تسألُ ما الشّعرُ؟ شعر: فؤاد زاديكه

[fouadzadieke]

تسألُ ما الشّعرُ؟


تسألُ ما الشّعرُ؟
كيف ينبض منه الشّعورُ؟
كيف تُختارُ العبارةُ؟
كيف تُجتازُ البحورُ؟
إنّه الإحساس تجري
منه موهبةٌ تثورُ
إنّه عمقُ الخيال
روحه حين تطيرُ!
إنّ للشّعر صلاة ً
وله الفكر المديرُ.
إنّ في الشّعر الثقافةَ
شأنها شأنٌ كبيرُ
والقواعد والبديعُ
والهواجسُ والشّعورُ
والتصوّرُ والبيانُ
والبلاغةُ إذ تفورُ.
إنّه مبنى القصيدة
حينما تهوى الأمورُ.
كي تصوغ الشّعر حيّا
تنزفُ فيه الصّخورُ!
تنطقُ فيه الغيومُ
تثأر فيه الصّقورُ
تعشقُ فيه النجومُ
تفهمُ اللّحنَ النسورُ
كي تحسّ الحال عمقاً
وهي أفكارٌ تنيرُ!
ينبغي ألاّ يكون
القلب عن عشق يخورُ!
إنّ في العشق الشّعور
الحلو تجلوه السّطورُ
وإذا جُنّت مشاعره
صفا منه الضميرُ!
ومتى كوّنت من ذا
عالماً يحلو يُديرُ
تقطعُ شوطاً عظيمَاً
ولك الفوزُ الكبيرُ!
إنّه الشّعر العميقُ
إنّه البحرُ الغزيرُ
إنّه حسّ تولّد
وانتشى حرّاً يزورُ
ما له قيدٌ سوى
قيد القوافي المستنيرُ.
هكذا تبني القصيدة
هكذا تصفو تصيرُ
في رحاب الشعر تأتي
صورة ً فيها العبورُ
نحو إبداع رشيق
يُشرق منه الظّهورُ
في انتظار اللفظ والمعنى
على هدي يسيرُ!
تسأل ما الشّعرُ
إنّ الشّعرَ مخلوقٌ خطيرُ!