المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نيافة المطران «إيزيدور بطيخة» لموقع تحت المجهر : "«أرى أن الأزمة في سورية انتهت من مر


kestantin Chamoun
19-07-2011, 07:34 PM
السبت 16/07/2011

http://www.mjhar.com/PubFiles/NewsFiles/11279/image_11279_ar.jpg?width=359&height=270&crop=auto


يدرك المطران «إيزيدور بطيخة» أن الحملة الإعلامية الشرسة المغرضة الخارجية التي تتعرض لها البلاد ليست وليدة هذه الظروف أو هذه الأشهر، حيث سبق وأن عاصر مثل هذه الحملات الإعلامية أيام شبابه عندما كان يدرس في أوروبا ما أدى إلى حدوث شرخ في علاقته مع بلده الأم التي رحل عنها صغيرا. وعندما عاد إلى الوطن قبل ما يزيد عن العشرين عاما عرف بأن هذه الفكرة كانت خطأ، وبأن هذا الوطن ذي حضارة عظيمة قادرة على أن تقف وجه أي أزمة مثل الأزمة التي نمر بها حاليا.
ما سق كان جزءا من حديث مهم وكبير قدمه لنا المطران «إيزيدور بطيخة» متروبوليت منطقة حمص وحماه ويبرود سابقا لموقع «تحت المجهر» في اللقاء الخاص الذي جرى معه حيث قدم نيافته رؤيته تجاه الوضع في سورية عموما، وفي المنطقة الوسطى التي عمل فيها مطرانا في السنوات الأربع الأخيرة خصوصا وذلك في نظرة شاملة للوضع العام وآفاق الحلول.
بداية الحوار كانت مع تفاؤل نيافة المطران حول الوضع حاليا في سورية حيث يقول:
«أرى أن الأزمة في سورية انتهت من مرحلة الذروة وبدأت مرحلة الأفول وانتهينا من المرحلة الحساسة، ولكني أرى في الوقت نفسه أن الجهات الخارجيةستصعد من هجماتها ضدنا. السبب الذي يجعلني أرى أن الأزمة قريبة النهاية هو وعي الشعب السوري الذي تلقى الأزمة وامتصها. وأنا هنا لا أتحدث من ناحية سياسية بل أتحدث عن الداخل السوري. والعامل المهم الآخر هو التفاف الجميع حول السيد الرئيس الذي له الفضل في الحكمة في معالجة الأزمة. كما أن العامل الآخر المهم ذكره هو وعي الشباب تجاه الموضوع. ندرك كلنا أن وطننا يملك بعض نقاط الضعف فيما يتعلق بموضوع الخدمات، ولكن في كل البلدان تقريبا نرى هذا الشيء. هذا الأمر يجب أن يدفعنا إلى العمل على الإصلاح ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب إلا أننا بحاجة إلى وقت وسنوات إلا أننا قادرون على ذلك. وتفاؤلي هذا يعود إلى مناعة الوطن السوري الذي استطاع امتصاص آثار المؤامرة الخارجية التي حيكت ضده».
وعن رأيه في وضع المنطقة الوسطى التي سبق له وأن كان مطرانا لها لمدة أربع سنوات يقول:
«نعلم كلنا أن المنطقة الوسطى تعتبر منقطة حدودية تجري عمليات التهريب في بعض مناطقها، كما أن نعلم أن هؤلاء المهربين سبق لهم أن اصطدموا مع الحكومة أكثر من مرة. بالتالي لا بد أن ندرك أن أسباب المشاكل معروفة وهي تواجد هؤلاء المهربين وتحالفهم مع الفارين من العدالة وأولك الذين وقعوا ضحية ظروف اجتماعية سيئة مثل الفقر أو الجهل. كما أنه في الوقت نفسه تواجدت الجهة الخارجية التي استطاعت توظيف هذا الأمر وتقديم النقود لهم لإثارة الاضطرابات. هذا الأمر لا ينطبق على المنطقة الوسطى فحسب إنما معظم المدن الحدودية الأخرى حيث كان الاختراق من دول الجوار مثل الأردن ولبنان وتركيا كبيرا. العامل المحدد الآخر في وضع المنطقة الوسطى كان التداخل بين القرى السورية واللبنانية الناتج عن عدم ترسيم الحدود؛ نحن ندرك أن الكثير من اللبنانيين يحبون الشعب السوري، إلا أننا نعلم أيضا بأن هناك شريحة من اللبنانيين ــ معروفة لنا كلنا ــ لا تريد الخير لسورية وتكرهها لمواقفها السياسية الأمر الذي جعلها تدعم الاحتجاجات في سورية بشكل مباشر أو غير مباشر. بالمحصلة فإن الأزمة السورية بشكل عام وأزمة المنطقة الوسطى بشكل خاص جاءت نتيجة لعدد من العوامل المتنوعة الداخلية والخارجية مع وجود الأرض الخصبة لإتمام هذا الأمر. هنا يجب علينا العمل لمكافحة الأمور التي أدت إلى قيام مثل هذه الأمور فيها حيث يجب علينا التعامل معهم وفق مبدأ العائلة التي يجنح أحد أفرادها، وبالتالي يجب العمل على احتواء هذا التصرف واستيعابه دون اتهام».
ويضيف بأن التضخيم الإعلامي الذي جرى تجاه سورية ومدينة حمص كان كبيرا حيث يسهب في شرح هذه النقطة أكثر بالقول:
«أستطيع القول وبكل أسف أن الإعلام لم يعد إعلاما بالمعنى المتعارف عليه بل غدا مسيسا وذلك من كلا الطرفين. فمن طرف الإعلام الخارجي فقد كان يتبع المخطط الدولي المدروس ضد البلد، في حين كان الإعلام المحلي يقف موقف الدفاع عن البلد لدرجة المبالغة حيث كان حديثه عن أن البلد هادئة ولا يوجد فيها مشكلات!أنا أدرك أن الإعلام السوري خلال الأزمة تطور بشكل كبير وتجاوز الكثير من الخطوط الحمر التي كانت موجودة في الماضي، إلا أن دفاعه الكبير عن البلد كان مبالغا فيه».
وعن رأيه في حادثة زيارة السفير الأمريكي إلى مدينة حماه واستقبال «البعض» له بالورود والتهليل فإنه يقول بأن الأمر ناتج عن عقدة النقص أمام الأجنبي والفرنسي حيث يشرح هذه النقطة أكثر بالقول:
«بشكل عام، لدى أغلب السوريين عقدة النقص تجاه الأجنبي والأوروبي وحتى اللبناني حيث يحس بعض السوريين أنهم أقل ممن سبق؛ هذا الأمر مناف للحقيقة والسبب يمكن في أن سورية أرض حضارية كبيرة إضافة إلى أننا ذوي تاريخ عريق وكبير. في سورية أنا أحس بنفسي كائن، أما في أوروبا فأنا مجرد رقم. بالنسبة لي فأنا ميال إلى العيش في سورية ولم أعد أرغب بالسفر خارجها. كما أن هناك عامل كبير محدد في موضوع عدم الشعور بعقد النقص وهو التغيير في طبيعة البلد. من /40/ سنة كنا غير موجودين على الخارطة! كان الكثير يسألني أثناء دراستي في أوروبا عن موقع بلدي وكانوا يقولون بأنه مجاور للبنان أو حتى الكيان المحتل! أما اليوم فأصبح جميع الأوروبيين يعلمون أين سورية وذلك بسبب التطور الكبير في سياستها الخارجية والتي حولتها إلى بلد مهم على الساحة الدولية. لا يجب أن ننسى بأنه مضى على استقلالنا ما يقارب الخمسين عاما وما زال العدو الصهيوني محتلا لأرضنا. بالتالي فإن بعض الأخطاء قد تحدث وعلينا بالإصلاح والعمل على تصويب هذه الأخطاء».
ويضيف بأن الإعلام روج لفكرة تهجير المسيحيين السوريين من سورية إلى لبنان الأمر الذي جعل اللبنانيين يتساءلون عن إمكانية استيعاب كل هذا العدد من المسحيين السوريين! هذا الأمر يثير استغراب نيافة المطران الذي يقول:
«عندما قال لي اللبنانيون هذا قلت لهم بأنه اذا تم اضطهادنا يوما فإننا لن نلجأ إلى لبنان إنما إلى الجوامع لطلب اللجوء فيها. سوف نذهب أيضا إلى كل العائلات المسلمة السورية ذات علاقات الصداقة والأخوة فيما بيننا الصديقة لها والتي لطالما فتحت أبوابها دوما لكل الشعوب ولكل الناس. نحن لا ننتظر الأمريكان ولا الأوروبيين ليحزنوا علينا وليهتموا بأمرنا لأن لنا أخوة سوريون. يقولون بأن المسيحيين هاجروا من لبنان سورية خلال التاريخ، وأنا أقول بأن الهجرة كانت من كل الأديان والطوائف ولأسباب اقتصادية واجتماعية لا غير؛ كل أولئك المغتربون هم سوريون بغض النظر عن الديانة ولا نفرق بين مغترب وآخر منهم».
أما عن رأيه في الملتقى التشاوري الممهد لملتقى الحوار الوطني فيقول بأن الأمر غدا يشابه نظرية «من قبل؟ الدجاجة أمالبيضة!» حيث يشرح هذه النقطة أكثر بالقول:
«يقولون لا حوار من دون أمن، وآخرون يقولون لا أمن من دون حوار. ولا زلنا ضائعين بين هاتين المقولتين! حاليا نحن في وطن يعاني من الجروح حيث وصلنا إلى مرحلة تشابه كلمة سمعتها من سيدة قالت «أصبحنا كلنا شبيحة في النهاية ولا نعرف من يضرب من؟!»هناك أمور خطأ حصلت وإذا قمنا بلوم الدولة ستصبح الأمور أسوأ. الحل هو أن نمشي معها ونضع يدنا مع يدها ونعمل معها رغم علاتها. كنت أقول دائما أن أمي قد لا تكون أجمل أم ولا أغنى ولا أحلى أم، إلا أنها أمي. وكذلك حال الوطن. هل نحن مستعدين للتشاور؟ هل لدينا ثقافة التشاور أم سيعلى صوتنا ونصرخ ونهين الآخر . للأسف أقول بأننا لسنا جاهزين حاليا للديمقراطية لأنه يجب بناء ثقافة داخلية تجاه هذا الموضوع والاعتياد عليها وعيشها، معرفة أين حدودنا وأين تنتهي عندما تبدأ حدود الآخرين. على سبيل المثال لا تعني الديمقراطية حرق مقر حزب لمجرد أنه لا يعجبني. قد لا يعجبني ولكنة يعجب أناسا آخرين وعلى هذا يجب القياس. للأسف فإنني أرى أن الكل ضائع بالأمور الخدمية الصغيرة ومبتعدا عن الأمور الكبيرة المهمة. نحن الآن أمام خراب وطن نحتاج سنين لإعادة بناءه. من المهم التطلع إلى الإصلاحات وتعزيز مفهوم المواطنة والعدل والقضاء والتي تعتبر مواضيع أشمل وأهم. عندما يكون لديك قضاء عادل وفساد أقل ستتحسن الأمور الأخرى. أنا أتمنى أن تكون سورية من أهم دول العالم أن تغدو ذات موضع مهم على الخارطة العالمية».
ويضيف بأن المحاور التي يراها مهمة حاليا هي صياغة الدستور السوري بطريقة تكفل التعددية والعدالة حيث يقول:
«لم يعد يخفى على أحد أن مفهوم الحزب الواحد غدا قديما وأن الآن مفهوم التعددية. بالتالي يجب أن نؤسس لدستور يقوم على المساواة بين كل أطياف المجتمع بغض النظر عن الدين أو الانتماء أو الطائفة. وبالتالي يجب العمل على الدستور من هذه الناحية حتى لا يغدو حاليا كحال مصر التي وقعت في شر الفتنة الطائفية. لكي نبني الوطن الكبير علينا السمو فوق الخلافات الشخصية الصغيرة وحل كل الأمور العالقة».
أما عن المطران «إيزيدور بطيخة» ومسيرة حياته فيقول بأنه سيتحدث عنها بكل اختصار لكونه لا يحب الحديث عن نفسه كثير حيث يقول:
«درست الابتدائية في سورية، ومن ثم الإعدادية والثانوية في لبنان، في حين درست المرحلة الجامعية في أوروبا ومن بعدها الدراسات العليا حتى نلت درجة الدكتوراه. درست الفنون الجميلة – مجال الرسم وحصلت على شهادة فيها حيث جمعت بين الدين والفن، وأرى أن الارتقاء الفني يوازي الارتقاء الديني. بعدها تم رسمي مطرانا حيث عدت إلى سورية في العام /1992/ وكنت أصغر مطارنة الروم الكاثوليك في سورية. آمنت منذ البداية بالحوار لأهميته، ونتيجة لهذا تم تلقيبي «رجل الحوار» الأول وهذا شرف لا أدعيه وأدرك أن هناك الكثيرين أفضل مني في هذا المجال. في عام /2006/ انتقلت إلى المنطقة الوسطى ومن ثم تركت العمل في عام /2010/ وتفرغت لتأمل ما قدمته. الآن أنا بعد /18/ سنة متواجد في لبنان حتى أعيد النظر في ذاتي لأرى إن كنت أريد أن أعود إلى خدمة الرعية أم أبقى على التأمل. لم أكن أدري بأن هذا سيحصل في سورية ولو كنت أدري لكنت بقيت لأنني أريد أن أكون في أخوتي في هذه الأزمة. عملت على ترك بصمة وأثر طيب في نفوس الشعب السوري وأنا سعيد بهذا».
وكانت الكلمة الأخيرة التي ختم بها نيافته القول:
«أود أن أوجه رسالة للجميع تنص على عدم ترك الوطن في محنته، وحب الوطن. ما قلته في اللقاء هو نابع عن خبرتي وحصيلة سنوات عمري الطويلة. الشعب السوري شعب يستحق الخير، هو شعب وأدعو الجميع أن يحب الوطن لأننا من دونه لسنا بأي شيء».

http://www.mjhar.com/PubFiles/s/%D8%AF%D9%84%D9%8A%D9%84%20%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%A F/IMG_1850.jpg

.
http://www.mjhar.com/PubFiles/s/%D8%AF%D9%84%D9%8A%D9%84%20%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%A F/IMG_1846.jpg

.

http://www.mjhar.com/PubFiles/s/%D8%AF%D9%84%D9%8A%D9%84%20%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%A F/IMG_1849.jpg



أحمد بيطار – تحت المجهر








تعليقات الزوار

نبيل يوسف دلالكي
19-07-2011, 10:21 PM
الأستاذ قسطنطين المحترم

تحية طيبة

اشكرك من كل قلبي على نشاطك وطريقة تقدبم هذه المواضيع في أوانها دمتم بالف خير

نبيل

kestantin Chamoun
19-07-2011, 10:36 PM
الاخ المحترم استاذ نبيل
الشكر كل الشكر على مرورك على مواضيعي ,,
دمتم بخير وسلامة