المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع الموت


الياس زاديكه
18-11-2007, 12:23 AM
حوار مع الموت

الحياة والموت عنصران لا يمكن أن يفترقا عن بعضهما ويجمع بينهما قواسم مشتركة.
فالسعادة والحزن مشاعر موجودة في الحياة والموت ولكن لماذا يعشق الناس الحياة على الرغم من قسوتها وعلى الرغم من أنهم باتوا يعرفون معظم أسرارها ويكرهون الموت الذي لا يعلمون عنه شيئاً هل لأن الحياة مكان رحب وسيع والقبر مكان بالكاد يتسع لصاحبه ؟
*****************
ذات يوم وأنا أجلس تحت شجرة الزيتون وأمر الموت يشغلني كثيراً , آلاف الأسئلة تدور في رأسي .
لماذا يخاف الناس الموت ويحاولون نسيانه ؟
لماذا يهربون منه كلما اقترب منهم ؟
لماذا يشعرون بكراهية تجاه ذلك المصير ؟
هل تنتهي الحياة بالموت ؟
أيسمعني الموتى ؟ أيشعرون بنا ؟ هل من مات سعيداً بمغادرة دنياه ؟ ما هو شكل الموت؟ هل هو قبيح لهذه الدرجة ؟ هل يشبه شخصيات الرعب التي نشاهدها في الأفلام ؟ وإن كان لا فَلِمَ الخوف منه إذاً ؟
لماذا ولماذا وغيرها من الأسئلة الكثيرة ....؟؟
وبينما أنا كذلك تراءى لي رجل من بعيد , صوبت نظري تلقاء ذلك الرجل فإذا به يقترب مني ,كان رجلاً طويل القامة , عريض المنكبين , قوي البنية , جميل الهيئة نوعاً ما , وربما كان وسيماً كانت عيناه باكيتين .
مرّ الرجل من أمامي دون أن يراني , لكنني ناديته واستوقفته لأعرف سبب بكائه وحزنه , التفت إليّ عندما سمع صوتي قائلاً ماذا تريدين ؟
أجبت : أريد أن أعرف سبب بكائك ؟
قال : دعيني وشأني فإن الوقت ليس وقتك ولم يحن الزمن بعد كي ألقي برحالي عند عتبة بيتك .
قلت : مهلاً أيها الرجل , أيمكنني أن أسألك من أنت ؟
قال : لا داعي لأن تتعرفي علي , فأنا مكروه من جميع الناس .
قلت : لا يا سيدي .. أنا تعودت أن أحب الجميع فأخبرني من أنت ؟
قال : ستخافين مني وتهربين .
قلت : كلا أعدك .
قال : أنا الموت .
قال ذلك وبدأ يرقب انفعالاتي وماذا يمكنني أن أفعل بعد أن أخبرني ! لم أهرب ولم أخف كثيراً , ربما شعرت بشيء من الرهبة حيث إنني تصورت أنه أقوى مني ، وبعد أن تقلبت بداخلي مشاعري وانفعالاتي وامتزجت وكأنها تطبخ على نار هادئة , خرجت نتيجة هذا الطبخ ابتسامة تمثلت على شفتي وداخل عيني .
قال : أراك تبتسمين ؟!
قلت : قبل أن تأتي كنت أفكر بك وبحالك وما يؤول إليه شكلك وعندما رأيتك ظهرت أمامي رجلاً جميلاً بعض الشيء وحزيناً فلم أخف منك بل وتمنيت مساعدتك لتتخلص من دموعك , ولما عرفت أنك الموت شعرت – لا أكذب – بشيء من الرهبة لكنها ما لبثت أن تخلت عني .
أريد أن أسألك , طالما أنك لست قبيحاً لماذا إذاً يكرهك الناس ويهربون منك ؟
قال : أما عن شكلي فكل ٍ يراني حسب أعماله , فلو كانت أعمال المرء خيراً لرآني جميلاً ولأحبني ولو كانت أعماله شراً لرآني قبيحاً وكرهني . أما لماذا يهربون مني ؟
لأنني هاذم اللذات ومفرق الجماعات وأبعد الحبيب عن حبيبه والأهم من ذلك أن أناس هذا الزمن لا يمتلكون الطموح فهم استكفوا بحلاوة الدنيا وما عاد هناك دافع يجعلهم يطمحون للآخرة .
والمضحك في هذا كله هي محاولات هربهم مني فمنهم من يبحث عن الطبيب بعد فوات الأوان ومنهم من يدفع الآلاف لأخصائيي التجميل ليعود بعمر العشرين بعد أن بلغ الستين .
قلت : أيها الموت لماذا لا تخبرنا بموعد قدومك كي نستعد لك ؟
الموت : أولاً لأن الله كتب على نفسه الرحمة , فلا يُصاب الإنسان بالخوف والهلع طيلة حياته وبالتالي لا يعرف كيف يعيش . ولأن الله لا يدخل الجنة من يؤمن لحظة وفاته أو قبلها بيوم أو يومين .
قلت : ولكنني لا زلت غير مقتنعة بأسباب خوف الناس وهروبهم منك . فإن كان عمل الخير هو الشرط الوحيد ليحبك الناس فليس أسهل من ذلك .
الموت : كلا يا ابنتي , إن الحسنات كالنهر الجاري الذي يفيض ماؤه عن مكان جريانه وذلك النهر يمر بسلاسة من بين أرجل كل الناس فمن أحب الحياة وأعطاها ثقته فإنه يصعب عليه الانحناء ليغرف بيده من ذلك النهر , أما الذي لا ينسى مكر الدنيا وسكان أوكارها فإنه ينكب على النهر يشرب ولا يرتوي أبداً رغم أن كليهما عطشان ولكن الأول يهوى الكسل والثاني يهوى التعب .
دعيني الآن فإن هناك شخصاً بانتظاري .
قلت : أيحبك ذلك الشخص ؟
الموت :الآن لا أعلم ولكن عندما نتقابل وجهاً لوجه ونلقي التحية على بعضنا يتضح كل شيء.
ثم سألني أ تحبينني بعد أن عرفت حقيقتي ؟
نظرت إليه ولم أُجبْ , شيء بداخلي منعني من الإجابة لا أعرف ما هو ؟
نظر إليّ وابتسم بعد أن شاهد صمتي ثم قال يا ابنتي أنا والحياة وجهان لعملة واحدة وأنا والإنسان كالصديقين المتحاربين !

