Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > مثبت* خاص أشعار فؤاد زاديكه القسم الأول

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-02-2006, 10:22 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,876
افتراضي ترنيمة رحيلي

ترنيمة رحيلي


أيّتها المجنونة في صمت الأشياء
رسمتُ على شفتيك الجميلتين
ترنيمة رحيلي
ابتسامات تراكمت مع الزّمن
وثقلت تحت وطأة الانتظار
لم أكنْ أدرك أنّ جنونك
أحمق إلى هذه الدرجة!
كتبتُ من أجلك
أجمل قصائدي
ونزعتُ من عوالم فرحي
أطر خيالها الموشّى
بأصباغ التمرّد
والانطلاق الأهوج.
دخلتُ عالم روعتك الغريب
فصدمت بأني لم أكن الوحيد
الذي سقط القناعُ عن وجهه
وتغبّر حياؤه
وساءت سمعته
وتعفّن فساده
فسادٌ يزكم أنوف المارّة!
حاولتُ أن أعاتب نفسي
لكنّي لم أتمكّن
لم أقو على فعل ذلك
فكلّ المنافذ كانت مغلقة
وكلّ المآخذ كانت مُطرقة
أحسستُ بصغر حجمي
وحاولت الدفاع عن نفسي
على الرّغم من إدراكي
لخطورة خطيئتي
وجسامة خطئي!
تيقّنتُ أنّها ليست من الجرائم الكبرى
فهناك جرائمُ أفظع وأكبر وأوحش!
ارتكبتُ خطيئتي باسم الرّغبة في حبّ التملّك
والشهوة في تذليل المحبوس في أعماق ذاتي
منذ بدء سرمديّة الخلود
وانطلاقة صيرورة الكون.
ارتكبتها لدوافع لا تختلف
عن دوافعنا نحن الإثنين.
انتهى الوقت الممنوح
للاستمتاع بوقتي
وللتلذّذ بتسكيت رغبتي الموجعة!
إن على الطريق قارعين جدداً
يحملون قرابهم المملوءة
على ظهور رغباتهم الملتهبة
ليتخلّصوا منها
ويهربوا من عبء تحمّلها البغيض!

وفيما كنتُ أهمّ بالخروج
عثرتُ على صديق قديم لي
لم أره منذ زمن
لم أره منذ عشرات السّنين
فخجلتُ من نفسي
لم أتجرأ على التقدّم إليه
على التسليم عليه ومعانقته
على إشعاره بأني فقدت الكثير من كرامتي
في الموضع الذي سيلجه بعد قليل!
تمنّيتُ لو أستطيع التكلّم معه
لنستعيد بعضاً من دفء الماضي
ونستمتع بطيب ذكرياته
لأمنعه من الولوج.
أشحتُ بوجهي عنه كي لا يراني
وألف خنجر يغرس في صدري
وألف ذمّ ألوّن به بشرتي السّوداء
وألف قبح أكلّل به رأسي
التي سقطت تحت صولجان
الفروسيّة الممسوخة
والسلطة المشوّهة
والضعف البشريّ الآسن!
خشيت أن يتعرّف عليّ
من خلال تواتر أفكاري
وزحمة توتّري
فخرجتُ سريعاً ألهث خلف ضياع
أبحث عن نقطة ضوء صافية
مغرقة بالفرح
تملأ حزن أيامي
وعن قطرة أمان
تسقي براعم حيرتي الذّابلة!

