المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكنيسة السّريانيّة (( بين عمل الأشرار .. وصمت الأخيار )) شعر / وديع القس


وديع القس
22-04-2017, 05:08 PM
الكنيسة السّريانيّة (( بين عمل الأشرار .. وصمت الأخيار )) شعر / وديع القس



سمعَ الغرابُ لصوته ِ يتساءلُ

هلْ منْ طيور ٍ تعتليْ ما أهدلُ .؟



ينسى الغرابُ سوادهُ ونعاقه ُ

ينسى سوادَ القلبِ منهُ الأعطلُ



أسفيْ على صمت ِ البلابل ِ صاغيا ً

صوتُ النّكير ِ بخبثه ِ يتغزّلُ



فإذا الصّقورُ تنازلتْ لشموخِهَا

يتسيّدُ الغربانُ ذلَّ الأرذل ُ



وإذا الأسودُ تنازلتْ عنْ عِزِّهَا

تلهوْ الثعالبُ بالعرين ِ وتهزلُ



دورُ العبادة ِ قدْ توحّشَ قدسهَا

وتهمّشَ .. دورُ الأصيل ِ الآصلُ



مادامَ في بيت ِ الصّلاة ِ عفونة ً

شبكَ العناكبُ نسجهُ ما يغزلُ



مَنْ يمنحُ الذّؤبانَ سرَّخرافه ِ

يتحمّلُ ، موتَ القطيع ِ ويُسحَلُ



هذا الذي آلتْ إليه ِ كنائسٌ

كانتْ على مرِّ العصور ِ الأمثلُ



نصبَ الشِّباكَ بخبثه ِ يتأهّبُ

هدمَ العرين ِ بخبثه ِ ما يعطلُ



وكنائسٌ والحزنُ في أجراسِهَا

والصّوتُ منها يستغيثُ العادلُ



ورعاتها عشِقوا الظّلامَ بخسّة ٍ

يتنكّروا مجدَ الإله ِ الكاملُ



نكروهُ جهرا ً كالدّنيء ِ المفلس ِ

وتلفلفوا حولَ الكلام ِ الخاتلُ



هذا هوَ.. الزّمنُ الرّديءُ بعهره ِ

أنْ ينكرَ الرّاعيْ سماحَ الأنبلُ



هذا هوَ الإيمانُ يا عهدَ الرّدى

أنْ يرأسَ الأنوارَ أعمى ً جاهل ُ.!



يتصنّعُ التمليقَ عندَ الأعجم ِ

يتجاهلُ قولَ الإله ِ الكاملُ



باعَ المسيخَ بذلّه ِ وخنوعه ِ

وغرورهُ فاقَ الضّميرَ السّافلُ



ومنارةُ السّريان ِ عتّمهَا القذى

والجهلُ يحكمُهَا .. ولا تتعقّل ُ



ياشعبُ سريانَ الإباء ِ: تمنطقوا

في خوذة ِ الحقِّ الأصيل ِ العادلُ



يا أمّة َ السّريان ِ يا أمُّ الهدى

هلْ تنحنين َ لمارق ٍ لا يخجلُ .؟



وتذكّريْ إنَّ الولاءَ لواحد ٍ

لا ينحنيْ لمنافق ٍ يتمثّل ُ ..!!



وديع القس ـ 21/ 04 / 2017

fouadzadieke
23-04-2017, 08:06 AM
كلمات رائعة تصف الحال الذي صارت إليه كنيستنا و هذا ليس وليد اليوم يا صديقي بل هي تراكمات عبر سنوات طويلة, ظلّ الشعب المؤمن بعيدا عن التفاعل و الممارسة بسبب قيادات دكتاتورية لا تهتمّ بغير البريستيج الخارجي و هي تسعى للسيطرة و فرض الرأي و اتخاذ القرار دون وعي و بعيدًا عن الحكمة و التعقّل, و قصة المطران الجاهل الذي تسبب في ترك أسر كثيرة لهذا الدين فتحوّلت عنه بفعل سلوكيات و تصرفات طائشة يعرفها اللبيب العاقل, و نحن اليوم أمام معضلة حقيقية في كنيستنا السريانيّة, معضلة الانتماءات الفئوية و العشائرية و القبلية, لم تقم كنيستنا السريانية بواجبها تجاه أبنائها المؤمنين و خاصة منهم العلمانيين الذين كان بالامكان أن يرفدوها بطاقة مبدعة خلّاقة, تتناسب مع تاريخ هذه الكنيسة الحافل بالأفذاذ و المفكرين. هناك سلطة متحكّمة بقرارها, تحاول أن تعمل على هدم ما تبقى من هذا الصرح الرائع. لا تعي مسؤوليتها و لا تهتمّ بما يمكن أن تجلبه سلوكياتها غير الصحيحة و الطائشة هذه على الكنيسة من ضرر و من تفكّك و تحوّلها إلى كانتونات حاكمة بعيدة عن نبض المؤمن.
الراعي الصالح هو الذي يضحي و يسعى للمّ الشمل و يعمل على تقوية الكنيسة و وحدتها ففي تشرذمها و تشتّتها ضياع لما تبقّى منها, قادة روحيون يتلاعبون بمصير رعيتهم, و يتناغمون مع هذا التوجه السياسي أو ذاك, و هم لا يملكون الجرأة ليقولوا كلمة لا بيوم من الأيام حتى لو كان الخطر واضحًا, و العيب مكشوفًا و الخطأ هو المطلوب عمله في سكوت عن الحق و عن قول كلمة الحق كالشيطان الأخرس.
إن الكنيستين الأختين القبطية في مصر و المارونية في لبنان يقوم القادة الروحيون فيهما بإقامة ندوات توعية روحية و تثقيف ديني على الدوام و باستمرار كي تبقى الأجيال القادمة على وعي لمسؤوليتها بينما قادتنا الروحيون منغمسون في أهواء و شهوات الحصول على المال و الشهرة و النفوذ. ويلٌ لهؤلاء فعين الرب لا تنام و لا أعرف هل ضمائرهم ماتت أم هي في غفوة و غفلة؟
بكل محبة أقول إلى متى علينا أن نسكت؟ و لماذا كل هذا الذي يحصل في الكنيسة؟ إن العالم الكبير هذا كله صار قرية صغيرة لم تعد إمكانية لإخفاء ما يجري فرائحة العفن و النتن صارت في كلّ مكان. يحزّ في نفسي جدًّا أن تصل كنيستنا العريقة إلى هذا الانحدار الذي يكون سببه الراعي غير الصالح بسوء إدارته و انعدام حكمته. قول كلمة الحق ستغضب الخائفين و من يعرف الله حق المعرفة لا يخاف. اللهم إنّي بلّغت.

وديع القس
25-08-2017, 07:28 PM
يا الله ما أروعك يا كبير ..؟هل أنا إلآ صداك وصدى مثلائك الآمرين بالنور ومناديل العشق ، والناهين عن الظلام والأكفان ؟
كيف لا أغفو هانئا متدثراً ببردة من حرير المسرة وأنا أختتم يومي بارتشاف رحيق لطفك وعلمك وحكمتك وشعورك الراقي أيها البهي قلبا وشعرا ومشاعر ؟


قطوفك تغويني بالثمل يا أبا نبيل ، فأرتشفها بكأس الدهشة والذهول مع الإحترام والتقدير !!



و هناك حقيقة يجب أن تُقال : يقول ربّ المجد (( تعرفون الحقّ والحقّ يحرركم ))..** والسكوت عن الحقّ شيطان اخرس ..!
و


المقدّسات كالنّورلا تتغيّر ولا تتبدّل ، والحقائق لا تُمحى ولا تُخفى ولا تتحوّل .. وعشّاق الحقيقة و المقدّسات ورجالها لن يتوقّفوا عن النطق بلسان الغضب المقدس أبدا ً..والمعضلة هنا وفي كنيستنا والعالم أجمع ليست في أقوال الخاطئين والمسيّرين من القادة ِ والأحبار ، بل في صمت المؤمنين والصادقين والأخيار..؟





بوركت كبيرا ً أخي الشاعر المبدع