kestantin Chamoun
06-09-2011, 09:22 PM
06-9-2011 10:05:33
http://www.alarab.co.uk/empty.gif
البرزاني والطالباني والإقليم المستباح!
جمال محمد تقي:
لعب البرزاني والطالباني دورا لا يستهان به في دفع عجلة التدهور العراقي وبكل تفاصيله ومكنوناته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية، إلى أبعد نقطة ممكنة، ليخرجا بأكبر قدر ممكن من المكاسب الأنانية الضيقة المتشربة بمشاعر عنصرية دفينة متوائمة مع عنصرية الصهاينة التي تسعى لتحطيم الكيانات العربية القائمة والحط من مناعتها، ليتسنى لها التمدد على حسابها والاستقواء بضعفها وإشغالها بهموم جديدة تنهك وجودها.
وقد جر هذا الدور وما يزال الكوارث والمآسي والانكسارات والارتدادات على كل تلاوين وأطياف العراق العربية والكردية والتركمانية والمسيحية والمسلمة بشقيها السنية والشيعية التي ابتلت بخبثه وتهافته وميكافيليته، وذلك قبل وبعد احتلال العراق وتحطيم دولته، ومن الواضح أن- الأستاذ والآغا- يتلذذان في سرهما عندما يمعنان بإنكاء جروح العراق والاستثمار بها لغرض تكريس الحالة القائمة والدفع بها لأقصى درجات التشرذم.
كانا أثناء حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران بندقيتين مأجورتين، وبعد حرب الخليج الثانية ازداد الطلب على خدماتهما فجيء بهما ليحكما الجيب الآمن الذي فرضه مجلس الأمن الدولي الخاضع للإرادة الأمريكية، على منطقة شمال العراق، ويمهدا الأرض لتكون منطلقا، جيوسياسيا وعسكريا، لغزو واحتلال العراق.
وكان للتوافق الإيراني الأمريكي على عملية الغزو، مردودها المزدوج لكلا المستخدمين، فالاحتلال الأمريكي قد أطلق أيديهما في تفكيك الدولة العراقية وإحلال كيان مسخ قابل للتحلل محلها، فتحول الإقليم إلى دولة داخل دولة، ومنحوا حق الحكم بثلث قرار سلطة بغداد، وعليه لم يعد ممكنا لأي حكومة في بغداد إصدار أي قرار يمكن أن يساهم بإعادة بناء العراق كدولة لها إقليم واحد إلا بتكييف برزاني وطالباني.
الإيرانيون قد ساهموا بربط البرزاني والطالباني بحلف مصلحي مع أتباعهم من الأحزاب الشيعية العراقية، ليكون حجر الزاوية في حكم العراق الجديد، ليتمكنوا تماما من مد أذرعهم المتشابكة مثلما فعل الأمريكان، لا سيما وأن لإيران خبرة طويلة في استخدام ورعاية جماعتي الآغا والأستاذ!
اليوم يتقاسم الاثنان رئاسة "الإقليمين" الطالباني رئيسا للعراق والبرزاني رئيسا لإقليم كردستان، والاثنان يلعبان دورا محوريا في تطبيع الحالة الشاذة القائمة بتخادم وتوافق أمريكي إيراني، وبسبب انعدام تطابق المصالح الأمريكية الإيرانية في العراق والمنطقة عموما، تعاني علاقات المذكورين مع إيران تحديدا من مطبات يجري تجاوزها في معظم الحالات بانطباح برزاني طالباني مزدوج خشية فقدانهما لمكاسب التوازن القائم منذ عام 1991 وحتى الآن!
قصف مدفعي وصاروخي وجوي إيراني شبه يومي على أغلب قرى وقصبات الشريط الحدودي الواقعة في إقليم كردستان، صاحبه نزوح متزايد لأكثر من 11 ألف عائلة كردية من ضواحي أربيل والسليمانية إلى مناطق لا يصلها القصف، وقطع متعمد لمنابع المياه الجارية عبر الحدود الإيرانية نحو الأراضي العراقية- جداول بنجوين، والعظيم، والوند، والكرخة- وتغلغلات مدروسة من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني داخل أراضي الشريط الحدودي لإقليم كردستان العراق، واحتفاظهم بمواقع حصينة فيه تمنحهم القدرة على الرصد والمناورة، بالتزامن مع قصف مماثل وأكثر قوة واستمرارية من الجانب التركي على ضواحي أربيل ودهوك، وخسائر مادية وبشرية تطال الجسور والقرى والمزارعين والرعاة من الأكراد العراقيين، وآخرها كان تدمير جسر- بالوكا- في قضاء عقرة.
