المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انطاكية مدينة الله العظمى


athro
27-06-2006, 11:43 PM
انطاكية مدينة الله العظمى



تحتفل البطريركية الانطاكية الارثوذكسية في 29 حزيران بعيد القديسين الرسولين بطرس وبولس مؤسسي الكرسي الانطاكي. ففي هذه المناسبة المقدسة لا بد ان نتذكر عظمة انطاكية ودورها في تأسيس الجماعة المسيحية الاولى؛وفي نشر الكلمة الالهية في كل المسكونة؛ ونتذكر ان "الكرسي الرسولي الانطاكي ليس اقل رسولية من روما هذا امر يجب ان نحفظه وان نهتم به". (البطريرك اغناطيوس الرابع؛ "النهار"؛1/7/1997).

هذا العيد هو آخر يوم من ايام صوم الرسل؛ وهو من الاصوام التي تحمل معاني روحية غاية في الاهمية بالنسبة الى الكنيسة؛ حيث كانت تجري فيه الكرازة والخدمة فهو متعلق بالشهادة للمسيح؛ لذلك جاء توقيته بعد حلول الروح القدس؛ باعتبار ان حلول الروح القدس اشارة لبدء حركة الخدمة (اعمال الرسل 1:4- في هذا اليوم نلتمس صورة حية للكنيسة في معناها؛ اي كنيسة مبشرة وشهادة بالروح.

اما من جهة اثبات وجود صوم الرسل فهو قول الرسل انفسهم في الدسقولية "من بعد عيد الخمسين (العنصرة) عيدوا ايضا اسبوعا آخر ثم نصوم بعد الراحة (اي بعد يوم الاحد وهو اليوم السابع من العنصرة) ومن بعد هذا نأمركم ان تصوموا كل اربعاء وكل جمعة وما امكنكم اكثر من هذا فصوموا". (15/20).

كنيسة انطاكية

هي اقدم الكنائس بعد كنيسة اورشليم. وقد قبلت النعمة على يد بطرس الرسول, حيث ورد في كتاب الاعمال؛ ان مؤسس الكرسي الانطاكي كان الرسول بطرس حوالى 34م (اعمال الرسل 12/16)؛ ثم على يد بعض المؤمنين القبرصيين والقيروانيين من بعد الضيق الذي حل بكنيسة اورشليم عند استشهاد استفانوس اول الشــهداء؛ وايــضا انضم بولس وبرنابا الى بطرس اذ ذهــبا يحــملان البشارة الى اليهود والامم في انطاكية.

في انــطــاكية دعي المسيحيون مسيحيين اولا؛وكانــوا قــبل ذلـك يدعون انفسهم الاخوة (اعمال الرسل 1/16) والتلامذة (اعمال 11/26) والمؤمنين (اعمال 2/44) فدعــاهم الوثــنيون الانطــاكــيون مسيحيين؛اما بالنســبة للمسيح معتبرين هذا اللـفــظ اســـم علــم؛ كما دعــي الهــيروديون هيروديين (مرقص 12/13)؛ اما تهــكما لأنهـم كانوا يمسحون مسحاء؛ واما لأنهم كــانـوا يرددون اسم المسيح بدون انقطاع او يصلون اليه ويعملون باسمه؛واما لأنهم كانوا ودعاء لطفاء.

اقدم الآثار التي تشير الى هذا الاسم الانطاكي؛ كتابة من نوع الغرافيتو وجدت على جدار في خرائب بومباي في ايطاليا سنة (1862) وقد جاء منها الاسم هكذا HRISTIAN وهي تعود الى السنة 64م.

اشتهرت كنيسة انطاكية منذ عصرها الاول بالايمان وعمل الروح القدس فيها فكثر معلموها وقديسوها وشهداؤها ومنــهم برنـــابا؛ وسمـعان الاسود, ولوكيوس القيرواني, اغناطيوس المتوشح بالله (تلميذ يوحنا الانجيلي)؛ افستاثيوس احد آباء المجمع المسكوني الاول, ملاتيوس رئيس المجمع المسكوني الثاني؛ يوحنا الذهبي الفم؛ صفرنيوس البطريرك الاورشليمي؛ يوحنا الدمشقي دفاق الذهب؛ ابيفانيوس القبرصي؛ ومن الشهداء القديسين الذين زينوا كرسي الرسولين بالمجد والشهادة: افوذيوس؛ بابيلاس؛لوقيانوس؛ دورثيوس؛ تيراتيون اسقف صور؛ فبيرونية الراهبة؛ والطفل كرياكوس؛ ورومانوس؛ وتيودوسية؛ وممفيلوس البيروتي وايليان الحمصي؛ يوسف الدمشقي وغيرهم.

من مميزات كنيسة انطاكية؛ اهتمامها الكبير بالعلوم الدينية؛ وتمسكها بالنصوص الكتابية الالهية؛ ومن مشاهيرها في هذا المجال العلمان الشهيدان لوقيانوس ودورثيوس؛ اللذان اسسا مدرسة علمية لاهوتية في انطاكية (290م) فعكفا على دراسة العهد القديم والعهد الجديد؛ وفسرا الشروحات اللغوية والتاريخية مخالفين اقليمس واوريجانوس الاسكندريين اللذين قالا بالمعنى الرمزي والتأويل بالتفكير العميق في حل المسائل العقائدية. هذا الاسلوب من صفات مدرسة الاسكندرية.

