الاخ زكا
12-09-2016, 08:21 AM
كتاب طعام وتعزية:الاثنين12/ 9/ 2016
هل نحن نُفرح الله؟
هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي ( متى 12: 18 )
قد يكون من المناسب أن نبدأ بالسؤال: هل الله يفرح؟ والإجابة: حيث إن المشاعر التي توجد في الإنسان، بل وحتى في الحيوان الذي خلقه الله، تُبرهن على وجود خالق يتمتع على الأقل بمثل هذه المشاعر؛ كما أن الإعلان الذي قدَّمه الله للبشرية وضَّح هذه الحقيقة مرارًا كثيرة عندما نقرأ أن الله يحب ( يو 3: 16 أم 6: 16 تك 6: 6 )، ويَغار ( خر 20: 5 مز 7: 11 مز 2: 4 )، ويُشفق ( يون 4: 11 ) ... إلخ، وهذا ما أكده لنا أيضًا “كلمة الله”، شخص ربنا يسوع المسيح في حياته على أرضنا. إذًا، الله عنده مشاعر تُمكِّنه أن يشعر بالفرح.
ولكن هل هناك أمر ما يمكن أن يجعل الله يفرح؟ ولكي نُجيب عن هذا السؤال، دعنا نعطي تعريفًا بسيطًا عن الفرح كما جاء في موسوعة الوكيبيديا: “هو حالة عقلية أو عاطفية، تتميَّز بالمشاعر الإيجابية التي تتراوح بين الرضا إلى السعادة الشديدة”. أي أن أولى درجات الفرح هو الشعور بالرضا، وآخره هو الشعور بالسعادة الشديدة، وهنا يأتي التساؤل: ما هو الأمر الذي يتناسب مع إله عظيم غير محدود، كُلي القدرة والعلم والحكمة والجبروت حتى يستطيع أن يُفرِحه؟! إذا نظرنا للإنسان – تاج خليقة الله - نجد أنه فشل تمامًا في تحقيق هذا القصد. ولكننا نتفاجأ بهذا الإعلان: «هوذا عبدي الذي أعضُدُهُ، مُختاري الذي سُرَّت بهِ نفسي. وضعتُ روحي عليهِ فيُخرِج الحق للأُمم» ( إش 42: 1 - 4).
وهنا لم يُعلِن الله رضاه فقط، بل سروره، وهو ما لا ينطبق إلا على ابنه، الرب يسوع المسيح ( مت 12: 17 ، 18). ولهذا لا نتعجَّب عندما يُعلن الله بنفسه مرتين عن سروره بابنه قائلاً: «هذا هو ابني الحبيب الذي بهِ سُرِرت» ( مت 3: 17 أف 1: 5 )، فهو الوحيد الذي استطاع أن يصل إلى مطاليب الله. ولكي لا يظل هذا الأمر مقتصرًا على ابنه الوحيد فقط، نرى الله – في غنى نعمته – قصد بأن يجعلنا أبناءً لنفسهِ ( رو 8: 29 )، لنكون «مُشابهين صورةَ ابنهِ» (رو8: 29)، وهذا معناه أنه لكي نُفرِّح الله يجب عمليًّا أن نكون مُشابهين للمسيح.
فإذا عرفنا أن سلوكنا يؤثِّر في مشاعر الله، فهذا يجعلنا نهتم جدًّا به، لا لكي نخلُص وندخل السماء، لأن هذا الأمر يتوقف على ثبات مقاصد الله وبره، ولكن لأن رضاه أصبح غايتنا، وسروره هو أقصى أمانينا.
يوسف عاطف
هل نحن نُفرح الله؟
هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي ( متى 12: 18 )
قد يكون من المناسب أن نبدأ بالسؤال: هل الله يفرح؟ والإجابة: حيث إن المشاعر التي توجد في الإنسان، بل وحتى في الحيوان الذي خلقه الله، تُبرهن على وجود خالق يتمتع على الأقل بمثل هذه المشاعر؛ كما أن الإعلان الذي قدَّمه الله للبشرية وضَّح هذه الحقيقة مرارًا كثيرة عندما نقرأ أن الله يحب ( يو 3: 16 أم 6: 16 تك 6: 6 )، ويَغار ( خر 20: 5 مز 7: 11 مز 2: 4 )، ويُشفق ( يون 4: 11 ) ... إلخ، وهذا ما أكده لنا أيضًا “كلمة الله”، شخص ربنا يسوع المسيح في حياته على أرضنا. إذًا، الله عنده مشاعر تُمكِّنه أن يشعر بالفرح.
ولكن هل هناك أمر ما يمكن أن يجعل الله يفرح؟ ولكي نُجيب عن هذا السؤال، دعنا نعطي تعريفًا بسيطًا عن الفرح كما جاء في موسوعة الوكيبيديا: “هو حالة عقلية أو عاطفية، تتميَّز بالمشاعر الإيجابية التي تتراوح بين الرضا إلى السعادة الشديدة”. أي أن أولى درجات الفرح هو الشعور بالرضا، وآخره هو الشعور بالسعادة الشديدة، وهنا يأتي التساؤل: ما هو الأمر الذي يتناسب مع إله عظيم غير محدود، كُلي القدرة والعلم والحكمة والجبروت حتى يستطيع أن يُفرِحه؟! إذا نظرنا للإنسان – تاج خليقة الله - نجد أنه فشل تمامًا في تحقيق هذا القصد. ولكننا نتفاجأ بهذا الإعلان: «هوذا عبدي الذي أعضُدُهُ، مُختاري الذي سُرَّت بهِ نفسي. وضعتُ روحي عليهِ فيُخرِج الحق للأُمم» ( إش 42: 1 - 4).
وهنا لم يُعلِن الله رضاه فقط، بل سروره، وهو ما لا ينطبق إلا على ابنه، الرب يسوع المسيح ( مت 12: 17 ، 18). ولهذا لا نتعجَّب عندما يُعلن الله بنفسه مرتين عن سروره بابنه قائلاً: «هذا هو ابني الحبيب الذي بهِ سُرِرت» ( مت 3: 17 أف 1: 5 )، فهو الوحيد الذي استطاع أن يصل إلى مطاليب الله. ولكي لا يظل هذا الأمر مقتصرًا على ابنه الوحيد فقط، نرى الله – في غنى نعمته – قصد بأن يجعلنا أبناءً لنفسهِ ( رو 8: 29 )، لنكون «مُشابهين صورةَ ابنهِ» (رو8: 29)، وهذا معناه أنه لكي نُفرِّح الله يجب عمليًّا أن نكون مُشابهين للمسيح.
فإذا عرفنا أن سلوكنا يؤثِّر في مشاعر الله، فهذا يجعلنا نهتم جدًّا به، لا لكي نخلُص وندخل السماء، لأن هذا الأمر يتوقف على ثبات مقاصد الله وبره، ولكن لأن رضاه أصبح غايتنا، وسروره هو أقصى أمانينا.
يوسف عاطف