المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تفسّر هذا الأمر؟


fouadzadieke
07-01-2006, 03:48 PM
إشترى أحدُ الأشخاص داراً قديمة بعض الشيء بقيمة 142 ألف يورو. وحيثُ كانتْ له هواية الزّراعة والاهتمام بالحدائق. أراد في أحد الأيام أن يقوم بزرع بعض المشاتل المثمرة في حديقة الحوش , وفيما كان يقوم بأعمال الحفر في حديقة الدار التي اشتراها, عثر على صندوق صغير . وقبل أن يلتقطه من الحفرة التي أحدثها حفره في التربة, نظر حوله يمنة ويسرى عسى ألا يراه أحد من الجيران أو المارّة! وعندما تأكّد من خلوّ ما حوله من الناس وأنّ أحداً لا يراه, أخرج الصندوق بعناية وهو لا يصدّق ذلك, وقلبه يخفق من فرط المفاجأة إذ لا يعرف ما الذي بداخله!
دخل إلى إحدى الغرف ونادى على زوجته قائلا: "تعالي وانظري ما الذي عثرتُ عليه في حوش دارنا! فأسرعت الزوجةُ إليه وفتح الصندوق بعناية فائقة وحذر شديد ليقع بصره وبصر زوجه على كمية من الذهب محفوظة بداخل الصندوق وملفوفة بشكل جيّد بقطعة من القماش.
كانت دهشة الزوجين بالغة ولم يصدّقا ما تراه عيونهما. فسألت الزوجة زوجها:"ما الذي ستفعله بهذا الذهب؟" أجابها: "ما رأيك أن أذهب إلى مدينة بعيدة لا يعرفنا أحد فيها ثم أسأل عن قيمة هذه الكمية من الذهب؟" فقالت: سآتي معك, ولتكن لنا بمثابة سفرة أو رحلة نفرّج بها قليلا عن نفسينا وهي من أجل التجارة أيضاً. فنحن سنحاول بيع هذا الذهب فيدنا ضيّقة بعد شرائنا البيت. وأظنّ أن الرب قد أدرك حالنا فبعث إلينا بهذا الفرج!
لم يعارض الزوج زوجته وقال لها فلنحضّر نفسينا الليلة . وغداً في الصباح الباكر نسافر في القطار إلى المدينة الفلانية وهي أكبر المدن القريبة علينا. حاول الزوجان النوم وكانت الأحلام سعيدة, وربما لم يتمكنا من النوم لفرط الفرحة وانتظار ما يمكن أن يعود عليهم هذا الاستكشاف الذي عثروا عليه فجأة من المال.
في صباح اليوم التالي استقلّ الزوجان القطار باتجاه المدينة الرئيسة. ولدى وصولهما قصدا سوق الذهب ومن خلال انتقالهم من دكّان إلى آخر من دكاكين الصّاغة لم يقدّر أيّ من الصّاغة الذين عرض عليهم الذهب بأقلّ أو بأكثر من 142 ألف يورو وهي القيمة التي تعادل ثمن شرائهم لدارهم تماماً. باع الزوجان كمية الذهب وعادا بال 142 ألف يورو إلى البيت والسعادة تغمر قلبيهما والفرحة لا تفارق شفتيهما مع اقترانها بشعور عدم تصيدق ما جرى معهما. ومن خلال هذه القصة الواقعية والتي حصلت هنا في ألمانيا في منطقة قريبة علينا يطرحُ السؤالُ التالي نفسَه. أنت كقارىء لهذا الخبر أو كمستمع له. كيف تفسّر هذا الأمر؟ هل كان ذلك:

- مجرّد صدفة بحتة. ليس لها مدلول من أي نوع كان؟

- أمر يبعث على التساؤل لكون المبلغ يعادل قيمة البيت المشتراة؟

- في ذلك عبرة من نوع ما ؟ ومتى كانت فما هي هذه العبرة برأيك؟

أرجو ممّن لديه الرّغبة في المشاركة وإبداء الرأي ألاّ يبخل علينا برأيه الكريم وتحليله بما تراه قناعته أو يجبزه اعتقاده!