المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجنس اللطيف معارضة شعريّة


fouadzadieke
09-09-2005, 07:51 PM
الجنس اللطيف معارضة شعريّة

شعر فؤاد زاديكه

كنتُ أتصفّح أحد المنتديات الأدبية فلفت انتباهي شخص عرض بضعة أبيات شعر عن المرأة وتفاخر بهذه الأبيات على أنها من أجمل ما قرأ وحين قرأتها وتوصّلت إلى قناعة أنه رجل يكذب حتى على نفسه قرّرت أن أردّ على أبيات الشعر التي استشهد بها في هجومه على المرأة و الأبيات التي استشهد بها هي:

لم أفهم الجنسَ اللطيفَ دقيقةً ** لغزٌ يحيّرُ أعظمَ الكتّاب ِ

يوماً تراهم كالفراش وداعةً ** يوماً يزيّنُ شكلهم أنياب ِ

مكرٌ يزيّن وجه كل جميلة ** لحياتها هدفٌ بلا أسباب ِ

أنْ تترك العشّاق تحت نعالها ** حتى تساوي بعضهم بتراب ِ

ضاع الكلامُ وضاع كلّ جميله ** ماذا تبقّى بعدُ للأحباب ِ؟

لغة العيون تناثرتْ أشلاؤها ** وسماؤها صارتْ بدون سحاب ِ.

وقد رأيتُ من واجبي الأدبيّ والإنسانيّ أن أردّ على مثل هذه النظرة غير الموضوعيّة عن المرأة فنظمتُ لتوّي هذه الأبيات قائلاً:

لمْ تفهم الجنسَ اللطيف لأنك ** أسفي عليك بلْ وسيلُ عتابي

لغزٌ يحيّر مَنْ يشاءُ إساءةً ** تأتي اللطيف بغير لطف حساب ِ

حين تراهم كالفراش وداعةً ** منك الوداعةُ في جميل كتاب ِ

وإذا رأيتَ بظنّك وتوهّم ٍ ** شكلا - كما أوضحتَ - في أنياب ِ

أنت الذي لو شئتَ تنظر جيّداً ** مرآة نفسك لافتهمتَ جوابي

"مكرٌ" وكلّ الناس فيها مكرها ** هل من رجال ٍ دون مكر ذئاب ِ؟

لحياتها هدفٌ جليلٌ حينما ** تعطي السّعادة َ أوسع الأبواب ِ

تبني لجيل ناهض وحضارة ** ظلمٌ كلامك ما بنيل ثواب ِ

"أنْ تُنزلَ العشّاق تحت نعالها" ** فلمَ لها العشّاقُ مثلُ كلاب ِ؟

يتقاطرون على هواها وحسنها ** حتى تُعفّر وجههمْ بتراب ِ

يحنون رأساً حين تلمس وجههمْ ** ولها تخرّ ركابكم وركابي!

"ضاع الكلامُ" بما غباؤك مُظهرٌ ** هل دون وصلها منيةُ الأحباب ِ؟

"لغةُ العيون" جميلةٌ وطريّةٌ ** تضفي على الإحساس فيضَ شباب ِ

فيضُ العطاء جمالها وفضاؤها ** إنْ صارتِ الأجواءُ "دون سحاب ِ"

ومتى تمنّعت ِالنّساء عليكمُ ** وتمانعتْ عشتمْ بنهر عذاب ِّ

هنّ الحياةُ وليس دونهنّ ترى ** حلو المعيشة بل شقاءُ عذاب ِ

إنّ الأنوثة متعةٌ وتلذذ ٌ ** فامنحْ لنفسك فرصةَ الإطراب ِ

وارجعْ إلى شعر رخيم شاءها ** وروائع الأقلام والكتّاب ِ

تبقى تسود الكونَ دون منافس ** ولها يكون الفوزُ بالألقاب ِ

أمّ وأختٌ وابنة ٌو حبيبة ٌ ** فاخرجْ بعقلك من ضباب سراب ِ

أمّ تهزّ الكونَ يوم تهزّه ** طفلا رضيعاً يانع الأزغاب ِ

وهيَ كما قالوا بحق إنما ** خيرُ المدارس في بنا الأسباب ِ.

إنّ الفتاة لديك يبدو (سيّدي) ** شرّ عظيمٌ ضاربُ الأطناب ِ!.

ألمانيا في 9/9/2005 م