Fadi
15-06-2007, 04:40 PM
إذا كنت في روما .. فافعل كما يفعل الرومان .. أو على الأقل ما يشبه ما يفعله أهل روما. وأهل روما يحترمون بابا الفاتيكان.. والفاتيكان . لذلك أعطوها استقلالية دولة داخل عاصمة الدولة الإيطالية، التي كانت زمان عاصمة الامبراطورية التي وصلت جيوشها الشرق والغرب.. وحيثما حلّوا أو احتلوا كانوا يثبتون على الأرض بعضاً من حضارتهم، مدناً بأعمدة رخامية ومسارح واسعة لاتزال قائمة حتى الآن.
إذا كنت في حضرة البابا يجب ألا تقول له ‘’نعم سيدي’’ أو ‘’يس سير’’ بل قداستك’’ وألا تقول له ‘’كيف حالك؟’’ فهو ليس جارك الذي يسكن في آخر الشارع أو رئيساً لجمعية خيرية.
أيضاً عندما تجلس قبالة الحبر الأعظم يجب أن تجلس باحترام. تسند ظهرك إلى المقعد.. تضم رجليك.. وتتحدث بكياسة، لا أن تضع رجلاً على رجل حتى يصل حذاؤك قريباً من قداسته فأنت تجلس في المقر البابوي، الذي هو مقر ديني بالإضافة إلى تأثيره السياسي والاجتماعي والاقتصادي. والذي كان المقر في أزمان ماضية، في العصور الوسطى وما بعدها، يحكم أوروبا قبل أن ينشق مارتن لوثر ويتمرد على سلطة البابا ويؤسس المذهب البروتستنتي.
http://www.abouna.org/lumen/4_vatican_pope_bush_xvat106.jpg
في حضرة البابا..لا تقل نعم سيدي!
إذا كنت.. أنت الإنسان العادي من يقابل البابا فإنك تجد من يرشدك على الأقل إلى ما لا يجب، وما يجب أن تفعله. فكيف عندما تكون رئيس أقوى دولة في العالم، بل الدولة التي تهيمن عليه وتعتقد أنك ظل الرب في الأرض؟!
بالتأكيد يجب أن تكون عارفاً بالأصول، ملماً بالبروتوكول. وإن لم تكن كذلك فلا بد أن ثمة خللاً ما فيك أو في من هم حولك أو أنك ممعن في عدم احترام البابا، ربما لأنك تمثل تياراً يمينياً متطرفاً ترى منه البابا قريباً من ماوتسي تونغ أو مانديلا أو حتى ياسر عرفات.
بوش، الرئيس بوش، فعل كل هذا في نصف الساعة التي استغرقها لقاؤه بالبابا بنديكتوس السادس عشر في الفاتيكان أمس.. مما حدا بوسائل الإعلام الإيطالية إلى وصف سلوكه ‘’بتصرف أبناء تكساس’’ والصيغة التي تحدث بها بـ ‘’الهفوة’’. وكنا أشرنا هنا قبل أيام إلى افتقادنا لهفوات بوش.. وها هي حصلت في حضرة البابا..
على أية حال ‘’الهفوة’’ الأخيرة أمام البابا تزول بالمسامحة التي يتمتع بها رجل الدين الأول في العالم المسيحي.. لكن من يغفر للرئيس الأميركي ‘’هفواته’’ ضد شعب العراق وفلسطين وأفغانستان.. والدم على الجرار.. يجري!
------------------------------------
رشاد أبو داود : كاتب في صحيفة الوقت البحرينية
إذا كنت في حضرة البابا يجب ألا تقول له ‘’نعم سيدي’’ أو ‘’يس سير’’ بل قداستك’’ وألا تقول له ‘’كيف حالك؟’’ فهو ليس جارك الذي يسكن في آخر الشارع أو رئيساً لجمعية خيرية.
أيضاً عندما تجلس قبالة الحبر الأعظم يجب أن تجلس باحترام. تسند ظهرك إلى المقعد.. تضم رجليك.. وتتحدث بكياسة، لا أن تضع رجلاً على رجل حتى يصل حذاؤك قريباً من قداسته فأنت تجلس في المقر البابوي، الذي هو مقر ديني بالإضافة إلى تأثيره السياسي والاجتماعي والاقتصادي. والذي كان المقر في أزمان ماضية، في العصور الوسطى وما بعدها، يحكم أوروبا قبل أن ينشق مارتن لوثر ويتمرد على سلطة البابا ويؤسس المذهب البروتستنتي.
http://www.abouna.org/lumen/4_vatican_pope_bush_xvat106.jpg
في حضرة البابا..لا تقل نعم سيدي!
إذا كنت.. أنت الإنسان العادي من يقابل البابا فإنك تجد من يرشدك على الأقل إلى ما لا يجب، وما يجب أن تفعله. فكيف عندما تكون رئيس أقوى دولة في العالم، بل الدولة التي تهيمن عليه وتعتقد أنك ظل الرب في الأرض؟!
بالتأكيد يجب أن تكون عارفاً بالأصول، ملماً بالبروتوكول. وإن لم تكن كذلك فلا بد أن ثمة خللاً ما فيك أو في من هم حولك أو أنك ممعن في عدم احترام البابا، ربما لأنك تمثل تياراً يمينياً متطرفاً ترى منه البابا قريباً من ماوتسي تونغ أو مانديلا أو حتى ياسر عرفات.
بوش، الرئيس بوش، فعل كل هذا في نصف الساعة التي استغرقها لقاؤه بالبابا بنديكتوس السادس عشر في الفاتيكان أمس.. مما حدا بوسائل الإعلام الإيطالية إلى وصف سلوكه ‘’بتصرف أبناء تكساس’’ والصيغة التي تحدث بها بـ ‘’الهفوة’’. وكنا أشرنا هنا قبل أيام إلى افتقادنا لهفوات بوش.. وها هي حصلت في حضرة البابا..
على أية حال ‘’الهفوة’’ الأخيرة أمام البابا تزول بالمسامحة التي يتمتع بها رجل الدين الأول في العالم المسيحي.. لكن من يغفر للرئيس الأميركي ‘’هفواته’’ ضد شعب العراق وفلسطين وأفغانستان.. والدم على الجرار.. يجري!
------------------------------------
رشاد أبو داود : كاتب في صحيفة الوقت البحرينية