kestantin Chamoun
06-12-2010, 07:32 PM
6-12-2010 10:24:53
http://www.alarabonline.org/empty.gif
موقف عربي متخاذل من جريمة اغتيال طارق عزيز!
د. أيمن الهاشمي:
أيها العرب كونوا بشجاعة روسيا والبابا وبان كيمون، وأوقفوا جريمة اغتيال طارق عزيز ورفاقه.
أصدرت المحكمة الهزلية الطائفية المسماة بالمحكمة الجنائية العليا الخاصة في المنطقة الخضراء حكماً تعسفياً لا يخلو من نزعات الثأر والإنتقام الطائفي على كل من طارق عزيز ورفيقيه سعدون شاكر محمود وعبد حميد حمود، بعد تلفيق التهم الجزافية ضدهم فيما سميت قضية "تصفية الأحزاب الدينية".
وبلا شك فإنّ توقيت صدور الحكم وإجراءاته لم تأت مصادفة مع تصاعد الغضب العالمي بعد افتضاح جرائم حكومة المالكي وبطانته ممن يسمون أنفسهم زورا وبهتانا بأحزاب إسلامية، والإسلام منهم براء، وبعد نشر وثائق ويكيليكس التي كشفت للعالم حقيقة الحكومة الدموية التصفوية وبقية الزمرة الخائنة العميلة لإيران، وكذلك كشفت الدور الايراني الحقير في الشأن العراقي منذ الغزو الأمريكي ولحد الآن، فكان قرار المحكمة الهزلية محاولة فجة ومفضوحة من جانب إيران ومن جانب وكلائها وخدمها.. في لفت الأنظار عن الغضب الدولي ضد جرائم الحكومة وجرائم إيران، كما كان دليلا على تفاهة الحاكمين في العراق اليوم، ومن يقف خلفهم، ومن جاء بهم ونصّبهم.
ولقد أبدى طارق عزيز شجاعة وصلابة موقف خلال جميع جلسات المحكمة الهزلية، وكان مدافعا عنيدا عن مرحلة الحكم الوطني، فكانت دفوعه وطروحاته بالمحكمة تهز العملاء وتثير حنقهم وحقدهم عليه.
ويعتبر هذا هو الحكم الجائر الثالث الذي تصدره "المحكمة الإيرانية" ضد شخص الأستاذ طارق عزيز، إذ سبق لها أن أصدرت عليه حكما جائرا في آذار 2009 بالسجن 15 سنة لإدانته بما أسمته ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في قضية إعدام 42 تاجرا عام 1992، وفي آب، حكمت عليه المحكمة ذاتها بالسجن سبع سنوات بسبب ما ادعته عن دور مزعوم له في ما تسمى "قضية الأكراد الفيليين الشيعة" في الثمانينات.
وبالتأكيد فإن هيئة هذه المحكمة الطائفية ومن يقفون خلفها ومن يسيّرونها يعلمون جيداً كل العلم أن طارق عزيز كان طيلة فترة الحكم الوطني متفرغاً لشأن الديبلوماسية العراقية والعلاقات الخارجية ولا صلة له بتاتاً بالأمور الأمنية الداخلية، ولكنه النهج الإنتقامي الثأري القائم على أسس الغدر والخيانة التي يمتاز بها أعوان وموالي طهران، منذ أن قاموا بجريمتهم على قاعة "الجامعة المستنصرية" في نيسان 1980 عندما حاولوا إغتيال طارق عزيز، وهاهم اليوم يعيدون الكَرّة ويكملون حلقات الإنتقام الصفوي والغل الأسود بالإنتقام من طارق عزيز ورفاقه، في إجراء وصفه نجله بأنه "إنتقام من كل شيء له علاقة بماضي العراق الوطني، كما أنه يثبت صحة كل ما نشر في موقع ويكليكس من فضائح المالكي".
إنهم يريدون إرواء ظمئهم وإشباع غريزة التعطش لدماء خصومهم، بعد أن احتلوا العراق بالتواطؤ مع من كان إمامهم حينها يسميه بـ"الشيطان الأكبر"!!.
ومن المؤسف أن تنطلق دعوات الإستنكار لصدور الحكم الجائر ضد طارق عزيز ورفاقه ودعوات إلغاء حكم الإعدام من شخصيات ودول أجنبية ليس بينها دولة عربية واحدة!!!، فقد طالب الفاتيكان وفق بيان رسمي للكرسي الرسولي تلاه الكاهن فيديريكو لومباردي المتحدث الرسمي بإسم بابا الفاتيكان إلى "إنقاذ حياة طارق عزيز، من أجل تسهيل المصالحة العراقية وإعادة بناء السلام والعدالة في العراق الذي يعاني معاناة كبيرة".
كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون في بيان تلاه نيابة عنه مارتين نيسيركي، الناطق الرسمي باسمه، معارضة هيئة الأمم المتحدة لعقوبة الإعدام بحق نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز، وقال نيسيركي: "إن موقف الأمم المتحدة من عقوبة الإعدام معروف جدا، نحن نعارض عقوبة الإعدام، وندعو في هذه الحالة، كما في جميع الحالات الأخرى، إلى عدم تنفيذ حكم الإعدام".
كما أن جمهورية روسيا أعربت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، عن أملها بأن لا تسمح هيئة الرئاسة العراقية بتنفيذ حكم الإعدام بحق طارق عزيز، من منطلق أن عدم تنفيذ حكم الإعدام سيساعد على حل قضايا المصالحة الوطنية وإحلال الاستقرار، وهو أمر يحتاجه العراق في الوقت الحالي.
ولكننا للأسف الشديد لم نسمع بيانا ولا إعتراضاً ولا إستنكاراً ولا تعاطفاً من مسؤول عربي "شجاع" يوازي حالات التعاطف التي أبداها الأمين العام للأمم المتحدة أو بابا الفاتيكان أو وزارة خارجية روسيا... فهل كتب على أمتنا الخنوع الأبدي، وعلى زعمائها الذل والإستكانة والخشية من إغضاب السيد الأمريكي؟!
وكل الحكام والمسؤولون العرب ممن عايشوا طارق عزيز يعرفونه دبلوماسيا فذاً متمكناً خدم الأمة العربية خير خدمة، وكان مخلصاً لقضايا العروبة، وهم في معظمهم زاملوه في المؤتمرات العربية والدولية، ويعلمون جيدا أن طارق عزيز لا صلة له بأي شأن داخلي في العراق، وأن قرار المحكمة الهزلية- إيرانية الهوى والتوجيه- إنما هو قرار صدر في طهران انتقاما منه ومن تاريخه والمرحلة التي كان هو ورفاقه يديرونها ويقودونها. ولكن واأسفاه على زمن الذل العربي بعد غياب الرجال الرجال!!.
Alarab Online. © All rights reserved.
http://www.alarabonline.org/empty.gif
موقف عربي متخاذل من جريمة اغتيال طارق عزيز!
د. أيمن الهاشمي:
أيها العرب كونوا بشجاعة روسيا والبابا وبان كيمون، وأوقفوا جريمة اغتيال طارق عزيز ورفاقه.
أصدرت المحكمة الهزلية الطائفية المسماة بالمحكمة الجنائية العليا الخاصة في المنطقة الخضراء حكماً تعسفياً لا يخلو من نزعات الثأر والإنتقام الطائفي على كل من طارق عزيز ورفيقيه سعدون شاكر محمود وعبد حميد حمود، بعد تلفيق التهم الجزافية ضدهم فيما سميت قضية "تصفية الأحزاب الدينية".
وبلا شك فإنّ توقيت صدور الحكم وإجراءاته لم تأت مصادفة مع تصاعد الغضب العالمي بعد افتضاح جرائم حكومة المالكي وبطانته ممن يسمون أنفسهم زورا وبهتانا بأحزاب إسلامية، والإسلام منهم براء، وبعد نشر وثائق ويكيليكس التي كشفت للعالم حقيقة الحكومة الدموية التصفوية وبقية الزمرة الخائنة العميلة لإيران، وكذلك كشفت الدور الايراني الحقير في الشأن العراقي منذ الغزو الأمريكي ولحد الآن، فكان قرار المحكمة الهزلية محاولة فجة ومفضوحة من جانب إيران ومن جانب وكلائها وخدمها.. في لفت الأنظار عن الغضب الدولي ضد جرائم الحكومة وجرائم إيران، كما كان دليلا على تفاهة الحاكمين في العراق اليوم، ومن يقف خلفهم، ومن جاء بهم ونصّبهم.
ولقد أبدى طارق عزيز شجاعة وصلابة موقف خلال جميع جلسات المحكمة الهزلية، وكان مدافعا عنيدا عن مرحلة الحكم الوطني، فكانت دفوعه وطروحاته بالمحكمة تهز العملاء وتثير حنقهم وحقدهم عليه.
ويعتبر هذا هو الحكم الجائر الثالث الذي تصدره "المحكمة الإيرانية" ضد شخص الأستاذ طارق عزيز، إذ سبق لها أن أصدرت عليه حكما جائرا في آذار 2009 بالسجن 15 سنة لإدانته بما أسمته ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في قضية إعدام 42 تاجرا عام 1992، وفي آب، حكمت عليه المحكمة ذاتها بالسجن سبع سنوات بسبب ما ادعته عن دور مزعوم له في ما تسمى "قضية الأكراد الفيليين الشيعة" في الثمانينات.
وبالتأكيد فإن هيئة هذه المحكمة الطائفية ومن يقفون خلفها ومن يسيّرونها يعلمون جيداً كل العلم أن طارق عزيز كان طيلة فترة الحكم الوطني متفرغاً لشأن الديبلوماسية العراقية والعلاقات الخارجية ولا صلة له بتاتاً بالأمور الأمنية الداخلية، ولكنه النهج الإنتقامي الثأري القائم على أسس الغدر والخيانة التي يمتاز بها أعوان وموالي طهران، منذ أن قاموا بجريمتهم على قاعة "الجامعة المستنصرية" في نيسان 1980 عندما حاولوا إغتيال طارق عزيز، وهاهم اليوم يعيدون الكَرّة ويكملون حلقات الإنتقام الصفوي والغل الأسود بالإنتقام من طارق عزيز ورفاقه، في إجراء وصفه نجله بأنه "إنتقام من كل شيء له علاقة بماضي العراق الوطني، كما أنه يثبت صحة كل ما نشر في موقع ويكليكس من فضائح المالكي".
إنهم يريدون إرواء ظمئهم وإشباع غريزة التعطش لدماء خصومهم، بعد أن احتلوا العراق بالتواطؤ مع من كان إمامهم حينها يسميه بـ"الشيطان الأكبر"!!.
ومن المؤسف أن تنطلق دعوات الإستنكار لصدور الحكم الجائر ضد طارق عزيز ورفاقه ودعوات إلغاء حكم الإعدام من شخصيات ودول أجنبية ليس بينها دولة عربية واحدة!!!، فقد طالب الفاتيكان وفق بيان رسمي للكرسي الرسولي تلاه الكاهن فيديريكو لومباردي المتحدث الرسمي بإسم بابا الفاتيكان إلى "إنقاذ حياة طارق عزيز، من أجل تسهيل المصالحة العراقية وإعادة بناء السلام والعدالة في العراق الذي يعاني معاناة كبيرة".
كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون في بيان تلاه نيابة عنه مارتين نيسيركي، الناطق الرسمي باسمه، معارضة هيئة الأمم المتحدة لعقوبة الإعدام بحق نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز، وقال نيسيركي: "إن موقف الأمم المتحدة من عقوبة الإعدام معروف جدا، نحن نعارض عقوبة الإعدام، وندعو في هذه الحالة، كما في جميع الحالات الأخرى، إلى عدم تنفيذ حكم الإعدام".
كما أن جمهورية روسيا أعربت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، عن أملها بأن لا تسمح هيئة الرئاسة العراقية بتنفيذ حكم الإعدام بحق طارق عزيز، من منطلق أن عدم تنفيذ حكم الإعدام سيساعد على حل قضايا المصالحة الوطنية وإحلال الاستقرار، وهو أمر يحتاجه العراق في الوقت الحالي.
ولكننا للأسف الشديد لم نسمع بيانا ولا إعتراضاً ولا إستنكاراً ولا تعاطفاً من مسؤول عربي "شجاع" يوازي حالات التعاطف التي أبداها الأمين العام للأمم المتحدة أو بابا الفاتيكان أو وزارة خارجية روسيا... فهل كتب على أمتنا الخنوع الأبدي، وعلى زعمائها الذل والإستكانة والخشية من إغضاب السيد الأمريكي؟!
وكل الحكام والمسؤولون العرب ممن عايشوا طارق عزيز يعرفونه دبلوماسيا فذاً متمكناً خدم الأمة العربية خير خدمة، وكان مخلصاً لقضايا العروبة، وهم في معظمهم زاملوه في المؤتمرات العربية والدولية، ويعلمون جيدا أن طارق عزيز لا صلة له بأي شأن داخلي في العراق، وأن قرار المحكمة الهزلية- إيرانية الهوى والتوجيه- إنما هو قرار صدر في طهران انتقاما منه ومن تاريخه والمرحلة التي كان هو ورفاقه يديرونها ويقودونها. ولكن واأسفاه على زمن الذل العربي بعد غياب الرجال الرجال!!.
Alarab Online. © All rights reserved.