المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دموع إبراهيم


الاخ زكا
19-06-2008, 01:19 PM
''وماتت سارة ... فأتى إبراهيم ليندب سارة ويبكي عليها (تك 23: 2 (http://www.taam.net/bible/genesis/gen23.htm#gen2302))
http://www.taam.net/taam/images/table_aya_bottom.gifيبدو أن إبراهيم كان متغيباً عن بيته عندما لفظت سارة أنفاسها الأخيرة، ولكنه أتى في الحال ليندب سارة ويبكي عليها. وهذه أول مرة نقرأ عن إبراهيم أنه بكى. لا نقرأ أنه بكى عند نهر الفرات عندما ترك الأهل والأوطان، ولا نرى أثراً لذلك عندما وصلت إليه أخبار سبي أخيه لوط، والكتاب لا يذكر أنه فعل ذلك في طريقه إلى جبل المُريا لتقديم وحيده الذي يحبه اسحق مُحرقة، أما وقد ماتت سارة فقد تفجرت ينابيع حزنه وسالت دموعه مدراراً.

ما الذي أحدث هذا التغيير؟ نعم عندما نُدعى من الله لنتمم عملاً، سواء كان رحلة شاقة، أو حرباً شعواء، أو تضحية ما؛ فإننا نستطيع أن نحبس دموعنا، ونتحمل كل شيء بصبر، وربما كثرة مشاغلنا تلهينا عن أحزاننا. ولكن عندما ينتهي كل شيء، وعندما تأتي بنا الأيام بجوار جثة هامدة، لا تملك أيدينا أن تفعل لها شيئاً، حينئذ تنساب دموعنا.

لعله ليس بمستغرب أن يبكي ابراهيم. لقد كانت سارة شريكة حياته، كانت هى الوحيدة الباقية ممن تحمّلوا معه مشاق رحلته الخطيرة هذه السنين الطوال، وإذ جثا بجوارها، انهالت عليه ذكريات الماضي؛ تذكرها كعروس في بدء حياتهما الزوجية، تذكر طاعتها وخضوعها في كل حياتها داعية إياه سيدها، مرَّ في مخيلته شريط أحداث متتابعة ومواقف كثيرة لها، ضيافتها وكرمها، وقارها وزينة الروح الوديع الهادئ الكثير الثمن، حسن تدبيرها ووقوفها معه في كل مسيرة الحياة، كل هذا كان لا بد أن يقوده للبكاء.

إن الدموع تهوّن على النفس أحزانها الثقيلة، وهى تخفف ضغط الأحزان عن القلب. هى لآلئ وليدة الجروح والآلام، كما تتحول الجروح في المحارات إلى لآلئ.

نحن لا نستطيع أن نعرف تماماً لماذا يبكي البشر إذا وقفنا معهم بجانب القبر. ففي معظم الأحيان يكون باعث الحزن خالص المحبة، ولكن في بعض الأحيان تكون الدموع ممتزجة بمرارة، بسبب ما يملأ نفوسهم بالندم والأسف بسبب معاملة قاسية أو كلمات صعبة أو بسبب تقصير في خدمة أو مشاركة في أعواز.

ليحفظنا الرب في روح المحبة لكي لا نشرب مثل هذه الكأس المُرَّة - كأس أحزان الحرمان.

SamiraZadieke
19-06-2008, 03:24 PM
لعله ليس بمستغرب أن يبكي ابراهيم. لقد كانت سارة شريكة حياته، كانت هى الوحيدة الباقية ممن تحمّلوا معه مشاق رحلته الخطيرة هذه السنين الطوال، وإذ جثا بجوارها، انهالت عليه ذكريات الماضي؛ تذكرها كعروس في بدء حياتهما الزوجية، تذكر طاعتها وخضوعها في كل حياتها داعية إياه سيدها، مرَّ في مخيلته شريط أحداث متتابعة ومواقف كثيرة لها، ضيافتها وكرمها، وقارها وزينة الروح الوديع الهادئ الكثير الثمن، حسن تدبيرها ووقوفها معه في كل مسيرة الحياة، كل هذا كان لا بد أن يقوده للبكاء.
شكرا أخ زكا وقد تأثرت جدا لقراءة هذا النص والذي يمكن أن يمر بكل إنسان
والدموع غالية على أصحابها وهي لا تنزل إلا أن عندما تصعب الحياة على المتلقي من النكبات
وشريك العمر أو شريكة العمر لمن الصعب أن يفترق أحدهماعن الآخر
وخاصة إذا جمعهما الحب المقدس الخالي من الأنانية والحقد والكراهية بل شملت العناية الربانية هذا الحب ورعته .
شِكرا لك أخ زكا لمواضيعك القيمة والتي نحن بأمس الحاجة إليها ...

fouadzadieke
19-06-2008, 03:43 PM
نحن لا نستطيع أن نعرف تماماً لماذا يبكي البشر إذا وقفنا معهم بجانب القبر. ففي معظم الأحيان يكون باعث الحزن خالص المحبة، ولكن في بعض الأحيان تكون الدموع ممتزجة بمرارة، بسبب ما يملأ نفوسهم بالندم والأسف بسبب معاملة قاسية أو كلمات صعبة أو بسبب تقصير في خدمة أو مشاركة في أعواز.
يبكي البشر يا أخي زكا لأنه كتب عليهم الشقاء و الحزن و البكاء هو نوع من أنواع التنفيس عن المشاعر المحتقنة في داخل النفس و هو ضرورة للتفريغ و إلا فإن كل ضغط يولّد انفجارا و لن تكون عواقب مثل هذا الانفجار مأمونة. مشكور يا طيّب و ليبعد الرب الاحزان و الدموع عن درب حياتك.

الاخ زكا
20-06-2008, 10:05 AM
اشكر الرب من اجلكي اختنا الفاضلة سميرة واخونا المحبوب فؤاد من اجل كلماتكم المعزية لكم محبتي وسلامس