المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فناءُ الوجود شعر: فؤاد زاديكه


fouadzadieke
27-11-2014, 08:43 AM
فناءُ الوجود

شعر: فؤاد زاديكه


عندما يَفنى وجودي من هنا
ما مُهِمٌّ، ما مُفيدٌ ما يكونْ

بعدَما أمضي، و تُمحى صورتي
مِنْ سِجِلِّ الكونِ، لا تبقى شؤونْ

إنّ للإنسانِ هَمّاً طالما
جاء للدنيا، و للهمِّ الشّجونْ

إنْ رحيلٌ عاجِلٌ أم آجِلٌ
إنّهُ المكتوبُ في سِفرِ اليقينْ

ما بإمكاني، و لا إمكانِكم
إتّقاءَ الموتِ، أو ردَّ المَنونْ

ربّما يبقى سؤالٌ بعدَ ذا
هل يُعيدُ الموتُ ميلادَ الجنونْ؟

صرخةٌ محفورةٌ في خاطري
قد تجلّتْ صورةً في ما تكونْ

فلسفاتُ الكونِ أبدتْ رأيها
و الدياناتُ استعانتْ بالفنونْ

في تبَنّيها لأفكارٍ خلتْ
مِنْ بقايا فكرةٍ فيها ظنونْ

حاولتْ تَوضيحَ ما تدعو لهُ
ساعةً تقسو و ساعاتٍ تَلينْ

إختلافاتٌ على أنواعِها
بينها ظلّتْ على مَرِّ السّنينْ

أنجبتْ خوفاً و أصنافاً لهُ
جمّدتْ عقلاً و شاءتْ تستكينْ

لم تُراعِ منطقَ العقلِ الذي
يبقى نبراساً و تأكيدَ اليقينْ

لو سألنا الدّينَ عمّا ينبغي
فهمُهُ بالعقلِ، فاللهُ المُعينْ!

لا يجوزُ البحثُ، فالحكمُ انتهى
"بالكتابِ الحَقِّ" و الأمرِ المُبينْ

قِيلَ بعدَ الموتِ، تحيا أنفسٌ
في خلودٍ دائمٍ، سلمٍ أمينْ

لا حروبٌ، لا مجاعاتٌ و لا
ثورةٌ للكرهِ تجترُّ الأنينْ

كلُّ هذا جيّدٌ في ما أرى
ما عدا ذاك النكاح المُستَهينْ

بالإلهِ الربِّ في عليائِهِ
إنْ يَكُنْ ربّاً، و إلاّ ما يكونْ؟

لسنا ندري هل يقينٌ ثابتٌ
أم هُوَ التخديرُ، إذلالٌ مُهينْ؟