المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للأولاد حق على الأباء.


الياس زاديكه
19-08-2005, 11:33 AM
دخل الطفل على والده الذي أنهكه العمل، فمن الصباح إلى المساء وهو يتابع مشاريعه ومقاولاته، فليس عنده وقت للمكوث في البيت إلا للأكل أو النوم.
الطفل : لماذا يا أبي لم تعد تلعب معي وتقول لي قصة فقد اشتقت لقصصك واللعب معك، فما رأيك أن تلعب معي اليوم قليلاً وتقول لي قصة ؟
الأب : يا ولدي أنا لم يعد عندي وقت للّعب وضياع الوقت فعندي من الأعمال الشيء الكثير ووقتي ثمين.
الطفل : أعطني فقط ساعة من وقتك فأنا مشتاق لك يا أبي.
الأب : يا ولدي الحبيب أنا أعمل وأكدح من أجلكم، والساعة التي تريدني أن أقضيها معك أستطيع أن أكسب فيها ما لا يقل عن 100 ريال، فليس لدي وقت لأضيعه معك هيا اذهب والعب مع أمك.
تمضي الأيام ويزداد انشغال الأب وفي إحدى الأيام يرى الطفل باب المكتب مفتوح فيدخل على أبيه.
الطفل : أعطني يا أبي 5 ريالات.
الأب : لماذا ؟ فأنا أعطيك كل يوم فسحة 5 ريالات ماذا تصنع بها ؟ هيا أغرب عن وجهي لن أعطيك الآن شيئاً.
يذهب الابن وهو حزين، ويجلس الأب يفكر في ما فعله مع ابنه، ويقرر أن يذهب إلى غرفته لكي يراضيه ويعطيه الخمس ريالات.
فرح الطفل بهذه الريالات فرحاً عظيماً حيث توجه إلى سريره ورفع وسادته وجمع النقود التي تحتها وبدأ يرتبها !
عندها تساءل الأب في دهشة قائلاً : كيف تسألني وعندك هذه النقود ؟
الطفل : كنت أجمع ما تعطيني للفسحة، ولم يبق إلا خمس ريالات لتكتمل المائة والآن خذ يا أبي هذه المائة ريال وأعطني ساعة من وقتك !! للأولاد حق على الأباء.

الياس زاديكه

fouadzadieke
19-08-2005, 11:47 AM
أخي ألياس هذا جميلٌ حقاً وصحيحٌ تماماً فنحن لم تكنْ لآبائنا تلك المشاريع الرهيبة والمربحة ومع ذلك كان (عفواً) جهلهم يمنعهم من أن يقضوا معنا جزءاً من وقت كان لديهم الكثير منه.
إنّ هذه الظاهرة عامة في مجتمعاتنا الحاضرة ولا يحسّ الآباء بها وبحاجة أبنائهم إليها إلا عندما يفعل أبناؤهم ما يجلب عليهم المتاعب والعار إلا عندما يغطس أبناؤهم في قعر سحيقة يصعب على الآباء إخراجهم منها و و و الخ.
إنّ الحياة صارت ماديّة بحتة أو تكاد تكون هكذا فلا وقت للآباء لأبنائهم ولا وقت للأبناء لآبائهم ولا وقت لأحد لآخر إنها إحدى نتاجات عصر التقدم والرقي وجميل لو أنّ قيمنا الأنسانية واكبت في مسيرة تطوّرها هذا الرقي والنمو لا أن تغفو بعيدة عنها وحين تستيقظ تجد أن كلّ شئ قد فات أو هو ضاع.
"ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه" صدّقني إن هذا من أجمل ما قرأته وسمعته في حياتي ويا ليتنا أدركنا ما الذي قصده الرب يسوع من قول ذلك وكان يدري بهذا الآتي الذي شوّه كلّ جماليات الحياة ومسخ أجمل المعايير الأخلاقية التي كانت تعتزّ بها.
إنه قول جميل وفكرة حسنة علينا أن ننتبه لها قبل فوات الأوان أخوك فؤاد

georgette
19-08-2005, 11:58 AM
يا للروعة.عندما بدأت بقرائة القصة اتتني وكانها غير غريبة عني ..الفرق يكمن هنا بين ما تذكرته وبين القصة بان السبب هو النقود.:eek: :rolleyes:
اني اعطي وقت لاولادي للعب وفي وقت اتتني حالة خاصة منعتني ان توفية واجبي نحو طفلي الصغير ،وعند ساله متى سنلعب كان ردي **ليس الان فاني تعبة **ومضت اسابيع على هذا الوضع ،لم احس وبان تصرفات صغيري تغيرت البتة فبدء يكذب ويؤلف قصص لا صحية في مضمونها وفي يوم من الايام اتيت الى البيت فلم اجد صغيري ذاك وبعد بحث طويل وجدته عند احد اصدقائه فسالته لماذا فعل ذلك دون ان يخبرني فقال**ولما اخبرك فانت ام انك لست موجودة او انك مرهقة **هنا احسست باني بداءت بقتل الصلة التي وضعتها و كنت ثابرة على حفظها وكل ذلك لراحتي الشخصية وعلمت حينذاك بان الوقت يمضي اسرع مما نتصور ومعه تمضي الايام الحلوة واللحظات الجميلة التي استطيع ان اعيشها مع من هم اهم عندي من نفسي ذاتها .فاخذت بيد صغيري محاولة انقاذ ما بقي..
نعم اولادنا لهم حقوقهم علينا واهمها المحبة والتفهم...ازدنا من ما تحتوي عليه جعبتك من حكم وعقلانية..اختك جورجيت

الياس زاديكه
19-08-2005, 12:03 PM
أخي القدير.
كلماتك أقوى مما ذكرته أنا في هذه الحكمة ، لكن ثق تماما ما نوهت به هو الحق والحقيقة ، التي لا يتجنبها الانسان ، إلا إذا ذاق طعم مرارتها ، والحمد لله إبتعدنا كليلا عن هذا وذاك ، وهذا الفخر يعود إلى نصائحك القيمة.
أخوك الياس زاديكه