تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اردني طلق زوجته لانتخابها مرشحا من غير عشيرته


fouadzadieke
24-11-2007, 06:23 PM
اردني طلق زوجته لانتخابها مرشحا من غير عشيرته



تاريخ النشر : Saturday, 24 November 2007



غزة-دنيا الوطن
تمتنع وزارة الداخلية في الأردن عن الكشف عن سجلات الأصوات التي حصل عليها المرشحون الخاسرون في الإنتخابات البرلمانية لاسباب امنية علي الأغلب، فقد وقعت مواجهات متعددة بين الناخبين في أكثر من منطقة بعد الإعلان عن أرقام التصويت إثر يوم الإقتراع.
ولكن كشوفات الأرقام تسربت الجمعة بطريقة غير رسمية، فظهرت مفارقات وغرائب ومتناقضات شديدة الحساسية لا يمكن رصدها إلا في إطار اللعبة الإنتخابية المتعلقة بالمجتمع الأردني.
وأكثر النتائج غرابة كانت تلك التي حصل عليها المرشح عن إحدي مناطق جنوب المملكة محمد القرعان الذي كانت محصلة أصواته صفرا دون ان يعترض علي ذلك مما يعني ببساطة شديدة ان الرجل نفسه لم يصوت لنفسه ومنح صوته لمرشح آخر هو مرشح العشيرة علي الأرجح. ويمكن تصنيف الرقم الذي حصل عليه عالم الإجتماع الشهير جدا الدكتور سري ناصر كأحد أكثر الأرقام غرابة في قراءة وتفسير إنحيازات وتوجهات الناخبين خصوصا في الدائرة الثالثة للعاصمة عمان التي تعتبر دائرة المثقفين والمسيسين، فقد حصل البروفيسور المعتد به دوليا في علم الإجتماع علي 125 صوتا فقط تمثل علي الأرجح الناخبين الذين يشبهونه في درجة العلم والمعرفة.
والبروفيسور ناصر واحد من اعلام الفكر والعلم في المجتمع الأردني وله مؤلفات وأبحاث معروفة علي مستوي دولي ولديه صولات وجولات في المؤتمرات والتحليل العميق للمجتمع الأردني لكن قراءاته في المجتمع لم تنفعه في قراءة مجتمع العاصمة عمان جيدا فعدد المصوتين له ضئيل إلي حد بعيد.
والمفارقة ان شابا في الأربعين من عمره في نفس الدائرة من تلاميذ الدكتور ناصر قد حصل علي المقعد مع أكثر من عشرة آلاف صوت إنتخابي وهي مسألة تبرز التعقيد في مستويات التصويت في المجتمع الأردني وتدلل علي الحاجة لجمع علماء الإجتماع في الكون لدراسة إنحيازات الناخب الأردني كما يقول مقربون من الدكتور ناصر.
وعلي نحو أو آخر إعتقدت إمرأة متحضرة في الأربعينيات من عمرها وتدعي خلود أبو طالب ان ظهورها لعدة أشهر في برنامج تلفزيوني جماهيري بشخصية أم وسيم يمكن ان يكفل لها فوزا في انتخابات صعبة في دائرة مهمة في العاصمة عمان، لكن أصوات أم وسيم التي شغلت الإنتخابات عمليا لم تتجاوز 146 صوتا تشكل علي الأغلب بعض أقربائها وليس كلهم مع صديقاتها دون جاراتها.
وأم وسيم خسرت الإنتخابات وحصلت علي عدد أصوات متواضع قياسا بسمعتها التلفزيونية التي تحدث عنها الناس حيث ظهرت كأم تدافع عن خيارات أولادها وتمتعت بشخصية قوية جدا، لكنها فشلت في استثمار الموقف وتجييره لحساب إنتخابها رغم ظهورها المستمر في برنامج قسمة ونصيب الذي تبثه فضائية إل.بي. سي اللبنانية.
ولم تحصل نجمة تلفزيونية أخري لكنها شابة ويافعة وهي عروب صبح علي فرصة المنافسة في دائرة عمان الثالثة الموصوفة بانها دائرة حيتان ورغم ان صبح معروفة كمذيعة أطفال لكنها لم تتجاوز 250 صوتا مما يثبت بان الناخب الأردني المسيس والمثقف لا يهتم كغيره بالمرأة التي تطرح نفسها بجرأة. وتظهر النتائج في أكثر من مستوي عدم وجود بوصلة يمكن قياس إنحيازات الناخب الأردني علي أساسها، فحارس مرمي فريق الوحدات لكرة القدم ناصر غندور يعتبر من أكثر الشخصيات شهرة في أوساط عمان ومخيماتها ويمكن القول ان الجماهير تردد إسمه بعشرات الآلاف لكن كل ذلك لم ينفعه في التصويت ولعبة الإنتخاب فعدد الأصوات التي حصل عليها 259 صوتا أيضا مما ينطوي علي مفاجأة حقيقية، فغندور حارس مرمي شهير لفريق الوحدات وللمنتخب الوطني لكن ذلك لم يترجم علي شكل أصوات في صناديق الإقتراع.
وفي إحدي الدوائر المحافظة والمعروفة بثقلها العشائري حصل احد المرشحين علي عشرة أصوات فقط وهو رقم صغير للغاية وغير منطقي في الأساس.
وعمليا نتج عن إعلان نتائج التصويت في الإنتخابات الكثير من المفارقات والأحداث الطريفة، والكثير كذلك من المشاكل ، ففي مدينة المفرق قام احد المواطنين بتطليق زوجته لاكتشافه تصويتها لصالح مرشح عشيرتها وليس مرشح عشيرته. وفي الجبيهة إعتصم أنصار المرشح الخاسر صالح اللوزي متهمين الحكومة بالتزوير ضد ممثلهم رغم ان المرشح نفسه لا يتبني نفس الموقف، وحصلت صدامات بين انصار مرشحين في إحدي مناطق الشمال إستخدم فيها الرصاص واضطرت الشرطة لمحاصرة إحدي القري للسيطرة علي الموقف وهو ما حصل مع قرية أخري في محافظة المفرق.
*القدس العربي