fouadzadieke
14-08-2005, 10:21 PM
بين الوعي واللاوعي
بين الوعي وعدم الوعي في مسؤولية إدراك المرء لذاته ومحاولته السعي إلى فهم حوائج هذه الذات وما يكتنف مسيرة إثباتها لوجودها من مشقّات وصعوبات وما يعترض طريقها من عوائق وعراقيل تدفعه إلى أن يقيّم مجمل الظروف والوقائع ويدرسها من جميع جوانبها وحيثيّاتها ومكوّنات خصوصيّاتها ليصير على بيّنة واضحة من الأمر قبل أن يتّخذ هذا القرار صحيحاً سليماً لا يعرّض هذه الذّات إلى مطبّات التقوقع والخيبة والفشل ومن هنا تنبع حقيقة وأهمية الوعي الصحيح والمدرك لكنه هذه الذات فيرتفع بها إلى حدود المسؤولية الاجتماعيّة، ومتى اختلطت الأمور والتبست المواقف وطغى جانب اللاوعي في تسييس هذه الذات فإن المطافسيذهب به إلى جعل المرء ذاته هذه في مركز الأهمية و الذي يحبّ أن تتركّز عليها كلّ الأنظار وتسعى إلى التعظيم منها ومدح خصائصها والعمل على إرضائها، وهذا الجانب يتمثّل بالتأكيد في الحبّ الشديد للذات والوقوع في أسر هذا الحبّ النرجسي ليصل إلى مرحلة الأثرة والأنانية فيطغى لدى صاحبها الشعور بالفخر والغرور ويصبح مخموراً بنشوة الظهور والتميّز المنغلق بحيث تغدو هذه الذات وحدة منفصلة عن كلّ محيطها وعمّا يساهم في عملية تطويرها وتوجيهها وتعديل مسارها.
هذا ما يدعى بالأنانية وحبّ الذات ورغبة الامتلاك والسيطرة والتفوق وإهمال ما للجوانب الأخرى المشتركة من عوامل الحياة الاجتماعية.
هذا الوعي أو اللاوعي الموجه توجيهاً إلزاميّاً لفرض الرأي والقبول على الآخر وليس قبول الآخرهو ما يتسبب بتولّد هذه الظاهرة المقيتة والمريضة التي تجعل من صاحب هذه الذات مكروهاً من الآخرين وغير مقبول.
أما إلتزام الوعي المنفتح والمتفهّم لما يدور حول ذات الشخص من مجمل عملية تربوية وفلسفية معقدة تسهّل له الطريق من خلال ولوج باب الانفتاح الذي يوسّع لديه الرؤية فيضعه أمام خيارات مختلفة ومتنوعة ليأخذ بالأمثل منها لا أن يضع هو شخصياً ذاته ضمن إطار الخيار الواحد والوحيد ليجزّ بهذا ناصية كلّ صلة من شأنها أن تدعو إلى الانفتاح على الآخر وتسدّ طريق كل مسعى في أنْ تتعدّد لديه السبل وتتنوّع الخيارات وتتوسّع الرؤية ليكون خياره صحيحاً وسلوكه إيجابيّاً، لا يسيء لذاته أو لغيره.
وبين الوعي واللاوعي هوة سحيقة من النتائج والنتاج من حيث مردود هذا أو ذاك ويجب لهذا أنْ يفهم اللاوعي بأنه الوعي غير المسؤول والملتزم وغير الناضج، ومتى حاول المرء صقل هذا الجانب من الوعي لديه (أي الجانب الثاني وهو السلبي) وقارن بين أن يصير وعياً سليماً خالياً من الشوائب أو وعياً غير ملتزم وسلبي حينها يغدو لاوعياً.
فليدرك المرء من خلال ما تمّ اكتسابه من مجموع خبرات وممارسات حياتية بما فيها من تنوّع أفكار وتجاذبات ميول وتشعبات عادات. إنّ الانفتاح السليم والواعي البعيد عن الخوف والحساسية والتشنج هو الذي سيقود إلى التخلّي عن هذا اللاوعي في التصرف وفي اتخاذ القرار. وعندئذ يمكن القول أنّ في الأمر غلبة لوعي المرء على لاوعيه وانتصار انفتاحه على انغلاق تقوقعه ونصرة التضحية والعطاء على الأنانية وحبّ الذات المريض.
