fouadzadieke
08-10-2005, 08:25 PM
عـــــمرو بن كـلـثـوم
* إليكم أعزائي إحدى قصائد المعلّقات وهي للشاعر النصراني التغلبي عمرو بن كلثوم وهو إبن أخت الزير سالم أبو ليلى المهلهل ويقال أن البيت الأخير هو أكذب ما قالته الشعراء:
ألا هُبي بصحنـك فاصبحينـا ** و لاُ تبقـي خمـور الأندرينـا
مشعشةً كأن الجُـص فيهـا ** إذا ما الماءُ خالطهـا سخينـا
تجورُ بذي اللُبانة عن هـواهُ ** إذا مـا ذاقهـا حتـى يلينـا
ترى اللحز الشحيح إذا أُمـر** تعليـه لمالـه فيهـا مُهينـا
صنبت الكأس عنا أم عمـرو** و كان الكأسُ مجراها اليمينـا
و ما شرُ الثلاثـة أم عمـروٍ** بصاحبك الـذي لا تصبحينـا
و كأسٍ قـد شربـتُ ببعلبـك ** و أخرى في دمشق و قاصرينا
و أنا سوف تدركُنـا المنايـا ** مقـدرةً لـنـا و مقدريـنـا
قفي قبل التفـرق يـا ظعينـ ** انخبـرك اليقيـن و تُخبرينـا
قفي نسألك هل أحدثت صرمـاً ** لوشك البين أم خنـت الأمنيـا
بيومٍ كريهةٍ ضربـاً و طعنـاً ** أمـر بـه مواليـك العُيونـا
و إن غداً و إن اليـوم رهـن ** و بعد غـدٍ بمـا لا تعلمينـا
تُريك إذا دخلت علـى خـلاءٍ ** و قد أمنت عيون الكاشحينـا
ذراعي عيطـلٍ أدمـاء بكـرٍ** هجان اللون لم تقـرأ جنينـا
وثديـاً مثـل حُـق رخصـاً ** حصاناً من أكـف اللامسينـا
و متني كدنةٍ سمقت و طالـت ** روادفُهُـا تنُـوءُ بمـا ولينـا
ومأكمةً يضيقُ البـابُ عنهـا ** و كشحاً قد جُننتُ بها جنونـا
وساريتـي بلنـطٍ أو رُخــامٍ ** يرنُ خشاشُ حليهمـا رنينـا
فما وجدت كوجدي أمُ سقـبٍ ** أضلتـه فرجعـت الحنيـنـا
ولا شمطاءُ لم يترك شقاهـا ** لهـا مـن تسعـةٍ إلا جنينـا
تذكرتُ الصبا و اشتقـتُ لمـا ** رأيتُ حموكها أصـلاً حُدينـا
فأعرضت اليمامةُ واشمخـرت ** كأسيـافٍ بأيـدي مُصليتنـا
أبا هنـدٍ فـلا تعجـل علينـا ** و أنظرنـا نخبـرك اليقيـنـا
بأنـا نـوردُ الرايـات بيضـاً ** و نصدرُهُن حُمرا قـد روينـا
و أيـامٍ لنـا غُـرٍ طــوالٍ ** عصينا الملك منهـا أن ندينـا
وسيـد معشـرٍ قـد توجـوهُ ** بتاج الملك يحمي المحجرينـا
تركنا الخيـل عاكفـةً عليـه ** مقلـدةً أعنتـهـا صفـونـا
و أنزلنا البيوت بـذي طُلـوح ** إلى الشامات تنفي الموعدينـا
و قد هرت كلابُ الحـي منـا ** و شذبنـا قتـادة مـن يلينـا
متى ننقل إلـى قـومٍ رحانـا ** يكونوا في اللقاء لها طحينـا
يكونُ ثفالُهـا شرقـي نجـدٍ ** و لهوتُها قُضاعـةُ أجمعينـا
نزلتُم منـزل الأضيـاف منـا ** فأعجلنا القـرى أن تشتمونـا
قريناكمُ فعجلنا قراكـم ** قبيـلالصُبـح مــرداةً طحُـونـا
نعُمُ أُناسنـا و نعـفُ عنهُـم ** و نحملُ عنهُـمُ مـا حملونـا
نُطاعنُ ما تراخى الناسُ عنـا ** و نضربُ بالسُيُوف إذا غُشينا
بسُمرٍ من قنا الخطـي لُـدنٍ ** ذوابـل أو ببيـضٍ يختليـنـا
كأن جماجـم الأبطـال فيهـا ** و سُوقٌ بالأماعـز يرتمينـا
نشُقُ بها رُؤوس القوم شقـاً ** و نختلـبُ الرقـاب فتختلينـا
و إن الضغن بعد الضغن يبدُو** عليك و يُخرجُ الـداء الدفينـا
ورثنا المجد قد علمـت معـدٌ ** نطاعـنُ دونـهُ حتـى يبينـا
و نحنُ إذا عمادُ الحي خـرت ** عن الأحفاض نمنعُ من يلينـا
نجذُ رؤوسهم في غيـر بـر** فمـا يـدرون مـاذا يتقونـا
كأن سُيُوفنـا منـا و منهُـم ** مخاريـقٌ بأيـدي لاعبيـنـا
كـأن ثيابنـا منـا و منهُـم ** خُضبـن بأُرجـوانٍ أو طلينـا
إذا ماعـي بالأسنـاف حـيُ ** من الهول المشبه أن يكوُنـا
نصبنا مثـل رهـوة ذات حـدٍ ** محافظـةً و كنـا السابقينـا
بُشبانٍ يـرون القتـل مجـداً ** و شيبٍ في الحروب مُجربينـا
حُديا النـاس كلهـم جميعـاً ** مُقارعةً بنيهـم عـن بنينـا
فأما يـوم خشيتنـا عليهـم ** فتُصبحُ خيلنُـا عُصبـاً بثُينـا
و أما يوم لا نخشـى عليهـم ** فنُمعـنُ غــارةً مُتلببيـنـا
برأسٍ من بني جُشم بن بكـرٍ** ندُفُ به السُهولة و الحُزُونـا
ألا لا يعلـمُ الأقــوامُ ** أنــاتضعضعنا و أنـا قـد ونينـا
ألا لا يجهلـن أحـدٌ عليـنـا ** فنجهل فوق جهـل الجاهلينـا
بأي مشيئةٍ عمـر بـن هنـدٍ ** نكـونُ لقيلكـم فيهـا قطينـا
بأي مشيئةٍ عمـر بـن هنـدٍ ** تُطيعُ بنا الوُشـاة و تزدرينـا
تهددُنـا و أوعدنـا رُويــداً ** متـى كُنـا لأمـك مُقتوينـا
فإن قناتنا يا عمـرُو أعيـت ** على الأعداء قبلـك أن تلينـا
إذا عض الثقاف بها اشمـأزت ** وولتـهُ عشوزنـةً زبُـونـا
عشوزنـةً إذا انقلبـت أرنـت ** تشجُ قفا المُثقـف و الجبينـا
فهل حُدثت في جُشم بن بكـرٍ** بنقصٍ في خُطـوب الأولينـا
ورثنا مجد علقمة بن سيـفٍ ** أباح لنا حُصون المجـد دينـا
ورثتُ مُهلهلاً و الخيـر منـهُ ** زُهيراً نعـم ذُخـرُ الذاخرينـا
و عتابـاً و كلثومـاً جميعـاً ** بهـم نلنـا تُـراث الأكرمينـا
و ذا البُرة الذي حُدثـت عنـهُ ** به نُحمى و نحمي المُححرينـا
و منا قبلـهُ الساعـي كليـبٌ ** فـأيُ المجـد إلا قـد ولينـا
متى نعقد قرينتنا بجبـلٍ ** تجـذالحبـل أو تقـص القريـنـا
و نوجدُ نحنُ أمنعهُـم ذمـاراً ** و أوفاهُم إذا عقـدُوا يمينـا
و نحن غداة أُوقد في خـزارى ** رفدنا فـوق رفـد الرافدينـا
و نحنُ الحابسُون بذي أراطى ** تسفُ الجلةُ الخُـورا الدرينـا
و نحنُ الحاكمُـون إذا أُطعنـا ** و نحنُ العازمُون إذا عُصينـا
و نحنُ العاركون لما سخطنـا ** و نحنُ الآخذُون لمـا رضينـا
و كُنـا الأيمنيـن إذا التقينـا ** و كان الأيسريـن بنُـو أبينـا
فصالُوا صولةً فيمـن يليهـ ** مو صُلنا صولةً فيمـن يلينـا
فآبُـوا بالنهـاب و بالسبايـا ** و إبنـا بالمُلـوك مُصفدينـا
إليكُم يـا بنـي بكـرٍ إليكُـم ** ألمـا تعرفُـوا منـا اليقينـا
ألمـا تعلمـوا منـا و منكُـم ** كتائـب يطعـن و يرتميـنـا
علينا البيضُ و اليلبُ اليمانـي ** و أسيـافٌ يقُمـن و ينحنينـا
علينـا كُـلُ سابـغـةٍ دلاصٍ ** ترى فوق النطاق لها غُضُونا
إذا وُضعت عن الأبطال يومـاً ** رأيت لها جلود القـوم جُونـا
كأنً غُضُونهُن متـونُ غـدرٍ** تُصفقُهـا الريـاحُ إذا جرينـا
و تحملُنا غداة الـروع جُـروٌ** عُرفـن لنـا نفائـذ وافتُلينـا
و ردن دوارعاً و خرجن شُعثاً ** كأمثال الرصائـع قـد بلينـا
و رثناهُن عن آبـاء صـدقٍو ** نُورثُهـا إذا مُتنـا بنيـنـا
على آثارنـا بيـضٌ حسـانُ ** تُحـاذرُ أن تقسـم أو تهوُنـا
أخذن على بُعُولتهـن عهـداً ** إذا لاقـوا كتائـب مُعلميـنـا
ليستلبُـن أفراسـاً و بيضـاً ** و أُسرى في الحديـد مُقرنينـا
ترانـا بارزيـن و كـلُ حـيٍ ** قـد اتخـذوا مخافتنـا قرينـا
إذا ما رُحنا يمشين الهُوينـى ** كما اضطربت مُتُونُ الشاربينا
يقُـتـن جيـادنـا و يقُـلـن ** لستُم بُعُولتنا إذا لـم تمنعونـا
ظعائن من بني جُشمٍ بن بكـرٍ** خلطن بميسم حسبـاً و دينـا
و ما منع الظعائن مثلُ ضربٍ ** ترى منهُ السواعـد كالقلينـا
كأنـا و السُيُـوف مُسلـلاتٌ ** ولدنا النـاس طُـراً أجمعينـا
يدهدون الرُؤوس كما تُدهـدي ** حـزاورةٌ بأبطحهـا الكُرينـا
و قد علم القبائلُ مـن معـدٍ ** إذا قُبـبٌ بأبطحـهـا بنيـنـا
بأنـا المطعمُـون إذا قدرنـا ** و أنـا المُهلكـون إذا ابتُلينـا
و أنا المانعـوُن لمـا أردنـا ** و أنا النازلون بحيـثُ شينـا
و أنا التاركـون إذا سخطنـا ** و أنـا الآخـذون إذا رضينـا
و أنا العاصمـون إذا أُطعنـا ** و أنا العازمـون إذا عُصينـا
و نشربُ إن وردنا الماء صفو** اًو يشربُ غيرُنا كدراً و طينـا
ألا أبلغ بنـي الطمـاح عنـا ** و دُعمياً فكيف وجـد يموُنـا
إذا ما الملكُ سام الناس خسفاً ** أبينـا أن نُقـر الـذل فيـنـا
ملأنا البر حتى ضـاق عنـا ** وماءُ البحـر نملـؤه سفينـا
إذا بلـغ الفطـام لنـا صبـيٌ ** تخرُ لـهُ الجبابـرُ ساجدينـا.
* إليكم أعزائي إحدى قصائد المعلّقات وهي للشاعر النصراني التغلبي عمرو بن كلثوم وهو إبن أخت الزير سالم أبو ليلى المهلهل ويقال أن البيت الأخير هو أكذب ما قالته الشعراء:
ألا هُبي بصحنـك فاصبحينـا ** و لاُ تبقـي خمـور الأندرينـا
مشعشةً كأن الجُـص فيهـا ** إذا ما الماءُ خالطهـا سخينـا
تجورُ بذي اللُبانة عن هـواهُ ** إذا مـا ذاقهـا حتـى يلينـا
ترى اللحز الشحيح إذا أُمـر** تعليـه لمالـه فيهـا مُهينـا
صنبت الكأس عنا أم عمـرو** و كان الكأسُ مجراها اليمينـا
و ما شرُ الثلاثـة أم عمـروٍ** بصاحبك الـذي لا تصبحينـا
و كأسٍ قـد شربـتُ ببعلبـك ** و أخرى في دمشق و قاصرينا
و أنا سوف تدركُنـا المنايـا ** مقـدرةً لـنـا و مقدريـنـا
قفي قبل التفـرق يـا ظعينـ ** انخبـرك اليقيـن و تُخبرينـا
قفي نسألك هل أحدثت صرمـاً ** لوشك البين أم خنـت الأمنيـا
بيومٍ كريهةٍ ضربـاً و طعنـاً ** أمـر بـه مواليـك العُيونـا
و إن غداً و إن اليـوم رهـن ** و بعد غـدٍ بمـا لا تعلمينـا
تُريك إذا دخلت علـى خـلاءٍ ** و قد أمنت عيون الكاشحينـا
ذراعي عيطـلٍ أدمـاء بكـرٍ** هجان اللون لم تقـرأ جنينـا
وثديـاً مثـل حُـق رخصـاً ** حصاناً من أكـف اللامسينـا
و متني كدنةٍ سمقت و طالـت ** روادفُهُـا تنُـوءُ بمـا ولينـا
ومأكمةً يضيقُ البـابُ عنهـا ** و كشحاً قد جُننتُ بها جنونـا
وساريتـي بلنـطٍ أو رُخــامٍ ** يرنُ خشاشُ حليهمـا رنينـا
فما وجدت كوجدي أمُ سقـبٍ ** أضلتـه فرجعـت الحنيـنـا
ولا شمطاءُ لم يترك شقاهـا ** لهـا مـن تسعـةٍ إلا جنينـا
تذكرتُ الصبا و اشتقـتُ لمـا ** رأيتُ حموكها أصـلاً حُدينـا
فأعرضت اليمامةُ واشمخـرت ** كأسيـافٍ بأيـدي مُصليتنـا
أبا هنـدٍ فـلا تعجـل علينـا ** و أنظرنـا نخبـرك اليقيـنـا
بأنـا نـوردُ الرايـات بيضـاً ** و نصدرُهُن حُمرا قـد روينـا
و أيـامٍ لنـا غُـرٍ طــوالٍ ** عصينا الملك منهـا أن ندينـا
وسيـد معشـرٍ قـد توجـوهُ ** بتاج الملك يحمي المحجرينـا
تركنا الخيـل عاكفـةً عليـه ** مقلـدةً أعنتـهـا صفـونـا
و أنزلنا البيوت بـذي طُلـوح ** إلى الشامات تنفي الموعدينـا
و قد هرت كلابُ الحـي منـا ** و شذبنـا قتـادة مـن يلينـا
متى ننقل إلـى قـومٍ رحانـا ** يكونوا في اللقاء لها طحينـا
يكونُ ثفالُهـا شرقـي نجـدٍ ** و لهوتُها قُضاعـةُ أجمعينـا
نزلتُم منـزل الأضيـاف منـا ** فأعجلنا القـرى أن تشتمونـا
قريناكمُ فعجلنا قراكـم ** قبيـلالصُبـح مــرداةً طحُـونـا
نعُمُ أُناسنـا و نعـفُ عنهُـم ** و نحملُ عنهُـمُ مـا حملونـا
نُطاعنُ ما تراخى الناسُ عنـا ** و نضربُ بالسُيُوف إذا غُشينا
بسُمرٍ من قنا الخطـي لُـدنٍ ** ذوابـل أو ببيـضٍ يختليـنـا
كأن جماجـم الأبطـال فيهـا ** و سُوقٌ بالأماعـز يرتمينـا
نشُقُ بها رُؤوس القوم شقـاً ** و نختلـبُ الرقـاب فتختلينـا
و إن الضغن بعد الضغن يبدُو** عليك و يُخرجُ الـداء الدفينـا
ورثنا المجد قد علمـت معـدٌ ** نطاعـنُ دونـهُ حتـى يبينـا
و نحنُ إذا عمادُ الحي خـرت ** عن الأحفاض نمنعُ من يلينـا
نجذُ رؤوسهم في غيـر بـر** فمـا يـدرون مـاذا يتقونـا
كأن سُيُوفنـا منـا و منهُـم ** مخاريـقٌ بأيـدي لاعبيـنـا
كـأن ثيابنـا منـا و منهُـم ** خُضبـن بأُرجـوانٍ أو طلينـا
إذا ماعـي بالأسنـاف حـيُ ** من الهول المشبه أن يكوُنـا
نصبنا مثـل رهـوة ذات حـدٍ ** محافظـةً و كنـا السابقينـا
بُشبانٍ يـرون القتـل مجـداً ** و شيبٍ في الحروب مُجربينـا
حُديا النـاس كلهـم جميعـاً ** مُقارعةً بنيهـم عـن بنينـا
فأما يـوم خشيتنـا عليهـم ** فتُصبحُ خيلنُـا عُصبـاً بثُينـا
و أما يوم لا نخشـى عليهـم ** فنُمعـنُ غــارةً مُتلببيـنـا
برأسٍ من بني جُشم بن بكـرٍ** ندُفُ به السُهولة و الحُزُونـا
ألا لا يعلـمُ الأقــوامُ ** أنــاتضعضعنا و أنـا قـد ونينـا
ألا لا يجهلـن أحـدٌ عليـنـا ** فنجهل فوق جهـل الجاهلينـا
بأي مشيئةٍ عمـر بـن هنـدٍ ** نكـونُ لقيلكـم فيهـا قطينـا
بأي مشيئةٍ عمـر بـن هنـدٍ ** تُطيعُ بنا الوُشـاة و تزدرينـا
تهددُنـا و أوعدنـا رُويــداً ** متـى كُنـا لأمـك مُقتوينـا
فإن قناتنا يا عمـرُو أعيـت ** على الأعداء قبلـك أن تلينـا
إذا عض الثقاف بها اشمـأزت ** وولتـهُ عشوزنـةً زبُـونـا
عشوزنـةً إذا انقلبـت أرنـت ** تشجُ قفا المُثقـف و الجبينـا
فهل حُدثت في جُشم بن بكـرٍ** بنقصٍ في خُطـوب الأولينـا
ورثنا مجد علقمة بن سيـفٍ ** أباح لنا حُصون المجـد دينـا
ورثتُ مُهلهلاً و الخيـر منـهُ ** زُهيراً نعـم ذُخـرُ الذاخرينـا
و عتابـاً و كلثومـاً جميعـاً ** بهـم نلنـا تُـراث الأكرمينـا
و ذا البُرة الذي حُدثـت عنـهُ ** به نُحمى و نحمي المُححرينـا
و منا قبلـهُ الساعـي كليـبٌ ** فـأيُ المجـد إلا قـد ولينـا
متى نعقد قرينتنا بجبـلٍ ** تجـذالحبـل أو تقـص القريـنـا
و نوجدُ نحنُ أمنعهُـم ذمـاراً ** و أوفاهُم إذا عقـدُوا يمينـا
و نحن غداة أُوقد في خـزارى ** رفدنا فـوق رفـد الرافدينـا
و نحنُ الحابسُون بذي أراطى ** تسفُ الجلةُ الخُـورا الدرينـا
و نحنُ الحاكمُـون إذا أُطعنـا ** و نحنُ العازمُون إذا عُصينـا
و نحنُ العاركون لما سخطنـا ** و نحنُ الآخذُون لمـا رضينـا
و كُنـا الأيمنيـن إذا التقينـا ** و كان الأيسريـن بنُـو أبينـا
فصالُوا صولةً فيمـن يليهـ ** مو صُلنا صولةً فيمـن يلينـا
فآبُـوا بالنهـاب و بالسبايـا ** و إبنـا بالمُلـوك مُصفدينـا
إليكُم يـا بنـي بكـرٍ إليكُـم ** ألمـا تعرفُـوا منـا اليقينـا
ألمـا تعلمـوا منـا و منكُـم ** كتائـب يطعـن و يرتميـنـا
علينا البيضُ و اليلبُ اليمانـي ** و أسيـافٌ يقُمـن و ينحنينـا
علينـا كُـلُ سابـغـةٍ دلاصٍ ** ترى فوق النطاق لها غُضُونا
إذا وُضعت عن الأبطال يومـاً ** رأيت لها جلود القـوم جُونـا
كأنً غُضُونهُن متـونُ غـدرٍ** تُصفقُهـا الريـاحُ إذا جرينـا
و تحملُنا غداة الـروع جُـروٌ** عُرفـن لنـا نفائـذ وافتُلينـا
و ردن دوارعاً و خرجن شُعثاً ** كأمثال الرصائـع قـد بلينـا
و رثناهُن عن آبـاء صـدقٍو ** نُورثُهـا إذا مُتنـا بنيـنـا
على آثارنـا بيـضٌ حسـانُ ** تُحـاذرُ أن تقسـم أو تهوُنـا
أخذن على بُعُولتهـن عهـداً ** إذا لاقـوا كتائـب مُعلميـنـا
ليستلبُـن أفراسـاً و بيضـاً ** و أُسرى في الحديـد مُقرنينـا
ترانـا بارزيـن و كـلُ حـيٍ ** قـد اتخـذوا مخافتنـا قرينـا
إذا ما رُحنا يمشين الهُوينـى ** كما اضطربت مُتُونُ الشاربينا
يقُـتـن جيـادنـا و يقُـلـن ** لستُم بُعُولتنا إذا لـم تمنعونـا
ظعائن من بني جُشمٍ بن بكـرٍ** خلطن بميسم حسبـاً و دينـا
و ما منع الظعائن مثلُ ضربٍ ** ترى منهُ السواعـد كالقلينـا
كأنـا و السُيُـوف مُسلـلاتٌ ** ولدنا النـاس طُـراً أجمعينـا
يدهدون الرُؤوس كما تُدهـدي ** حـزاورةٌ بأبطحهـا الكُرينـا
و قد علم القبائلُ مـن معـدٍ ** إذا قُبـبٌ بأبطحـهـا بنيـنـا
بأنـا المطعمُـون إذا قدرنـا ** و أنـا المُهلكـون إذا ابتُلينـا
و أنا المانعـوُن لمـا أردنـا ** و أنا النازلون بحيـثُ شينـا
و أنا التاركـون إذا سخطنـا ** و أنـا الآخـذون إذا رضينـا
و أنا العاصمـون إذا أُطعنـا ** و أنا العازمـون إذا عُصينـا
و نشربُ إن وردنا الماء صفو** اًو يشربُ غيرُنا كدراً و طينـا
ألا أبلغ بنـي الطمـاح عنـا ** و دُعمياً فكيف وجـد يموُنـا
إذا ما الملكُ سام الناس خسفاً ** أبينـا أن نُقـر الـذل فيـنـا
ملأنا البر حتى ضـاق عنـا ** وماءُ البحـر نملـؤه سفينـا
إذا بلـغ الفطـام لنـا صبـيٌ ** تخرُ لـهُ الجبابـرُ ساجدينـا.