المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنتم قصدتم لي شراً أما الله فقصد به خيراً


الاخ زكا
30-04-2008, 09:58 AM
+أنتم قصدتم لي شراً أما الله فقصد به خيراً لكي يفعل كما اليوم. ليحي شعباً كثيرا (تك50: 20)

الكتاب المقدس مملوء بعشرات الأحداث التي تؤكد أن الله فوق الظروف، وأقوى من الصروف. فكر معي باجتهاد في بعض المعطيات التي يقدمها الكتاب عن بداية حياة يوسف:

ـ لقد ماتت أمه وهو في السابعة من عمره تقريباً، تلك السن التي يستوعب فيها الطفل بشدة حنان أمه ويتعمق شعوره بالاحتياج إليها.

ـ نشأ في بيت به إخوة كبار يبغضون أمه، ويبغضونه بشدة نتيجة عدم محبة أبيه لأمهم. لك أن تتخيل مدى الصراعات.

ـ مُبالغة يعقوب في محبته له، كمحاولة لتعويضه عن فقد أمه، جلبت عليه حسد وحقد إخوته، فعاش بينهم مكروهاً. هذا بالإضافة إلى ردود فعلهم العنيفة تجاه أحلامه التي كان يقصها ببساطة عليهم.

ـ خيانتهم وغدرهم به ومحاولة قتله، ثم إلقاؤه في الجُب بقصد موته بعد أن ذهب إليهم حاملاً لهم طعاماً وآتياً ليفتقد سلامتهم.

ـ بيعه كعبد.

ـ الغدر الذي تعرض له في بيت فوطيفار وإلقاؤه في السجن بالظلم.

ـ نسيان الساقي له.

كل هذه المُعطيات فكِّر فيها وحاول أن ترسم معي ملامح شخصية ومستقبل هذا الإنسان، حتماً سترسم لوحة أطرها سوداء، وظلالها رمادية، وألوانها قاتمة، لكن كان لله رأي آخر، فلقد أحكم قبضته على كل هذه الظروف وأجبرها أن تعمل معاً للخير لهذا الذي يحبه ويخافه. وقد لخص هو هذا فقال لإخوته: « أنتم قصدتم لي شراً، أما الله فقصد به خيرا ». فلا نرى نفسية وشخصية أروع من شخصية يوسف، لا شبه مرض فيها ولا حتى أدنى اختلال، نفسية سوية صحيحة ناجحة ومستقبل باهر لم يكن مجرد أحلام، بل أضحى حقيقة لا خيالاً.

نعم، إن الله فوق الظروف وخارج حسابات البشر. لذا أقول لأحبائي الآباء والأمهات، الذين ينتابهم القلق على نفسيات أطفالهم، وعلى مستقبل أولادهم، بسبب الظروف الصعبة التي يجتازون فيها كعائلات، من مرض أو فقر أو مشكلات لا حل لها، أقول لهم: كفوا واعلموا أنه هو الله، اهدأوا واطمئنوا، فإنه مسيطر على كل الظروف.



ما هر صموئيل

fouadzadieke
30-04-2008, 07:03 PM
نعم، إن الله فوق الظروف وخارج حسابات البشر. لذا أقول لأحبائي الآباء والأمهات، الذين ينتابهم القلق على نفسيات أطفالهم، وعلى مستقبل أولادهم، بسبب الظروف الصعبة التي يجتازون فيها كعائلات، من مرض أو فقر أو مشكلات لا حل لها، أقول لهم: كفوا واعلموا أنه هو الله، اهدأوا واطمئنوا، فإنه مسيطر على كل الظروف.

مهما قست الظروف و تعدّت و طغت على البشر فهي غير ثابتة و ليست دائمة فعملية التحوّل و التبدّل و التغيير تلزمها في جميع الأوقات و الظروف و الأمكن و بتغيير مسارها فيكون فرج بعد ضيق أو يكون ضيق بعد فرج. الحياة عبارة عن قيثار جميل الهيئة له أوتار تصدر ألحانا عذبة متى أجاد العازف عليها العزف بمهارة و فن و تذوق المتعلمين أما متى عبث بها هكذا دون نظام دون نوتة دون نهج دون هدي يسير عليه فلن يكون غير النشاز مصدرا لهذا العزف و نتيجة مقرفة غير محبوبة. الظروف قد تكون فوق طاقة البشر و فوق إمكانية تحملهم لها لكنها تخضع بالنهاية إلى القوة التي صنعتها و أرادتها أن تقوم بخدمة لأبناء الله الذين يختارهم و لا يكون اختياره لهم بالقرعة أو بالتصويت أو بالانتخاب بل يكون بما يقوم به هؤلاء من إيمان و سلوك بحسب مشيئة الرب و العمل الصالح الذي يتوّج في النهاية الإيمان بعقد ثمين يحبه الرب و هو عقد الخلاص الذي تأهل لهذا المخلوق. تجعلني كتاباتك يا أخي زكا أفسح المجال لدخيلة نفسي فتقودني أحيانا إلى أسفار بعيدة أخشى الولوج فيها لكنها تبقى عذبة على الدوام لأنه تماحك الفكر و تحركش العقل و تحرّض الذاكرة. قوّاك الرب يا عزيزي.