وفيما كنتُ أسير ...
وأسير ... وأسير
على غير هدى
على هدي متاهة
زادت من متاهاتي
وعلى روع سفاهة
عمّقت في أخدود سفاهاتي!
أوقفني فجأة
قرع أجراس
لم تكن ببعيدة عنّي!
تأملتُ الجهة الصادرة عنها الأصوات
وأصغيتُ لوقعها يدخل رهبة
مشوبة بفرح لم أستطع
فهم محتواه
ولا فكّ ألغازه.
شعرتُ وأنا أدنو من المبنى
بأن قوّة هائلة
أقوى من كلّ قوى الكون
تشدّني بقوة اللّين
وتملأني بروح الرّفق
فشعرتُ بالكثير من الهمّ
الذي أثقلت ساعاته أجنحة الأمل
الذي أوشك شبه معدوم
في هيكل حياتي.
لم أتوان عن الاقتراب
وقرّرت أن أعبر أسوة بالباقين
وشعرتُ برهبة المكان
على الرّغم من تواضعه الملائكي الحزين
أحسستُ بالخوف الحقيقيّ
ولأوّل مرّة في حياتي.
لم أكن قد اعترفت لكاهن
في كل حياتي
بذنوبي ... بموبقاتي ... بمساوئي
كنتُ أنظر إليه وهو يتحدّث
ويصغي جميع الحضور إليه
بهدوء وسكينة وخشوع
كان هدوؤه هدوء الواثق
وكان اتّزانه اتّزان المقتدر
شعرت لأولّ وهلة
أنّ جميع أثقال العالم
قد انزاحت من على كاهلي!
وكانت موجة الارتياح التي غمرتني
تفوق حدود الوصف وإمكانيات التعبير!
كان ظلام تلك الليلة
لا يزال يحوم حول ذهني
في محاولة يائسة لإرجاعها إلى الماضي
الذي كان قبل قليل.
كانت كلمات العظة بسيطة
لكنّها فاعلة ومؤثّرة
ولها سحر أخّاذ
لا أعتقد أنّه من صنع بشر.
رآني الكاهن وأنا أفوت إلى الداخل
فتأمل وجهي الغريب
وتابع عظته
فأخذتُ مكاناً لي إلى جانب رجل عجوز
لم يحسّ بجلوسي إلى جانبه
لفرط التأثّر الشّديد بأقوال ذلك الكاهن
وكان الانفعال المريح
بادياً على سرائر وجهه
وقسمات جبينه
الذي أكل الدهر الكثير من شبابه
وترك عليه تعاريج أزمان
صارخة بالمعاناة والكدّ.
كان موضوع العظة
يدور حول طهارة النفس ونقاوة الجسد
وكنت أسمعه وكأنه يقول:
"طوبى لمنكسري القلوب
طوبى لمدركي أخطائهم
طوبى للرّاغبين في التّوبة"
ربّما لم يقل هذه الكلمات
لكنّي كنت أسمعها
تدخل إلى نفسي عميقاً
وتفعل فيها فعلا عجيباً رقيقاً
إنّها أخذت مكانها في عقلي
في قلبي وفي روحي ونفسي
في كلّ كياني
والذي كان بحاجة
إلى هزّة قويّة من هذا النوع!
خلق فيّ الإنسان الجديد
رأيت الكون والحياة
والناس بمنظار جديد
أحسستُ بالسّعادة الحقيقيّة
لا السّعادة الزّائفة والآنيّة.
أدركت وجوب المحافظة على طهارة الجسد
على عفّة النّفس
ليكونا متوازنين
فلا يجوز أن يختلّ التوازنُ بينهما
بفقد أحدهما أو بغلبة الآخر.
الاعتدال سنّة الحياة
والتوازن سبيل النجاح.

إنّه كان يوماً جديداً
شعرتُ بقوّة خارقة
تتفاعل في طيّات وجداني
وتصبّ في مرافئي
ماء معنويّات دفّاقاً
فأيقنتُ أنّني أستطيع منذ اليوم
فعل الكثير
لم أعد أحترم عبارة "مستحيل"
إنّها كانت البداية
التي حملتني برقّة
بصفاء ذهن وبقبول تامّ
إلى مذبح التكفير
من أجل عبادة روح الحقّ
الرّوح الصّالح لكلّ زمان ومكان.
من أجل أن يظلّ الجسدُ نظيفاً
لا تمسّه عفونة الشهوة
ولا تأكل منه طيور المتعة
وإلى أن تظلّ روح الحق تسكن فيه
فهو سيكون صلباً عنيداً منتصراً
أمّا متى غادرته
فهو سيعود إلى أصل خطيئته الأولى!
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-02-2006, 01:14 PM
الصورة الرمزية georgette
georgette georgette غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: swizerland
المشاركات: 12,479
افتراضي

ومن منا بلا خطيئة هيهات وثم هيهات
انما الروح القدس وجبروتها لها ان تشفينا من اثم الخطيئة وتنشلنا من تحت اثقال الذنب
ومن فتح قلبه للرب وادخل روحه اليه فلن يمشي ثقيل العبئ ومنحنى الظهر بل سيجد الراحة والاطئنان
اعجبتني كلمات هذه الاسطر والمعاني المخبئة بين طياتها
تسلم اناملك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27-02-2006, 03:23 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,876
افتراضي

شكراً عميقاً لمرورك الكريم والمفرح على النص يا أختي جورجيت
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22-03-2006, 02:58 PM
ديك الجن ديك الجن غير متواجد حالياً
Super-User
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 157
افتراضي حياك الله

مشكور استاذي الفاضل فؤاد على هذه الكلمات.... التي تُسمع من البعد البعيد وكانها ترنيمه من ترانيم الاديرة العتيقة حامله معها الخشوع والركوع ....((( من أجل عبادة روح الحقّ
الرّوح الصّالح لكلّ زمان ومكان.
من أجل أن يظلّ الجسدُ نظيفاً
لا تمسّه عفونة الشهوة ))))
تحياتي ومحبتي
__________________
رب ِ لِم َ أشقيتني وما اشقيت أحداً من عبادك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22-03-2006, 08:08 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,876
افتراضي

أشكرك كل الشكر يا أستاذ ديك الجن وفعلا غذاء الروح هو الأوفر حظا في الحياة والأكثر بقاء والأنقى عفة دمت لنا.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:25 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke