Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > مثبت* خاص أشعار فؤاد زاديكه القسم الأول

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 31-03-2006, 01:20 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,876
افتراضي

شكراً لمشاعرك النبيلة أخي وصديقي أبو الحكم, قد لا أكون ظاهرة استثنايئة في واقعنا المسيحي المتحرّر, فهو قائم على احترام المرأة ومشاعرها ككائن له حق التعبير والحرية, لكني قد أذهب أكثر من غيري في هذا فكثير من زملائي المعلمين الذين كانوا يسكنون بجوارنا, كانوا يعبّرون عن غضبهم أو استيائهم من بعض تصرفاتي في بيتي والتي كانت تخلق مشاحنات في بيوتهم بسبب كوني كنت أساعد زوجتي في كل أعمال البيت ولا زلت على نفس الوتيرة من نمط الحياة وباعتقادي أن محبتنا لشريك الحياة لا يجب أن تنضوي تحت شعار الكلام فحسب بل تتعدّاه إلى ممارسة وواقع عمليّ, فالمرأة مخلوق رائع وجميل ولا يستأهل منّا سوى كلّ التقدير والاحترام, وإني أحسّ مع أم نبيل شريكة حياتي والتي اخترتها واختارتني بملء إرادة صادقة وحرّة عانينا من خلال مسيرة حبنا وخطوبتنا وزواجنا الكثير من المشاكل والمصاعب وقد استطعنا تجاوزها والتغلّب عليها بفعل الإرادة المشتركة والرغبة الأكيدة في أن الضّرر الناجم عن أي خراب تتعرّض له حياتنا لن يكون أيّ منّا بمنأى عن أخطاره, وأنا أكنّ احتراماً عميقا لزوجتي وآمل أن يكون غيري على النحو الذي أنا عليه, فيكفي المرأة تعبها وسهرها وتضحياتها لنأتي ونثقل عليها القليل ممّا يتبقّى لديها من ساعات تريد فيها الهدوء وتنشد بعض الراحة وخاصة بقرب من تحبّ!
إن المحبة نعمة من الرب لخلائقه, وعلينا ألاّ نجحد هذه النعمة وأن نكون على قدر المسؤوليّة, إنها الأم والأخت والإبنة والحبيبة والعشيقة وكل شيء. وحرام أن نفقدها بعض خصائص تكوينها البشري كعنصر حنان لنمسخه بكبرياء مجنونة و عند أحمق وتنكّر لحقّها, مخافة أن نفقد شيئا من هالة القداسة التي جمعناها حول "ذكورتنا غير المقهورة" لقد آن الأوان لنفهم أن طرفي المعادلة الحقيقة لخلق التوازن المعقول هو في مساواة الطرفين مساواة عادلة غير منقوصة, والمرأة ليست بنصف عقل كما أنها ليست بنصف دين ولا أستطيع موافقة قول الرسول الكريم: "رأيت النار ورأيت أنّ أكثر ما فيها النساء" بكل أسف لا أستطيع قبول مثل هذا الرأي أو القول, وأرجو ألا يساء فهمي, فالمرأة مخلوق كامل النضوج والعقل والفكر والدين بل تفوق الرجل في ذلك بحكم عاطفتها ومشاعرها الرقيقة, لا بل تفوق الرجال في كثير من مجالات الإبداع الفكري والعلمي والأمثلة في التاريخ العالمي والعربي لا حصر لها, ولا أريد أن أجعل ردّي هذا مداخلة أعرض لأسباب وحالات أوأذكر لحلول أو مخارج لهذه الأزمة, متى كانت أزمة.
إن واجبا كبيرا يلقى على الرجال فيما يخصّ موضوع إنصاف المرأة, ولن يكون بمقدور المرأة لوحدها الخروج عن طوع هذه الهالة المقدسة التي أحاط بها الرجل نفسه رغما عن أنف المرأة, دون أن تنال مساعدة الرجل وتحظى بقبول ورغبة أكيدة وصادقة منه في أن يحاول تغيير نفسه أولا, ليس التغيير الحاصل وجوبه كامنا في المرأة أو منطلقا من المرأة. بل يأتي من الرجل كدعم وسند وحرّر للمرأة من قمقم أهوائه وتسلّطه غير المعقول بمصيرها, فهي لا تستطيع عمل شيء دون إذنه أو أخذ موافقته حتى في أبسط أمور حياتها! هل يعقل هذا, ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين؟ هل يكفي أن تتحرّر المرأة على الورق فقط؟ ويبقى الواقع الذي تعيشه ميؤساً منه لا أمل فيه إلا بإشارة من إصبع الرجل, وهي لن تكون إلا متى أراد هو ذلك؟
المرأة كائن اجتماعي له دور مؤثّر في الحياة أكثر من الرجل فحضانتها لأطفالها حضانة للمستقبل الذي ينتظرنا, وتربيتها لأبنائها هي تثقيف وتربية للأجيال القادمة ومتى كانت هذه المرأة منقوصة الكرامة ومعدومة الحريّة ومنتهكة الحقوق, فلن يكون بمقدورها مطلقا تنشئة الجيل السليم العقل والبنية الصحيحين. وكل من يقول غير هذا يحاول مخطئاً القفز فوق الحقيقة, وهو يضحك على نفسه أولا قبل أن يسخر ممّن يحاول إقناعه بمقولة أن المرأة قد نالت كامل حقوقها في هذه المجتمعات العربية والإسلامبة التي لا يعترف كثير منها بحقّها في العيش كشخصية مستقلة بل تابعة لميوله, لإرادته, لسلطانه, لظروفه, ولغير ذلك من مجموعة مقال لا نهاية لها. كان بودّي أن أسترسل في الكلام أكثر لكني لا ارى فائدة مرجوة من القول فالفعل هو الأهمّ وعلينا كرجال أن نمدّ جسور الثقة بيننا وبين المرأة ونعينها لتصل إلى ما وصلت إليه المرأة في المجتمعات المتحضرة بحيث بات الرجل خائفا على مستقبله في هذه المجتمعات. إن المرأة تستحق منّا كأبناء وكرجال وكأزواج كل الاحترام والمحبة وعلينا ألا نشفق عليها, فهي قوية بما فيه الكفاية وليست بحاجة إلى شفقة من أي نوع. إنّها بحاجة إلى الرحمة والرحمة أرادها الرب له المجد, ولولا التراحم لما كنت هنا يا عزيزي أبا الحكم ولما كنتُ عندكم ولما تواصلنا!
يجب أن نعترف بأن المرأة مظلومة ومن هذا الاعتراف والاقرار به يكون منطلقنا في بحث عن سبل كفيلة بإزالة هذا الغبن عنها, لأنها لا تستحقه, فهي إنسانة رقيقة ومضحية وتبعث على الراحة والسعادة لنا كرجال. فهل نكون قليلي الأصل؟ وناكري الجميل؟ وهاضمين لحقّها الشّرعي والإنسانيّ؟ جوابي لا وألف لا! علينا أن نعينها لتتمكن من الخروج من هذه الدائرة التي أُريد لها أن تعيش من خلالها وتتحرّك بداخلها وفق إملاءات رجّالية ليس إلاّ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:30 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke