Dr Philip Hardo
05-12-2005, 10:04 AM
ًالكاتب: نجم الدين سمّان (http://www.syriamirror.net/modules/recentarticles/?authorid=463)المصدر: تشرين (http://www.syriamirror.net/modules/recentarticles/?sourceid=80)
من جبال طوروس شمالاً وحتى رفح والعقبة جنوباً ومن الجزيرة والفرات وبادية الشام شرقاً الى البحر المتوسط غرباً.. كل هذه الرقعة الجغرافية كانت تنطق بالآراميةالسريانية شقيقة اللغة العربية الفصحى من الرحم اللغوي السامي الذي يضم طيفاً من أعرق لغات وأبجديات العالم القديم: البابليةالآكاديةالآشوريةالكنعانيةالفينيقية النبطيةالسبئية والحميريةالعبرية وسواها.
كتاب الباحث سمير عبده يتقصى جذور السريانيةالعربية وامتدادها التاريخي والجغرافي في كتابه هذا مبيناً ان الآرامية والسريانية لهجتان توءمان، ففي القرن الخامس ق.م اندمج الآراميون في الآشوريينالآثوريين، واصبحوا امة واحدة وبسطوا سلطانهم على سورية الداخلية التي تشمل سورية الحالية ومابين النهرين وفلسطين ولبنان.
عرف لفظ «سوري» بمعنى سورية منذ عهد نبوخذ نصر في القرن السادس ق.م، وهو لفظ معدول عن «آشورآسور» كما ان لفظ «آرامي» منسوب الى آرام شقيق آثور.
وقد ذكر المسعودي في مروج الذهب : ان اول الملوك ملوك السريانيين بعد الطوفان وقد تتوزع فيهم وفي النبط فمن الناس من رأى السريان هم النبط ومنهم من رأى انهم اخوة لولد ماس بن نبيط».
وإذاً.. فإن السريانية هي من اقدم اللغات التي لازالت متداولة فهي امتداد للآرامية التي عرفت في سورية منذ ثلاثة آلاف وخمسمئة سنة وبها.. تكلم السيد المسيح واقام السوريون حضارتهم في كنفها ولازالت كلماتها متداولة في حياة السوريين اليومية كما في اسماء القرى والمدن ومن خلال اللغة العربية الفصحى وقد ظلت محكية في لبنان حتى اوائل القرن الثامن عشر ولاتزال ثلاث قرى في سورية تنطق بالآرامية الغربية الحديثة شمال شرق دمشق وهي: معلولا بخعا جبعدين.
تنتمي الآرامية السريانية الى اسرة اللغات السامية التي سادت الهلال الخصيب والجزيرة العربية واقتبست الابجدية الفينيقية في القرن الحادي عشر ق.م وبدأت نقوشها تظهر متأثرة بالآكادية والكنعانية وصارت في القرن التاسع ق.م اللغة الرسمية وانتشرت كتاباتها في اصقاع الامبراطورية فبلغت اقاصي آسيا الصغرى واليونان وافغانستان وفي عهد السلوقيين منذ القرن الرابع ق.م صارت لغة سائدة كلياً في سورية ومابين النهرين وبلاد الكلدان والعراق وجزيرة العرب وكتب بها الارمن قبل انجاز ابجديتهم في القرن الرابع الميلادي وامتدت حتى الصين والهند ولم تجارها اليونانية في الاتساع.
تعلم الآراميون من الكنعانيين الفينيقيين فن الكتابة الابجدية، والآرامية... ثلاث لهجات هي:
&;الغربية: لهجة سورية وفلسطين ومابين النهرين العليا وطور سيناء.
&; الشرقية: لهجة العراق وفارس.
&; الفلسطينية: التي تكلم بها السيد المسيح.
وتبنت الامبراطورية الفارسية اللغة الآرامية رسمياً ولم يستطع السلوقيون ورثة الاسكندر الاكبر اقصاءها وكتب احبار اليهود وكذلك مؤرخهم يوسف الاشقر بالآرامية الفلسطينية لغة جيله: السريانية، بالخط البابلي المربع، حتى ان اسماء يشقع اليهود: الفريسيين الصدوقيين اسماء آرامية سريانية وكذلك اسماء: توما&; برنابا&; برثلمي&; برابا&; قيافا &; مرتا&; سالومي&; شفيرة&; طبيتا وغيرها كثيرة وقد استعملها المسيحيون الاوائل في فلسطين وكذلك مسيحيو مصر الناطقون بالآرامية.
ولاتزال السريانية تسمع وتقرأ في الكنائس بشقيها الارذوكسي الكاثوليكي، كما... عند السريان والموارنة والآشوريين والكلدان والنساطرة. حيث تم تقعيد السريانية وضبطها بقواعد واصول ومعاجم على علماء وأدباء منهم:
يوسف الاهوازي&; يعقوب الرهاوي&; انطون التكريتي&; الحسن بن بهلول &; يو حنا ابن زوعبي النحوي.
تتألف الابجدية السريانية من 22 حرفاً يزدوج لفظ ستة منها ويعرف باللفظ اللين والقاسي كمثل حرف الباء الذي يلفظ باء وفاء (v) كما تلفظ الدال:
ذالاً والتاء: تاء والكاف: خاء.
وتبدأ السريانية بالتسكين &; خلافاً للعربية الفصحى&; لكنها تسكن نون الوقاية بين الفعل والضمير والنون المختصة بالنسبة دخلت العربية من السريانية كقولنا: روحاني&; نصراني&; رهباني&; رباني..الخ
اشتغل السريان بالعلوم: الرياضيات&; الفلك وعلم الهيئة وترجموا كتباً كثيرة من الاغريقية واللاتينية والفارسية فكانوا... في عهد الدولة العربية الاسلامية اول من ترجم هذه المعارف الى العربية الفصحى وكانوا اول من اعانوا الجيش العربي المسلم بقيادة خالد بن الوليد لفتح دمشق وسائر الارض السورية ولقب الخليفة عمر بن الخطاب: الفاروق يعني في السريانية المنقذ والمحرر من ظلم الروم البيزنطيين وبقيت مساهمة السريان ممتدة حتى العصر العباسي حيث يذكر الكندي في احدى رسائله: (كان السريان لنا سبيلاً وآلات مؤدية الى علم كثير فإنهم لو لم يكونوا لم يجتمع لنا هذه الاوائل الحقية».
ويقول الفارابي: السريان هم من علم المسلمين الفلسفة اولاً وهم الذين ترجموها ثانياً ويضيف الجاحظ: كان الاطباء السريان كالمحتكرين للطب ومنهم كتاب السلاطين واطباء الاشراف والعطارين والصيارفة. ويذكر ابن جلجل في كتابه طبقات الاطباء والحكماء&; ان: هارون الرشيد قلد يوحنا بن ماسويه السرياني ترجمة الكتب القديمة مما وجد في انقرة وعمورية وسائر الروم التي فتحها المسلمون فوضعه اميناً على الترجمة وجعل له كتاباً يكتبون عنه وقد خدم يوحنا السرياني هارون والامين والمأمون وعاش الى زمن المتوكل.
يشير الباحث سمير عبده الى ان الارومة المشتركة للعرب وللسريان ومخالطة عرب الحجاز ونجد للسريان من طور سيناء وحتى طوروس.. حيث لم تكن ثمة حدود بين القبائل ثم المعاملة الطيبة من قبل العرب المسلمين لسكان فلسطين وبلاد الشام من الآراميين&; السريان هي التي جعلت السريانية &;الآرامية تتنحى لأول مرة في تاريخها لمصلحة العربية الفصحى بعد ان تركت في العربية كثيراً من الالفاظ والكلمات التي دخلت المعاجم بوصفها كلمات معربة اضافة الى مفردات كثيرة في لهجات مابين النهرين وبلاد الشام كما اقتبس العرب الارقام الهندية من السريان وكذلك فن الكتابة والخط الكوفي المشتق من الخط السطر نجيلي اي: خط النساطرة المعروف عند العامة بالخط الكلداني &;النبطي.
