georgette
18-10-2006, 10:18 PM
http://www.7mml.com/uploads/30e61ada80.gif
تــوبــة شــيــخ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
كان الشيخ فقيرا متسولا،يستعطي بباب الكنيسةبها راهب يمر يوما بالفقير فيكرمه بما توجد به يده ،ويعزيه بكلام عذب يحمله على الصبر،وبمرور الايام توطدت الالفة بينهما.وذات يوم،مر الراهب في طريقه فلم يلق الشيخ،فأرتأى بعد انتهائه من تادية الصلاة ان يبحث عنه ،فسأل عن محل سكناه فدلوه عليه،فسلك ممرا مظلما متجها الى منزله،فوجد بابا مغلقا فقرعه،فاجيب له بصوت خافت يأذن له بالدخول،فدفع الباب ودخل،فألفى غرفة مفروشة بالرياش الفاخرة،وفي احدى زواياها رجل ملقى على الفراش،فأجال النظر فيه فأذا هو الشيخ المتسول نفسه،فسأله عن حاله،فلاحظ وضعه الصحي مؤذنأ بدنو اجله.حينئذ نصحه الراهب بان يستعد للاقرار بذنوبه ويحاول الصلات من اجل راحة نفسه وضميره.فتنهد الفقير قائلا:ان ذنوبي واثامي السالفة اعضم من ان تمحى ،فلا تؤملني بنيل المخفرةيا اخانا،بل اصغِ الي لتسمع سيرة حياتي الشقية:
كنت اخدم سيدا فاضلا_فصادف ان تأججت نيران الثورة في مدينتنا،
فتشتت شمل الاسياد،وقبض على سيدي وعائلته بتهم باطلة،واستدعي الى القضاء،وبما انه لم يعرف عنه سوى الفضائل والاعمال الخيرية كتوزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين وعيادة المرضى،فلم تثبت الادلة عليه باقترافه المأثم،فأوشكت المحكمة ان تفرج عنه،لولا افتراء رجل خائن غادر،شكاه زورا وبهتانا،وكان ذلك الرجل (انا)،فحكمت المحكمة عليه مع قرينته وابنته بحكم الاعدام،
ولما اصعدوه وعائلته مكبلين ومقيدين الى موضع تنفيذ الحكم عليهم،
طلب السياف مساعدا له على اعدامهم،فلم يجرؤ احد على التفدم نحو السياف برغم احتشاد الجماهير _ وعندئذ شوهد شخص يخترق الصفوف تلبية لدعوة السياف لقطع رؤوس أولئك المتهمين المظلومين
،وكنت انا ذلك الشخص الحقود _ وهنا خنقت العبارات صوت الشيخ، فصرخ بعد هدوئه قائلا:اليست هذه الاعمال فضائح تقشعر من هولها الابدان وترتعد منها الفرائص؟ان مقترفها انا الشرير الخائن،ثم استطرد يقول :
وبعد مقتل سيدي وافراد عائلته سكنت قصره وتسلطت على املاكه،الا ان شمس سعادتي قد غربت،فتملكني عذاب الضمير وتراءت لي ارواح سيدي وعائلته،تبكتني على سوء افعالي وخيانتي _ فغادرت القصر مستصحبا معي هذه الامتعة، لاجئأ الى هذا المسكن المظلم،ظنأ مني اني اكفر عن اثامي الماضية،ثم اختنق صوت الشيخ،فصمت برهة ريثما يستعيد هدوءه،وبعد ذلك اخرج من جيبه صورة لسيده وعائلته،مع تصوير اخر لولدهم الذي نجاه القدر،فأفلت من السيف،وهرب الى حهة مجهولة،ولم يسمع عنه خبر بعد تلك الحوادث المؤلمة.
وكان الراهب اثناء حديث الشيخ _ وهو يصيغ بسمعه اليه _ يخال نفسه في حلم ،فما ان وقعت عيناه على الصورتين حتى تمزقت كبده احتراقا،فسقط على الارض مغشيا عليه،وبعد ان استعاد وعيه وافاق من غشيته،نهض وهو يصرخ : وا ابتاه!وا اماه!وا اختاه ! وبعد سكوت رهيب،حثا على ركبتيه مصليا،والشيخ يراقبه مدهوشا،وعند
انتهائه من الصلات تذكر قول السيد المسيح : فنهض نحو الفقير الذي حاول لثم قدمي الراهب،ابن سيده،ليستغفر ويطلب منه نسيان جحوده وتامره،ولكنه لم يستطع حراكا،فعانقه الراهب وقال له : اني بالسلطان المقدس الممنوح لي من لدن السيد المسيح احلك من اثامك السالفة ونيابة عن ابي وامي وشقيقتي , اغفر لك ذنوبك واصفح عن خيانتك - وعندئذ نطق الشيخ والدموع ملء عينيه قائلا ً : لا , .... لا ..... لا تعانق اثيما ً ناكرا ً الجميل مثلي ـ فأجاب الراهب : ان الله تعالى يأمرني بأن اسامحك واحلك من خطاياك , فأخذت العواطف المشفوعة بالندامة الصادقة من الشيخ كل مأخذ , ولم يتمالك عن الاقرار بالتوبة النصوح , شاكرا ً العزة الالهية التي انالته الغفران في ساعته الاخيرة . ولما انتهى من صلاته وندمه وتوبته بقوله : اممين , فاضت روحه بين يدي الراهب ابن سيده .
تــوبــة شــيــخ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
كان الشيخ فقيرا متسولا،يستعطي بباب الكنيسةبها راهب يمر يوما بالفقير فيكرمه بما توجد به يده ،ويعزيه بكلام عذب يحمله على الصبر،وبمرور الايام توطدت الالفة بينهما.وذات يوم،مر الراهب في طريقه فلم يلق الشيخ،فأرتأى بعد انتهائه من تادية الصلاة ان يبحث عنه ،فسأل عن محل سكناه فدلوه عليه،فسلك ممرا مظلما متجها الى منزله،فوجد بابا مغلقا فقرعه،فاجيب له بصوت خافت يأذن له بالدخول،فدفع الباب ودخل،فألفى غرفة مفروشة بالرياش الفاخرة،وفي احدى زواياها رجل ملقى على الفراش،فأجال النظر فيه فأذا هو الشيخ المتسول نفسه،فسأله عن حاله،فلاحظ وضعه الصحي مؤذنأ بدنو اجله.حينئذ نصحه الراهب بان يستعد للاقرار بذنوبه ويحاول الصلات من اجل راحة نفسه وضميره.فتنهد الفقير قائلا:ان ذنوبي واثامي السالفة اعضم من ان تمحى ،فلا تؤملني بنيل المخفرةيا اخانا،بل اصغِ الي لتسمع سيرة حياتي الشقية:
كنت اخدم سيدا فاضلا_فصادف ان تأججت نيران الثورة في مدينتنا،
فتشتت شمل الاسياد،وقبض على سيدي وعائلته بتهم باطلة،واستدعي الى القضاء،وبما انه لم يعرف عنه سوى الفضائل والاعمال الخيرية كتوزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين وعيادة المرضى،فلم تثبت الادلة عليه باقترافه المأثم،فأوشكت المحكمة ان تفرج عنه،لولا افتراء رجل خائن غادر،شكاه زورا وبهتانا،وكان ذلك الرجل (انا)،فحكمت المحكمة عليه مع قرينته وابنته بحكم الاعدام،
ولما اصعدوه وعائلته مكبلين ومقيدين الى موضع تنفيذ الحكم عليهم،
طلب السياف مساعدا له على اعدامهم،فلم يجرؤ احد على التفدم نحو السياف برغم احتشاد الجماهير _ وعندئذ شوهد شخص يخترق الصفوف تلبية لدعوة السياف لقطع رؤوس أولئك المتهمين المظلومين
،وكنت انا ذلك الشخص الحقود _ وهنا خنقت العبارات صوت الشيخ، فصرخ بعد هدوئه قائلا:اليست هذه الاعمال فضائح تقشعر من هولها الابدان وترتعد منها الفرائص؟ان مقترفها انا الشرير الخائن،ثم استطرد يقول :
وبعد مقتل سيدي وافراد عائلته سكنت قصره وتسلطت على املاكه،الا ان شمس سعادتي قد غربت،فتملكني عذاب الضمير وتراءت لي ارواح سيدي وعائلته،تبكتني على سوء افعالي وخيانتي _ فغادرت القصر مستصحبا معي هذه الامتعة، لاجئأ الى هذا المسكن المظلم،ظنأ مني اني اكفر عن اثامي الماضية،ثم اختنق صوت الشيخ،فصمت برهة ريثما يستعيد هدوءه،وبعد ذلك اخرج من جيبه صورة لسيده وعائلته،مع تصوير اخر لولدهم الذي نجاه القدر،فأفلت من السيف،وهرب الى حهة مجهولة،ولم يسمع عنه خبر بعد تلك الحوادث المؤلمة.
وكان الراهب اثناء حديث الشيخ _ وهو يصيغ بسمعه اليه _ يخال نفسه في حلم ،فما ان وقعت عيناه على الصورتين حتى تمزقت كبده احتراقا،فسقط على الارض مغشيا عليه،وبعد ان استعاد وعيه وافاق من غشيته،نهض وهو يصرخ : وا ابتاه!وا اماه!وا اختاه ! وبعد سكوت رهيب،حثا على ركبتيه مصليا،والشيخ يراقبه مدهوشا،وعند
انتهائه من الصلات تذكر قول السيد المسيح : فنهض نحو الفقير الذي حاول لثم قدمي الراهب،ابن سيده،ليستغفر ويطلب منه نسيان جحوده وتامره،ولكنه لم يستطع حراكا،فعانقه الراهب وقال له : اني بالسلطان المقدس الممنوح لي من لدن السيد المسيح احلك من اثامك السالفة ونيابة عن ابي وامي وشقيقتي , اغفر لك ذنوبك واصفح عن خيانتك - وعندئذ نطق الشيخ والدموع ملء عينيه قائلا ً : لا , .... لا ..... لا تعانق اثيما ً ناكرا ً الجميل مثلي ـ فأجاب الراهب : ان الله تعالى يأمرني بأن اسامحك واحلك من خطاياك , فأخذت العواطف المشفوعة بالندامة الصادقة من الشيخ كل مأخذ , ولم يتمالك عن الاقرار بالتوبة النصوح , شاكرا ً العزة الالهية التي انالته الغفران في ساعته الاخيرة . ولما انتهى من صلاته وندمه وتوبته بقوله : اممين , فاضت روحه بين يدي الراهب ابن سيده .