اما مدرسة انطاكية فقد غلبت عليها الواقعية في تفسير الكتاب المقدس بالمعنى الحرفي؛ وبوجوب البساطة والوضوح في فهم المسائل العقائدية. اذا مدرسة انطاكية تصر على محسوسية يسوع؛ لكن من غير الفصل بين ناسوته ولاهوت الكلمة؛ ولا بين انسانيتنا نحن التي تستمد جوهرها منه. لذلك رفض يوحنا الذهبي الفم الفصل بين (سر المذبح) و(سر الاخ) الذي كان يرى في (الاخ) او (الفقير)؛ ذاك المسيح الآخر كما يقول الاصحاح 25 من انجيل متى. كما رفض ايضا ان يتميز بين جسد المسيح المصلوب؛ وجسده الممجد؛ بين جسده السري؛ وجسده الكنسي؛الكاهن امام المذبح هو بدوره (مسيح آخر).

مما لا شك فيه ان تاريخ انطاكية امتاز بحروب وتقلبات سياسية كان لها الاثر الكبير في تطور تنظيم ادارة الكنيسة. لهذا تعرضت انطاكية للغزو الفارسي عام 538م و540م ومن ثم عام 619م ثم سقوطها في يد العرب عام 638م. هذا ما جعلها تغيب نوعا ما عن تسيير امور الكنيسة الارثوذكسية, وسقوطها من جديد في يد الاتراك عام 1086م وفي ايدي الصليبيين عام 1099م فخضعت خلال هذه الفترة لارادة غريبة مدة 150 عاما؛ حتى اعيد لها رئيس اساقفتها 1145م وما بين 1260 - 1269 خضعت لحكم المماليك الا ان مقر كرسي البطريركية عاد الى ممارسة مهامه على انه الممثل الشرعي للمسيحيين تجاه حكم المماليك؛ لكن هذا لم يدم طويلا من بعد عام 1453م اعيد الاعتراف من السلطات العثمانية بأن الممثل الشرعي للمسيحيين هو البطريركية الانطاكية القسطنطينية تجاه الباب العالي؛ مما ادى الى ضعف انطاكية كمقر للكرسي البطريركي تجاه السلطات العثمانية؛ وبنتيجة ذلك نقل المقر الى دمشق.

في اواخر القرن 17 واوائل القرن 18 اجتاحت البطريركية الانطاكية موجة من الانقلابات والتحالفات السياسية ادت الى التشرذم والانقسام في الكنيسة. ومما ساعد في الانشقاق مصالح الدول الغربية في الشرق والحملات التبشيرية الانجيلية التي قامت بها الارساليتان المجمعية والمشيخية الاميركيتان؛ وغيرهما من الارساليات الاجنبية الكاثوليكية.

اثرو

SamiraZadieke
28-06-2006, 10:21 AM
تشكر على هذا الموضوع المهم أخي أثرو الله يقويك

simar
28-06-2006, 01:48 PM
استاذ اثرو
مهما تشرذمنا كمسيحيين وانقسمنا على انفسنا هناك واحد فريد من نوعه يوحدنا المسيح له المجد وكلمة مسيح جاءت من العهد القديم حيث كانوا يمسحون الملوك بدهن مصلى عليه وبعد المسح كان يدعى ملكاًواستمرت هذه العادة في العهد المسيحي حيث كان التلاميذ يمسحون بوضع الايدي عليهم لحلول الروح القدس وكلمة عيسى جاءت ترجمة من اللغة اليونانية اذ كان اليونان يسمون المسيح اسوس وحين تم ترجمتها للعربية انتقلت التسمية من اسوس الى عيسى على اساس الهمزة هي عين في احدى اللهجات العربية ودعك من هذا كله اهم ما يجمعنا ليست كلمة مسيحيةاو انطاكية او رومانية الذي يجمعنا هو الكتاب المقدس الفريد بين كتب العالم كله لان موضوعاته حوت مئات المسائل الجدلية التي تثير الخلافات الفكرية وتستحق المناقشة لانه يتكلم عن مئات المواضيع في انسجام تام الاف الكتب ضعها على يسارك والكتاب المقدس في يمينك فهو يعادلهم ويزيد باركك الله بما افدتنا

athro
28-06-2006, 04:04 PM
شكراَ لكي أم نبيل

وكذلك للأخت سيمار التي سلطت الضوء
على بعض الأفكار الناقصه في الموضوع
لكم تحياتي
وليوفقنا الرب
جميعا
اثرو

fouadzadieke
28-06-2006, 10:52 PM
أخي أثرو لاشك أن لأنطاكية المدينة الرائعة التي بناها سلوقوس أهمية تاريخية عظيمة في حياة الكنيسة فهي كانت مقرا لأول كرسي رسولي
إثباتا لما جاء في مقالك الكريم هذا وتشكر على موضوعك القيم وقد كان لهذه المدينة أثر كبير في التاريخ الديني والمدني كذلك.