كأن الأمر كله لا يعني البرزاني والطالباني، فالبرزاني قد نسي وعده لسكان الإقليم بحمايتهم من كل مكروه خارجي، القصف يتواصل ومعه تسقط الأقنعة القومية التي يتبجح بها كل من حزبي البرزاني والطالباني!
في هذا الوقت يكرس البرزاني والطالباني جهودهما لضم أراض جديدة من الإقليم العراقي لإقليمهما المنهوك باستباحات الفساد والاستبداد الداخلي، وباستباحات قصف دول الجوار، للتغطية على الاستباحة القائمة، فالثقل العسكري للبرزاني موجه نحو كركوك وبعض أقضية الموصل، أما الثقل العسكري للطالباني فإنه موجه إلى أقضية محافظة ديالى المجاورة للسليمانية، وتشهد هذه المناطق حملة تهجير عنصري للسكان العرب بغرض تكريدها تماما، حيث بلغ أعداد المهجرين من أقضية ديالى وحدها حوالي 11 ألف عائلة عربية حتى الآن!
تراجيديا العراق الجديد ليس لها حدود، وهي ليست حبيسة مناطق معينة منه، أو مكون من مكوناته، فالعراق مستباح من زاخو إلى الفاو، ومن خانقين إلى الرطبة، العراق متشظ ومتقزم، بإجادة الأدوار المتمادية والجاحدة للزمر المستبدة والفاسدة التي تتصدر ما يسمى بالعملية السياسية الأمريكية فيه، هذه العملية المناقضة لكل القيم الوطنية والقومية والدينية الأصيلة، والتي لا بد من إسقاطها ليستعيد شعبنا قدره وقدرته على تحصين إقليمه والذود عن سيادته.
http://www.alarab.co.uk/empty.gif
البرزاني والطالباني والإقليم المستباح!
جمال محمد تقي:
لعب البرزاني والطالباني دورا لا يستهان به في دفع عجلة التدهور العراقي وبكل تفاصيله ومكنوناته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية، إلى أبعد نقطة ممكنة، ليخرجا بأكبر قدر ممكن من المكاسب الأنانية الضيقة المتشربة بمشاعر عنصرية دفينة متوائمة مع عنصرية الصهاينة التي تسعى لتحطيم الكيانات العربية القائمة والحط من مناعتها، ليتسنى لها التمدد على حسابها والاستقواء بضعفها وإشغالها بهموم جديدة تنهك وجودها.
وقد جر هذا الدور وما يزال الكوارث والمآسي والانكسارات والارتدادات على كل تلاوين وأطياف العراق العربية والكردية والتركمانية والمسيحية والمسلمة بشقيها السنية والشيعية التي ابتلت بخبثه وتهافته وميكافيليته، وذلك قبل وبعد احتلال العراق وتحطيم دولته، ومن الواضح أن- الأستاذ والآغا- يتلذذان في سرهما عندما يمعنان بإنكاء جروح العراق والاستثمار بها لغرض تكريس الحالة القائمة والدفع بها لأقصى درجات التشرذم.
كانا أثناء حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران بندقيتين مأجورتين، وبعد حرب الخليج الثانية ازداد الطلب على خدماتهما فجيء بهما ليحكما الجيب الآمن الذي فرضه مجلس الأمن الدولي الخاضع للإرادة الأمريكية، على منطقة شمال العراق، ويمهدا الأرض لتكون منطلقا، جيوسياسيا وعسكريا، لغزو واحتلال العراق.
وكان للتوافق الإيراني الأمريكي على عملية الغزو، مردودها المزدوج لكلا المستخدمين، فالاحتلال الأمريكي قد أطلق أيديهما في تفكيك الدولة العراقية وإحلال كيان مسخ قابل للتحلل محلها، فتحول الإقليم إلى دولة داخل دولة، ومنحوا حق الحكم بثلث قرار سلطة بغداد، وعليه لم يعد ممكنا لأي حكومة في بغداد إصدار أي قرار يمكن أن يساهم بإعادة بناء العراق كدولة لها إقليم واحد إلا بتكييف برزاني وطالباني.
الإيرانيون قد ساهموا بربط البرزاني والطالباني بحلف مصلحي مع أتباعهم من الأحزاب الشيعية العراقية، ليكون حجر الزاوية في حكم العراق الجديد، ليتمكنوا تماما من مد أذرعهم المتشابكة مثلما فعل الأمريكان، لا سيما وأن لإيران خبرة طويلة في استخدام ورعاية جماعتي الآغا والأستاذ!
اليوم يتقاسم الاثنان رئاسة "الإقليمين" الطالباني رئيسا للعراق والبرزاني رئيسا لإقليم كردستان، والاثنان يلعبان دورا محوريا في تطبيع الحالة الشاذة القائمة بتخادم وتوافق أمريكي إيراني، وبسبب انعدام تطابق المصالح الأمريكية الإيرانية في العراق والمنطقة عموما، تعاني علاقات المذكورين مع إيران تحديدا من مطبات يجري تجاوزها في معظم الحالات بانطباح برزاني طالباني مزدوج خشية فقدانهما لمكاسب التوازن القائم منذ عام 1991 وحتى الآن!
قصف مدفعي وصاروخي وجوي إيراني شبه يومي على أغلب قرى وقصبات الشريط الحدودي الواقعة في إقليم كردستان، صاحبه نزوح متزايد لأكثر من 11 ألف عائلة كردية من ضواحي أربيل والسليمانية إلى مناطق لا يصلها القصف، وقطع متعمد لمنابع المياه الجارية عبر الحدود الإيرانية نحو الأراضي العراقية- جداول بنجوين، والعظيم، والوند، والكرخة- وتغلغلات مدروسة من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني داخل أراضي الشريط الحدودي لإقليم كردستان العراق، واحتفاظهم بمواقع حصينة فيه تمنحهم القدرة على الرصد والمناورة، بالتزامن مع قصف مماثل وأكثر قوة واستمرارية من الجانب التركي على ضواحي أربيل ودهوك، وخسائر مادية وبشرية تطال الجسور والقرى والمزارعين والرعاة من الأكراد العراقيين، وآخرها كان تدمير جسر- بالوكا- في قضاء عقرة.
كأن الأمر كله لا يعني البرزاني والطالباني، فالبرزاني قد نسي وعده لسكان الإقليم بحمايتهم من كل مكروه خارجي، القصف يتواصل ومعه تسقط الأقنعة القومية التي يتبجح بها كل من حزبي البرزاني والطالباني!
في هذا الوقت يكرس البرزاني والطالباني جهودهما لضم أراض جديدة من الإقليم العراقي لإقليمهما المنهوك باستباحات الفساد والاستبداد الداخلي، وباستباحات قصف دول الجوار، للتغطية على الاستباحة القائمة، فالثقل العسكري للبرزاني موجه نحو كركوك وبعض أقضية الموصل، أما الثقل العسكري للطالباني فإنه موجه إلى أقضية محافظة ديالى المجاورة للسليمانية، وتشهد هذه المناطق حملة تهجير عنصري للسكان العرب بغرض تكريدها تماما، حيث بلغ أعداد المهجرين من أقضية ديالى وحدها حوالي 11 ألف عائلة عربية حتى الآن!
تراجيديا العراق الجديد ليس لها حدود، وهي ليست حبيسة مناطق معينة منه، أو مكون من مكوناته، فالعراق مستباح من زاخو إلى الفاو، ومن خانقين إلى الرطبة، العراق متشظ ومتقزم، بإجادة الأدوار المتمادية والجاحدة للزمر المستبدة والفاسدة التي تتصدر ما يسمى بالعملية السياسية الأمريكية فيه، هذه العملية المناقضة لكل القيم الوطنية والقومية والدينية الأصيلة، والتي لا بد من إسقاطها ليستعيد شعبنا قدره وقدرته على تحصين إقليمه والذود عن سيادته.