وحيد كوريال ياقو
13-06-2008, 06:49 PM
قادة احزاب شعبنا وزعمائه
يجب ايضا ان يجتمعوا في قطر
كان المتتبع للشأن اللبناني قبل فترة وجيزة وهو يرى حدة تباين واختلاف الاراء والمواقف بين الفرقاء السياسيين اللبنانيين المتخاصمين , يرتجف خوفا من هول المخاطر التي كانت تحيط بلبنان وشعب لبنان .
ولعل من كان يتابع اخبار لبنان عن كثب ويسمع ويشاهد الاحداث التي كانت تجري في لبنان يعتقد ان البلد ذاهب لامحال الى حرب اهلية , واما المراقب للخطاب السياسي اللبناني فكان يدرك مدى المخاطر التي سوف تنتج من خطاب كل طرف من اطراف الصراع .. هذا الصراع الذي كان كل طرف يدعي انه من اجل لبنان ومستقبل لبنان ومصلحة شعب لبنان , ولو كان قد حصل لمزق لبنان ارضا وشعبا ..
لبنان هذا البلد الجميل .. لبنان هذا المركب الرائع .. لبنان هذا المكون المتعدد والمتنوع طبيعيا وبشريا .. ولبنان هذا البلد الصغير الجريح المتألم بسبب هذه الصراعات وهذه الاختلافات بين الفرقاء السياسيين .
فقد كان كل طرف وهو يتكلم عن لبنان ومستقبل لبنان لايقبل بأقل من تدمير لبنان وما حول لبنان ...
وخطاب كل طرف وهو يتكلم عن شعب لبنان ومصير شعب لبنان لايرضى الا بجعل لبنان من غير شعب او شعب لبنان من غير مصير ...
وكادت لبنان ان تنزلق مرة اخرى الى هاوية حرب اهلية , وفعلا اصبحت بين فكي هذه الحرب المقيتة ...
وكاد شعب لبنان ليكرر مأساة هذه الحرب الموغلة في الطائفية والمذهبية التي لا نهاية لها .. بالرغم من كل جهود المصالحة المبذولة من قبل مختلف الجهات .. وبالرغم من كل وساطات الاطراف العديدة العربية منها والعالمية .. وبالرغم من كل محاولات تقريب وجهات النظر للفرقاء المختلفين المتخاصمين المعلنة منها والغير المعلنة ايضا والتي كانت حتما اكثر .
الا ان التصعيد كان قائما وعلى كافة الاصعدة والاقتراب من المواجهة كان يتسارع اكثر لأدخال البلد مرة اخرى في اتون حرب اهلية لا نهاية لها .
لولا قدرة قادر وسحر امير قطر الذي دعا الفرقاء السياسيين اللبنانيين المختلفين المتخاصمين بشدة الى الاجتماع في قطر , ورعايته لهذا الاجتماع حيث كان سمو امير قطر يدرك تماما جوهر القضية اللبنانية ويعرف جيدا تركيبة الدولة اللبنانية ويعرف اكثر تاريخ الأزمة او الأزمات اللبنانية منذ نشوئها .. فقد كان صريحا جدا مع جميع الفرقاء وكشف حقيقة كل منهم وما هم عليه وما هم ذاهبون اليه وما سيرتكبونه من اخطاء في المستقبل وما ستجلب هذه الأخطاء من ماسي وويلات على لبنان وشعب لبنان . . وبذلك استطاع من اخماد نار فتنتهم واعاد كل منهم ليعيد حساباته وهو في قطر .. وهكذا هدأت النفوس ورجع كل طرف وتنازل قليلا عن بعض من مصلحة لبنان وشعب لبنان حسبما كان يدعي سابقا عندما كان في لبنان ...
وهكذا كان اتفاق قطر الذي انقذ لبنان وشعب لبنان هذه المرة ايضا من ويلات الحرب الاهلية المقيتة القذرة , وجعل الفرقاء المتخاصمين على مصلحة لبنان يتفقون على لبنان ومن اجل لبنان ...
