المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قومُ الصّحراء شعر: فؤاد زاديكه


fouadzadieke
27-08-2015, 03:39 PM
قومُ الصّحراء




شعر: فؤاد زاديكه




مِنَ الصّحراءِ جئتُمْ يا أعارِبْ

حملتُمْ كلَّ أسبابِ المتاعِبْ




فأبقيتم على جهلٍ, كفرتُمْ

بنورِ العلمِ, و التنويرُ غائِبْ




و مارسْتُمْ سلوكاً ليس فيهِ

سوى الأحقادِ, أو كرهُ الأجانِبْ




لأنّ الدودَ مِنْ خَلٍّ و فيهِ

فأينَ العذرُ يا قومَ العجائِبْ؟




تعَدّيتُم, غزوتُمْ, و انتهكتُمْ

حقوقَ الغيرِ مِنْ كلِّ الجوانِبْ




فرَضْتُمْ جزيةً, خضتُمْ حروباً

و طوّقْتُمْ مِنَ الأديانِ جانِبْ




فلا عاشُ اليهودُ - مِنَ التعدّي

عليهمْ - راحةً, كنتمْ عقارِبْ



و عانى منكمُ القومُ النّصارى

و مازالوا, فعلتُمْ كلَّ واجِبْ!



لماذا الكرهُ موجودٌ لديكمْ

و ضِرعُ الغدرِ و الإرهابِ حالِبْ؟



لماذا لا ترونَ الدّينَ حُبّاً

و سِلماً و انفتاحاً لا يُضارِبْ؟



لماذا السّيفُ مسلولٌ لقتلٍ,

و بارودُ انتقامٍ بالمُحاسِبْ؟



لماذا العيشُ في ضنكِ انغلاقٍ,

و في أصقاعِ أوهامِ التجاذُبْ؟



فلمْ يبقَ لكم خِلٌّ و جارٌ

و لن يبقى معَ الأيّامِ صاحِبْ.



أما مِنْ فُسحةٍ للوعي فيها

خلاصٌ مِنْ شذوذٍ غيرِ صائبْ؟



أما مِنْ منطقٍ و العقلُ يهدي

إلى الحقِّ, الذي يُعلي المراتِبْ؟



تركتمْ بصمةً للشرِّ, صارتْ

كعنوانٍ لكم, و الحقدُ طالِبْ



سيبقى وضعُكم دوماً كهذا

على خوفٍ و تدبيرِ المقالِبْ



و تشويهٍ و تَوجيهِ اتّهامٍ

لِمَنْ قد فاقكُمْ عِلماً و جانِبْ.