اما ترتيب الحروف السريانية الاثنتين والعشرين فهي على النحو التالي:
(ابجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت) التي اتخذ العرب صورها وترتيبها هذا من السريان ويشار الى ان ابا الاسود الدؤلي كان قد ذهب الى الكوفة وتعلم فيها السريانية الفصحى واتصل بعلماء السريان واقتبس النقاط السريانية التي تميز الكلمات ثم حركات الفتح والضم والجر والسكون التي استنبطها العلامة يعقوب الرهاوي.
يفرد المؤلف فصلاً وجداول خاصة بالكلمات السريانية التي دخلت في العربية سواء اكانت اسماء قرى ومدن لاتزال تلفظ كما هي في السريانية ام... مفردات كمثل: بركة&; براني: خارجي طاسة: وعاء&; نكش: حفر&; طرطش: رش الماء&; ناطور: حارس البستان&; شوب: الحر الشديد&; لسه: الساعة ، كراس: الجزء من الكتاب...الخ.
ويطابق الفعل في السريانية فاعله في الافراد والجمع: راحوا اخوتي، بدلاً: من راح اخوتي&; بالعربية وسمى نحاة العرب من نطق بهذا من عرب الحيرة وشمالي الحجاز بلغة : اكلوني البراغيث من غير ان يشيروا الى اصولها في قواعد النحو السرياني&; الآرامي.
ومن الكلمات السريانية التي اندمجت في العربية وتعتبر مستعربة معربة: المؤمن&; النبي&; قرية &; دير آمن&; صلى &; فاروق&; مقاليد &; حج &; قدوس&; قيوم&; مسيح&; روح القدس&; نصراني&; جسماني&; روحاني &;ناسوت&; ملكوت&; جبروت&; كهنوت&; حانوت، واسماء شجر ونبات من مثل : رمان&; زيتون&; زعرور&; كمون&; بطيخ..الخ.
كما يفرد المؤلف فصلاً للموسيقى السريانية التي ورثت الموسيقى السومرية البابلية وكانت آلتها الاساسية: القيثارة السومرية ذات الاوتار السبعة حتى قدر الفارابي مجموع الالحان السريانية بثلاثة آلاف لحن ومقاماتها الاساسية باثني عشر لحناً، ثم اختصرت الى ثمانية مقامات هي:
&; «Baya» البيات: وتعني في السريانية: عزى&; سلى&; سرور&; فرج الهم.
&;«Hawasono» الحسيني: والكلمة مشتقة من الرأفة والحنان والرحمة.
&; «ur-ak» عراق: وهو اسم مدينة مغمورة الآن في بلاد الرافدين وكانت عاصمة الدولة في العهدين السومري والآكادي.
&; «Razd» الرصد وحوره الاتراك الى (راست) التي تعني في التركية: المستقيم لكن معناه في السريانية هو: مكن&; اصلح &; ثبت &; قدر.
&; «ugo» اوج ومعناه: الزهور&; الريحان&; الميس&; وهي نباتات عطرية.
&; «Agam» عجم وقد طغى معناه التركي: الغريب&; الغشيم، لكنه في السريانية: رجوع&; هبوط وهو مايمثل المحتوى الموسيقي لهذا المقام الذي يبدأ من الاعلى هبوطاً الى قراره.
&; «sba» الصبا: وتعني بالعربية: النسيم الشمالي الرقيق الذي يهب عادة على نجد والحجاز من بلاد الشام والكلمة في السريانية تعني: سرور&; صفاء وكانوا ينشدونه في مراسيم موت الشهداء والكهنة لكونه لحناً حزيناً ذا خصوصية.
&; «حاجوHajo» الحجاز وهو اسم بلاد السعودية القديم في السريانية «Haj» واضيف حرف الزاي اليه في العهد العثماني.
يؤكد المؤلف سمير عبده في كل فصول كتابه على الروابط الحضارية&; اللغوية بين السريان والعرب الذين يتحدرون من ارومة واحدة وارتبطوا طول تاريخهم الطويل بالمصير المشترك على ارض الاجداد الاوائل.
السريانية&; العربية: الجذور والامتداد.
