المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الماعز الثائرة‏


yakup
12-07-2010, 07:22 PM
الرجل الغضوب يهيج الخصومة وبطيء الغضب يسكن الخصام

(أم 15 : 18)

الماعز الثائرة


لاحظ دانيال أن ابنه يأتي من المدرسة كل يوم في حالة ثورة ضد زملائه. كان دائم الشكوى، لهذا روى له قصة الماعز الثائرة.
4كان لدى فلاح ماعز جميلة، ربط حول عنقها جرسًا ذهبيًا. فكانت الماعز تقفز يمينًا ويسارًا، وفي عجب تحرك رأسها لكي يسمع الكل صوت الجرس فيأتون إليها، ويعجبون بها.
4بينما كانت تقفز إذ بالجرس يدخل وسط شجيرة بها أشواك قائمة على تلٍ. تطلع الماعز نحو الشجيرة وطلبت منها أن ترد لها الجرس. قالت لها الشجيرة: "إن أردتِ الجرس فاصعدي على التل وخذيه، أنا لن أُلقيه إليك"ِ.
اغتاظت الماعز جدًا وتوعدت الشجيرة بأنها ستنتقم منها.
4ذهبت إلى المنشار وروت له ما حدث، وطلبت منه أن يقطع الشجيرة انتقامًا لها. فأجاب المنشار: "الشجيرة لم تخطئ، فكيف اقطعها، خاصة وأنني صرت قديمًا جدًا وأسناني ليست حادة؟!"
اغتاظت الماعز للمرة الثانية وتوعدت المنشار أنها ستنتقم منه.
4ذهبت الماعز إلى النار وروت لها كل ما حدث وطلبت منها أن تحرق المنشار. أجابتها النار: "كيف أحرق المنشار وهو على حق فيما قاله، كما أنه يعجز بأسنانه غير الحادة أن يقطع الشجيرة؟"
غضبت الماعز جدًا وتوعدت النار بأنها ستنتقم منها. ثم ذهبت إلى المياه وسألتها أن تطفئ النار انتقامًا لها، فرفضت قائلة لها: "لماذا تغضبين سريعًا، أي ذنب ارتكبته النار لتنتقمي منها؟!"
4صارت الماعز في ثورة شديدة، وحسبت كل ما حولها ضدها سواء الشجيرة أو المنشار أو النار أو الماء، فذهبت إلى الثيران وسألتهم أن يشربوا المياه التي رفضت أن تطفئ النار. وإذ سمعت الثيران القصة بأكملها قالوا لها: "إننا لسنا عطشى والمياه لم تخطئ في حقك. لن نشربها!"
4هددت الماعز الثيران بالانتقام منهم، ثم ذهبت إلى ذئب وروت له قصتها وسألته أن يأكل الثيران. فأجابها: "أيتها الماعز الثائرة على كل ما هو حولك، لماذا تُحرّضيني ضد الثيران البريئة، إنني لست جائعًا. إن لم تذهبي عني فورًا سأفترسك!"
4هربت الماعز من الذئب وكان قلبها يغلي غيظًا، وانطلقت إلى البندقية تسألها أن تنتقم لها بقتل الذئب. فأجابت البندقية بأنها ليست معدة بالرصاص، وأنها لا ترغب في قتل ذئب يرفض افتراس الثيران.
4أسرعت إلى فأر تسأله أن يُقرض البندقية لأنها رفضت أن تقتل الذئب، فرفض بدوره قائلاً: "إن البندقية من معدن ولا أقدر أن أقرض المعادن، خاصة وأن البندقية لم تؤذِ الذئب".
4في غيظ شديد ذهبت الماعز إلى القطة تطالبها بافتراس الفأر الذي رفض أن يقرض البندقية. تطلعت القطة إلى الماعز وقالت لها: "أنتِ دائمًا ثائرة، كم مرة أردتِ أن تقتليني بقرنيك؟! لن أسمع لك".
إذ ضاق الأمر بها جدًا ذهبت إلى الراعي تروي له كل ما حدث.
قال لها الراعي:
"أيتها الماعز الغضوب، لماذا لم تأتِ إليّ لكي أُحضر لكِ الجرس من بين أشواك الشجيرة.
لقد خلقتي جوًا رهيبًا من العداوة بينك وبين كل الكائنات التي حولك حتى الجماد؟!
هذا خطأ مني لأني تركتك طوال اليوم تسيرين من هنا إلى هناك.
أُدخلي إلى الحظيرة".
4أغلق الراعي الباب عليها وجاء بالجرس، وعِوض أن يضعه في رقبتها لكي تتمايل من هنا وهناك معجبة بنفسها، وضعه على حافة الباب حتى متى خرجت يشعر بها فلا يتركها خارج الحظيرة لمدة طويلة. هكذا حوّل الغضب حياتها الحرة إلى شبه سجينة في حظيرة صغيرة لا تلتقي مع أحد.

vvv


هب لي يا رب أن أُلقي بالملامة على نفسي في كل شيء!


ليتني أغضب على نفسي وعلى خطاياي وجهالاتي،


عِوض الغضب على الغير.


الغضب يُحول حياتي إلى سجن مظلم.


يفقدني حريتي الداخلية وسلامي الحقيقي.


من كتاب أبونا تادرس