المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيّها الشّعرُ الحبيبُ


fouadzadieke
17-08-2005, 12:53 PM
أيّها الشّعرُ الحبيبُ

كانت زوجي وأولادي قد اشتروا صبغة شعر واستعملوها فزاد منها قليلٌ فقرّروا مصرّين على أن يصبغوا شعري والذي غزاه بعضُ بياض الشّيب وكان في زيارتنا أخي فهمي ورفضتُ ذلك بقوّة لكنّ إصرارهم وقد انضمّ إليهم مؤيداً أخونا فهمي جعلني أرضخ للأمر علماً أني لا أؤمن البتة في هذه السخافات وأحبّ أنْ يظلّ الإنسان على طبيعته فالصبغة ستزول يوماً ما وكما يقول المثل: سيذوب الثلج ويبان ما تحته وهو ال?يس المغطّى.
سبقني أخي فهمي إلى صبغ شعره ومع تكرار الرجاءات من زوجي وأولادي ولكي لا يرموا بما زاد من الصبغة أرادوا رميها في رأسي وفوق شعري فالمهمّ عندهم ألاّ يكبّوها بل يستعملوها. وجاء دوري وجلستُ على كرسيّ الاعتراف وبدأت أنامل الولد تعمل في شعري وأنا أضحك على نفسي خفية وهي المرّة الأولى التي أفعل مثل هذه الحماقات.
نظرتُ إلى شعري بعد الانتهاء من العملية وإلى جلد رأسي الذي صار له أكثر من لون فضحكتّ على هذا المنظر كثيراً وخجلتّ من الخروج كي لا يراني الناس على هذه الصورة وعندما لمسوا كبر حزني وغضبي حاولوا تهدئة نفسي قائلين إن كلّ هذه الألوان المختلفة ستزول مع الزمن. قلتُ: متى مع الزمن؟ هل بعد أن يضحك عليّ كلّ منْ هبّ ودبّ؟ هدأوا أعصابي وقالوا لا تغتمّ فهذا أمر طبيعيّ. فقلتُ: لعن الله هذا الأمر الطبيعيّ.
تملكني الحزن الشّديد وحزنتُ على شعري الذي فقد وقار بياضه وحيث كان المنظر مضحكاً قرّرتُ وعلى الفور نظم هذه الأبيات الشّعرية وأنا أنعي شعري وجلاله وما آل إليه وهذه هي الأبيات:

أيّها الشّعرُ الحبيبُ إنّهم قد ?رّكوكَ

أيّها الجلدُ الرّطيبُ إنّهم قد بهدلوكَ

أيّها الشّكلُ المهيبُ إنّهم قد ش?رزوكَ

قلتُ: لا لستُ أريدُ قالوا: بلْ نعم سقوكَ

مُرّ مسخرة ٍفصرْتَ مثل قرد ٍ لاعَبوكَ

بعدما أنهيتَ غسلاً ورأيتَ ما أتوكَ

ما استطعتَ غيرضحْكٍ إنّهُ انتُعـِلَ أبوكَ!

ألمانيا في 14/5/2005 م