المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سفر الرؤيا


الاخ زكا
17-11-2007, 11:01 PM
سفر الرؤيا، أو؛ « إعلان يسوع المسيح » ، هو سفر له جاذبية خاصة بين أسفار العهد القديم والجديد. يقدره كل الذين يحبون ربنا يسوع المسيح في عدم فساد، وينجذب إليه كل الشغوفين بهذه « الكلمة النبوية » ، الذين ينتبهون إليها « كما إلى سراج منير في موضع مظلم » (2بط1 :19) وكيف لا يكون ذلك؟ ألا يتضمن هذا السفر أربع مرات قول المسيح نفسه « أنا آتٍ سريعاً » ؟ سنري ونحن ندرس هذا السفر كم أصبح هذا اليوم « أقرب مما كان حين آمنا » (رو13 :11). « لأنه بعد قليل جداً سيأتي الآتي ولا يبطئ » (عب10 :37).


لكن هذا السفر له تلك الجاذبية الخاصة ليس فقط لأن لنا فيه الوعد بأننا سنري المسيح، بل لأننا فيه نري المسيح ممجداً، نراه « وعلي رأسه تيجان كثيرة » . فهذا السفر له تقديره العظيم ليس فقط من الذين يحبون الرب، بل بصفة خاصة من « الذين يحبون ظهوره أيضاً » (2تي 4 :8). تري أتوجد رغبة لدي القديس أكثر من أن يري سيده ظاهراً ومستعلناً بقوة ومجد كثير؟


وهذا السفر لا يقدم لنا المسيح الآتي فقط، ولا المسيح الممجد فحسب، بل المسيح المنتصر. إننا في هذا السفر نري نهاية الأمور، وهي بكل يقين أفضل من بدايتها. فالشر الذي اكتسح اليوم بلا ضوابط، والفساد الذي استشرى أو كاد، من بوسعه أن يضع حداً لهما سوي المسيح؟! نعم إنه سفر ثمين جداً على قلب كل قديسي العلي
.


وعلي قدر ما نري اليوم يقرب تزداد الرغبة عند أولاد الله الأعزاء في كل طوائف المسيحية لدراسة النبوة. ولا جدال أن سفر الرؤيا هو من أهم الأسفار النبوية في كل الكتاب المقدس. لهذا فلا عجب أن يرد التطويب مرتين في هذا السفر؛ في فاتحته وفي خاتمته، للذين يسمعون أقوال نبوة هذا الكتاب، وللذين يحفظون ما هو مكتوب فيها، لأن الوقت قريب (رؤ1 : 3، 22 : 7).


لقد ظهرت تفسيرات كثيرة جداً لهذا السفر. بعضها كان نتاجاً لسنوات السبات، عندما جميع العذارى « نعسن .. ونمن » (مت25 :5)، وغاب الرجاء المسيحي تماماً عن الأذهان. لكن البعض الآخر من التفسيرات كان ثمرة الصرخة المدوية التي فعلت فعلها العجيب في كل المسيحية؛ صرخة نصف الليل « هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه » (مت25 :6). ومع هذا الفريق يقف مؤلف هذا الكتاب، فهو يؤمن تماماً أن التطبيق النبوي المستقبلي لهذا السفر هو التفسير الوحيد الكتابي والصحيح.


هذا السفر إذا يحتوي على أحداث مستقبلة، ومع ذلك فنحن لا نعتقد أنها بعيدة عنا. إننا نعايش الحوادث الختامية التي تسبق مجيء الرب مباشرة، بل نشاهد بعيوننا إعداد الشخصيات التي ستملأ مسرح الأحداث بعد الاختطاف كما سبق الكتاب المقدس وأنبأنا بها في كل النبوات، وبصفة خاصة سفر الرؤيا.

الاخ زكا
17-11-2007, 11:10 PM
ختلف هذا السفر عن باقي أسفار الوحي الأخرى في أمر هام؛ فيوحنا لم يتلقَ مادة هذا السفر بوحي من الروح القدس بالطريقة المعتادة، بل تلقاه بإعلان مباشر من الرب يسوع المسيح. واسم هذا السفر الذي أُعطي له بالوحي هو « إعلان يسوع المسيح » . وهذا الاسم في ذاته يؤكد لنا عكس ما يفكر به البعض أنه سفر غامض. كلا، ليس هو سفراً غامضاً، ولا هو سفراً مختوماً (ص22 :10)، بل هو إعلان يسوع المسيح.
وربما لم يَلقَ سفر في العهد الجديد، إن لم يكن في الكتاب المقدس كله، نظير ما لاقاه هذا السفر من الإهمال، كل هذا في الوقت الذي ينفرد فيه هذا السفر -ودون كل أسفار الوحي الأخرى - بتطويب ثلاثي في فاتحته؛ لمن يقرأ، ولمن يسمع، ولمن يحفظ المكتوب فيه. وكما يبدأ السفر بتطويب من يقرأه (1 :3) هكذا يختم أيضاً بتطويبه (22 :7).
من الذي يستفيد من هذا السفر؟
من الأعداد الأولى في هذا السفر يمكننا أن نجمع لأنفسنا بعض الدروس الأدبية التي تساعدنا على الاستفادة من هذا السفر العظيم.
فهذا السفر موجه لعبيد الرب (ع1)؛ أي لأولئك الذين كل اهتمامهم محصور في سيدهم وشئونه ومجده. ومن أهم مميزات العبيد الأمناء انتظار سيدهم الغائب. قال المسيح « طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين » . لمثل هؤلاء، وليس لأمثال العبد الرديء الذي يقول في قلبه « سيدي يبطئ قدومه » (لو12 :37،45)، يقدم الرب هذا السفر.
ثم إنه موجَه أيضاً لأولئك الذين لهم نصيب في ملكوت يسوع وصبره (ع9). فالذين يجتازون ظروفاً صعبة لشهادتهم وأمانتهم لسيدهم، يجدون لذة خاصة في معرفة متى يتمجد المسيح ويتمجد قديسوه معه. أما الذين ملكوا بدوننا (1كو4 :8)، فعادة لا يجدون أية لذة في سفر كهذا!
ثم ثالثاً، هو موجه للذين يعرفون أنهم غرباء ونزلاء على الأرض. هؤلاء هم المتلهفون للحبيب ويوقنون أن « الوقت قريب » ؛ طوبى لهم (ع3).
أما من يدرس هذا السفر لمجرد إشباع الفضول ومعرفة أحداث المستقبل فلن يستفيد حقاً منه.
وأخيراً يقول الرائي إنه عندما تلقي تلك الإعلانات العظيمة كان « في الروح في يوم الرب » ؛ اليوم الأول من الأسبوع. ونحن أيضاً، وإن لم يكن بوسعنا أن نكون فعلياً « في الروح » بالمعنى الذي كأنه يوحنا، فإنه يلزمنا أن نكون أدبياً وقلبياً في تلك الحالة وإلا فلن نتمتع بدروس هذا السفر النفيس.

fouadzadieke
17-11-2007, 11:10 PM
هذا السفر إذا يحتوي على أحداث مستقبلة، ومع ذلك فنحن لا نعتقد أنها بعيدة عنا. إننا نعايش الحوادث الختامية التي تسبق مجيء الرب مباشرة، بل نشاهد بعيوننا إعداد الشخصيات التي ستملأ مسرح الأحداث بعد الاختطاف كما سبق الكتاب المقدس وأنبأنا بها في كل النبوات، وبصفة خاصة سفر الرؤيا

شكرا لك يا أخ زكا على هذا المقال الجميل عن سفر الرؤية المليء بالرموز و الصور و الأشكال و التوقعات و الأحاديث العجيبة التي و كأنها قيلت اليوم.

الاخ زكا
17-11-2007, 11:11 PM
ختلف هذا السفر عن باقي أسفار الوحي الأخرى في أمر هام؛ فيوحنا لم يتلقَ مادة هذا السفر بوحي من الروح القدس بالطريقة المعتادة، بل تلقاه بإعلان مباشر من الرب يسوع المسيح. واسم هذا السفر الذي أُعطي له بالوحي هو « إعلان يسوع المسيح » . وهذا الاسم في ذاته يؤكد لنا عكس ما يفكر به البعض أنه سفر غامض. كلا، ليس هو سفراً غامضاً، ولا هو سفراً مختوماً (ص22 :10)، بل هو إعلان يسوع المسيح.
وربما لم يَلقَ سفر في العهد الجديد، إن لم يكن في الكتاب المقدس كله، نظير ما لاقاه هذا السفر من الإهمال، كل هذا في الوقت الذي ينفرد فيه هذا السفر -ودون كل أسفار الوحي الأخرى - بتطويب ثلاثي في فاتحته؛ لمن يقرأ، ولمن يسمع، ولمن يحفظ المكتوب فيه. وكما يبدأ السفر بتطويب من يقرأه (1 :3) هكذا يختم أيضاً بتطويبه (22 :7).
من الذي يستفيد من هذا السفر؟
من الأعداد الأولى في هذا السفر يمكننا أن نجمع لأنفسنا بعض الدروس الأدبية التي تساعدنا على الاستفادة من هذا السفر العظيم.
فهذا السفر موجه لعبيد الرب (ع1)؛ أي لأولئك الذين كل اهتمامهم محصور في سيدهم وشئونه ومجده. ومن أهم مميزات العبيد الأمناء انتظار سيدهم الغائب. قال المسيح « طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين » . لمثل هؤلاء، وليس لأمثال العبد الرديء الذي يقول في قلبه « سيدي يبطئ قدومه » (لو12 :37،45)، يقدم الرب هذا السفر.
ثم إنه موجَه أيضاً لأولئك الذين لهم نصيب في ملكوت يسوع وصبره (ع9). فالذين يجتازون ظروفاً صعبة لشهادتهم وأمانتهم لسيدهم، يجدون لذة خاصة في معرفة متى يتمجد المسيح ويتمجد قديسوه معه. أما الذين ملكوا بدوننا (1كو4 :8)، فعادة لا يجدون أية لذة في سفر كهذا!
ثم ثالثاً، هو موجه للذين يعرفون أنهم غرباء ونزلاء على الأرض. هؤلاء هم المتلهفون للحبيب ويوقنون أن « الوقت قريب » ؛ طوبى لهم (ع3).
أما من يدرس هذا السفر لمجرد إشباع الفضول ومعرفة أحداث المستقبل فلن يستفيد حقاً منه.
وأخيراً يقول الرائي إنه عندما تلقي تلك الإعلانات العظيمة كان « في الروح في يوم الرب » ؛ اليوم الأول من الأسبوع. ونحن أيضاً، وإن لم يكن بوسعنا أن نكون فعلياً « في الروح » بالمعنى الذي كأنه يوحنا، فإنه يلزمنا أن نكون أدبياً وقلبياً في تلك الحالة وإلا فلن نتمتع بدروس هذا السفر النفيس.
وبنعمة الرب سنكمل (منقول)