المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرسالة الثانية رسائل بقلم الأديب العالمي (سى اس لويس


الاخ زكا
07-12-2010, 09:57 AM
الرسالة الثانية

عزيزى علقم

علمت بمزيد من الاستياء ان مريضك قد امن بالمسيح .فلا تعلل النفس بامل الافلات من العقوبات المعتادة .وبالحقيقة ، فى احسن حالاتك .اثق بانك لاتكاد ترغب فى ذلك مجرد رغبة .انما فى هذة الاثناء علينا ان نستغل الوضع احسن استغلال وان نبذل اقصى ما نستطيع من جهد. لا داعى للياس فان مئات من هولاء المهتدين البالغين قد تم استردادهم بعد اقامة وجيزة فى معسكر العدو وهم معنا الان .وجميع عادات المريض العقلية والبدنية ماتزال فى مصلحتنا وفى صفنا.

من حلفائنا العظام فى الوقت الحاضر. الكنيسة نفسها لاتسى فهم ما اقول. لست اعنى الكنيسة كما نراها منتشرة عبر كل زمان ومكان ومتجذرة فى الازل، مرهبة كجيش ذى رايات. فانى لا اعترف بان ذلك مشهد يقلق اجرا من لدينا من مجربين. ولكن من سعدنا ان هذا غير مرئى تماما لدى الادميين فكل ما يراة مريضك هو المبنى القوطى المزخرف نصف المكتمل على موقع البناء الجديد. وعندما يدخل الى الداخل، يرى البقال المحلى، وعلى وجهة تعابير اميل الى المداهنة والنفاق، يهب واقفا ليقدم الية كتابا لماعا صغيرا يحتوى على طقوس دينية لا يفهمانها كلاهما، وكتابا صغيرة بالية فية نصوص مشوهة لعدد من التراتيل الدينية الرديئة فى معظمها والمطبوعة بخط صغير جدا. وحين يصل الى مقعدة وينظر حوالية لا يرى سوى تلك المجموعة من جيرانة التى طالما تجنبها حتى ذلك الحين .فينبغى ان تعتمد جيدا على اولئك الجيران. اجعل ذهنة يشردجيئة وذهابا بين تعبير مثل "جسد المسيح" والوجوة الفعلية على المقعد الطويل التالى. طبعا، لا اهمية بالغة لنوع الاشخاص الذين يجلسون فى المقعد التالى. قد تعرف واحد منهم بصفتة محاربا شجاعا فى صف العدو. فلا يهمك ذلك. ان مريضك بفضل ابينا الدنى، غبى. فاذا صدف ان واحدا من اولئك الجيران خالف النغم عند التراتيل او كان ينتعل حذاء لة صرير وصريف او كان تحت ذقنة لغد او ثيابة غريبة الطراز فان المريض سيعتقد بكل يسر ان ديانتهم لابد ان تكون سخيفة على نحو ما. فانت ترى انة فى مرحلتة الحالية لدية فى ذهنة فكرة عن "المومنين بالمسيح" يفترض انها روحية، ولكنها بالحقيقة رسميزيتية

(مستقاة من صور راها تصور الكنائس والمسيحين، قديمة فى معظمها) الى ابعد حد. ذلك ان ذهنة زاخر بالاثواب الفضفاضة والصنادل والدروع والسيقان المكشوفة ومجرد حقيقة كون الاخرين فى الكنيسة لابسين ثيابا حديثة هى عندة صعوبة فعلية، وان كانت بالطبع لا واعية. فلا تدعن الامر يطف على السطح، لا تدعنة يسال ابدا عما توقع لهم ان يبدوا علية. ابق كل شى مشوشا فى ذهنة الان، وستكون لديك الابدية بطولها لتتسلى بان تنتج فية ذلك النوع الغريب من الوضوح الذى يعطية الجحيم.

فركز كل جهدك اذا على الخيبة او الهبوط المفاجى اللذين سيصيبان المريض حتما فى اثناء اسابيعة الاولى بوصفة مرتادا للكنيسة. ان العدو يسمح بحصول هذة الخيبة على عتبة كل مسعى بشرى. فهى تحصل عندما ينكب على تعلم اللغة اليونانية بجدية ذلك الصبى الذى سبق ان سحرتة فى دار الحضانة حكايات من ملحمة الاوديسة. كما انها تحصل عندما يتزوج الحبيبان ويباشران المهمة الواقعية النتمثلة فى تعلم العيش معا. وهى فى كل دائرة من دوائر الحياة تميز الانتقال من الطموح الحالم الى التحرك العملى والواقعى. والعدو يقوم بهذة المغامرة لان لدية نزوة غريبة فى تحويل هولاء الطفيلين البشريين الصغار المنفرين الى ما يدعو احباء وخداما "احرارا" - "ابناء" حسب الكلمة التلى يستخدمها _ بحبة الذى لا يلين لاهانة العالم الروحى كلة باقامة علائق غير طبيعية بالحيوانات التى تنتصب على قدمين. فرغبة منة فى ممارسة لحريتهم ، يرفض تاليا ان يحملهم حملا ، بمجرد عواطفهم وعاداتهم، الى اى من الغايات التى يضعها امامهم : اذ يدعهم يفعلون ذلك "بمحض اراداتهم" وها هنا تكمن فرصتنا .انما تذكر ايضا انة ها هنا يكمن الخطر الذى يتهددنا .فما ان يجتازون هذا الجفاف الاولى بنجاح ، حتى يصبحوا اقل اتكالا بكثير على العواطف، ومن ثم اصعب كثيرا ان يغووا ويقعون فريسة للتجارب.

استمررت اكتب حتى الان على افتراض ان الجالسين على المقعد الطويل التالى لا يوفرون اى اساس عقلانى لتلك الخيبة .وكان من شان مهمتك ان تكون اسهل جدا بالطبع لو فعلوا ذلك : لو عرف مريضك ان المراءة المعتمرة تلك القبعةالمضحكة لاعبة بريدج (لعبة البطاقات) مهووسة او ان الرجل المنتعل الحذاء ذا الصرير والصريف بخيل ومبتز .فكل ما عليك عندئذ هو ان تصرف ذهنة عن هذا السوال التالى : "اذا استطعت فى حالتى التى انا عليها ان اعتبر نفسى مومنا بالمسيح بمعنى ما، فلماذا ينبغى ان تثبت مختلف رذائل هولاء الجالسين على المقعد التالى ان ديا نتهم مجرد رياء وتقليد ؟ ولعلك تتسال عن امكانية الحيلولة دون ورود فكرة بديهية كهذة حتى فى ذهن بشرى. ان ذلك ممكن، يا علقم، نعم انة ممكن! تول امرة جيدا، حتى لاتخطر تلك الفكرة فى بالة على الاطلاق. فلم تمض على انضمامة الى العدو مدة يكفى طولها لحيازة اى اتضاع حقيقى بعد. وكل ما يقولة، حتى وهو جاث على ركبتية، عن حالتة الخاطئة هو كلام ببغائى بمجملة. ففى قرارة نفسة ما يزال يعتقد انة قد فتح حساب اعتماد مربحا جدا فى الدفتر الاستاذ لدى عدونا اذ سمح لنفسة بان يهدى، ويحسب انة يبدى تواضعا وتصاغرا عظيمين بارتيادة للكنيسة اصلا مع هولاء الجيران العاميين "المتانقين" "المغرورين" فابقة فى تلك الحالة الذهنية ما دمت تستطيع ذلك

عمك المحب

خُربُر