ثم أنشد :
حياةٌ بعدها موتُ
وبعد الموت آخرةُ
وفيها يكشف البشرُ
وتركني ورحل .
منقول

fouadzadieke
18-11-2007, 12:30 AM
دعيني الآن فإن هناك شخصاً بانتظاري .
قلت : أيحبك ذلك الشخص ؟
الموت :الآن لا أعلم ولكن عندما نتقابل وجهاً لوجه ونلقي التحية على بعضنا يتضح كل شيء.
ثم سألني أ تحبينني بعد أن عرفت حقيقتي ؟
نظرت إليه ولم أُجبْ , شيء بداخلي منعني من الإجابة لا أعرف ما هو ؟
نظر إليّ وابتسم بعد أن شاهد صمتي ثم قال يا ابنتي أنا والحياة وجهان لعملة واحدة وأنا والإنسان كالصديقين المتحاربين !

أخي الياس الموت سلطانه رهيب و قد يخشى منه الأكثرية من الناس و كل بحسب أسباب خوفه لكن مهما كانت الدواعي و الأسباب فالموت له رهبته و هو إن جاء ذهب بشيء ما اي لا يذهب خالي اليدين. و قد يأذخ منا عزيزا علينا و لهذا فإننا لا نحبه كثيراً. شكرا لموضوعك المفيد و الجميل

Fahmi Wiedmann
18-11-2007, 08:59 AM
قال : دعيني وشأني فإن الوقت ليس وقتك ولم يحن الزمن بعد كي ألقي برحالي عند عتبة بيتك .
قلت : مهلاً أيها الرجل , أيمكنني أن أسألك من أنت ؟
قال : لا داعي لأن تتعرفي علي , فأنا مكروه من جميع الناس .
قلت : لا يا سيدي .. أنا تعودت أن أحب الجميع فأخبرني من أنت ؟
قال : ستخافين مني وتهربين .
قلت : كلا أعدك .
قال : أنا الموت .

موضوع جميل وقابل للوقوف عنده ودراسته بشكل دقيق. فانسان اليوم مشغول بمتاهات هذا العالم كل" على طريقته والكل يقول لم يحن وقتي ولدي متسع من الوقت اقوم فيه بترتيب بيتي ( البيت الارضي) وباسرع من لمح البصر نسمع هذا أو ذاك فارق الحياة رحمه الله / العمر أو المرض ليس دائما السبب/.
فطوبى للذي يستطيع ترتيب بيته السماوي قبل ان يزوره الرجل عريض المنكبين وذات حسن الطلعة أي ما نسميه = ا ل م و ت =
شكرا لموضوك الشيق الذي حرك في داخلي الكثير الكثير

الاخ زكا
18-11-2007, 10:41 AM
اشكر الرب من اجلك اخي الياس موضوع الموت يخيف ملايين من البشر والسبب انهم ليس لهم معرفة مادا بعد الموت لاكن نشكر الله بربنا يسوع المسيح اللدي انار لنا الطريق الى الخلود بواسطة الانجيل لقد قال عنه في مزموره 23 ايظا ادا سرت وادي ضل الموت لااخاف شرا لانك معي - وهنا داؤود بي الروح يرى الموت اصبح ضلا لمادا لان الموت مرق على الرب يسوع على الصليب واصبح الموت لنا المؤمنين ضلا وكما قال بولس ايظا في رسالته 21 لان لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح . 22 ولكن ان كانت الحياة في الجسد هي لي ثمر عملي فماذا اختار لست
ادري . 23 فاني محصور من الاثنين . لي اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح .
ذاك افضل جدا - والموت هو بداية حياة المؤمن فيقول الرسول بولس داك افضلا جدا نشكر الله لمحبته لنا لان حياتنا على الارض كبخار وقتية لاكن حياتنا في السماء ابدية وسؤالي لك مادا عنك وعن مصيرك الابدي هل احتمين بصليب المسيح لانه لايستطع احد ان يأتي الى الاب سوى عن طريق الابن اللدي له الكرامة والمجد الى ابد الابدين

الأب القس ميخائيل يعقوب
18-11-2007, 11:37 AM
إنني أشكرك كثيراً أخ الياس على عرضك لهذا الموضوع الذي هو مخيف في الحقيقة لمعظم الناس لسبب عدم معرفتهم بحقيقة الحقائق . وإني أتوقف عند قول الموت : أما عن شكلي فكل يراني حسب أعماله , فلو كانت أعمال المرء خيراً لرآني جميلاً ولأحبني ولو كانت أعماله شراً لرآني قبيحاً وكرهني .
وفي الحقيقة إن هذا صحيح ولكن ما هو السبب ؟
إن الجواب يأخذني إلى قول المسيح له المجد : ملكوت الله في داخلكم .
ولكن المعلوم أن حياة ملكوت الله تبدأ في يوم القيامة العظيم حينما سيأتي ربنا يسوع المسيح له المجد وينهي الحياة الزمنية ، وهناك في ملكوت الله لا يوجد تعب ولا حزن ولا همٌّ ولا اعتداء ولا كراهية أو حقد ولا نوم ولا ليل ولا ....... ولا أي شيء مما ينغّص على الإنسان سعادته وراحته أو يحرمه لحظة واحدة من التمتع بمجد الله بالتسبيح والتمجيد إلى أبد الآبدين .
ومن هنا نقول : بما أن المسيح له المجد وضع الملكوت في داخلنا فهذا يعني أنه وضع فينا من طبيعته الإلهية كما أشار الرسول بطرس ، وبهذه الطبيعة الإلهية نستطيع أن نحقق المسيح فينا تحقيقاً عالياً عندها نستطيع أن نحقق حياة الملكوت فينا التي من أسسها أن لا خوفَ من الموت لأن لا سلطان له في حياة الملكوت . من ذلك فإننا ندعوا على الدوام أبنائنا المؤمنين أن يسعوا دائماً لتحقيق المسيح فيهم كي لا يكون للموت سلطان عليهم ، وبالتالي فإن الموت في هذه الحالة لا يعود ليسمّى موتاً بل مجرد انتقال من حياة إلى حياة وتتحقق فلسفة المسيحية التي تتمحور حول فكرة أن الحياة الأبدية هي بالموت ( حقق موت المسيح في حياتك فستنال الحياة الأبدية ) وله كل المجد إلى أبد الآبدين آمين

joumana
18-11-2007, 02:28 PM
الغالي الياس كم تفضل الاخوة جميعا واضافو ارائهم اريد ان اقول ان المسيحي الذي ولد مع المسيح لالالا يخاف الموت لاننا بموتنا الارضي نكون قد انهينا حياتنا الارضية وبدانا حياتنا التي لالالا نهاية لها مع المسيح
تشكر يا الغالي على مواضيعك المميزة

الياس زاديكه
18-11-2007, 02:43 PM
أخي فؤاد
أخي فهمي
أخ زكا
أبونا المبجل ميخائيل
إبنة عمي جومانا
أشكركم جميعا على مروركم الجميل وكلماتكم الظريفة والرب يبعد عنكم جميعا كل ماهو مكروه
تقديري ومحبتي
ألياس

georgette
20-11-2007, 01:17 AM
موضوع جميل وقصته هادفة وفعلا للموت رهبة كبيرة وثقل فظيع انما هو مشيئة الرب ولتكن مشيئته كما يود
تشكر يا غالي للاختيار الموفق والجميل

SamiraZadieke
20-11-2007, 01:11 PM
وبالتالي فإن الموت في هذه الحالة لا يعود ليسمّى موتاً بل مجرد انتقال من حياة إلى حياة وتتحقق فلسفة المسيحية التي تتمحور حول فكرة أن الحياة الأبدية هي بالموت ( حقق موت المسيح في حياتك فستنال الحياة الأبدية ) وله كل المجد إلى أبد الآبدين آمين __________________
ولتكن مشيئته ياالياس وشكرا لك لهذا الموضوع