المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان الأمير حسن بن طلال, حول الهجوم الإرهابي على كنيسة سيدة البشارة في بغداد .


kestantin Chamoun
13-11-2010, 02:49 PM
بيان الأمير حسن بن طلال


أعزائي القرّاء:
كل إنسان من أي دين كان، ويملك ذرة أخلاق أو وجدان لا بدّ وأن يستنكر الجريمة البشعة التي حدثت يوم الأحد 31 اكتوبر في كنيسة سيدة النجاة في العراق، وراح ضحيتها قرابة ستين شخصا.
يبدو أن الأمير الحسن بن طلال، يمك الأخلاق والوجدان ليستنكرها هو الآخر، وقد أصدر بيانا يعبر عن استنكاره لتلك الجريمة.
لكنني لا أشتري ذلك البيان بفلس أردني أكله الصدأ!!!
فهو يعكس موقفا سياسيا لا غير!
لقد نسي الأمير الحسن أو تناسى جرائم الأخوان المسلمين في سوريا والتي كان يتدرب منفذوها في معكسرات في الأردن وتحت إشرافه، ثم يفرّون هاربين بعد تنفيذها ليختبأوا بأمان تحت جنحه.
يتساءل في بيانه:
ما ذنب بيوت الله حتى تدمّر وتزهق داخلها أرواحٌ أمر الخالق أن نصونها وأن نحميها وأن نبذل أنفسنا في سبيل احترام قدسية حياتها؟
وله في قرآنه وفي سنة نبيه ما يُجيب على هذا السؤال بدقة متناهية. ولكي أوفر عليه وعلى غيره وقتا وجهدا، أعرض عليه
هذا الشريط لشيخ مسلم يجيبه على سؤاله جوابا كافيا وافيا ولا يخرج عن حدود القرآن
والسنة:
يستشهد على استنكاره للجريمة بالآية التي تقول: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين!!
يالها من مسخرة!
لو يشرح لنا مشكورا ما مفهومه وما المفهوم الإسلامي للرحمة!
أين يرى الرحمة في سيرة نبيه وغزواته وغنائمه وسبيه للنساء، وأين يراها في القرآن نفسه؟!!
بإمكانك أن ترتكب أفظع الجرائم وتدعي أنك إنسان رحيم؟
هل يغيّر ادعاؤك حقيقة كونك مجرم؟!!
ما رأيه في الآية التي تقول:
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ
ألم يكن روّاد الكنيسة من قصدهم القرآن بالكفّار؟ ألم تقل الآية:
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ؟!!
يتساءل الأمير الحسن:
هذه صرخة من روح إنسانية يؤلمها كل ما حدث: أين الرحمة والعقلانية والمحبة في هذا المشهد الدموي. أين الرحمة والعقلانية والمحبة في نظرتنا إلى أفراد أسرتنا التاريخية الواحدة، بمسيحييها ومسلميها؟
وجوابي على سؤاله: لن يتمكن من إيجاد الجواب الصحيح على هذا السؤال قبل أن يجد الجواب الصحيح على سؤال: أين الرحمة والمحبة في غزوات نبيه وفي قطعه لرأس كعب بن الأشرف وهو يكبر ـ كمثال ـ وفي تقطيعه لجسد عصماء بنت مروان وهو يكبر ـ كمثال ـ وفي فسخه لأم قرفة وهو يكبّر ـ كمثال ـ !!!
متى سيملك زعماء وسياسيو العالم الإسلامي الجرأة ليعترفوا بأن التعاليم الإسلامية إرهابية ويحذفوها من مناهجهم الدراسية ومن إعلامهم؟
هل يبدأها الأمير الحسن؟!!
....................
البيان:

عمون - اصدر صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال بيانا مساء الاربعاء حول الهجوم الإرهابي على كنيسة سيدة البشارة في بغداد .
وتاليا نص البيان :
ما ذنب من يلجأ إلى بيت من بيوت الله طلباً للسكينة والطمأنينة والتواصل مع خالقه... ما ذنبه حتى يزج به في جهنّم دنيوية لم يعد أحد يعرف مداها أو شكلها أو من أي جهة تشتعل نيرانها؟!
ما ذنب بيوت الله حتى تدمّر وتزهق داخلها أرواحٌ أمر الخالق أن نصونها وأن نحميها وأن نبذل أنفسنا في سبيل احترام قدسية حياتها؟!
هل وصل التلاعبُ بالدين إلى هذا الحدّ من تطاولٍ عليه سبحانه وتعالى في بيوت عبادته من كنائس ومساجد، ومن استخفاف فظيع بخلقه الذين يُفترض أنهم آمنون كلّ الأمان في تلك البيوت؟!
إن الهجوم الإرهابي الأخير على كنيسة سيدة البشارة في بغداد، والذي ذهب ضحيته مسلمون ومسيحيون، وغيره من أعمال إرهابية سابقة ضد مساجد وكنائس أخرى، لهو مؤشر خطير على الدرجة التي وصل إليها التفكير الإقصائي والتجييش الأعمى لأيديولوجيات مسيّسة ليست من الدين في شيء، وليست من إرثنا في شيء.
إن قدسية الحياة البشرية أصبحت معلقة على مشانق صناعة الكراهية، ويتم التنكيل بها كل يوم بأبشع الصور والوسائل وأكثرها دموية.
"وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين ". فأيّ رحمةٍ في قتل مصلّين كانوا يناجون ربهم ويرفعون أيديهم إليه بالدعاء؟! وأي رحمةٍ في تخريب أماكن عبادته التي يفترض أنها ملجأ من لا ملجأ له، وليست مكاناً للاحتراب والنزاع وتصفية الحسابات السياسية والطائفية؟!
إن الرحمة الحقيقة موجودة في تاريخنا وفي تراثنا وفي تعاليم إسلامنا كما في تعاليم مسيحيتنا. لقد ولدت المسيحية، كما ولد الإسلام، بيننا وفي أرضنا العربية. وانتشر كلاهما في العالم انطلاقاً من كنائسنا ومساجدنا. والمسلمون والمسيحيون أخوة وأخوات في هذا الجزء من الكون عبر التاريخ. بنوا معاً حضارة مشرقةً لا تزال تأثيراتها حتى اليوم في مختلف ميادين الحياة.
هذه صرخة من روح إنسانية يؤلمها كل ما حدث: أين الرحمة والعقلانية والمحبة في هذا المشهد الدموي. أين الرحمة والعقلانية والمحبة في نظرتنا إلى أفراد أسرتنا التاريخية الواحدة، بمسيحييها ومسلميها؟
عودوا إلى الله واتقوه في عباده وفي خلقه، "وتَزوّدوا فإِنّ خيْر الزّاد التّقوى".
عمّان 3 – 11 – 2010



http://www.dawrytv.org/node/481 (http://www.dawrytv.org/node/481)