hasaleem
23-01-2013, 04:33 PM
مباديء في الرّسم الهندسي
بقلم: حسين أحمد سليم
الرّسم الهندسي هو لغة عالميّة محدّدة, ويُعرّف بأنّه من اللغات الهندسيّة المرئيّة, وهو من زاويةّ عمليّة, يُعتبر الطّريقة الرّئيسيّة والفريدة, لعمليّة الإتّصال بالعلوم والفنون الهندسيّة كافّة, بحيث يُستعمل فنّ الرّسم الهندسي بشكل عام لتجسيد وتوضيح الأفكار الهندسيّة وترجمتها, وفق مباديء وأصول وأساسيات ورموز ومصطلحات, وبالتّالي نقل المعلومات المحدّدة إلى من يهمّهم الأمر, وذلك من خلال تحديد الأشكال وماهيتها ومواصفاتها, التي تساعد وتُسهّل حركة فعل التّنفيذ... وعليه فالرّسم الهندسي هو فنّ وعلم رياضي له مواصفاته, وهو ما يصحّ القول فيه أنّه منظومة لغويّة لها ميزتها, وأبجديّة دلاليّة للعاملين في القطاعات الهندسيّة, ولغة المهندسين الذين يسعون لترجمة رؤاهم الفنّيّة الهندسيّة وتوكيدها...
والرّسم الهندسي كفنّ وعلم, يُعتبر القاعدة الأساسيّة لجميع الفنون التّشكيليّة, والنّقطة المحوريّة التي منها ينطلق الرّسّام الفنّي والتّشكيلي والهندسي والنّحّات, لبلورة أفكاره في حركة فعل وعمليّات التّنفيذ...
وكما لكلّ فنّ وعلم قواعده ومبادئه وأساسيّاته, كذلك للرّسم الهندسي, له رموزه وإصطلاحاته ولغته وأبجديّته, هذه الأبجديّة هي منظومة من العناصر, التي تُستخدم عالميّا في هذا المجال, وليس فيها إختلافات تُذكر إلا في بعض التّفاصيل, إلا أنّها تتّفق جميعا في سمة القواعد القياسيّة الأساسيّة...
منظومة أبجديّة وحروفيّة الرّسم الهندسي, تتكوّن من مجموعة من العناصر التي تشمل الخطوط والرّموز والأرقام وغيرها من المصطلحات التي تتوافق وماهية الرّسم الهندسي... هذه اللغة بمجمل عناصرها, تُستخدم للتّعبير وتسجيل البيانات الهندسيّة, بطريقة إصطلاحيّة عالميّة, يمكن قراءتها بسهولة بأقلّ جهد ممكن, ومن ثمّ العمل على تنفيذها في الورش الإنتاجيّة...
هذا ولجعل فنّ الرّسم الهندسي سهل القراءة والفهم, كان لا بدّ من إستخدام مواصفات وإصطلاحات ورموز قياسيّة... وأيّ كان نوع الرّسم الهندسي, معماري أو إنشائي أو ميكانيكي أو كهربائي أو مواصلاتي أو مدني أو جغرافي أو طبوغرافي, أو حتّى تشكيلي أو فنّي أو تجاري أو إعلاني أو نحتي أو خطوطي... فجميع هذه الأنواع من الرّسم مهما إختلفت في العناوين, إلا أنّها متوافقة في عمليّة إستخدام المنهج العام لأسس ومباديء الرّسم الهندسي...
وتستخدم لغة الرّسم الهندسي بشكل واسع, ومعتمدة في غالبيّة المهن الهندسيّة ومشتّقاتها وفروعها في جميع أنحاء العالم... وهذه اللغة تُستخدم بكثرة بين المهندسين العاملين في مجالات, التّصاميم العمرانيّة والبنائيّة والمدنيّة, وفي دراسات شبكات الطّرق والمواصلات والمطارات وتنظيم المدن, وفي عملّيّات التّصنيع للكثير من الآلات الكبرى والصّغرى, كالسّفن والطّائرات والمركبات الفضائيّة...
في بدايات التّطبيق للرّسم الهندسي, كانت تستخدم الأدوات التّقليديّة المعروفة, لكتابة لغة الرّسم الهندسي بكفاءة عالية, والتي تتكوّن أساسا من مجموعة من الخطوط والمقاييس والحروف والكلمات... فكانت لوحة الرّسم الخشبيّة ذات الحجم القياسي, وأقلام الرّصاص المتنوّعة في درجات الصّلابة والطّراوة, وكرتونة الرّسم الخاصّة, وأوراق الرّسم البلاستيكيّة والشّفّافة, والمسطرة التي هي على شكل حرف تي بالأجنبيّة بطول لا يتجاوز المتر الواحد, والمثلّثات ذات الزّوايا المعروفة والمتنوّعة الأحجام, وعلبة البراجل والمسطرة القياسيّة المدرّجة بمقاييس مختلفة تصاعديّا وتنازليّا, ومساطر المنحنيات المتعدّدة, والمنقلة المئويّة والسّتّينيّة, والممحاة الخاصّة, وورق الصّنفرة, والمبراة الخاصّة التي تشبه الجرس,وورق اللصق, وأقلام التّحبير الخاصّة السّماكات والتي تستخدم الأحبار الصّينيّة, إضافة لأقلام الرّسم المسمّاة بالكرافوس, وأداة الرّسم ذات السّاقين والمسمّاة بالتّرلين, ومسطرة البانتوغراف للتّكبير والتّصغير, وجهاز قياس المساحات المسمّى بالبلانيميتر, وطاولة الإضاءة...
مع إختراع أجهزة الحواسيب الرّقميّة وتطوّرها المتلاحق, وشيوع برمجياتها سيّما الهندسيّة منها, وما يتعلّق بالرّسم والتّشكيل الفنّي الهندسي... تحوّل الرّسّام الهندسي في شتّى بقاع العالم, لإستخدام وتطبيق فنون الرّسم الهندسي, بإستخدام هذه الأداة الحديثة الإختراع, وفي شتّى أنحاء العالم, والتي تمّ وضع الكثير من المجموعات البرمجيّة الهندسيّة لها, والتي تمّ تطويرها بشكل دوري سنوي, ومنها البرنامج المشهور والمسمّى بالكاد إضافة للبرنامج المشهور في عمليّة التّشكيل والمسمّى بالفوتوشوب, وحزمات برمجيّة أخرى في نفس السّياق الهندسي والفنّي... جميع هذه المكوّنات البرمجيّة, كانت السّبب المباشر في عمليّة إلغاء كافّة الأدوات التّقليديّة القديمة, والتي كانت مستخدمة ما قبل ظهور الحواسيب الرّقميّة وبرمجيّاتها الهندسيّة والفنّيّة, والتي تحتوي كافّة التّسهيلات المساعدة, لأداء العمل الهندسي ودراساته, والرّسم الهندسي وتقنيّاته بدقّة عالية جدّا...
بقلم: حسين أحمد سليم
الرّسم الهندسي هو لغة عالميّة محدّدة, ويُعرّف بأنّه من اللغات الهندسيّة المرئيّة, وهو من زاويةّ عمليّة, يُعتبر الطّريقة الرّئيسيّة والفريدة, لعمليّة الإتّصال بالعلوم والفنون الهندسيّة كافّة, بحيث يُستعمل فنّ الرّسم الهندسي بشكل عام لتجسيد وتوضيح الأفكار الهندسيّة وترجمتها, وفق مباديء وأصول وأساسيات ورموز ومصطلحات, وبالتّالي نقل المعلومات المحدّدة إلى من يهمّهم الأمر, وذلك من خلال تحديد الأشكال وماهيتها ومواصفاتها, التي تساعد وتُسهّل حركة فعل التّنفيذ... وعليه فالرّسم الهندسي هو فنّ وعلم رياضي له مواصفاته, وهو ما يصحّ القول فيه أنّه منظومة لغويّة لها ميزتها, وأبجديّة دلاليّة للعاملين في القطاعات الهندسيّة, ولغة المهندسين الذين يسعون لترجمة رؤاهم الفنّيّة الهندسيّة وتوكيدها...
والرّسم الهندسي كفنّ وعلم, يُعتبر القاعدة الأساسيّة لجميع الفنون التّشكيليّة, والنّقطة المحوريّة التي منها ينطلق الرّسّام الفنّي والتّشكيلي والهندسي والنّحّات, لبلورة أفكاره في حركة فعل وعمليّات التّنفيذ...
وكما لكلّ فنّ وعلم قواعده ومبادئه وأساسيّاته, كذلك للرّسم الهندسي, له رموزه وإصطلاحاته ولغته وأبجديّته, هذه الأبجديّة هي منظومة من العناصر, التي تُستخدم عالميّا في هذا المجال, وليس فيها إختلافات تُذكر إلا في بعض التّفاصيل, إلا أنّها تتّفق جميعا في سمة القواعد القياسيّة الأساسيّة...
