تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حسنُ التصرّف


fouadzadieke
17-07-2005, 08:52 PM
حسنُ التصرّف


تتبلور مفاهيم الناس وتتوضّحُ رؤاهم وتتكوّنُ قناعاتهم مع مرور الأيام من تراكمات كمّ هائل من المعارف الحياتيّة المكتسبة والخبرات التي يجمعونَها في زحمة هذا الخضمّ والحياة هي المنتدى الأوسع الذي تدور في زواياه وتنعقدُ على مساحات المدّ الرّحب من مسرحه مجموعُ هذه الفعاليات المنوّعة والثريّة، هذا الفضاءُ الممتليء بكلّ المعايير والقيم والمثل وهو ما يكفلُ للإنسان وخلال رحلة وجوده على خشبة مسرحها ضيفاً، أنْ يستهدي بالمفيد من هذه الأفكار والرؤى فيسعى إلى تحسين ظروف معيشته ونمط تفكيره وسلوكيّات حياته.
إن الإنسان الأحمق والجاهل وحده فقط منْ يضيّعُ على نفسه فوات مثل هذه الفرص ويسهو عنها ولا يأخذها على محمل الجدّ ولا يأبه بها ولا يسعى إلى الإستفادة ممّا تقدّمه له منْ معطيات وعظات وفوائد تحقّقُ له نقلات نوعيّة من وضع متردّ إلى وضع آخر أفضل منه ، والإنسانُ الأحمقُ هو الشّخصُ الوحيدُ الذي لا يقدر- منْ جرّاء انغلاقه الفكري وتشبّثه الأرعن بمجموعة عقائد أو أفكار تشرّبها أو توارثها منْ مجتمع إنسانيّ متخلّف في أفكاره، رجعيّ في تصوّراته يقفُ في طريق التقدم ويسعى إلى إيقاف دورة الحياة وعجلة تطوّرها الحتميّة- أنْ يستوعبَ هذه المستجدّات، ومتى جوبه برأي معارض أو دعوة لثنيه عن هذه السلوكيّة قامتْ قيامته واشرأب عنقه وطغى عليه طوفانُ الغضب المحموم لإحالة دنياه إلى جحيم وشلّ لديه كلّ المساعي المرجوّة وشوّه الواقع بما يراه منْ منظار تصوّراته وما يطغى عليه منْ وهم أفكاره، ممّا يؤدّي بالطبع إلى تحطيم كلّ هذا وبروح غير واعية للمسؤولية وبما يطغى على توجّهاته الفكريّة منْ تشويش واضطراب.
الحياةُ وكما أسلفنا تعطي الكثير والشخصُ العاقلُ والمتفهّم والحكيمُ هو الوحيد القادر على استنباط معادن جوهر هذا الأفكار فينتقي الصّالح منها ويرمي بالطالح جانباً، مستفيداً منْ تفاعلات صلاحها بخلاف الأحمق والمتهوّر الجاهل الذي يسعى إلى غير ذلك. إنّ أمثال هؤلاء السذّج لنْ يكونَ بوسعهم الوقوف سدّاً أمام طوفان التغيير وعلى مختلف الأصعدة والاتجاهات الحياتيّة المختلفة، فالمجتمعاتُ تسيرُ إلى الأمام وليس إلى الوراء وهي في حركة مستمرّة وتغيّر متواصل وما تناقضاتُ هذه المجتمعات وتعقيداتها سوى المركز لهذا التطوّر فنقيضُ الأشياء يكمنُ فيها وقيل: "إن دود الخلّ منه وفيه" وهذا التطوّر جزء من تحوّلات وتفاعلات النظرية الجدلية- الديالكتيكية وهو السبيلُ إلى التطوّر والسير بالمجتمع والفكر الإنسانيّ والعادات والتقاليد (هذا السيفُ المسلّط على رقاب أبناء المجتمع) إلى نحو أفضل يضمن للمرء كرامته وعزّته ويكفلُ له أسباب وجوده الواعي والمتنامي باضطراد مستمرّ.
أنْ تموتَ الأشياءُ القديمةُ لكي يخلق الجديد من رحم هذا التقدّم والتطوّر أمر طبيعيّ وبديهيّ، وبهذا الشكل وعلى هذه النمطية من الأفكار والمعايير المعمول بها تستمرّ الحياةُ على وجه آخر ووتيرة مغايرة لأختها القديمة وما منْ شكّ أن الإنسان هو محور هذه المعادلة الجدلية ونتائجها المتوخاة منها بغية النهوض به والارتقاء معه والعمل على تحقيق السبل الكفيلة بإنجاح مجمل هذه العملية المعقّدة والمتشعّبة والمتشابكة. ولكي يصيرالإنسانُ سليم الفكر والنهج والتوجّه عليه أنْ يتجاوز ما فيه منْ سلبيات ومساويء ونواقص تخلط أوراق هذا التحدّي الكبير و كلّ هذا يكون منْ أجل أنْ يرقى الإنسانُ إلى درجات الكمال البشري وهو كمالٌ غير مطلق على أيّة حال...!

