفكر على ما نحن عليهسواء في البرية ام في العالم، في قلايتنا ام خارجها. واننا لن نضطرب بسبب ليننا، ولن نتغير و نميل نحو الشر، و لن نحس بازعاج الاهواء لنا اذا صادفنا الاشياء و التقينا بالاشخاص. ان الذين يتفوهون بذلك، لا يتاثرون بهذه الامور ولو تخضبوا بالجراح. اما نحن، فلم نبلغ صحة النفس بعد، فجراحنا ما زالت تفوح بالنتن واذا ما تركت يوما بلا علاج وضماد، ترعاها الديدان."
ورغم انه لم يذعن الى توسلات اخيه كما هو واضح من الرسالة، رغم انه كان يشدد على قضية رجوعه الى الدير.
الا انه لم يستطع التهرب من دعوة الاب السماوي (التي تمت
من خلال رؤيا الهية) ولا رفض رسامة كنيسة النينويين و رعاية سفينتها و توجيهها. فترك البرية التي كان قلبه ملتهبا بحبها واتى الى نينوى، و رسم اسقفا وتسلم رعاية كنيستها. هذا لانه لم يكن من اللائق ان يبقى السراج مخفيا تحت المكيال، ولكن ليوضع على المنصة الرعائية لتشع فضائله للجميع. لكن ضوءه لم يستغرق طويلا حتى غرب.. على ما يبدو، لم يكن العالم مستحقا له.. اذ في يوم من الايام، بعد تسلمه عصا الرعاية، بينما كان في مبنى الاسقفية، جاء اليه اثنان، احدهما دائن و الثاني مدين، و كان الاول يطالب الثاني بالدين الذي عليه، رغم ان الثاني كان يعترف له به. واذ لم يكن متوفرا لديه المال، طلب من الاول ان يمهله وقتا قصيرا ليؤمن له المال المطلوب.
فانتفض الدائن، وقال للقديس:(ان لم يف هذا الرجل الدين اليوم، فاني ساشتكيه الى القاضي.)
فاجابه القديس:"اسمع يا بني، ما دام الانجيل يوصينا بعدم مطالبة الاشياء المغتصبة ذاتها، افلا ترى انه حري بك ان تمهل مديونك يوما واحدا ليؤمن لك مالك؟"
فاجابه ذاك العاتي المستبد:"دع الان جانبا ما يقوله الانجيل."
فلما سمع هذا الكلام، قال في نفسه:"ماذا جئت لاعمل هنا، ما دام هؤلاء الناس لا يسمعون لوصايا الانجيل؟"
وبعد ما تذكر حياته الهدوئيه الاولى البعيدة عن الاضطرابات، وراى نفسه مشتتا بمسؤوليات الاسقفية، وقارن بينهما، ترك منصبه وتوجه الى البرية المعشوقة راجعا الى قلايته، وقضى بقية حياته مجاهدا بثبات ضد الشياطين ومتطلبات الجسد.
وبصفة عامة، ان هذا التصرف ليس بامر معاب، وانبدا لاعين محبي الله فيه شىء من الغرابة وعدم الثبات.
لكن هذه هي حال رجال الكمال والفضيلة. فهؤلاء الرجال وامثالهم، لا شك انهم منارات روحية لا عيب فيها. وهذا ما يؤكده بولص الرسول، اذ يقول:"الروحي يحكم في كل شىء وليس يحكم فيه احدا".
وقد قيل ان مار اسحق ترك الاسقفية، ولم يرجع الى مغارته الاولى، وانما ذهب الى برية شيهيت واقام فيها سنوات. اما عن المدة التي قضاها مار اسحق في الاسقفية، فلم تزد عن خمسة اشهر من رسامته اسقفا.
و يجدر الاشارة ان مار اسحق السرياني، عندما اعتزل منصبه الاسقفي، لم يكن الاول ولا الاخير في عمله هذا، بل ترى العديد من الاباء الاساقفة قد تركوا منصبهم الاسقفي واعتزلوه.
بعد ان بلغ مار اسحق سن الشيخوخة، رقد في الرب عام 700 ميلادية، بعد حياة حافلة مديدة، زادت عن المائة عام. هذا، وقد دفن جسد القديس مار اسحق السرياني في دير ربان شابور.


من كتاب سير القديسين للكاتب ملاك لوقا.

georgette
04-10-2005, 11:56 PM
صلاة في وقت المحنة
الهي، في العلالي بكبر خطيئتي تكبر عطيئتك،، في ساعتي الصعبة هذه، عند انزلال نفسي ،عندما احقد واكره، عندما اعيش فقط بآلامي، وانسى سعادة خلاني، انسى تعزية ارواحهم بفجيعتهم، انسى وهبهم الامل في عجزهم، ساعدني ربي ان لا انسى ذلك، ساعدني ان اغرق بالصمت الذي يكمن في كل مكان قف بجانبي وخذ بيدي،في ساعة محنتي**جورجيت**