توما بيطار
24-08-2006, 10:45 PM
الشاهدة ج 2
إذا قتلوني بعد أن قلتُ الحقيقة
فاشهدي أنهم عربُ
أمّي بعد أن اغتُصبتْ
قتلها رجال القبيلة
قالوا هذه المرأة زَنَتْ
رغم أنها بكتْ وغنّتْ
وصرختْ :واعرباه
لكنّ أحدا" لم يسمع صوت القتيلة
ومعتصم مات
ومات خالد
وماتت كلّ القبيلة
وماتت كلّ القبيلة .
هل أحد منكم يعرف بيروت ؟
هل سمعتم صوت الطائرات تقصف ؟
هل سمعتم صوت الصواريخ تعصف ؟
هل سمعتم أصوات الأطفال تحت الأنقاض ؟
هل رأيتم بيروت العاشقة تبكي
تصرخ..تموتْ ؟ .
عندما عبرتُ بيروت
كانت رصاصات العدو ترسم خارطة في صدري
وتابعتُ المسير
وقررتُ أن أسير
كانت أفراح النصر تزيد عمري
وجمعتُ الوطن كلّه نبضة في قلبي
وهللتُ لأجلك ياوطني الكبير
ولكّن رصاصة عبرت ظهري
وقصفتْ عمري
وسقطتُ على الأرض أحضنُ التراب
لأن عمري كلّه من أجل التراب
ولكن اشهدي بأني لم أخشَ الأعداء
وبأنني قاومتُ رغم قوّة الأعداء
ورسم الرصاص على صدري خارطة صمّاء
واشهدي بأني لم أخشَ للعدو مهابة
وبأن قاتلي ليس من الأعداء
اشهدي بأن قاتلي كان من القرابة.
منذ عدّة أعوام
كانت هناك مدينة اسمها بيروت
كانت تعشق البحر
وتنام في المساء مكشوفة الصدر
كانت لها أحلى العيون
وأجمل الخدود
وأروع النهود
كانت تتحلّى بالجواهر
وبالياسمين
وبالياقوت
كان اسمها بيروتْ.
هل رأيتم بيروت بعد أن أصابها الدّمار ؟
هل رأيتم كيف انهمرت البنايات كالأمطار
وسقطت النساء في الشوارع كالأشجار ؟
أنا رأيت
هل رأيتم كما رأيت ؟
أنا من رأى النساء في الشوارع ممدّدات عاريات
ولا رجلا" شريفا" سارع اليهنَّ لستر العورات
وسمعتْ أُذناي اللتين ستصبحان من تراب
سمعتا صرخاتِ اغتصاب العذارى في البنايات
وكؤوسا" تُرفع في كلّ الدويلات
والعربات والكبريهات نخب اغتصابهنْ
ولقاءات تُعقد في شرم الشيخ والطائف والخلايا
وتُقام الصلوات على أرواح الضّحايا
وفي بيروت يتحوّل الأطفال إلى شظايا
ولكن اشهدي إذا خارت قوايا
وسقطّتُ على الأرض أحتضن التراب
ولم تستطع حملَ السلاح يدايَّ
اشهدي إن قُتلتُ بأنني لم أحيد
بلْ قاومتُ وفي يديَّ قيد الحديد.
عندما وضعوني في التابوت
كان تابوتيَّ جسد امرأة اسمها بيروتْ
كان دافئا"كالمساء
وأيُّ تابوتٍ دافئ كجسد النساء ؟
تمنيتُ في سرّي أن أحضنها
التصق بها
نصبح جسدا"واحدا"
تابوتا"واحدا"
ولكن منعنا الأعداء
حتّى وأنا قتيلْ
وبيروت تابوتي
أدخلوا بيننا عميلْ .
إلى متى يبقى البترول حِصان الصحراء ؟
بعد أن كانت الحمير
والبغال
والجمال
تنقلُ العرب في جيوب البيداءْ
إلى متى يبقى النفط كالأفيون يُخدّر أجسادنا
ويعمي عيوننا
ويفسد أولادنا ؟
وكان أجدادنا في السابق
يعتلون ظهور الجياد
ويفتحون البلاد
وكانوا أكثر منّا ايماناّ بالله وبالسموات
وحكّامنا كلّ يوم لديهم صلاة :
يارب زدْنا مالا"وغلالا"ونساء
وهبْنا حراما"وحلالا"ورجالا"ماتشاء
وابعد عنّا ويلات الحرب
واجعلنا نعيش بسلام بقية الأيام
وامنحنا قوة الجنس والانجاب ولغيرنا الحرمان
يارب نظّف أمامنا الدرب
واقتل كلَّ من يقف في وجهنا من الشعب
واجعل بقرتنا تحلب أكثر لأولادنا
واسحب بترول العرب واجمعه في آبارنا
حتّى الله أرادوا أن يكون في وطني
عاملا"
ومنحازا"
حتّى الله سبحانه تعالى
أصبح خادما"في قاموس حُكّام العربْ .
ودائما"بيروت هي الضحيّة
هيّ المدفأة، هي المعطاءة السخيّة
كون الأخريات قد شخنَّ
وهي كالبدر لازالت صبيّة
دائما"بيروت هي الضّحيّة
هي ساحة للمعارك والحميّة
فقد احتار العميان في أمرها
في تغيير طبيعة الليلكيّة
بيروت المنبر الحرالمنير
والشفّة السفلى مكسورة مدميّة
فاشهدي أنه لم يبقَ للعرب غيرك مدينة
تحملُ الشّمسَ والدماء، وتحملُ القضيّة .
إذا قتلوني بعد أن قلتُ الحقيقة
فاشهدي أنهم عربُ
أمّي بعد أن اغتُصبتْ
قتلها رجال القبيلة
قالوا هذه المرأة زَنَتْ
رغم أنها بكتْ وغنّتْ
وصرختْ :واعرباه
لكنّ أحدا" لم يسمع صوت القتيلة
ومعتصم مات
ومات خالد
وماتت كلّ القبيلة
وماتت كلّ القبيلة .
هل أحد منكم يعرف بيروت ؟
هل سمعتم صوت الطائرات تقصف ؟
هل سمعتم صوت الصواريخ تعصف ؟
هل سمعتم أصوات الأطفال تحت الأنقاض ؟
هل رأيتم بيروت العاشقة تبكي
تصرخ..تموتْ ؟ .
عندما عبرتُ بيروت
كانت رصاصات العدو ترسم خارطة في صدري
وتابعتُ المسير
وقررتُ أن أسير
كانت أفراح النصر تزيد عمري
وجمعتُ الوطن كلّه نبضة في قلبي
وهللتُ لأجلك ياوطني الكبير
ولكّن رصاصة عبرت ظهري
وقصفتْ عمري
وسقطتُ على الأرض أحضنُ التراب
لأن عمري كلّه من أجل التراب
ولكن اشهدي بأني لم أخشَ الأعداء
وبأنني قاومتُ رغم قوّة الأعداء
ورسم الرصاص على صدري خارطة صمّاء
واشهدي بأني لم أخشَ للعدو مهابة
وبأن قاتلي ليس من الأعداء
اشهدي بأن قاتلي كان من القرابة.
منذ عدّة أعوام
كانت هناك مدينة اسمها بيروت
كانت تعشق البحر
وتنام في المساء مكشوفة الصدر
كانت لها أحلى العيون
وأجمل الخدود
وأروع النهود
كانت تتحلّى بالجواهر
وبالياسمين
وبالياقوت
كان اسمها بيروتْ.
هل رأيتم بيروت بعد أن أصابها الدّمار ؟
هل رأيتم كيف انهمرت البنايات كالأمطار
وسقطت النساء في الشوارع كالأشجار ؟
أنا رأيت
هل رأيتم كما رأيت ؟
أنا من رأى النساء في الشوارع ممدّدات عاريات
ولا رجلا" شريفا" سارع اليهنَّ لستر العورات
وسمعتْ أُذناي اللتين ستصبحان من تراب
سمعتا صرخاتِ اغتصاب العذارى في البنايات
وكؤوسا" تُرفع في كلّ الدويلات
والعربات والكبريهات نخب اغتصابهنْ
ولقاءات تُعقد في شرم الشيخ والطائف والخلايا
وتُقام الصلوات على أرواح الضّحايا
وفي بيروت يتحوّل الأطفال إلى شظايا
ولكن اشهدي إذا خارت قوايا
وسقطّتُ على الأرض أحتضن التراب
ولم تستطع حملَ السلاح يدايَّ
اشهدي إن قُتلتُ بأنني لم أحيد
بلْ قاومتُ وفي يديَّ قيد الحديد.
عندما وضعوني في التابوت
كان تابوتيَّ جسد امرأة اسمها بيروتْ
كان دافئا"كالمساء
وأيُّ تابوتٍ دافئ كجسد النساء ؟
تمنيتُ في سرّي أن أحضنها
التصق بها
نصبح جسدا"واحدا"
تابوتا"واحدا"
ولكن منعنا الأعداء
حتّى وأنا قتيلْ
وبيروت تابوتي
أدخلوا بيننا عميلْ .
إلى متى يبقى البترول حِصان الصحراء ؟
بعد أن كانت الحمير
والبغال
والجمال
تنقلُ العرب في جيوب البيداءْ
إلى متى يبقى النفط كالأفيون يُخدّر أجسادنا
ويعمي عيوننا
ويفسد أولادنا ؟
وكان أجدادنا في السابق
يعتلون ظهور الجياد
ويفتحون البلاد
وكانوا أكثر منّا ايماناّ بالله وبالسموات
وحكّامنا كلّ يوم لديهم صلاة :
يارب زدْنا مالا"وغلالا"ونساء
وهبْنا حراما"وحلالا"ورجالا"ماتشاء
وابعد عنّا ويلات الحرب
واجعلنا نعيش بسلام بقية الأيام
وامنحنا قوة الجنس والانجاب ولغيرنا الحرمان
يارب نظّف أمامنا الدرب
واقتل كلَّ من يقف في وجهنا من الشعب
واجعل بقرتنا تحلب أكثر لأولادنا
واسحب بترول العرب واجمعه في آبارنا
حتّى الله أرادوا أن يكون في وطني
عاملا"
ومنحازا"
حتّى الله سبحانه تعالى
أصبح خادما"في قاموس حُكّام العربْ .
ودائما"بيروت هي الضحيّة
هيّ المدفأة، هي المعطاءة السخيّة
كون الأخريات قد شخنَّ
وهي كالبدر لازالت صبيّة
دائما"بيروت هي الضّحيّة
هي ساحة للمعارك والحميّة
فقد احتار العميان في أمرها
في تغيير طبيعة الليلكيّة
بيروت المنبر الحرالمنير
والشفّة السفلى مكسورة مدميّة
فاشهدي أنه لم يبقَ للعرب غيرك مدينة
تحملُ الشّمسَ والدماء، وتحملُ القضيّة .