منظومة أبجديّة وحروفيّة الرّسم الهندسي, تتكوّن من مجموعة من العناصر التي تشمل الخطوط والرّموز والأرقام وغيرها من المصطلحات التي تتوافق وماهية الرّسم الهندسي... هذه اللغة بمجمل عناصرها, تُستخدم للتّعبير وتسجيل البيانات الهندسيّة, بطريقة إصطلاحيّة عالميّة, يمكن قراءتها بسهولة بأقلّ جهد ممكن, ومن ثمّ العمل على تنفيذها في الورش الإنتاجيّة...
هذا ولجعل فنّ الرّسم الهندسي سهل القراءة والفهم, كان لا بدّ من إستخدام مواصفات وإصطلاحات ورموز قياسيّة... وأيّ كان نوع الرّسم الهندسي, معماري أو إنشائي أو ميكانيكي أو كهربائي أو مواصلاتي أو مدني أو جغرافي أو طبوغرافي, أو حتّى تشكيلي أو فنّي أو تجاري أو إعلاني أو نحتي أو خطوطي... فجميع هذه الأنواع من الرّسم مهما إختلفت في العناوين, إلا أنّها متوافقة في عمليّة إستخدام المنهج العام لأسس ومباديء الرّسم الهندسي...
وتستخدم لغة الرّسم الهندسي بشكل واسع, ومعتمدة في غالبيّة المهن الهندسيّة ومشتّقاتها وفروعها في جميع أنحاء العالم... وهذه اللغة تُستخدم بكثرة بين المهندسين العاملين في مجالات, التّصاميم العمرانيّة والبنائيّة والمدنيّة, وفي دراسات شبكات الطّرق والمواصلات والمطارات وتنظيم المدن, وفي عملّيّات التّصنيع للكثير من الآلات الكبرى والصّغرى, كالسّفن والطّائرات والمركبات الفضائيّة...
في بدايات التّطبيق للرّسم الهندسي, كانت تستخدم الأدوات التّقليديّة المعروفة, لكتابة لغة الرّسم الهندسي بكفاءة عالية, والتي تتكوّن أساسا من مجموعة من الخطوط والمقاييس والحروف والكلمات... فكانت لوحة الرّسم الخشبيّة ذات الحجم القياسي, وأقلام الرّصاص المتنوّعة في درجات الصّلابة والطّراوة, وكرتونة الرّسم الخاصّة, وأوراق الرّسم البلاستيكيّة والشّفّافة, والمسطرة التي هي على شكل حرف تي بالأجنبيّة بطول لا يتجاوز المتر الواحد, والمثلّثات ذات الزّوايا المعروفة والمتنوّعة الأحجام, وعلبة البراجل والمسطرة القياسيّة المدرّجة بمقاييس مختلفة تصاعديّا وتنازليّا, ومساطر المنحنيات المتعدّدة, والمنقلة المئويّة والسّتّينيّة, والممحاة الخاصّة, وورق الصّنفرة, والمبراة الخاصّة التي تشبه الجرس,وورق اللصق, وأقلام التّحبير الخاصّة السّماكات والتي تستخدم الأحبار الصّينيّة, إضافة لأقلام الرّسم المسمّاة بالكرافوس, وأداة الرّسم ذات السّاقين والمسمّاة بالتّرلين, ومسطرة البانتوغراف للتّكبير والتّصغير, وجهاز قياس المساحات المسمّى بالبلانيميتر, وطاولة الإضاءة...
مع إختراع أجهزة الحواسيب الرّقميّة وتطوّرها المتلاحق, وشيوع برمجياتها سيّما الهندسيّة منها, وما يتعلّق بالرّسم والتّشكيل الفنّي الهندسي... تحوّل الرّسّام الهندسي في شتّى بقاع العالم, لإستخدام وتطبيق فنون الرّسم الهندسي, بإستخدام هذه الأداة الحديثة الإختراع, وفي شتّى أنحاء العالم, والتي تمّ وضع الكثير من المجموعات البرمجيّة الهندسيّة لها, والتي تمّ تطويرها بشكل دوري سنوي, ومنها البرنامج المشهور والمسمّى بالكاد إضافة للبرنامج المشهور في عمليّة التّشكيل والمسمّى بالفوتوشوب, وحزمات برمجيّة أخرى في نفس السّياق الهندسي والفنّي... جميع هذه المكوّنات البرمجيّة, كانت السّبب المباشر في عمليّة إلغاء كافّة الأدوات التّقليديّة القديمة, والتي كانت مستخدمة ما قبل ظهور الحواسيب الرّقميّة وبرمجيّاتها الهندسيّة والفنّيّة, والتي تحتوي كافّة التّسهيلات المساعدة, لأداء العمل الهندسي ودراساته, والرّسم الهندسي وتقنيّاته بدقّة عالية جدّا...