المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فراش الذئب


georgette
31-01-2007, 09:39 PM
فراش الذئب
في أحد الأيام ، خرج الأرنب من مخبئه ، وتوجه إلى بيت الذئب. لقد قرر أخيراُ ان يعقد صلحاً مع الذئب.. فهو لم يعد يثق ببقية الأرانب إنهم دائماً على خلاف ، وندر ان يجتمعوا على رأي ، أو يتحدوا أمام خطر.
كان الذئب جالساً أمام البيت.. اقترب منه الأرنب وحياه ثم قال :
- لقد جئتك لأمر يا أبا ثمامة ، وأرجو أن لا تردَّني خائباً.
قال الذئب :
- أهلا أولاً .. ما هو الأمر الذي يحملك على المجيء إليّ بقدميك.. لعله أمر بالغ الأهمية ؟!
قال الأرنب :
- هو كذلك . لقد يئست من عناد أخوتي ، وجئت أعرض عليك الصلح، فماذا تقول؟
أطرق الذئب .. وبعد صمت قصير ، رفع رأسه وقال :
- موافق ، ولكن لي شرط وحيد، أتمنى أن توافق عليه.
قال الأرنب :
- إذا كان ممكناً ، فلن أعارض.
قال الذئب:
- لقد تقدمت بي السن، وداهمتني الأوجاع. وأنا بحاجة إلى فراش يقيني من حصباء الأرض.. أنا بحاجة إلى فرائك الناعم أيها العزيز . فهل تعيرني إياه؟
فوجئ الأرنب بهذا الطلب الغريب ، ولكنه قال :
- لا بأس .. فالوقت صيف، وأنا لا أحتاج لفرائي الآن.. سأقدمه هدية لك عربوناً للصداقة الجديدة. خلع الأرنب فراءه الجميل ، وقدمه للذئب الذي قال :
- شكراً لك أيها الصديق الرائع . شكراً لك.
ومرت الأيام سراعاً ، وجاء الشتاء ببرده وثلجه، وشعر الأرنب بحاجته إلى فرائه الدافئ، وأدرك كم كان غبياً عندما تخلى عنه للذئب.. وبعد تفكير طويل ، قرر أن يستعيد الفراء ، وإلا مات من البرد.
سار الأرنب متحاملاً على نفسه، يقاوم لسعات البرد قدر المستطاع، حتى وصل إلى بيت الذئب.
وبعد طرق متواصل على الباب، فتح ، وأطل منه الذئب برأسه الرمادي.. وما إن رأى الأرنب حتى صاح:
- أهلاً .. أهلاً بالأرنب العزيز . هلى من خدمة أستطيع أن أقدمها لك؟
قال الأرنب وهو يرتجف :
جئتك من أجل الفراء . أنا بحاجة إليه اليوم، وسوف أعيده لك بعد ان ينقضي الشتاء.
ضرب الذئب كف بكف ، وقال بحزن مفتعل :
- يالتعاستي ... يالشقائي!
صاح الأرنب :
- ماذا .. ماذا حصل ؟
قال الذئب :
- لن اقدر على تلبية طلبك اليوم . لقد مزقت الفئران بعض جوانب الفرو.. وكنت اعتزم إصلاحه الليلة لعلمي أنك ستحتاج إليه .
صمت الذئب لحظات ، ثم تابع كلامه :
- يسعدني أن أستضيفك الليلة أيها العزيز .. سوف أسهر الليل كله حتى أنجز لك فروك.. آه كم أنا خجل منك .. تفضل يا أخي .. تفضل .
ودخل الأرنب بيت الذئب، ولا تسألوا ماذا حدث بعد ذلك. فكل ما أعرفه أن أحداً لم يعد يرى الأرنب والذئب يسيران معاً ، كما ان الأرنب لم يظهر له أثر منذ ذلك الحين.
* * *
قصة ، من جمال علوش

fouadzadieke
31-01-2007, 09:53 PM
قيل قديماً إن الطبع يغلب التطبع يا أختي ولا أعتقد أن صداقة لا تقوم على منفعة ستنشأ بين الأرنب والذئب فالذئب غدّار بطبعه ولا يمكن أن يحافظ على أمانة أو عهد أو وعد. قصة ظريفة وجميلة تشكري يا غالية.

georgette
31-01-2007, 10:01 PM
تشكر على مرورك وتحليلاتك الجميلة والمفيدة يا ابو نبيل