تأليف: سمير عبده
دار علاء الدين&; دمشق 2003
120 ص من القطع الكبير
الاحد 29 شباط 2004
من جبال طوروس شمالاً وحتى رفح والعقبة جنوباً ومن الجزيرة والفرات وبادية الشام شرقاً الى البحر المتوسط غرباً.. كل هذه الرقعة الجغرافية كانت تنطق بالآراميةالسريانية شقيقة اللغة العربية الفصحى من الرحم اللغوي السامي الذي يضم طيفاً من أعرق لغات وأبجديات العالم القديم: البابليةالآكاديةالآشوريةالكنعانيةالفينيقية النبطيةالسبئية والحميريةالعبرية وسواها.
كتاب الباحث سمير عبده يتقصى جذور السريانيةالعربية وامتدادها التاريخي والجغرافي في كتابه هذا مبيناً ان الآرامية والسريانية لهجتان توءمان، ففي القرن الخامس ق.م اندمج الآراميون في الآشوريينالآثوريين، واصبحوا امة واحدة وبسطوا سلطانهم على سورية الداخلية التي تشمل سورية الحالية ومابين النهرين وفلسطين ولبنان.
عرف لفظ «سوري» بمعنى سورية منذ عهد نبوخذ نصر في القرن السادس ق.م، وهو لفظ معدول عن «آشورآسور» كما ان لفظ «آرامي» منسوب الى آرام شقيق آثور.
وقد ذكر المسعودي في مروج الذهب : ان اول الملوك ملوك السريانيين بعد الطوفان وقد تتوزع فيهم وفي النبط فمن الناس من رأى السريان هم النبط ومنهم من رأى انهم اخوة لولد ماس بن نبيط».
وإذاً.. فإن السريانية هي من اقدم اللغات التي لازالت متداولة فهي امتداد للآرامية التي عرفت في سورية منذ ثلاثة آلاف وخمسمئة سنة وبها.. تكلم السيد المسيح واقام السوريون حضارتهم في كنفها ولازالت كلماتها متداولة في حياة السوريين اليومية كما في اسماء القرى والمدن ومن خلال اللغة العربية الفصحى وقد ظلت محكية في لبنان حتى اوائل القرن الثامن عشر ولاتزال ثلاث قرى في سورية تنطق بالآرامية الغربية الحديثة شمال شرق دمشق وهي: معلولا بخعا جبعدين.
تنتمي الآرامية السريانية الى اسرة اللغات السامية التي سادت الهلال الخصيب والجزيرة العربية واقتبست الابجدية الفينيقية في القرن الحادي عشر ق.م وبدأت نقوشها تظهر متأثرة بالآكادية والكنعانية وصارت في القرن التاسع ق.م اللغة الرسمية وانتشرت كتاباتها في اصقاع الامبراطورية فبلغت اقاصي آسيا الصغرى واليونان وافغانستان وفي عهد السلوقيين منذ القرن الرابع ق.م صارت لغة سائدة كلياً في سورية ومابين النهرين وبلاد الكلدان والعراق وجزيرة العرب وكتب بها الارمن قبل انجاز ابجديتهم في القرن الرابع الميلادي وامتدت حتى الصين والهند ولم تجارها اليونانية في الاتساع.
تعلم الآراميون من الكنعانيين الفينيقيين فن الكتابة الابجدية، والآرامية... ثلاث لهجات هي:
&;الغربية: لهجة سورية وفلسطين ومابين النهرين العليا وطور سيناء.
&; الشرقية: لهجة العراق وفارس.
&; الفلسطينية: التي تكلم بها السيد المسيح.
وتبنت الامبراطورية الفارسية اللغة الآرامية رسمياً ولم يستطع السلوقيون ورثة الاسكندر الاكبر اقصاءها وكتب احبار اليهود وكذلك مؤرخهم يوسف الاشقر بالآرامية الفلسطينية لغة جيله: السريانية، بالخط البابلي المربع، حتى ان اسماء يشقع اليهود: الفريسيين الصدوقيين اسماء آرامية سريانية وكذلك اسماء: توما&; برنابا&; برثلمي&; برابا&; قيافا &; مرتا&; سالومي&; شفيرة&; طبيتا وغيرها كثيرة وقد استعملها المسيحيون الاوائل في فلسطين وكذلك مسيحيو مصر الناطقون بالآرامية.
ولاتزال السريانية تسمع وتقرأ في الكنائس بشقيها الارذوكسي الكاثوليكي، كما... عند السريان والموارنة والآشوريين والكلدان والنساطرة. حيث تم تقعيد السريانية وضبطها بقواعد واصول ومعاجم على علماء وأدباء منهم:
يوسف الاهوازي&; يعقوب الرهاوي&; انطون التكريتي&; الحسن بن بهلول &; يو حنا ابن زوعبي النحوي.
تتألف الابجدية السريانية من 22 حرفاً يزدوج لفظ ستة منها ويعرف باللفظ اللين والقاسي كمثل حرف الباء الذي يلفظ باء وفاء (v) كما تلفظ الدال:
ذالاً والتاء: تاء والكاف: خاء.
وتبدأ السريانية بالتسكين &; خلافاً للعربية الفصحى&; لكنها تسكن نون الوقاية بين الفعل والضمير والنون المختصة بالنسبة دخلت العربية من السريانية كقولنا: روحاني&; نصراني&; رهباني&; رباني..الخ
اشتغل السريان بالعلوم: الرياضيات&; الفلك وعلم الهيئة وترجموا كتباً كثيرة من الاغريقية واللاتينية والفارسية فكانوا... في عهد الدولة العربية الاسلامية اول من ترجم هذه المعارف الى العربية الفصحى وكانوا اول من اعانوا الجيش العربي المسلم بقيادة خالد بن الوليد لفتح دمشق وسائر الارض السورية ولقب الخليفة عمر بن الخطاب: الفاروق يعني في السريانية المنقذ والمحرر من ظلم الروم البيزنطيين وبقيت مساهمة السريان ممتدة حتى العصر العباسي حيث يذكر الكندي في احدى رسائله: (كان السريان لنا سبيلاً وآلات مؤدية الى علم كثير فإنهم لو لم يكونوا لم يجتمع لنا هذه الاوائل الحقية».
ويقول الفارابي: السريان هم من علم المسلمين الفلسفة اولاً وهم الذين ترجموها ثانياً ويضيف الجاحظ: كان الاطباء السريان كالمحتكرين للطب ومنهم كتاب السلاطين واطباء الاشراف والعطارين والصيارفة. ويذكر ابن جلجل في كتابه طبقات الاطباء والحكماء&; ان: هارون الرشيد قلد يوحنا بن ماسويه السرياني ترجمة الكتب القديمة مما وجد في انقرة وعمورية وسائر الروم التي فتحها المسلمون فوضعه اميناً على الترجمة وجعل له كتاباً يكتبون عنه وقد خدم يوحنا السرياني هارون والامين والمأمون وعاش الى زمن المتوكل.
يشير الباحث سمير عبده الى ان الارومة المشتركة للعرب وللسريان ومخالطة عرب الحجاز ونجد للسريان من طور سيناء وحتى طوروس.. حيث لم تكن ثمة حدود بين القبائل ثم المعاملة الطيبة من قبل العرب المسلمين لسكان فلسطين وبلاد الشام من الآراميين&; السريان هي التي جعلت السريانية &;الآرامية تتنحى لأول مرة في تاريخها لمصلحة العربية الفصحى بعد ان تركت في العربية كثيراً من الالفاظ والكلمات التي دخلت المعاجم بوصفها كلمات معربة اضافة الى مفردات كثيرة في لهجات مابين النهرين وبلاد الشام كما اقتبس العرب الارقام الهندية من السريان وكذلك فن الكتابة والخط الكوفي المشتق من الخط السطر نجيلي اي: خط النساطرة المعروف عند العامة بالخط الكلداني &;النبطي.
اما ترتيب الحروف السريانية الاثنتين والعشرين فهي على النحو التالي:
(ابجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت) التي اتخذ العرب صورها وترتيبها هذا من السريان ويشار الى ان ابا الاسود الدؤلي كان قد ذهب الى الكوفة وتعلم فيها السريانية الفصحى واتصل بعلماء السريان واقتبس النقاط السريانية التي تميز الكلمات ثم حركات الفتح والضم والجر والسكون التي استنبطها العلامة يعقوب الرهاوي.
يفرد المؤلف فصلاً وجداول خاصة بالكلمات السريانية التي دخلت في العربية سواء اكانت اسماء قرى ومدن لاتزال تلفظ كما هي في السريانية ام... مفردات كمثل: بركة&; براني: خارجي طاسة: وعاء&; نكش: حفر&; طرطش: رش الماء&; ناطور: حارس البستان&; شوب: الحر الشديد&; لسه: الساعة ، كراس: الجزء من الكتاب...الخ.
ويطابق الفعل في السريانية فاعله في الافراد والجمع: راحوا اخوتي، بدلاً: من راح اخوتي&; بالعربية وسمى نحاة العرب من نطق بهذا من عرب الحيرة وشمالي الحجاز بلغة : اكلوني البراغيث من غير ان يشيروا الى اصولها في قواعد النحو السرياني&; الآرامي.
ومن الكلمات السريانية التي اندمجت في العربية وتعتبر مستعربة معربة: المؤمن&; النبي&; قرية &; دير آمن&; صلى &; فاروق&; مقاليد &; حج &; قدوس&; قيوم&; مسيح&; روح القدس&; نصراني&; جسماني&; روحاني &;ناسوت&; ملكوت&; جبروت&; كهنوت&; حانوت، واسماء شجر ونبات من مثل : رمان&; زيتون&; زعرور&; كمون&; بطيخ..الخ.
كما يفرد المؤلف فصلاً للموسيقى السريانية التي ورثت الموسيقى السومرية البابلية وكانت آلتها الاساسية: القيثارة السومرية ذات الاوتار السبعة حتى قدر الفارابي مجموع الالحان السريانية بثلاثة آلاف لحن ومقاماتها الاساسية باثني عشر لحناً، ثم اختصرت الى ثمانية مقامات هي:
&; «Baya» البيات: وتعني في السريانية: عزى&; سلى&; سرور&; فرج الهم.
&;«Hawasono» الحسيني: والكلمة مشتقة من الرأفة والحنان والرحمة.
&; «ur-ak» عراق: وهو اسم مدينة مغمورة الآن في بلاد الرافدين وكانت عاصمة الدولة في العهدين السومري والآكادي.
&; «Razd» الرصد وحوره الاتراك الى (راست) التي تعني في التركية: المستقيم لكن معناه في السريانية هو: مكن&; اصلح &; ثبت &; قدر.
&; «ugo» اوج ومعناه: الزهور&; الريحان&; الميس&; وهي نباتات عطرية.
&; «Agam» عجم وقد طغى معناه التركي: الغريب&; الغشيم، لكنه في السريانية: رجوع&; هبوط وهو مايمثل المحتوى الموسيقي لهذا المقام الذي يبدأ من الاعلى هبوطاً الى قراره.
&; «sba» الصبا: وتعني بالعربية: النسيم الشمالي الرقيق الذي يهب عادة على نجد والحجاز من بلاد الشام والكلمة في السريانية تعني: سرور&; صفاء وكانوا ينشدونه في مراسيم موت الشهداء والكهنة لكونه لحناً حزيناً ذا خصوصية.
&; «حاجوHajo» الحجاز وهو اسم بلاد السعودية القديم في السريانية «Haj» واضيف حرف الزاي اليه في العهد العثماني.
يؤكد المؤلف سمير عبده في كل فصول كتابه على الروابط الحضارية&; اللغوية بين السريان والعرب الذين يتحدرون من ارومة واحدة وارتبطوا طول تاريخهم الطويل بالمصير المشترك على ارض الاجداد الاوائل.
السريانية&; العربية: الجذور والامتداد.
تأليف: سمير عبده
دار علاء الدين&; دمشق 2003
120 ص من القطع الكبير
الاحد 29 شباط 2004