وهكذا خرجوا من اجتماع قطر كما قيل وكتب ( بلا غالب ولا مغلوب ) وكان ( الغالب لبنان والمغلوب الفتنة ) وصار للبنان رئيسا منتخبا بعد كل هذه المدة وكل هذا القيل والقال .
فالحمد للله والشكر لسمو امير قطر الذي انهى المشهد اللبناني بهذه الصورة السحرية .. هذا المشهد الذي نراه يتكرر دائما ليس فقط في لبنان بل في كافة بلداننا وهو المشهد نفسه القائم حاليا في العراق والقائم ايضا مع قادة وزعماء احزاب شعبنا المسيحي في العراق بكل مسمياتهم ..فمن يتتبع اخبار قادة احزاب شعبنا يتأكد ان المشهد هو نفسه ..
فالكل يتكلم عن مصلحة هذا الشعب ..
والكل يدعي خدمة هذا الشعب ..
والكل يطالب بوحدة هذا الشعب ..
والكل يعترف انه شعب واحد وله تاريخ واحد ويواجه مصير واحد ..
ولكن الكل يريدها على طريقته ولا يقبل بغير طريقته ويدعي انه هو فقط يعمل لمصلحة هذا الشعب وهو فقط يستطيع ان يصنع المستقبل لهذا الشعب وانه فقط يعرف كيف يوصل هذا الشعب الى بر الامان وهو فقط الذي سيحقق لهذا الشعب كل ما يريد وكل ما يطمح وكل ما يصبوا اليه ..
واما غيره فلا ولم ولن ... وهم جميعا اعداء هذه الامة ولا يريدون مصلحة هذا الشعب ولهذا فانه يجب ان لايتفق معهم ابدا ولا يعمل معهم مطلقا بل واجب عليه ان يحاربهم لكي لا يبقى احد منهم على وجه الوجود وانه سوف لن يتنازل عن ذلك ابدا وسوف لن يتراجع عن اية كلمة قالها مطلقا حتى لو كلف ذلك حياته او حياتهم جميعا ..
تماما كما كان الفرقاء اللبنانيين يقولون ويدعون ويخطبون .. فمن يتابع اليوم اخبار شعبنا وقادة احزاب شعبنا وزعمائه يتأكد من ذلك ويتأكد من خطورة المشهد , واما المراقب القريب لما يجري بين قادة احزاب شعبنا وزعمائه فانه يدرك تماما مدى المخاطر الناجمة والتي ستنجم عن هذه المواقف وهذه الخلافات التي لا مبرر لها اصلا .
فهؤلاء القادة يبدو انهم لم يستفيدوا من تجارب الشعوب المتنوعة الافكار والمذاهب والمعتقدات ولم يتطلعوا على بعض ما تفعله بعض الدول المتقدمة في هذا المجال , فعلى سبيل المثال في كتاب الوطنية للصف الرابع الابتدائي في الولايات المتحدة الاميركية يعلمون الطلاب ان السبب الاول والاهم لقوة اميركا هو في التنوع .. فلماذا لا يتعلم خريجوا المدارس الحزبية لدى ابناء شعبنا ما يتعلمه طلاب الصف الرابع الابتدائي في الولايات المتحدة الاميركية ؟
فهؤلاء القادة لا يسعون الى استثمار هذا التعدد في الافكار والمذاهب والمعتقدات لدى ابناء شعبنا لتقوية الاواصر بينهم للوصول الى حالة من الوفاق والتوافق .. ولا يولون اهمية لتنشئة اجيال جديدة تؤمن بوحدة هذا الشعب ولا يحركون ساكنا لاصلاح ما خربه الزمن عبر مئات السنين ولاسباب يعرفونها هم جيدا .
هؤلاء القادة يبدو انه حتى لو اتفقوا او توافقوا او تكتلوا وقتيا فهم لا يعملون ذلك لمصلحة هذا الشعب بل لمصالحهم الخاصة وهم لا يأبهون لما تتركه هذه المواقف والخلافات من اثار سلبية كتطبيع الفرقة والتعصب في نفوس ابناء هذا الشعب ولا ينتبهون الى الجراحات العميقة التي يعاني منها ابناء هذا الشعب ولا الى النتائج النفسية السيئة التي قد يتطبع عليها ابناء هذا الشعب بمرور الزمن ولا يهتمون الى اتساع الهوة بين فئات هذا الشعب بسبب هذه المواقف وهذه الخلافات التي يدفع ثمنها ابناء هذا الشعب الذين يقتلون يوميا وفي وضح النهار ليس الا لانهم من هذا الشعب .. ويعانون من المعانات ما لم يعانيه شعب اخر .. ويواجهون من المظالم ما لم يظلم به شعب اخر .. ويهجرون قسرا وتسلب دورهم وممتلكاتهم ويغتربون في وطنهم ويتشردون في ارجاء العالم ويعاني ابنائهم من الجوع والحرمان ليس لانهم فقراء او لايملكون بل لانهم من هذا الشعب .
كل هذا وانظار ابناء هذا الشعب المسكين مازالت تتطلع الى قادة احزابه وزعمائه واليوم الذي سيتفقون فيه ويتوحدون به .. وهم يعلمون علم اليقين وبلا ادنى شك ان قادة احزابهم هم نخبة ممتازة وطموحة ويمتازون بالجرئة والشجاعة بدليل انهم يعملون في هذه الظروف الصعبة جدا ويحاول كل منهم ان يقوم بدور قيادي ومتميز لهذا الشعب ويطمح ان يقود هذا الشعب الى بر الامان .
ولكن يجب على كل واحد منهم فقط ان يتقبل الاخر ويتحلى بمتطلبات القيادة ويتصف بمواصفات القادة الحقيقيين ليتمكن من تحويل الاختلاف في الراي الى قوة وليس ضعف .. ويستطيع ان يحول التنوع في المذاهب الى وحدة وليس الى انقسام وخاصة في هذا الوقت الذي يتميز بنضوج الوعي الثقافي لدى ابناء شعبنا بحيث اصبح معظمهم يفهم ويعي اهمية وحدة هذا الشعب ويدرك بأن الحوار والاتفاق وقبول الاخر امر ضروري ولا بد منه لتحقيق وحدة هذا الشعب
فمتى سيجتمع قادة احزاب هذا الشعب وزعمائه ويجمعون من اجل هذا الشعب ؟
ومتى سيتفقون ويوافقون على مصلحة هذا الشعب ؟
ومتى سيكون لهذا الشعب قادة كقادة بقية الشعوب ؟
ومتى سيصبح هذا الشعب شعبا كبقية الشعوب ؟
هذه مجرد اسئلة واسئلة اخرى كثيرة وخطيرة وللاجابة عليها نرى :
ان قادة احزاب شعبنا وزعمائه يجب ايضا ان يجتمعوا في قطر او في غير قطر كما اجتمع فرقاء لبنان المتخاصمين .. وبرعاية امير قطر او غير قطر ولكن المهم ان يكون بشجاعة امير قطر وصراحة امير قطر ليصارحهم بالحقيقة والواقع .. ويكشف لهم حقيقة انفسهم .. وما هم عليه .. وما هم ذاهبون اليه .. وما سيرتكبونه بحق شعبهم في المستقبل .. ويفند حججهم الجاهزة تجاه بعضهم البعض .. ويقول لهم كيف يتفقون لكي لا يكون هناك غالب ولا مغلوب بينهم بل يكون الشعب هو الغالب والمنتصر والموحد واما المغلوب فيكون الفرقة والانقسام والضعف والضياع التي يعاني منها هذا الشعب ...
انهم فعلا بحاجة الى مثل هذا الاجتماع ...
وحيد كوريال ياقو
مشيكن – حزيران 2008
يجب ايضا ان يجتمعوا في قطر
كان المتتبع للشأن اللبناني قبل فترة وجيزة وهو يرى حدة تباين واختلاف الاراء والمواقف بين الفرقاء السياسيين اللبنانيين المتخاصمين , يرتجف خوفا من هول المخاطر التي كانت تحيط بلبنان وشعب لبنان .
ولعل من كان يتابع اخبار لبنان عن كثب ويسمع ويشاهد الاحداث التي كانت تجري في لبنان يعتقد ان البلد ذاهب لامحال الى حرب اهلية , واما المراقب للخطاب السياسي اللبناني فكان يدرك مدى المخاطر التي سوف تنتج من خطاب كل طرف من اطراف الصراع .. هذا الصراع الذي كان كل طرف يدعي انه من اجل لبنان ومستقبل لبنان ومصلحة شعب لبنان , ولو كان قد حصل لمزق لبنان ارضا وشعبا ..
لبنان هذا البلد الجميل .. لبنان هذا المركب الرائع .. لبنان هذا المكون المتعدد والمتنوع طبيعيا وبشريا .. ولبنان هذا البلد الصغير الجريح المتألم بسبب هذه الصراعات وهذه الاختلافات بين الفرقاء السياسيين .
فقد كان كل طرف وهو يتكلم عن لبنان ومستقبل لبنان لايقبل بأقل من تدمير لبنان وما حول لبنان ...
وخطاب كل طرف وهو يتكلم عن شعب لبنان ومصير شعب لبنان لايرضى الا بجعل لبنان من غير شعب او شعب لبنان من غير مصير ...
وكادت لبنان ان تنزلق مرة اخرى الى هاوية حرب اهلية , وفعلا اصبحت بين فكي هذه الحرب المقيتة ...
وكاد شعب لبنان ليكرر مأساة هذه الحرب الموغلة في الطائفية والمذهبية التي لا نهاية لها .. بالرغم من كل جهود المصالحة المبذولة من قبل مختلف الجهات .. وبالرغم من كل وساطات الاطراف العديدة العربية منها والعالمية .. وبالرغم من كل محاولات تقريب وجهات النظر للفرقاء المختلفين المتخاصمين المعلنة منها والغير المعلنة ايضا والتي كانت حتما اكثر .
الا ان التصعيد كان قائما وعلى كافة الاصعدة والاقتراب من المواجهة كان يتسارع اكثر لأدخال البلد مرة اخرى في اتون حرب اهلية لا نهاية لها .
لولا قدرة قادر وسحر امير قطر الذي دعا الفرقاء السياسيين اللبنانيين المختلفين المتخاصمين بشدة الى الاجتماع في قطر , ورعايته لهذا الاجتماع حيث كان سمو امير قطر يدرك تماما جوهر القضية اللبنانية ويعرف جيدا تركيبة الدولة اللبنانية ويعرف اكثر تاريخ الأزمة او الأزمات اللبنانية منذ نشوئها .. فقد كان صريحا جدا مع جميع الفرقاء وكشف حقيقة كل منهم وما هم عليه وما هم ذاهبون اليه وما سيرتكبونه من اخطاء في المستقبل وما ستجلب هذه الأخطاء من ماسي وويلات على لبنان وشعب لبنان . . وبذلك استطاع من اخماد نار فتنتهم واعاد كل منهم ليعيد حساباته وهو في قطر .. وهكذا هدأت النفوس ورجع كل طرف وتنازل قليلا عن بعض من مصلحة لبنان وشعب لبنان حسبما كان يدعي سابقا عندما كان في لبنان ...
وهكذا كان اتفاق قطر الذي انقذ لبنان وشعب لبنان هذه المرة ايضا من ويلات الحرب الاهلية المقيتة القذرة , وجعل الفرقاء المتخاصمين على مصلحة لبنان يتفقون على لبنان ومن اجل لبنان ...
وهكذا خرجوا من اجتماع قطر كما قيل وكتب ( بلا غالب ولا مغلوب ) وكان ( الغالب لبنان والمغلوب الفتنة ) وصار للبنان رئيسا منتخبا بعد كل هذه المدة وكل هذا القيل والقال .
فالحمد للله والشكر لسمو امير قطر الذي انهى المشهد اللبناني بهذه الصورة السحرية .. هذا المشهد الذي نراه يتكرر دائما ليس فقط في لبنان بل في كافة بلداننا وهو المشهد نفسه القائم حاليا في العراق والقائم ايضا مع قادة وزعماء احزاب شعبنا المسيحي في العراق بكل مسمياتهم ..فمن يتتبع اخبار قادة احزاب شعبنا يتأكد ان المشهد هو نفسه ..
فالكل يتكلم عن مصلحة هذا الشعب ..
والكل يدعي خدمة هذا الشعب ..
والكل يطالب بوحدة هذا الشعب ..
والكل يعترف انه شعب واحد وله تاريخ واحد ويواجه مصير واحد ..
ولكن الكل يريدها على طريقته ولا يقبل بغير طريقته ويدعي انه هو فقط يعمل لمصلحة هذا الشعب وهو فقط يستطيع ان يصنع المستقبل لهذا الشعب وانه فقط يعرف كيف يوصل هذا الشعب الى بر الامان وهو فقط الذي سيحقق لهذا الشعب كل ما يريد وكل ما يطمح وكل ما يصبوا اليه ..
واما غيره فلا ولم ولن ... وهم جميعا اعداء هذه الامة ولا يريدون مصلحة هذا الشعب ولهذا فانه يجب ان لايتفق معهم ابدا ولا يعمل معهم مطلقا بل واجب عليه ان يحاربهم لكي لا يبقى احد منهم على وجه الوجود وانه سوف لن يتنازل عن ذلك ابدا وسوف لن يتراجع عن اية كلمة قالها مطلقا حتى لو كلف ذلك حياته او حياتهم جميعا ..
تماما كما كان الفرقاء اللبنانيين يقولون ويدعون ويخطبون .. فمن يتابع اليوم اخبار شعبنا وقادة احزاب شعبنا وزعمائه يتأكد من ذلك ويتأكد من خطورة المشهد , واما المراقب القريب لما يجري بين قادة احزاب شعبنا وزعمائه فانه يدرك تماما مدى المخاطر الناجمة والتي ستنجم عن هذه المواقف وهذه الخلافات التي لا مبرر لها اصلا .
فهؤلاء القادة يبدو انهم لم يستفيدوا من تجارب الشعوب المتنوعة الافكار والمذاهب والمعتقدات ولم يتطلعوا على بعض ما تفعله بعض الدول المتقدمة في هذا المجال , فعلى سبيل المثال في كتاب الوطنية للصف الرابع الابتدائي في الولايات المتحدة الاميركية يعلمون الطلاب ان السبب الاول والاهم لقوة اميركا هو في التنوع .. فلماذا لا يتعلم خريجوا المدارس الحزبية لدى ابناء شعبنا ما يتعلمه طلاب الصف الرابع الابتدائي في الولايات المتحدة الاميركية ؟
فهؤلاء القادة لا يسعون الى استثمار هذا التعدد في الافكار والمذاهب والمعتقدات لدى ابناء شعبنا لتقوية الاواصر بينهم للوصول الى حالة من الوفاق والتوافق .. ولا يولون اهمية لتنشئة اجيال جديدة تؤمن بوحدة هذا الشعب ولا يحركون ساكنا لاصلاح ما خربه الزمن عبر مئات السنين ولاسباب يعرفونها هم جيدا .
هؤلاء القادة يبدو انه حتى لو اتفقوا او توافقوا او تكتلوا وقتيا فهم لا يعملون ذلك لمصلحة هذا الشعب بل لمصالحهم الخاصة وهم لا يأبهون لما تتركه هذه المواقف والخلافات من اثار سلبية كتطبيع الفرقة والتعصب في نفوس ابناء هذا الشعب ولا ينتبهون الى الجراحات العميقة التي يعاني منها ابناء هذا الشعب ولا الى النتائج النفسية السيئة التي قد يتطبع عليها ابناء هذا الشعب بمرور الزمن ولا يهتمون الى اتساع الهوة بين فئات هذا الشعب بسبب هذه المواقف وهذه الخلافات التي يدفع ثمنها ابناء هذا الشعب الذين يقتلون يوميا وفي وضح النهار ليس الا لانهم من هذا الشعب .. ويعانون من المعانات ما لم يعانيه شعب اخر .. ويواجهون من المظالم ما لم يظلم به شعب اخر .. ويهجرون قسرا وتسلب دورهم وممتلكاتهم ويغتربون في وطنهم ويتشردون في ارجاء العالم ويعاني ابنائهم من الجوع والحرمان ليس لانهم فقراء او لايملكون بل لانهم من هذا الشعب .
كل هذا وانظار ابناء هذا الشعب المسكين مازالت تتطلع الى قادة احزابه وزعمائه واليوم الذي سيتفقون فيه ويتوحدون به .. وهم يعلمون علم اليقين وبلا ادنى شك ان قادة احزابهم هم نخبة ممتازة وطموحة ويمتازون بالجرئة والشجاعة بدليل انهم يعملون في هذه الظروف الصعبة جدا ويحاول كل منهم ان يقوم بدور قيادي ومتميز لهذا الشعب ويطمح ان يقود هذا الشعب الى بر الامان .
ولكن يجب على كل واحد منهم فقط ان يتقبل الاخر ويتحلى بمتطلبات القيادة ويتصف بمواصفات القادة الحقيقيين ليتمكن من تحويل الاختلاف في الراي الى قوة وليس ضعف .. ويستطيع ان يحول التنوع في المذاهب الى وحدة وليس الى انقسام وخاصة في هذا الوقت الذي يتميز بنضوج الوعي الثقافي لدى ابناء شعبنا بحيث اصبح معظمهم يفهم ويعي اهمية وحدة هذا الشعب ويدرك بأن الحوار والاتفاق وقبول الاخر امر ضروري ولا بد منه لتحقيق وحدة هذا الشعب
فمتى سيجتمع قادة احزاب هذا الشعب وزعمائه ويجمعون من اجل هذا الشعب ؟
ومتى سيتفقون ويوافقون على مصلحة هذا الشعب ؟
ومتى سيكون لهذا الشعب قادة كقادة بقية الشعوب ؟
ومتى سيصبح هذا الشعب شعبا كبقية الشعوب ؟
هذه مجرد اسئلة واسئلة اخرى كثيرة وخطيرة وللاجابة عليها نرى :
ان قادة احزاب شعبنا وزعمائه يجب ايضا ان يجتمعوا في قطر او في غير قطر كما اجتمع فرقاء لبنان المتخاصمين .. وبرعاية امير قطر او غير قطر ولكن المهم ان يكون بشجاعة امير قطر وصراحة امير قطر ليصارحهم بالحقيقة والواقع .. ويكشف لهم حقيقة انفسهم .. وما هم عليه .. وما هم ذاهبون اليه .. وما سيرتكبونه بحق شعبهم في المستقبل .. ويفند حججهم الجاهزة تجاه بعضهم البعض .. ويقول لهم كيف يتفقون لكي لا يكون هناك غالب ولا مغلوب بينهم بل يكون الشعب هو الغالب والمنتصر والموحد واما المغلوب فيكون الفرقة والانقسام والضعف والضياع التي يعاني منها هذا الشعب ...
انهم فعلا بحاجة الى مثل هذا الاجتماع ...
وحيد كوريال ياقو
مشيكن – حزيران 2008