ألمانيا في 20/3/2005 م
بين الوعي وعدم الوعي في مسؤولية إدراك المرء لذاته ومحاولته السعي إلى فهم حوائج هذه الذات وما يكتنف مسيرة إثباتها لوجودها من مشقّات وصعوبات وما يعترض طريقها من عوائق وعراقيل تدفعه إلى أن يقيّم مجمل الظروف والوقائع ويدرسها من جميع جوانبها وحيثيّاتها ومكوّنات خصوصيّاتها ليصير على بيّنة واضحة من الأمر قبل أن يتّخذ هذا القرار صحيحاً سليماً لا يعرّض هذه الذّات إلى مطبّات التقوقع والخيبة والفشل ومن هنا تنبع حقيقة وأهمية الوعي الصحيح والمدرك لكنه هذه الذات فيرتفع بها إلى حدود المسؤولية الاجتماعيّة، ومتى اختلطت الأمور والتبست المواقف وطغى جانب اللاوعي في تسييس هذه الذات فإن المطافسيذهب به إلى جعل المرء ذاته هذه في مركز الأهمية و الذي يحبّ أن تتركّز عليها كلّ الأنظار وتسعى إلى التعظيم منها ومدح خصائصها والعمل على إرضائها، وهذا الجانب يتمثّل بالتأكيد في الحبّ الشديد للذات والوقوع في أسر هذا الحبّ النرجسي ليصل إلى مرحلة الأثرة والأنانية فيطغى لدى صاحبها الشعور بالفخر والغرور ويصبح مخموراً بنشوة الظهور والتميّز المنغلق بحيث تغدو هذه الذات وحدة منفصلة عن كلّ محيطها وعمّا يساهم في عملية تطويرها وتوجيهها وتعديل مسارها.
هذا ما يدعى بالأنانية وحبّ الذات ورغبة الامتلاك والسيطرة والتفوق وإهمال ما للجوانب الأخرى المشتركة من عوامل الحياة الاجتماعية.
هذا الوعي أو اللاوعي الموجه توجيهاً إلزاميّاً لفرض الرأي والقبول على الآخر وليس قبول الآخرهو ما يتسبب بتولّد هذه الظاهرة المقيتة والمريضة التي تجعل من صاحب هذه الذات مكروهاً من الآخرين وغير مقبول.
أما إلتزام الوعي المنفتح والمتفهّم لما يدور حول ذات الشخص من مجمل عملية تربوية وفلسفية معقدة تسهّل له الطريق من خلال ولوج باب الانفتاح الذي يوسّع لديه الرؤية فيضعه أمام خيارات مختلفة ومتنوعة ليأخذ بالأمثل منها لا أن يضع هو شخصياً ذاته ضمن إطار الخيار الواحد والوحيد ليجزّ بهذا ناصية كلّ صلة من شأنها أن تدعو إلى الانفتاح على الآخر وتسدّ طريق كل مسعى في أنْ تتعدّد لديه السبل وتتنوّع الخيارات وتتوسّع الرؤية ليكون خياره صحيحاً وسلوكه إيجابيّاً، لا يسيء لذاته أو لغيره.
وبين الوعي واللاوعي هوة سحيقة من النتائج والنتاج من حيث مردود هذا أو ذاك ويجب لهذا أنْ يفهم اللاوعي بأنه الوعي غير المسؤول والملتزم وغير الناضج، ومتى حاول المرء صقل هذا الجانب من الوعي لديه (أي الجانب الثاني وهو السلبي) وقارن بين أن يصير وعياً سليماً خالياً من الشوائب أو وعياً غير ملتزم وسلبي حينها يغدو لاوعياً.
فليدرك المرء من خلال ما تمّ اكتسابه من مجموع خبرات وممارسات حياتية بما فيها من تنوّع أفكار وتجاذبات ميول وتشعبات عادات. إنّ الانفتاح السليم والواعي البعيد عن الخوف والحساسية والتشنج هو الذي سيقود إلى التخلّي عن هذا اللاوعي في التصرف وفي اتخاذ القرار. وعندئذ يمكن القول أنّ في الأمر غلبة لوعي المرء على لاوعيه وانتصار انفتاحه على انغلاق تقوقعه ونصرة التضحية والعطاء على الأنانية وحبّ الذات المريض.
ألمانيا في 20/3/2005 م