المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنا عشتُ... شعر: فؤاد زاديكه


fouadzadieke
15-05-2006, 06:34 PM
هنا عشتُ...


هنا عشتُ...
هنا متُّ...
هنا نعي المزارات
فلا تعدو
ولا تلهثْ
فإنّ الوقت بالآتي.
تأنّى وانتظرْ واصبرْ
لأنّ الخوف يغزونا
يلفّ الكون, يرسمه
تصاميماً للوحات.
علامَ يمخرُ البحرَ
سفينٌ فوق موجات؟
يسوق همّه يجري
إلى نحر المسافات
فلا يلقى على الشطّ
طيور الحسن
لا يرسو
على برّ الأمانات!
خلاف الواقع المرّ
على وقع انهزامات.
صلاتي ترسمُ دربي
فأنساق لبوصلتي
وموجُ الغيمة الدكناء
يرخي جنح ويلات
وصمتُ الخوف
لا يهذي
يغوص في القرارات.
دماءُ الكون قد سالتْ
وعين الفجر قد ضاقتْ
على صخر الحماقات
فلا النوروزُ مشتاقٌ
إلى سرد الحكايات
إلى غزل الأناشيد
إلى لُقيا الحمامات.
سيولُ الخبث تشقينا
ومدّ أذرع الشرّ
يزيد في الرذالات!
كرهتُ ثورة التاريخ
أشكال الوصايات.
ثقبتُ سترةَ التمويه
أكثرتُ اعتداءاتي!
تمرّدتُ على الدنيا
وأكملتُ انهزاماتي!
أنا حرّ, أنا شيءٌ
لم تُغتالُ آهاتي؟
أروني حشمة الألفاظ
هل لانت لأبياتي؟
أنا الإنسان في عقلي
وفي قَومي ورحلاتي
أنا صوتٌ يفجّره
أنينٌ للمعاناة
أنا ذنبٌ قد ارتسم
على ظهر البطاقات
على بطن الحقارات
على وجه العبادات.
أنا الإنسان لا أقوى
على فضّ الخلافات.
كشفتُ جلّ أوراقي
هتكتُ ستر أحشائي
خلقتُ عالمي ذاتي!
وشاء الكون ينبذني
شربتُ من معاناتي.
تبلّدتُ بتفكيري
وضاق الأفق ما عدتُ
أعي من واقعي ذاتي!
كفرتُ بالأناشيد
وتهتُ بين عاداتي.
صلبتُ فكرتي كيما
أُريح بال أمواتي!
عزفتُ ثورتي حزناً
فنامتْ فوق خيباتي.
جحيمُ الكون آتيه
بنفسي في عباداتي
كأنّي دمية, لستُ
الذي أرسى الدعامات!

نبيل يوسف دلالكي
16-05-2006, 07:10 AM
الأستاذ فؤاد المحترم
تحية صباحية وبعد
قصيدتك العصماء ناطقة زاحفة الى قلبي ههدتني في عقاري وكشفت ما في أحشائك وقلبك إنها رائعة من روائعك ياستاذ فؤاد ونطمع المزيد منك .
نبيل يوسف دلالكي

georgette
16-05-2006, 11:31 AM
نمط جديد اشدني كثيرا للقراءة وكلمات رائعة سرت تحت جلدي فاقشعر لها بدني
فعلا مبدع يا ابو نبيل وفقك الرب وازاد قلمك روعة واناملك ابداع

SamiraZadieke
16-05-2006, 09:27 PM
هكذا هي الدنيا تتلون وتتخبص ببعضها...فلايستقر بك لامكان ولازمان ...رسمت العالم بقصيدة وهي لوحة جميلة من لوحاتك العبقة بعطر الحياة

fouadzadieke
16-05-2006, 09:43 PM
أحبتي وغوالينا الأستاذ نبيل والأخت المحبة جورجيت ورفيقة دربي في معاناة الحياة سميرتي لكم جميعا كل الشكر على هذا اللطف من لدنكم وهذه الرقة في مشاعركم وفّقكم الرب إلى ما تصبون إليه.