تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقالات في آزخ "المقالة الخامسة"


fouadzadieke
25-09-2005, 01:03 PM
مقالات في آزخ "المقالة الخامسة"

هل يمكن أن يكون للحقيقة أكثر من وجه واحدة؟

هل يمكن أن يكون للحقيقة أكثرُ من وجه واحدة؟ إنه سؤالٌ راودني كثيراً خصوصاً وأنا مثل غيري من الذين يقرؤون التاريخ ليرى فيما إذا كانت للحقيقة الناصعة البياض وجوهٌ عدّةٌ أو أنّ البعض يريد إلباسها أقنعة مختلفة الأذواق والألوان والأشكال لتناسب واقعاً معيّناً يريدونه وحالا يتهافتون على إقرارها واقعاً لا مناص منه! مع أن هذه الأقنعة لا تمتّ إليها بصلة ولا تعبّر عن شيء من الحقيقة على اعتبار كونها حقيقة، فهي اصطناعٌ للحقيقة المشوّهة وتعتيمٌ لوجهها المبهر في محاولة يائسة تقود إلى ضلال معرفي وغواية فكرية قد يضيع المرء غير المطلع على حقائق التاريخ وبيّناته، أو للمتمرّس في فهم تحولات الماضي بكل ثباته، فيتوه في أزقته المتعرّجة وأوديته المتشعّبة وهم بالتأكيد ثلّة من الناس تحيط نفسها بهالة من القدسية لمنع المساس بمكتسباتها التي حققتها من خلال الاستمرار في عمليات تزوير التاريخ عبر مراحل سنوات طويلة سعتْ من خلالها إلى إحاطة الحقيقة بغلاف من الباطل المشوّه لوجهها والمحجب عنها بهاء جمالها لتتعسّر الرؤية بعين العقل والحكم بمنطق إقرار الحق وليس خلافه!

إن هذا ما كان شأن أخوتنا العرب المسلمين خلال وعقب غزواتهم وحروبهم التي استمرّت لسنوات طويلة حيث زهقت الأرواح وهدم العمران وأتلفت الحياة في كل بقعة أرض وصلت إليها جحافل جيوشهم وهي تسعى من خلال التعديات غير الأخلاقية إلى مسح الهوية الوطنية الأصلية وتهاوى كلّ شيء تحت حوافر خيل الغزو والاستعمار و الانتهاكات المستمرّة التي رافقت أغلب مراحل تلك العهود فلقيت الشعوب الويلات من غازيها وعاشت تحت وطأة سيف الخوف والترهيب والعنف وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح للعمل على طمس حقيقة هذا الوجود وأصالته ومسخ مقوماته وتحويله إلى تابع لا حول له ولا قوة ومن ثم لا هدف ولا أمل في البقاء إلا وفق الشروط والمواصفات التي قررها العرب الغزاة وهم يسمّون ذلك فتوحاً ويطيب لهم تسمية الغزو الأوروبي لهم بالاستعمار. أليس هذا نوع من قلب حقائق التاريخ ومسخ وجهه الحقيقي؟ بل هو تزوير للتاريخ وكذبٌ فاضح لا ينطلي على أحد ممّن يملك عقلا؟ ومتى كان هدف الغزوات الإسلامية هو نشر تعاليم الدين المحمدي الجديد، فهل يتناسب هذا مع مقولة "لا إكراه في الدين"؟ وقد كان الإكراه في الدين سبيلا ونهجاً متّبعاً لحرف الناس عن أديانها التي آمنوا بها أباً عن جد! ثمّ ومتى كان الهدف المزعوم هو نشر مبادىء هذا الدين، فلماذا استقرّ العرب المسلمون في هذه البلدان واحتلوها وفرضوا عليها قوانينهم وظلموا شعوبها بدل أن يعودوا أدراجهم إلى قوقعة شبه جزيرتهم العربية التي خرجوا منها؟

