الأب عيسى غريب
21-06-2007, 03:13 PM
حبيبي فؤاد . وأنا أقلب المواضيع . تذكرت المرحوم جوزيف . وقرأت رسالتك العزويه في فولندروف . وطبعاً الله يرحم كل المرحومين وهذه الرساله ذكرتني بالماضي . فقلت في نفسي .لعل أبو نبيل يعيد ذاكرة الماضي . ويتذكر الكلمات الحزينه قبل سبع سنوات . فسوف أنسخ لك الرساله بالكامل . أرجوا أن لا تزعل وأن لا تحزن لأن أخوك هو أخي الذي لم تلده امي .... الكلمة التأبينية التي ألقيت بمناسبة إنتقال الأخ جوزيف الى الخدور العلوية:
بسم الآب أبدأ كلمتي التأبينية هذه:
أيها الحبيب إلى قلبي يا تؤام روحي وعصارة فؤاد الزمن الغادر لم تكن أهلاً لكي يهدك المرض اللعين ويترك أخاديد المعاناة، وآثار التوجع بادية على كل جزء من أجزاء جسدك الطاهر هذا الجسد الذي لم يعرف دنساً في كل حياته، بل أينع وأزهر التضحية وأخلص إلى دعاء الحياة استجابة تليق بمقام الكبار فكان لأفراد أسرته وإخوانه سنداً ودعامة ولبيتهِ ركناً من أركان الثبات ولأصدقائه رمزاً للوفاء ومثالاً يحتذى به في الرقة والإنسانية والإخلاص
لقد كنت يا جوزيف – أيها الراحل عن عيوننا والخالد في نفوسنا وذاكرتنا –فصاحة البيان وبلاغة الأسلوب، كنت أديباً يخلق الآلآف من المعاني للمفردة الواحدة ويضفي عليها حلة بديعة من أسلوبه الذي كان يمتزج بوجدانية قلما، توجد إلا عند الأدباء، والشعراء وكان واحداَ منهم ، أتحف اللغة باسلوبه الرصين وبيانه المبدع الذي كان يخلق آفاقاً رحبة متماسكة من الجمل المبدعة والمنمقة، فوق كل هذا وذاك بجمال بديع في الخط لم يكن يصدق الذين يقراونهُ أنه من إبداع يدٍ، ومن عطاء أنامل بشرية بل إنهم يظنونه من صنيع آلة دقيقة، أتقن صنعها وتفنن في إبداع رسم حروفها، كانت عاطفتك جياشة وشعورك رقيقاً فياضاً وروحك ذات ترقب وتوثب دائمين، وهو توثب نحو النجاح والتفوق والإبداع،
كنت تكره الفشل ولا تقبل أن يكون له موطئ قدم مهما كان صغيراً في عالمك الرحب،كنت جدياً جدا حتى في لحظات مزاحك، أو سمرك أو تفكهك، كنت محبا لجميع الناس ومناصراً للخير والحق، كنت تحب أن يظل الإنسان ذا إرادة فولاذية، في تطويع دورة الظروف لتخدم سيدها الإنسان لقد كنت وكنت وكنت،
ماذا أقول بعد إني أستطيع قول الكثير ومهما كان هذا الكثير فهو قليل جداً بالقياس إليك، فأذهب يا أخي جوزيف في أمانِ الله، لقد نلت من عذاب وغدرٍ الحياة الأمرين، وعانيت من قساوتها ما يهد الجبال فألف رحمة تحل عليك وإلى أخدارِ الأب السماوية وأحضان العناية الإلهية لقد تركت في نفوس الذين أحبوك أعمق الأثر وأبلغ الحزن، فإلى ذمة الخلود يا جوزيف زاديكي، تخونني إرادتي في هذه اللحظة فلا اقدر على قولِ أكثر من هذا، أني أبنتُ أصدقاء كثر وكتبت عن أعمال الكثيرين بطلاقة وغزارة أسلوب، إلا أن قلمي وأمام هول المصاب وفظاعة الفاجعة يخونني، فهو الآخر يقطر من الحزن دما ويكتب بإنفطار قلب وآخر ما يمكن أن أقوله أني
وباسم العائلة أشكر الأب القس عيسى غريب الأخ والصديق وكذلك جميع الأحباء والأصدقاء من بلدة فولوندورف على وقفتهم النبيلة ومشاركتهم إيانا حزننا وإحساسهم بمعاناتنا وبفاجعتنا وكذلك جميع الأخوة الذين قدموا من مختلف الأماكن، أطلب من الله عز وجل أن لا يفجعكم بفقيد وألا يؤلمكم بعزيز. إنك مت جسداً ولكنك حيٌ بيننا في كل شئ، وإلى الأبد.
الأب عيسى ..الله يرحمه ويكون مثواه مع بنو اليمين الذي يسمعون صوت الله والذين قال عنهم الكتاب المقدس. تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم .
فولندورف 15/ 12/ 2000 م
فؤاد ذاديكي
بسم الآب أبدأ كلمتي التأبينية هذه:
أيها الحبيب إلى قلبي يا تؤام روحي وعصارة فؤاد الزمن الغادر لم تكن أهلاً لكي يهدك المرض اللعين ويترك أخاديد المعاناة، وآثار التوجع بادية على كل جزء من أجزاء جسدك الطاهر هذا الجسد الذي لم يعرف دنساً في كل حياته، بل أينع وأزهر التضحية وأخلص إلى دعاء الحياة استجابة تليق بمقام الكبار فكان لأفراد أسرته وإخوانه سنداً ودعامة ولبيتهِ ركناً من أركان الثبات ولأصدقائه رمزاً للوفاء ومثالاً يحتذى به في الرقة والإنسانية والإخلاص
لقد كنت يا جوزيف – أيها الراحل عن عيوننا والخالد في نفوسنا وذاكرتنا –فصاحة البيان وبلاغة الأسلوب، كنت أديباً يخلق الآلآف من المعاني للمفردة الواحدة ويضفي عليها حلة بديعة من أسلوبه الذي كان يمتزج بوجدانية قلما، توجد إلا عند الأدباء، والشعراء وكان واحداَ منهم ، أتحف اللغة باسلوبه الرصين وبيانه المبدع الذي كان يخلق آفاقاً رحبة متماسكة من الجمل المبدعة والمنمقة، فوق كل هذا وذاك بجمال بديع في الخط لم يكن يصدق الذين يقراونهُ أنه من إبداع يدٍ، ومن عطاء أنامل بشرية بل إنهم يظنونه من صنيع آلة دقيقة، أتقن صنعها وتفنن في إبداع رسم حروفها، كانت عاطفتك جياشة وشعورك رقيقاً فياضاً وروحك ذات ترقب وتوثب دائمين، وهو توثب نحو النجاح والتفوق والإبداع،
كنت تكره الفشل ولا تقبل أن يكون له موطئ قدم مهما كان صغيراً في عالمك الرحب،كنت جدياً جدا حتى في لحظات مزاحك، أو سمرك أو تفكهك، كنت محبا لجميع الناس ومناصراً للخير والحق، كنت تحب أن يظل الإنسان ذا إرادة فولاذية، في تطويع دورة الظروف لتخدم سيدها الإنسان لقد كنت وكنت وكنت،
ماذا أقول بعد إني أستطيع قول الكثير ومهما كان هذا الكثير فهو قليل جداً بالقياس إليك، فأذهب يا أخي جوزيف في أمانِ الله، لقد نلت من عذاب وغدرٍ الحياة الأمرين، وعانيت من قساوتها ما يهد الجبال فألف رحمة تحل عليك وإلى أخدارِ الأب السماوية وأحضان العناية الإلهية لقد تركت في نفوس الذين أحبوك أعمق الأثر وأبلغ الحزن، فإلى ذمة الخلود يا جوزيف زاديكي، تخونني إرادتي في هذه اللحظة فلا اقدر على قولِ أكثر من هذا، أني أبنتُ أصدقاء كثر وكتبت عن أعمال الكثيرين بطلاقة وغزارة أسلوب، إلا أن قلمي وأمام هول المصاب وفظاعة الفاجعة يخونني، فهو الآخر يقطر من الحزن دما ويكتب بإنفطار قلب وآخر ما يمكن أن أقوله أني
وباسم العائلة أشكر الأب القس عيسى غريب الأخ والصديق وكذلك جميع الأحباء والأصدقاء من بلدة فولوندورف على وقفتهم النبيلة ومشاركتهم إيانا حزننا وإحساسهم بمعاناتنا وبفاجعتنا وكذلك جميع الأخوة الذين قدموا من مختلف الأماكن، أطلب من الله عز وجل أن لا يفجعكم بفقيد وألا يؤلمكم بعزيز. إنك مت جسداً ولكنك حيٌ بيننا في كل شئ، وإلى الأبد.
الأب عيسى ..الله يرحمه ويكون مثواه مع بنو اليمين الذي يسمعون صوت الله والذين قال عنهم الكتاب المقدس. تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم .
فولندورف 15/ 12/ 2000 م
فؤاد ذاديكي