fouadzadieke
11-07-2005, 07:44 PM
طفولتي
طفولتي حبتْ على جمر خوفها المتفاقم، ووجع قلقها المتخفّي بين حناياها لا تقوى على الإعتراض بل كانت معلنة الإذعان لقدرها المحتوم، قدرٍ فرضته سلطةُ الأب الجبّارة وشوّهها إهمالُ ولا مبالاة أولياء الأمر والحكم والقراروحكّام الكلمة.
طفولتي اقتطعتْ قطرةُ ماءٍ سالتْ بعيداً عن مجراها فارتطمتْ بصخور الهمّ المسنّنة فانشطرتْ إلى قطرات أخرى متناثرة لم تعد الواحدةُ تألفُ أختها وتستأنسُ شقيقة روحها وظلّتْ شريدةً عنها، طريدة وحدتها وفريسة لوعتها وسكون صمتها.
طفولتي خنقها الفقر وأرداها الظلم وعبث بها الحرمان واغتصبتها الفاقة فأدمعتْ مآقي حرمانها وكتم أنفاسها الهواءُ المشبعُ بغبار الضياع والفساد.
طفولتي أينعتْ شوكاً وانحبستْ تحت أرجل المارّة تلطمها بمزيدٍ من دوسِ الشقاء وتعفّر وجهها بأتربة الجهل والنسيان وعدم الاكتراث.
طفولتي طفولة صغير غفلتْ عنه أمه ساعة جوع فتضوّر ألماً وصار يلطمُ أطراف العشّ ليعلنَ عن صرخة احتجاجه الأولى على مظالم الدهر وصنوف أوجاعه.
طفولتي غربة يتم حقيقيّة على الرغم منْ وجود أم وأب.
طفولتي شمعةُ لمْ تشعلها يدُ رجاء ولم تمسح وجهها أناملُ فرح.
طفولتي قيدٌ لمْ يطوّق يديّ ورجليّ، بل منافذ تطلّعي وفسحة انطلاقي، قيدٌ ألقى بي في وهدة فقر مدقع غرس مخالبه حتى العظم في نفسي وبدني وأرسى شراعات يأسه في شواطيء نفسي وخلجان ذاكرتي فحبلتْ بكلّ أنواع الأسى والذلّ والمرارة والانكفاء.
طفولتي لم يكنْ لي ذنبٌ في بؤسها أو رأيٌ في سوق نخاستها التي كانت تباعُ فيها وتشترى.
طفولتي لمْ تعرفْ ابتسامةً حقيقيّةً أو تذقْ طعم هناءة أُحسدُ عليها يوماً ما ومنْ أحدٍ ما!
طفولتي أرهقَ كاهلها القهرُ وطبعَ على صفحة بشرتها الحزنُ أخاديده الرشيقة والتي لا تزالُ معالمُ متاهاتها تحدّث عن عمق تلك الأخاديد.
طفولتي لم تعرفْ غداً، ولمْ تتزنّر برداء الزهور والفراشات التي كانتْ تحلّق على مقربة منّي غير مبالية بمأساتي وحنيني إليها، إلى أن تؤويني بين أحضانها وتحلّق بي بعيداً عن كلّ هذه القساوة.
طفولتي لم تأخذْ من الشمس لون الضياء ولمْ تنلْ من هفهفة نسائم الفرح ما ينعشُ لها رئة أو يفتح منها صدرا، إنها عاشتْ مخنوقةً بدخان الهمّ ومسحوقةً بأقدام النسيان، هي لمْ تكنْ لتدرك أنّ شيئاً جميلا اسمه الطفولة يوجد في هذا العالم!
طفولتي حبتْ على جمر خوفها المتفاقم، ووجع قلقها المتخفّي بين حناياها لا تقوى على الإعتراض بل كانت معلنة الإذعان لقدرها المحتوم، قدرٍ فرضته سلطةُ الأب الجبّارة وشوّهها إهمالُ ولا مبالاة أولياء الأمر والحكم والقراروحكّام الكلمة.
طفولتي اقتطعتْ قطرةُ ماءٍ سالتْ بعيداً عن مجراها فارتطمتْ بصخور الهمّ المسنّنة فانشطرتْ إلى قطرات أخرى متناثرة لم تعد الواحدةُ تألفُ أختها وتستأنسُ شقيقة روحها وظلّتْ شريدةً عنها، طريدة وحدتها وفريسة لوعتها وسكون صمتها.
طفولتي خنقها الفقر وأرداها الظلم وعبث بها الحرمان واغتصبتها الفاقة فأدمعتْ مآقي حرمانها وكتم أنفاسها الهواءُ المشبعُ بغبار الضياع والفساد.
طفولتي أينعتْ شوكاً وانحبستْ تحت أرجل المارّة تلطمها بمزيدٍ من دوسِ الشقاء وتعفّر وجهها بأتربة الجهل والنسيان وعدم الاكتراث.
طفولتي طفولة صغير غفلتْ عنه أمه ساعة جوع فتضوّر ألماً وصار يلطمُ أطراف العشّ ليعلنَ عن صرخة احتجاجه الأولى على مظالم الدهر وصنوف أوجاعه.
طفولتي غربة يتم حقيقيّة على الرغم منْ وجود أم وأب.
طفولتي شمعةُ لمْ تشعلها يدُ رجاء ولم تمسح وجهها أناملُ فرح.
طفولتي قيدٌ لمْ يطوّق يديّ ورجليّ، بل منافذ تطلّعي وفسحة انطلاقي، قيدٌ ألقى بي في وهدة فقر مدقع غرس مخالبه حتى العظم في نفسي وبدني وأرسى شراعات يأسه في شواطيء نفسي وخلجان ذاكرتي فحبلتْ بكلّ أنواع الأسى والذلّ والمرارة والانكفاء.
طفولتي لم يكنْ لي ذنبٌ في بؤسها أو رأيٌ في سوق نخاستها التي كانت تباعُ فيها وتشترى.
طفولتي لمْ تعرفْ ابتسامةً حقيقيّةً أو تذقْ طعم هناءة أُحسدُ عليها يوماً ما ومنْ أحدٍ ما!
طفولتي أرهقَ كاهلها القهرُ وطبعَ على صفحة بشرتها الحزنُ أخاديده الرشيقة والتي لا تزالُ معالمُ متاهاتها تحدّث عن عمق تلك الأخاديد.
طفولتي لم تعرفْ غداً، ولمْ تتزنّر برداء الزهور والفراشات التي كانتْ تحلّق على مقربة منّي غير مبالية بمأساتي وحنيني إليها، إلى أن تؤويني بين أحضانها وتحلّق بي بعيداً عن كلّ هذه القساوة.
طفولتي لم تأخذْ من الشمس لون الضياء ولمْ تنلْ من هفهفة نسائم الفرح ما ينعشُ لها رئة أو يفتح منها صدرا، إنها عاشتْ مخنوقةً بدخان الهمّ ومسحوقةً بأقدام النسيان، هي لمْ تكنْ لتدرك أنّ شيئاً جميلا اسمه الطفولة يوجد في هذا العالم!