المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تجاربنا في الحياة


الياس زاديكه
27-09-2005, 02:18 PM
أحبائي القراء.

لكل منا ولو كان صغير في السن . مجموعة خبرات ينفرد بها في الحياة بني علي أساسها فلسفته في التعامل مع الحياة ومشاكلها ومع الناس وفي المواقف المختلفة وكم يكون مفيد لو قدم كل منا خبراته للآخرين ليضيف كل منا سنوات من عمر الآخرين إلى سنوات حياته ويوفر علي نفسه كثيرا من التجارب المؤلمة التي علمت صاحب التجربة .
أنها نوع من العطاء وأحسب أنها من أقيم أنواعه تلك التي يقدمها الأب لأبنه الحبيب والأم لأبنتها العزيزة فأنت لا تقدم مال ، ولكنك تقدم خبرة وهي لا تقدر بثمن .
ضع عنوان للخبرة ثم قدم لنا ما لديك ولك الشكر مقدما من كل من سيستفيد من خبراتك.

ألياس زاديكه

georgette
27-09-2005, 07:04 PM
اخي الياس ،مثلما ارى وكالعادة لا يوجد اراء ومناقشات من احباءنا الزوار ولذلك ساحاول مرة اخرى البداية آملة سماع ونقاشات الاخوة ايضا فكل راي وتجربة تعلمنا الكثير مهما كانت صغيرة .
انا يا اخي كنت ومنذ طفولتي قد اقسمت على نفسي اذا سمح لي ان اصبح في يوم من الايام ام ان اصادق اولادي وان احاول حل مشاكلهم بالكلمة وليس باليد،،
كنت اقول لنفسي دائما ما رأيته وذقته لن افعله مع اولادي وساكون صابرة ،،اتصور في اغلب المواقف حققت ما كنت قد اقسمت عليه الا انه في يوم من الايام حدثت معي قصة علمتني باني لست الا انسان ضعيف ومحتار ، بلا ارادة وعزيمة.
ماتياس ،ابني ورغم ضخامة وقوة جسده الا انه يحتقر كل اساليب العنف ،كان في الصف الخامس عندما اتى الى البيت ودخل غرفته علمت بان هناك شيئ على غير ما يرام، ذهبت اليه وكلمته لكنه لم يتفوه بكلمة ولم ينظر الي حاولت اكثر من ساعة وبدل ان اتركه يرتاح ويراجع ما حصل بيومه اكرهته بالغصب على التكلم ،عندها علمت بان احد الاولاد من الصف الاول استسخره وضحك منه ، سالته الم تدافع عن نفسك ولما لا ،لم يعطيني جوابا فجن جنوني وسحبته من غرفته مؤنبة له ،كيف تسمح لعجيان كهذه ان تفعل بك ذاك وانت لا تفعل شيئ بالمقابل،دفعته وقلت حسنا فليفعن بك ما يريدون منك لهمن،رمى بنفسه على الارض ولم يتحرك له جفن ،،حاولت بكل قوتي ان اساعده على الجلوس ،ندهت اسمه اكثر من عشرة مرات ولكن لا حركة به،،فقط رايت دمعة واحدة نزلت من عينه ، اخذته بحضني وبكيته ومعه نفسي الضعيفة ،بعد وقت فتح عينيه وقال *اسف ماما ولكنه صغير بعد كان سيتالم اذا ضربته* اعتذرت له عن تصرفي الجاهل والغير واعي انما عذري كان انني ام احترق قلبها على ولدها،انما بعدها تكلمت اليه واوضحت له سبب تصرفي واعتزرت له مؤكدة بانه له كل حق بالدفاع عن نفسه فهو شخصية رائعة ومهم وذكي،،تعلم هو ايضا بان حل الامور ليس فقط بالضرب ولكن في بعض المواقف يجب عليه ان يحمي نفسه من غضب الزمان وخبث الاجيال.
انما ما تعلمته انا كان درسا اكبر، فما كنت قد قطعته على نفسي لم استطيع الوفي به فبتصرفي ذاك لم اكن احسن ولا ارحم من سابقينا، عندما رأيت دمعته تنزل من عينه كرهت نفسي وكرهت العوامل التي اجبرتني على تصرفي ذاك اكانت عوامل قديمة مرسخة ام عوامل حديثة ،ومنذ ذاك الحين وفيت ما اقسمته على نفسي تجاه اولادي ومصيرهم فهم ظهرنا الذي سيسندنا في يوم ما اما اذا كسرناه فلن يستطيع سندنا، وهم العين التي سنرى بهم في المستقبل فكيف اذا اعميناهم لهم ان ينيروننا.
هناك اشياء كثيرة اخذناها من الماضي جيدة وتعيسة منها ما نراه محق للمسير عليه ومنه ما نحاول تجنب الوقوع فيه ثانية وهنا احببت ان اشارك معك بهذه الحالة التي هي بنظري مهمة جدا،،جورجيت

fouadzadieke
27-09-2005, 07:48 PM
أختي جورجيت يقول المثل المصري "متى كبر إبنك خاويه" وهذا المثل صحيح تماماً فعلاقة الصداقة التي من الضروري أن تبنى بين الوالدين والأولاد ستلعب دوراً هاماً جداً في مستقبلهم وما الدرس الرائع والعظيم الذي أعطاه ابنك ماتياس في حسن تصرفه إلا عظيماً ليس لك فقط لتتعلّمي منه بل لنا جميعاً لقد فكر بعقله على خلافك حيث فكرت بعاطفتك كأم ولك عذرك ولكن له عذره هو الآخر وما سلوكه على هذا النحو سوى قوة عظيمة يجب عليك أن تشكريه عليها.

فؤاد

georgette
27-09-2005, 08:01 PM
اخي ابو نبيل،،رغم اني اعلم علم اليقين بان ابني ماتياس ليس كبقية الاولاد من عمره الا انني احمد الرب عليه فهو من القلب ارحمهم ومن العقل اذكاهم ومن الضمير اكبرهم فهو يدي المساعدة وعيني الضعيفة وقوة رجلي ،نعم كان طريق صعب وطويل عشناه معا ولكني اشكر الرب لانه اعطاني اياه فهو ملاك على الارض**يقول خاله فهمي** بقلبه الصافي ونفسه المسامحة لقدر السزاجة ،،:p
معك كل حق وانا اعترفت بغلطي الكبير وتعلمت منه،،اختك جورجيت

الياس زاديكه
27-09-2005, 09:37 PM
أختي جورجيت.
أشكرك على شفقتك علي بمشاركتك هذا الموضوع إن قلت قيم فهو فعلا موصوعا قييما.
نعم ! لم يتبق لي ماأقوله لأنكما أنت وأخي فؤاد قد عبرتما مافيه الكفاية ، لكن ملاحظة صغيرة أريد أن أضيفها إلى مقالاتكم .
ليعلم الجميع بأن ماتياس ليس ذاك الجبان بعدم رده على صديقه الشاذ . بل قوة وجبروت من إبننا الحبيب ماتياس . له فقط مفتوحة الجنة أبوابها على مصراعيها . لأنه عالج الموقف بحكمة وتتدارك للأمر مما زاده قوة وإيمانا بالله . تكمن في نفسية ماتياس التسامح ، والتواضع ، والبعد عن الرذيلة .
لو سألتك هذاالسؤال ماذا سيكون ردك . بمن تكمن من البشرتلك الصفات الحميدة؟
تصرفك معه ولو كان دافعه حنان الأم ومحبتها ، إلا أنه كان نوعا ما قاسيا بالنسبة له . لم يرغب بإباحة الحقيقة التي تعرض لها من أصدقائه كي لا تكبر المشاكل . لذا وقعت تلك الجوهرة الثمينة من عينيه معبرا بها إحساسه لك . أنا أقبل عيونه وأفتخر به كإبن أخت لي ،****إنه جبار****

أخوك ألياس

georgette
27-09-2005, 11:15 PM
أخي الحبيب ابو فرانس،،اعلم علم اليقين بانك تعلم ما اعني ولذلك لن اعتذر لك،،ها ها ها.:D :p
قصدي يا اخي هو انني الاحظ بان المواضيع الجيدة كثيرة والمناقشات بها قليلة واتصور البعض يحتاج لبادئ اول ولكني كما ارى الباديئين هما هم لا يتبدلون، على اية حال،،اشكرك يا اخي على ردك الجميل ووصفك لماتياس بهذه الحلاوة ،من دروس كهذه نتعلم ونتقوى واشكر الرب على تلك التجربة فمن خلالها علمت وتعلمت اشياء جديدة وما الانسان الا بكتاب تزداد صفحاته يوما بعد يوم ،فيها المضحك وفيها الجاد وفيها النافع،،،قدم موعد زيارتكم الى طرفنا فنحن بشوق اليكم والى ان نلتقي قريبا اختك جورجيت:) :)