إن ارتفاع الأصوات الذي لا يزال يصدر عن حناجر مزغردة وهاتفة لإعادة أمجاد هذا التاريخ وهي تشجب الإحتلال الأمريكي لأفغانستان وللعراق وتطالب بجلائه، فيما تتغنى بأمجاد "الأندلس" وتدعوا إلى استعادة هذه الأمجاد (ومن البديهي أن ذلك لن يحصل إلا من خلال فتوحات إسلامية جديدة، يقوم بها أحفاد الغزوات على مختلف تسمياتها وتواريخها) إنه لعمري أسوأ ضرب من ضروب الجنون الفكري والعنجهية العمياء التي لا تريد الخروج من قوقعة الأحلام والتوهّمات وهي ترفض قبول الواقع الجديد وهو واقع ليس الهروب منه ممكناً! إن أصحاب هذه العقلية الوحشية بفسادها وبتعدد صورها واختلاف غوغائياتها المذهبية تبدو صورها وأشكالها تحت مسمّى العروبة والعروبية وهي دعوات لا تقلّ شوفينية عن غيرها من الأفكار النازية أو الفاشية أو غيرها في التاريخين القديم والحديث، وأن يكون العرب "كنتم خير أمة أخرجتْ للناس" على ما جاءت به من قهر ودمار وموت واستبداد فليس هناك "أسوأ أمة على وجه الإطلاق" أما دعوى أنها "تنادي بالمعروف وتنهي عن المنكر" فليس هناك شعب من شعوب العالم لا ينادي بالمعروف وينهي عن المنكر من جهة! ومن جهة أخرى فإن المنكر الذي رافق حياة العرب المسلمين من بذخ وإسراف وعهارة و صرف أموال الخزائن المجتباة من دماء الناس وعرقهم (كضرائب) في أشكال الفسق والفجور والبذخ الذي لا حدود له ليس من مكارم الأخلاق والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف في شيء! وهو لا يقلّ بحال من الأحوال عن مقولة أن "الشعب اليهودي هو شعب الله المختار" إنهما صورتان لوحشية فكرية وتقوقع جامد يستهدف استئصال كل من لا ينضوي تحت لواء العروبة والعروبية أو الصهيونية والصهينة السياسية، وبالطبع فإن تحقيق هاتين المقولتين العروبية والصهيونية لن يتمّا إلا بأسلوب القهر الفكري والمعنوي والسياسي وغيره وعلى رؤوس وجماجم من ليسوا عرباً أو صهاينة! وقد لا تسمح لهم الظروف الراهنة بأن يشهروا سلاحهم مثلما أشهروه في الماضي وقبل 1500 عام لقلب المعايير وتغيير الموازين الدولية الحاصلة على هذا الكوكب الأرضي البائس! ونقول بكل أسف فإنه من خلال هذه النظرة العروبية والدعوة إليها تمّ تصفية الكلدان والسريان والآشوريين في العراق وتركيا وسوريا وغيرها من البلدان والأقباط في مصر والتركمان والأكراد في كثير من الأمكنة والبربرفي شمال أفريقيا العربية حالياً وغيرهم من الأقليات غير العربية وهي كانت سكان البلاد الأصلية تم تصفيتها بحجة نشر مبادىء العروبية والعروبة وهذا يتناقض مع المبادىء التي دعا إليها الدين الجديد!

من الملاحظ أن المرء يتعلّم من مراحل التاريخ وسيره وأحداثه ومتغيّراته الشيء الكثير، أما الجاهل فهو الشخص الوحيد الذي لا يستطيع أو هو لا يريد التعلّم من الأغلاط واتخاذ العبر والدروس من التاريخ الذي هو المعلّم الأكبر للشعوب بحسب رأيي!

فالفرس في أيام حكمهم للمنطقة العربية سعوا جاهدين إلى فرسنة شعوب المنطقة بما توفر لهم من قوة وجبروت وعملوا على خنق هذه الشعوب والعمل على اضمحلالها في بوتقة فارسية تجرّد هذه الشعوب من خصوصياتها القومية وخصائصها وتركيبتها الإجتماعية وهم استطاعوا بشكل أو بآخر تحقيق أشواط بعيدة من التقدم في هذا المسعى الهمجي واللإنساني من خلال القهر والترهيب والتهجير والتوطين وإحلال لغة الموت والقتل محل لغة البناء والعمران والخير ولقيت بلدتنا المسيحية آزخ في أعوام الإضطهاد الأربعيني على يد سابور الثاني (339 - 379) م من ظلم هؤلاء الطغاة في عصورهم المختلفة كل أشكال الظلم فقد هجر شعبها إلى مناطق داخل المملكة الفارسية وتم الضغط على شعبها وقتله ومات منه في تلك الأزمنة قتلا آلاف من أبنائه وخاصة بعدما نالت (آزخ) بشارة الإنجيل واهتدى أهلها إلى نور الحق الذي لم يرقْ لملوك الفرس عبدة الأصنام.

بكل أسف لم يحاول العرب (635 - 1258) م الإستفادة من الأغلاط القاتلة التي وقع فيها الفرس من قبلهم، وهم لم يحاولوا تجنب المزيد من إرهاق الدماء وزهق الأرواح بل تفننوا بأشكال جديدة من فنون الإرهاب والترهيب ومنها ما لم تتمكن عبقرية الفرس من اكتشافها فكان العرب لهم شرف اكتشافها وتنفيذ أسلوبها الإجرامي من خلال ممارسات تحفل كتب تاريخهم بالتباهي والتفاخر بوقائعها على أنها خرق للعادة وقهر للزمن ودليل قوة وجبروت تنبيء عن "عظمتهم" وأية عظمة! فقد فرض المسلمون على غير المسلمين الجزية "وهم صاغرون" وفرضوا عليهم كذلك الإسلام بالقوة أو بالاختيار والذي كان يخضع لمنطق القوة هو الآخر بشكل أو بآخر. لقد فرض الدين الجديد فرضاً وهو يتعارض بوضوح تام مع مقولة "ولا تهدي من تحبّ فالله يهدي القوم الصالحين" وهدمت كذلك دور العبادة ولم يسمح بترميم الكنائس المهدمة أو التي على وشك أن تتهدّم ولم يسمح لهم بتعميذ أطفالهم على دين آبائهم ولم يسمح لهم بضرب نواقيسهم بحجة أنها تزعج بأصواتها المسلمين في حين يعلو الأذان من المؤذّن ليشقّ أجواز السماء، كما أن بعض دور العبادة المسيحية حوّل إلى مساجد وجوامع و أُلبس المسيحيين ألبسة ووضعت عليهم شارات ليصار غلى تمييزهم من غير المسلمين كسلوك ديني وعرقي أرعن في وقت يلوم فيه العروبيون هذه الأيام إسرائيل بأنها تنتهج سياسة عنصرية ! ألم تكن كل تلك السياسات من قبل العرب المسلمين بحق المسيحيين عنصرية؟ ومتى كانت لها تسمية أخرى فما هي؟ كما إنه من الجدير بالذكر القول أن فرض الجزية على المسيحيين تمّ بشكل فظيع وقاس وباهظ التكلفة والتحمّل لإجبارهم على إعلان الاستسلام واعتناق الإسلام كحل أسهل وأمثل للخلاص من ذلك الظلم والقهر الفظيعين ولم يأت ذلك عن إيمان كما يزعمون! إن هذا الأسلوب الشيطاني لتعجيز الناس ودفعهم إلى التزام ما لا رغبة لهم فيه كان أسهل السبل التي اتبعها المسلمون الفاتحون (635 - 1258 م حيث قضى هولاكو على أخر خلافة إسلامية وهي العبّاسية) لأسلمة عباد الله من غير المسلمين ويسمون كل هذا عدلا ورحمة وإنصافاً! أليس في هذا ما يدعو بحق إلى السخرية والهزء؟

إن شواهد التاريخ حافلة بهذه المآسي ومظاهر هذا الخزي الذي يفخر به العرب منذ فجر تاريخهم الفتوحي المدمّر ولا يمكن مع كل هذه الحقائق أن يقال عن العرب المسلمين :أن التاريخ لم يعرف فاتحاً أرحم منهم" وعلى الرغم من أن القائل "غوستاف لوبون" لم يكن عربياً إلا أن هذا لا يمنع عدم صحة هذا القول فدلائل التاريخ وشواهده غنيّة بما ينفي صحة قول كهذا و ليس بمقدوره أن يمحو العار الذي لحق بالعرب من جراء هذه الحروب والفتوحات الإستعمارية التي ساقوا من خلالها الموت إلى أطراف بعيدة من ديار الله الواسعة بحيث فاقت في شراستها ما جلبته الحروب الصليبية (بداية آذار 1096) م التي اتجهت إلى بلاد المشرق في مسعى استعماريّ هي الأخرى من ويلات ومآس كثيرة، وليس إكراماً لسواد عين المسيحيين العرب كما زعم أصحاب هذه الحروب!


لم يتعلّم العرب من الفرس شيئاً و وقعوا في نفس الأخطاء وهو تعريب الشعوب التي وقعت تحت سيطرتها ونفوذها. ثمّ يأتي الأتراك العثمانيون أعتى قوة ظالمة في تاريخ الشرق لتنهج نفس المنوال وتسير على ذات الوتيرة من القتل والتدمير والتهجير والذبح والفتك والاغتصاب وعمليات الأسلمة بتضييق الخناق على المسيحيين وقد لاقت (آزخ) الويلات وعانت الكثير من المظالم ودفعت ضحايا أبناء بررة أحبوا الناس وتعلّموا مبدأ التسامح! هدفت سياسة التتريك إلى القضاء على كل ما هو غير تركي عثماني ومن جديد يدفع شعبنا مع الشعوب الأخرى ثمناً باهظاً لهذه الأعمال الإرهابية وغير الإنسانية والتي استهدفت البشر والحجر حين أعلن يوم الخميس 18 شباط 1915 الأمر بقتل وإعدام المسيحيين وانطلقت البداية من قرية (قره باش) وهي قرية كبيرة آهلة بالسكان تقع في شرقي ديار بكر على مسافة 10 كم سكانها سريان مع قلة من الأرمن هجم عليه الأكراد قبل هذا التاريخ مرات كثيرة بدءاً من عام 1895 م!

رأينا عقب مراحل التاريخ وعشنا كمسيحيين (أهل آزخ) كل أنواع القهر والتعديات والنهب والتدمير والسبي وعلى مدار سنوات طويلة كانت مكلفة ومتلفة وحتى بعد وصول الكمالية إلى الحكم فيما بعد ذلك التاريخ 1923م لم تنج (آزخ) وغيرها من البلدات المسيحية من أنواع التعديات وأشكال القهر اللابشري! إذ بقي الوضع على ما هو عليه وإن قلّت حدّته بعض الشيء ولكن سرعان ما تلاشى كل ذلك.

إن الويلات التي تعرض لها المسيحيون تحت حكم الترك كانت هي الأخرى قاسية ومؤلمة مما ترك جروحاً عميقة في جسد التاريخ الإنساني المسيحي ولطخة عار في جبين الإنسانية لن تمحوه الأيام بسهولة. وتحاول تركيا جاهدة التعتيم على ما جرى بل على طمس الدلائل والمؤشرات ومن يدري فربما قامت أوهي تقوم بتلف جميع الوثائق والمستندات التي تدينها في أعمالها الإجرامية تلك لكي تخرج من هذا الموقف كما تخرج الشعرة من العجين! لكن الذي سطر في جبين التاريخ ليس بمقدور تركيا ولا غيرها مسحه أو القضاء عليه فهو الشاهد الذي يظلّ غائباً حاضراً!

ويتكرّر الخطأ ذاته من الأكراد الذين حكموا مناطق في تركيا فأساموا شعوب تلك المناطق جميع صنوف العذاب والقهر والقتل والتدمير والذي يؤسف له أن الدين كان منذ الفتوحات الإسلامية وإلى أيامنا هذه هو السبب المباشر أو غير المباشر لهذه المجازر التي وقعت وكانت لها خلفيات دينية على الدوام وإلى أن يظلّ المسلمون يتشدّقون بحجج دينية واهية لإثارة النعرات والفتن وتبرير أعمال القتل فإنه لن تقوم لهم قائمة!

ولم يتمكن الأكراد من الإستفادة من أغلاط من سبقهم من الفرس والعرب والترك وهم ذاقوا في مراحل تاريخية صنوفاً من القهر والتعديات التي كانت تعقب أو تأتي رداً على محاولاتهم الإنفصالية أو الإنقسامية فيما لم تكن لنا مثل تلك الرؤية لنعاقب على شيء! عانينا من ظلم الفرس المجوس وعانينا من ظلم العرب الأعراب وعانينا من مظالم الترك الشوفينيين ومن ثم من الأكراد الذين سعوا ولا يزالون حتى اليوم إلى تتريك المناطق التي تقع تحت سيطرتهم دون وازع من ضمير أو خشية من أن يلعنهم التاريخ مثلما لعن سابقيهم من قبلهم!

متى كانت هذه أو تلك "كردستان"؟ فأين آشورستان؟ و أين كلدانستان؟ أو سريانستان؟ أو أرمينستان؟ هل كانوا بقايا أقليات؟ إن التاريخ لا يقول هذا ولا يؤكد مقولة "كردستان! ليست هناك من أرض معينة منذ فجر البشرية كانت لشعب دون سواه وما الانتقال والترحال والهجرات والاستيطان إلا بدايات أولية لنشوء البلدان وكانت الحاجة والقوة تلعبان دائماً الدور الرئيس في هذه التحولات!

لقد تعرّض الكرد للفرسنة (الفرس) وللعربنة (التعريب) وللتركنة (التتريك) وها هم اليوم يسعون إلى الأكردة بحق الشعوب الأصلية التي نسكن بلادها والتي تقع تحت مناطق نفوذهم! إنها مهازل واضحة في التاريخ لا يحاول أحد أن يأخذها بعين الاعتبار ويسعى إلى التفكير السليم في التعامل مع جميع الشعوب القاطنة في هذه المناطق أو تلك!
فهل كان السومريون والبابليون والأكاديون والآشوريون والكلدانيون والسريان شعوباً من كواكب أخرى هبطت على سطح هذه الأرض فلا أرض لها ولا وجود أو اعتراف؟ ربما لا يحاول أصحاب القرار فهم هذا أو هم يحاولون ما كان بمقدورهم أن ينزعوا عن وجه الحقيقة بياضها الناصع ليصبغوه بألوان مزيّفة وغير أصلية ولهذا فهي لن تكون ثابتة ولن يدوم لها الحال! لم تنفع سياسات التفريس ولا الأعربة ولا الأتركة ولن تفيد أساليب الأكردة وإن فادت فلحين ليس إلا!

لماذا يسعى الناس إلى بناء خطأ جديد على أساس خطأ قديم ثبت بطلانه ونكره التاريخ شرّ نكران؟ وماذا ستكون نتيجة هذه التراكمات من الأخطاء؟ ومن الذي سيدفع كلّ الثمن؟ ثم أخيراً ألا يقود مثل هذا الكبت والقهر والتعدّي إلى انفجار يبدأ فكرياً ونفسياً وعقلياً ثم يتحوّل إلى جسدي وعملي يدمّر أشياء كثيرة؟ كما وجب القول للفرس أجداد الخميني وجب كذلك القول للعروبيين على اختلاف تشعّباتهم وطلاسمهم الفكرية والغوغائية البائدة، وكذلك للترك أحفاد الإنكشارية والعثمانية والخلافة الإسلامية ومن هم في حكم ومفاهيم حكامها اليوم وهم ينهجون ذات النهج القديم بأسلوب معاصر! ونقول للكرد أحفاد مجرمي التاريخ أمثال بدرخان (1843 - 1836) م والمير كور (1808 - 1836) م اللذين أثقلا ظهر بلدتنا (آزخ) بأحمال تعدياتهم الفظيعة والرهيبة، "لو دامتْ لغيرك ما كانت وصلت إليك" إن بلداتنا وشعوبنا في طور عبدين وغيرها من المناطق في تركيا والعراق ومصر تئن تحت ضربات القهر الديني العنيف ومهما دام ذلك وتبدّل فإن الحقيقة ستبقى ذات وجه واحدة لن تغيّرها كلّ الأقنعة المراد لها أن تحجب بهاءها وروحها!

فؤاد زاديكه
ألمانيا في 25/9/2005 م