georgette
18-07-2005, 12:38 AM
اخي الحبيب ابو نبيل :confused:
قراءت المقال االذي كتبته عن التقدم والتطور اعجبني ما كتبت ولكن ماذا هو التقدم او التطور؟ اني لست معادية له ككلمة انما كحد لان معنى التطور شامل وكبير فهناك التطور الانساني الذي يتعلق بالانسان والمعتقد والبنية،اي اني اكون انا انا ولكن بعين ااوسع وبصدر ارحب مستعدة لما هو جديد صالح وغير شاذ.وهناك التطور التيكنولوجي الذي اردنا ام ابينا قابيلين به وهنا يا اخي اسال نفسي اين بقي الانسان ،وهو دوره في المستقبل ، هل سيكون هو السيد ام سيساد ؟
اهو هذا تطور ان تجلس ابنت 15 عاما صبحا مساء امام ال/Natel/ ناسية ان هناك واجبات انسانية افرض .اهو تطور عندما لا تسطيع العائلة ولو لمرتين في الاسبوع التجمع معا لنزهة قصيرة ام حتى للغداء معا، ايعني التطوران تسمح بمالم يكن يسمح ام هو ان نرض بان الانسان لم يعد قادر على عمل اى شيئ بدون الالكترونك، اين هوذاك الانسان الذي كان بعرقه يبني بيته ،ام ان الراحة الجسدية هي التطور المعنى لا اتصور ،او هو اننا كعقل مصطول لم يعد حسابة الف والالفين من غير اداة حسابية لا اتصور ،اين هي حلاوة الخط الذي كان يكتب وتذرف معه بعض الدموع ويقبل مرة ومرتين قبل ان يرس ؟ام اني اكتب لك الان عبر الانترنت هوتطور نعم انه نوع من التطور ولكن ماذا بعد ذلك.
ام ان التطور هو ان نسمح لاولادنا ان يتوهوا في غابات التمدن الى ان ننشلهم من تحت عجلت سيارة،او نزورهم في مستشفيات الادمان ؟ قل لي يا اخي ان تتوقف حدود التمدن والتطور واليس هو هذا الذي ادى ان تقوم الابنة على الام والابن على الاب واين هو الشكر والرضا .الا يمكن ان يكون هذا التطوير السبب في هذا الاستهتار والتذمر والامراض النفسية والعقلية الايمكن ذلك؟ ام هو الانسان الذي اوصل نفسه الى ما هو عليه الان او يعني ذلك اننا لم نكن في السابق انسانا بجد ؟
ماذا بها اذا استطعنا البقاء على القليل مما ساعدنا على ان نصل لما نحن عليه الان ،/تطور نعم كليا لا./
اختك المحتارة جورجيت :cool: