Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > أخبار أدبية و مقابلات

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-05-2007, 05:15 PM
athro athro غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,746
افتراضي االمقابله القيمه التي أُجريت مع الأب ميخائيل

بكل سرور نقدم لكم المقابله التي أجريت مع الأب الفاضل
القس ميخائيل يعقوب
تعرفت على الأب يعقوب من خلال هذا المنتدى فأُعجبت بشخصه كما أُعجب غيري ؛من خلال مشاركاته القيمه في هذا المنتدى وأسلوبه الجميل والمعبر ؛ والذي ينم عن مخزون ديني وثقافي واسع لذلك تمنيت أن أتعرف عليه أكثر فاقترحتُ أن أجري معه مقابله من أجل نشرها في هذا المنتدى فوافق مشكوراً على الدعوه التي وجهتها له وكان الحوار التالي ما بيني وبين الأب الفاضل
س_1
البطاقه الشخصيه لو سمحت
الإسم:ميخائيل
الكنيه:يعقوب
مواليد:المالكية 1961
الوضع العائلي:متزوج
عدد الأولاد (إذا أمكن)مع الأسماء:فايا - نور - أسيا
س_2
يظهر جلياً من خلال مُشاركاتك أنك شخصٌ مُثقف
فهل تحمل شهادات علميه وما هي؟
وهل كنت تعمل قبل أن تُرسم قسيساً
وماذا كان عملك؟
إنني أحمل شهادة دبلوم تربية رياضية من حلب 1984 . وكنت قبل أن أرسم قساً أعمل مدرساً لمادة التربية الرياضية في ثانوية الصناعة في المالكية وفي اعدادية ابراهيم مسعود
س_3
منذ متى رُسمت قسيساً منذ 30/7/1996
هل لك أن تشرح لنا الدواعي التي جعلتك تختار الحياة الكهنوتيه برغم ما يترتب عليها من صعوبات على المستى الشخصي والعائلي
بكل سرور. إن دواعي اختياري الحياة الكهنوتية هو عشق تعليم كلمة الله وخدمة اسم المسيح في رعيته بالإضافة إلى الرغبة في التألم ولو قليلاً غيرة على الإيمان . كل ذلك من جهة وأما من جهة ثانية فإنني لاحظت ومنذ أن بدأت أوعى على الحياة الروحية أن هناك من يعمل على تشويه إيمان وعقيدة الكنيسة وبخاصة كنيستي السريانية العظيمة المجد ولذا فإنني عشقت أن أكون كاهناً لأكون دائماً في ميدان الجهاد الروحي إن صحّ التعبير لأجاهد من أجل إيمان ومجد كنيستي التي أعشقها .ولولا هذه الدوافع ربما ما وجدتني كاهناً .

س_4
خلال العقود الثلاث الأخيره دخل سلك الكهنوت شباباً مُثقفين يحملون شهادات علميه
هل أثر ذلك على الشبيبه وجعلهم أقرب الى الكنيسه
بالتأكيد نعم وذلك لأن معظم أبناء شعبنا في هذه العقود الأخيرة أخذوا بناصية العلم والثقافة وأصبحوا يتحلون بثقافات عالية متعدة ومتنوعة . وبما أن الكاهن هو قائد روحي لأبناء الكنيسة لذا وجب أن يكون هو الآخر متعلماً ومثقفاً في العلوم الدينية وغير الدينية لكي يكون قادراً على إيصال الكلمة إلى أبنائه المثقفين إيصالاً جيداً مقبولاً ومريحاً بالنسبة لهم ، ولكي يشعر هؤلاء الأبناء المثقفين والمتعلمين بأن كاهنهم مستحق وعلى قدر المسؤولية .
س_5
الطقس الكنسي السُرياني في الكنيسه لا زال على عهوده القديمه من حيث الصلوات إذ يشتكي الكثيرون من طول صلاة يوم الأحد ومن كثرة القيام والجلوس أثناء تأدية الصلاة ؛ وخاصة هنا في الغرب
فما هو رأيكم ....هل انتم مع التعديل أم موافقون على الوضع الحالي
في الحقيقة يا أخ أثرو وكما في المثل الأزخيني ( وقعنا بين الشفّكي والدهول ) إننا كيفما تصرفنا فلابد أن ينوجد من هو غير راضٍ . أما بالنسبة إلى الطقوس فمع أنها قديمة لكنها في كل يوم هي طقوس جديدة ومهما حاول من يريد أن يجد طقوساً بديلة فهو لن يوجد طقوساً أروع منها للأسباب التالية :
1- إنها وضعت بالروح القدس . فإن الآباء الذين قاموا بوضعها( كلاماً ولحنا ) كانوا قديسين لا يتكلمون إلا من الروح القدس ولا يفعلون إلا بإيحاء من الروح القدس وليس من المعقول أن ما يضعه الروح القدس يطاله النقص أو العيب مع الزمن إنما في الحقيقة يا أخ أثرو إن النقص يطال نفس الانسان وتفكيره وقدرته .... .
2- إنها إعادة وإحياء لكل ما قام به ربنا يسوع المسيح وما حدث له ، فإن لكل طقس عنوان ، هذا طقس القيامة مثلاً وذاك طقس الميلاد ، وذاك الآخرطقس التجلي ...... إلخ ، وبالتالي فإن الصلوات التي تتلى في كل طقس إما هي من كلمات الانجيل إومن وحي الكلام الذي قيل في الانجيل بخصوص المناسبة .
3- في الحقيقة إن الطقوس ليست طويلة مثلما يصورها البعض المحتج . فما نسبة الساعة والنصف مدة القداس الإلهي من كامل المدة الزمنية للاسبوع الذي مجموع ساعاته هو168 ساعة .
4- إن خلاص الإنسان متوقف على عبادته العبادة الصالحة فلماذا يحتج فلان أو فلان على الساعة والنصف في يوم الأحد .
5- بما أن الطقوس هي من وضع الروح القدس لذا فإنه لن يستطيع إنسان أن يضع بديلاً عنها أروع منها . ما رأيك يا أخ أثرو أن طقس قداس يوم الأحد ( أنافورة ) المفروض كقانون على الكاهن أن يقدس به كل يوم عيدٍ هو من وضع يعقوب أخ الرب منذ 2000 سنة . فنحن إذا ما أخذنا بالقيمة التراثية فقط فإن علينا أن نتمسك به ونعتز أيضاً ، وقس على ذلك بقية الطقوس التي معظمها يعود إلى أكثر من 1500 سنة .
أما بالنسبة إلى القيام والجلوس فهذا يتبع نظام العبادة أم أن الناس اليوم صاروا لا يحبون النظام . هل حينما يحضر المؤمن القداس عليه أن يكون مثلما يكون وهو جالس في المقهى جلسة واحدة على الكرسي إلى أن يقوم ويخرج من المقهى ؟
س_6
وعظة يوم الأحد غالباً ما تكون مُكرره ومأخوذه من المناسبات الدينيه
ألا ترى أن الوعظه يجب أن تكون توجيهيه عصريه تُناسب الشباب كأن يتكلم الكاهن عن اللغه وأهميتها وتعريفهم عن عظماء السريان أمثال مار أفرام وغيره
إضافة الى المعلومات الروحيه
إنني أوافقك على هذا الرأي وإن هذا متوقف على اجتهاد الأب الكاهن وإن قوانين كنيستنا لا تمنع ذلك بل تباركه . وإن للموعظة أثناء القداس الإلهي تأكيد كبير في دستور كنيستنا وأهمية بالغة .
س_7
كثيرون من السريان هاجروا البلاد.... ما هي الطريقه الأمثل من وجهة نظركم لربط هؤلاء المغتربين بالوطن
وما هي النصيحه التي تقدمونها لهؤلاء وخاصة وأن الجيل الثاني أغلبه أصبح ينتمي الى البلد الذي يعيش من حيث العادات والتقاليد وحتى اللغه إذ أن أغلبهم يتكلمون لغة البلد الذي يعيشون فيه.

إن الطريقة الأمثل برأيي لربط المغتربين بالوطن هي أن يربي كل منهم أسرته على محبة الوطن وتراثنا العظيم ، فيصبح الوطن والتراث جزءاً أساسيا من مسامرات الأسرة حينما تلتئم .
أما عن النصيحة فهي ذاتها أن يغذي كل من أبنائنا في المهجر أولاده وبناته غذاء التراث السرياني بكل أبعاده وبمجد كنيستنا السريانية أيضاً بكل أبعاده بالإضافة إلى عدم ترك اللغة ، فإن من البديهي أن الإنسان سوف يتكلم بلغة فإن نسي لغته الأم فسوف يتعلم غيرها ليستطيع متابعة حياته مع الآخرين .

س_8
مَن هم السُريان ؟؟؟ولماذا لُقِّب اليعاقبه (حصراً ) بكلمة سريان في الآونه الأخيره أم أن كلمة سريان أُطلقت على الشعب القاطن آنذاك في سوريا وما بين النهرين(بيث نهرين)...

السريان هم هذا الشعب الذي تمتد أصوله آلاف السنين في عمق التاريخ إلى أن تصل إلى آدم أبا البشرية .
السريان هم هذا الشعب الذي اهتم واشتعل بالعلوم كافة وصدرها للآخرين .
السريان هم هذا الشعب الذي اهتم بالمدنية والحضارة وكل عناوين الرقي وعلمها للآخرين .
السريان هم أصحاب الإرث الحضاري الراقي .
السريان هم الشعب الذي اعتنق المسيحية اعتناقاً جماعياً إذ دخلوا فيها أفواجا وصاروا أبطالاً وأعلاماً لها .
وفي الحقيقة إذا ما تحدثنا في تعريف السريان فإننا سنجد أنفسنا نستعرض تاريخاً طويلاً أكتفي بما ذكرناه .
أما عن تسمية اليعاقبة فقد أطلقها على كنيستنا الذين كانوا يكرهونها نسبة إلى مار يعقوب البرادعي لأنه كان مجاهداً كبيراً ومدافعاً كبيراً عن الإيمان المستقيم ولذا فإنه صار مكروهاً مرفوضاً من قبلهم وبما أنه كان مجاهداً من كنيستنا السريانية لذا فإنها هي الأخرى صارت مكروهة مرفوضة بالنسبة لهم ، ولذا فمن أجل الإساءة إليها أطلقوا عليها وعلى شعبها اسم اليعاقبة لإظهارها بمظهر الخارجة عن الإيمان الصحيح لأنها تنتمي إلى تعليم إنسان وليس المسيح ذلك أن من يتخذ له إسماً غير اسم المسيح فهو خارجٌ .
لكن كنيستنا رفضت هذه التسمية منذ البداية فنحن لا نفتخر بمار يعقوب البرادعي وحسب بل نفتخر بآباء كثيرين من قبله أمثال مار أفرام السرياني ومار سوريوس الكبير ومار يعقوب السروجي والمنبجي وغيرهم أيضاً كثيرون . لكن افتخارنا الأعظم هو بربنا يسوع المسيح وصليبه .
نحن لا نرضى إلا أن يكون اسمنا مسيحيون أبناء الكنيسة السريانية الخالدة المجد . وحينما أقول أنها خالدة المجد فلأن أسباب ذلك كثيرة جداً منها أنها تفخر بأن أول ما دعي المؤمنين مسيحيون كان في انطاكية العاصمة الأم للكنيسة السريانية .
وأنا شخصياً أعشق اسم كنيستي السريانية وأشكر الله أنني من أبنائها إلى درجة أنني في تأملاتي الخاصة كثيراً من أتغنى بكنيستي وأردد هذه الأنشودة التي ألفتها زوجتي وقمت أنا بتلحينها وهي باللهجة العامية :
كنيستي كنيستي كنيسة الإيمان
قدمتيلي المسيح إله الأكوان
راح ضل صوم وصلي لابن الإنسان
---------------
كنيستي يا أمي كنيسة السريان
لاسمك في قلبي عشق وهيام
فيك أحظى دوماً بنعمة الأمان
أمان الأبدية الآن وكل آن
----------------
لما اكون في محنة أجيلك أوام
لحتى أتقوى واصبر ع التمام
ولما صير بفرحة ما انسى الآلام
ضلك حدي ربي وزدني بالإيمان
----------------

س_9
كثيرون من المغتربين (شباباً وبناتاً) يتزوجون من أرض الوطن
هل ترون في ذلك عمل جيد؟

في الحقيقة إن لهذا السلوك إيجابياته وسلبياته وللأسف إن الملاحظ هو أن سلبياته هي أكثر من إيجابياته ، ولولا هذه السلبيات فما المانع .
من إيجابيات هذا السلوك أذكر التواصل الحاصل بين أبناء الوطن الذين هاجروا مع الوطن ، وبالتالي التطلع الدائم إلى الوطن وأبنائه .
أيضاً من إيجابياته الرغبة الكامنة في نفوس أبناء شعبنا الذي هاجروا في المحافظة على عادات وتقاليد ومفاهيم الوطن ذلك أن الفتاة أو الشاب الذين يذهبون إلى هناك إنما يذهبون وهم حاملين لهذه كلها معهم .
أما سلبيات هذا السلوك فهي خطيرة مثلاً :
- إننا نستمع كثيراَ إلى طلبات الطلاق التي يتقدم بها من هؤلاء إلى الكنيسة لأسباب كثيرة منها أن الزواج تمّ بسرعة دون أن يكون هناك تفاهم وتوافق نفسي أو فكري أو روحي ....إلخ . أنا مثلاً التقيت في العام 1999 في سويسرا بإحدى فتياتنا التي كنت أعرفها جيداً هنا في سورية في أخلاقها الحسنة وإيمانها وقد تركها زوجها بعد ثلاثة أشهر من أخذها إلى هناك وحينما استفسرت منها أجابت لا أعرف .
ومن سلبياته أيضاً أن المصلحة سمةٌ فيه ، ذلك أن الشاب أو الشابة يوافقان على وجه السرعة على هذا الزواج من أجل أن يذهبا إلى هناك دون أن يعرفوا أسراراً واجب معرفتها مثل أن فلان متزوج هناك زواجاً مدنياً فيأتي إلى هنا ويتزوج بأخرى وحينما يأخذها إلى هناك لا يكون قد ترك الأولى كذلك الأمر بالنسبة إلى بعض الفتيات اللواتي يأتين من هناك ، وأنا شخصياً أعرف حالاتً عديدة من هذا القبيل وإلى ما هناك من السلبيات الخطيرة .
لذا فأنا أتوجه إلى كل شبابنا وبناتنا من بلاد الهجرة أنهم حينما يأتون ليتزوجوا من هنا أن يصفّون كل أمورهم الشخصية والبلدية وأن يكونوا صريحين تمام الصراحة وأن يهيئوا نفسهم تماماً للزواج المسيحي الذي لا طلاق فيه إلا لعلة الزنى ، ولا يكونوا مستهترين ببناتنا وشبابنا من أبناء الوطن فيخدعونهم ويأخذونهم إلى هناك ثم يرموهم في المصيبة . إن هذا حرامٌ فظيع وخطية تلاحق صاحبها بالمصائب الواحدة تلو الأخرى .

س_10
كلمه تودون توجيهها للمغتربين

لا تنسوا وطنكم . ولا تنسوا إيمان آبائكم . لا تبتعدوا عن كنيستكم . افتخروا دائماً بكنيستكم السريانية الخالدة المجد مطيعين رؤسائها ومدبريها وعلى رأسهم قداسة سيدنا البطريك المعظم مار اغناطيوس زكا الأول عيواص . ولا تستهتروا بالعبادة واحترام قوانين الكنيسة ونظامها ، فإنه من الخطأ الفادح وهي جريمة لن يغفرها التاريخ لمن يبتعد عن كنيسة الخالدة المجد أو يستهتر بنظامها الأبوي .
س_11
السيد المسيح وهو على الصليب قال كلمته الشهيره ....مور ...مور لمومنو شبَقتون
ما المغزا من قوله هذا ؛ هل تعذب السيد المسيح وما هو ردكم على البعض
إذ يقولون لو كان السيد المسيح حقاً ابن الله لما تعذب

في الحقيقة يجب تصحيح القول : مور مور . فإن ربنا لم يقل مور مور لمون شبقتان .
إنه له المجد قال باللغة السريانية : إيل إيل لمونو شبقتان . أي : إلهي إلهي لماذا تركتني .
ذلك أن الفرق كبير بين كلكمة ( مور . وتعني سيدي ) وكلمة ( إيل . وتعني إلهي ) فإن العلاقة بحسب كلمة ( سيدي ) تشير إلى كبيرٍ وهو السيد ، وصغير وهو العبد الذي يخاطب سيده .
أما العلاقة بحسب الكلمة ( إلهي ) لا تعني سيد وعبد إطلاقاً بل تعني أب وابن .
فلو سلمنا بالكلمة ( مور ) لسلمنا أن الله كائن والمسيح كائن آخر ولذا فالعلاقة ستكون بينهما إذاً علاقة عبد وسيد ، لكن العلاقة بين المسيح والآب هي علاقة بنوة وألوهة التي لا سيادة فيها ولاعبودية . وما يؤكد ذلك هو القول : المسيح ابن الله .
أما عن السؤال هل تعذب المسيح ؟
نعم تعذب .
وبالنسبة إلى القول : لو كان المسيح حقاً ابن الله لما تعذب أقول :
إن المسيح بطبيعته الإلهية لم يتعذب ، فإن الطبيعة الإلهية هي فوق الآلام والعذابات . أما بحسب الطبيعة الجسدية فإنه تألم لأنها طبيعة بشرية . من منا لا يتألم ويتعب ويتعذب إذا وضع في عذاب ما نفسي أم جسدي ؟ والمسيح حينما تجسد إنما لبس جسدنا البشري وطبيعتنا البشرية أيضاً وهذا ما هو مؤكد في الكتاب المقدس فقد قال الرسول بولس : أخلى نفسه آخذاً صورة عبدٍ صائراً في شبه الناس وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب .... ( في2: 7 – 8 )
لكني أريد أن أضيف ملاحظة هامة وهي أن هذا القول إذا كان مجرد قول عفوي فهو برأيي رغبة في المعرفة . ولكن هناك من يتهم المسيح اتهامات شتى مثل هذه وغيرها كاتهامه بأنه تزوج من المجدلية ( حاشا ) لذا فإننا يجب أن ننتبه جيداً ونكون حذرين فإن أعداء المسيح اليوم تتأجج فيهم نار الحقد والكراهية له وإنهم كل ما يطرحونه من بدع وآراء فاسدة وأسئلة فيها تشكيك في ألوهته تصب جميعها في غاية واحدة وهي إثبات أنه لم يأت بعد وذلك من أجل أن يهيئوا الناس إلى اقتبال مسيحهم الذي يسمونه ( الرب يسوع ) رئيس الملك الألفي ، الذي هو النبي الكذاب والدجال الوارد ذكره في الكتاب المقدس .
س_12
السيد المسيح كان يتكلم اللغه السريانيه (الآراميه)بالرغم من أنه كان يعيش بين اليهود من أين تعلم هذه اللغه ؛ ولماذا كان يتكلم بها ؟

في هذا السؤال ملاحظة بحاجة إلى تصحيح وهي الواردة في العبارة ( من أين تعلم اللغة السريانية ) وأقول : حاشا لربنا يسوع المسيح أن يتعلم . فإذا كان هو الله الكلمة ، هو كل العلم والمعرفة فممن سيتعلم ومن يستطيع أن يعلمه شيئاً وهو العارف بكل شيء ؟ إن الذي يتعلم هو كل كائن ماعدا الله بأقانيمه الثلاثة ( الملائكة ، البشر ، الحيوانات ) هؤلاء يتعلمون لأنهم مخلوقات محدودة وإن علومهم تبدأ من الصفر ثم تتدرج وتنموا .......
ولذا فهو كان يعلم اللغة السريانية مثلما يعلم كل لغات البشر والحيوانات أيضاً .... .
أما لماذا كان يتكلم السيد المسيح السريانية مع أنه كان بين اليهود ؟
إنك يا أخ أثرو كأنك تريد أن تقول : إذا كان اليهود يتكلمون العبرانية ، وإن السيد المسيح جاء لينشر رسالة الخلاص ، فلماذا تكلم السريانية مع قوم لا يجيدون اللغة السريانية ؟ فإن المفروض أن يتكلم بلغتهم لكي يستطيعوا أن يفهموا وينتفعوا من بشارته الخلاصية .
في الحقيقة يا أخ أثرو إن اليهود حينذاك ما كانوا يجيدون التكلم بالعبرانية لأنهم وبسبب السبي إلى بابل والذي طال نوعاً ما فإنهم نسيوا معظم اللغة العبرانية وصاروا يجيدون اللغة السريانية أكثر التي كانت لغة البلاد التي سبيوا إليها ، من أجل ذلك تكلم السيد المسيح باللغة السريانية . وهذا كان من حسن حظ السريان ولغتهم السريانية وكنيستهم السريانية أن الله حينما تجسد تكلم بلغتنا ، له المجد .
س_13
لماذا سلم السيد المسيح نفسه لجلاديه !!!!ألم يكن بإمكانه أن ينجو بنفسه من الصلب؟
بالتأكيد نعم . كان بإمكانه أن ينجو بنفسه من الصلب دون أي عناء ، ألم ينجوا بنفسه حينما رفعوا حجارة ليرجموه ؟ ( يو8: 59 ) .ألم ينجوا بنفسه حينما أخذوه إلى حافة الجبل ليرموه ويتخلصون منه ؟ ( لو4: 29 – 30 ) . لكنه حينما وصل إلى الصلب فإنه كان قد أكمل كرازة البشارة وأنهى كل شيء فما أراد أن ينجو بنفسه ، وذلك لأنه لو نجا بنفسه لما كنا قد انتفعنا منه شيئاً ! لماذا ؟
لأن الرسم الإلهي كان أن تلك الخطية السقطة التي صارت مورثة في الجنس البشري كان يلزم لكي يتحرر منها الإنسان ذبيحة إلهية يقدمها كاهن إلهي مصلوباً على خشبة الصليب . ولم تتوفر الذبيحة الإلهية إلا في شخص المسيح له المجد فهو كان الكاهن الإلهي الذي قدم نفسه ذبيحة إلهية على الصليب فتحرر كل من اقتبله مخلصاً مصلوباً على خشبة الصليب من تلك المورثة القاتلة . من أجل ذلك ما أراد له المجد أن ينجوا بنفسه من الصلب . فانظر إذاً حجم محبته للجنس البشري ، ما أروعه .
س_14
ما المغزا من المعموديه ؟

لا أريد أن أعطي الجواب مباشرة بل أريد أن أشرح قليلاً من أجل يتعرف القارئ إلى أهمية المعمودية .
حينما ذهب نيقوديموس الذي كان أحد أعضاء مجلس السنهدريم اليهودي ، أي كان معلماً للناموس والشريعة ، حينما ذهب إلى يسوع ليلاً يسأله استنارةً لأنه بينه وبين نفسه كانت تراوده الأفكار بأن هذا هو المسيح المنتظر . ولذا فإن ربنا يسوع المسيح إذ عرف لماذا جاء وإنه يريد معرفة لا خبثاً بادره بالقول : من لا يولد ثانية لا يقدر أن يدخل ملكوت الله . فأجابه نيقوديموس : كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد ؟ وبالتالي فكأن نيقوديموس وهو العالِم والناموسي قد أصيب بهلعٍ شديد ذلك أنه إن استطاع الإنسان بطريقة ما أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد فماذا سيفعل الذي قد ماتت أمه ؟ ولذا ومن أجل ألا يشطح نيقوديموس بالتفكير الخاطئ أكثر من ذلك أسرع ربنا يسوع المسيح وفسّر ما قاله له بالقول : الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح ( أي المعمودية ) لا يقدر أن يدخل ملكوت السموات . ثم ذكر له ملاحظة هامة ألا وهي قوله له المجد : وكما رفع موسى في البرية الحية النحاسية هكذا ينبغي أن يرفع إبن الإنسان ....... ( يو3: 1-21 ) . والآن إننا نجد أن ربنا يسوع المسيح قد طرح الشرط الأول لدخول ملكوت السموات ألا وهو المعمودية ( بالماء والروح ) وبما أنه الشرط الأول لذا فهي مفتاح ملكوت السموات . لماذا جعل من المعمودية مفتاحاً لملكوت السموات ؟
لأن المعمودية هي الصلب مع المسيح بدليل أن له المجد في ذات سياق الحديث عن المعمودية ذكر تلك الملاحظة الهامة : كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع إبن الإنسان . وإذا ما رجعنا إلى تلك الحية في البرية وقد أوردت الحديث عنها في موعظة الجمعة الحزينة ونشرتها على موقعكم الكريم ، كانت تشكل مع الراية شكل صليب فكان كل من لدغته حية ويأتون به إلى ذلك الصليب ( الراية والحية ) فإن سمّ الحية كان يفقد مفعوله المميت وكان يشفى الملدوغ . هكذا من يقتبل المسيح مصلوباً من أجل تلك اللدغة التي لدغنا بها منذ بدء الخليقة وصارت مورثة فينا فإنه يتحرر منها ويتخلص من سلطانها المميت ، وإن قبول المسيح مصلوباً يتم بالمعمودية كشرط أولي وأساسي ولا يمكن أن يتم إلا بها وهذا ما أكده الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية بقوله لأهل رومية الذين اعتمدوا بالمسيح : أنبقى في الخطية لكي تكثر النعمة ؟ حاشا . نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش فيها بعد ؟ أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم من الأموات بمجد الآب هكذا نحن أيضاً نسلك في جدة الحياة ، لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد للخطية ثانية ( رو6: 1-6 ) . أي أن كل من يعتمد هو يُصلب مع المسيح ويموت معه ويقوم معه .
وهكذا نكون قد أتينا إلى مغزا المعمودية فهي الصلب مع المسيح والموت والقيامة معه . فالمسيح له المجد صلب ومات وقام لكي يمنحنا استحقاق دخول ملكوت السموات ، لكنه صُلب قبل ألفي سنة فما مصيرنا نحن أبناء هذا اليوم ؟ الجواب هو أن كل من يعتمد فهو يصلب ويموت ويقوم مع المسيح .
س_15
منذ مده قصيره انتسبت الى هذا المنتدى ولفتت كتاباتك انتباه الجميع نظراً لما فيها من فائده ولأسلوبك الممتع والمقنع في الكتابه
كيف ترى هذا المنتدى ؛ وهل أنتَ راض ٍ عنه أم أن هناك أمور أو أبواب تستفقدها ...وما هي (إن وُجدت)
في الحقيقة إنني حتى الآن راضٍ جداً عن هذا المنتدى ومسرور بالانتساب إليه وبالطبع ليس هناك كمالٌ في شيء فالكمال هو لله فقط . كما إنني لن أبخل يوماً بتقديم المشورة أو طرح الرأي في أمر أراه مناسباً يجب إضافته .
س_16
هل هناك سؤال محدد كنت تتمنى أن تُسأل عنه ...وما هو إن وجد ؟

في الحقيقة كوني أب كاهن أعشق كنيستي وأرغب أن جميع أبنائها يسلكون في طاعة معتقدها الذي يوصل إلى ملكوت السموات . فإن الرغبة هي في أسئلة كثيرة عن الإيمان وطريق الخلاص وخاصة أن الملاحظ هو أن الكثير من أبناء كنيستنا ينخدعون اليوم بالقنوات الفضائية الكثيرة أو المعلمين الكذبة وهم كثيرون في هذه الأيام يبثون سموماً في إيمان المؤمنين . وسأكون مسروراً جداً إن توجهت إلي أسئلة من أبناء الكنيسة لأنني في الإجابة عنها أكون قائماً بواجبي تجاه كنيستي ككاهن أكثر وأكثر .
س_17
كلمه أخيره تود قولها .
هي ذات الكلمة التي قالها ربنا يسوع المسيح في ( مت7: 22 – 23 ) كثيرون سيقول لي في ذلك اليوم : يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة ( أي معجزات كثيرة ) ؟ فحينئذٍ أصرّح لهم إني لم أعرفكم قطّ اذهبوا عني يا فاعلي الإثمِ .
لماذا سيرفضهم ربنا يسوع المسيح له المجد مع أنهم كانوا يتنبأون باسمه ويخرجون الشياطين باسمه ويصنعون المعجزات باسمه . هل هو إله جاحدٌ ؟
حاشا وكلا . بل إن القصة وما فيها هي أنهم يستخدمون اسمه فقط أما القوة التي بها يصنعون كل تلك الأمور هي إما قوةٌ شيطانية أو إنها تمثيل مسرحي وليست قوة المسيح . بالإضافة إلى أنهم يرفضون وينسفون كل ما هو خلاصيٌ جوهري في البشارة المسيحية .
فليحذر جميع المؤمنين من هؤلاء وليحصروا استماعهم إلى كلمة الوعظ في الكنيسة من الأب الكاهن ومن التعليم الديني في جميع مراكز الكنيسة فيحفظوا أنفسهم من الانسياق وراء تعاليم غريبة متنوعة وذلك كما قال الرسول بولس .
أخيراً كل الشكر لهذا المنتدى وهذا الموقع الرائع الذي خصني بهذه الكرامة بإجراء هذه المقابلة مع ضعفي أنا الضعيف . ونعمة ربنا يسوع المسيح تشمل جميعكم بشفاعة أمنا العذراء والقديس مار أسيا الحكيم وسائر الآباء والقديسين آمين .
...........
شكري الجزيل للأب الفاضل
القس ميـــخائيل يعقـــــــــــوب المحترم
تحية إكبار وإجلال على هذه المعلومات القيمه التي قدمتها لنا وصغتها بأسلوب مشوق وأفكار نيره وواعيه ومقنعه
فلك مني أجمل تحيه وأشكرك ثانية باسمي وباسم كافة أعضاء المنتدى
وفقك الرب لما نذرت نفسك من أجله
ألا وهو الكنيسه السريانيه
وشــــــــــعبها
اثرو

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 10-05-2007 الساعة 07:51 PM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:12 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke