Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ تركيا > أدبيّات أزخينيّة

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-10-2018, 12:42 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,566
افتراضي قَلَع الوَدّ و فَلّتْ العجل بقلم/ فؤاد زاديكى

قَلَع الوَدّ و فَلّتْ العجل





بقلم/ فؤاد زاديكى






من المعروف أنّ الأمثال الشعبية لكل شعب هي عبارة عن عصارة خبرات متراكمة و تجارب كثيرة مرّت بها تلك الشعوب فصاغت أمثلتها من أحداث أو مواقف أو ظروف حصلت في وقتها, ثم بقيت تتكرّر على ألسنة الناس دومًا ولأزمان طويلة ممّا جعلها تترسّخ و تثبت و تصبح سائدة تتناقلها الأجيال, و الأمثال الشعبية هي تعبير عن حالة هذا الشعب أو ذاك فيما يخصّ و يشير إلى مدى مستواه الثقافي و الفكري و الاجتماعي الخ... و الشعب الأزخيني شأنه شأن الشعوب الأخرى فهو الآخر له أمثلة كثيرة متداولة نسمعها بين حين و الآخر تظهر و يتمّ ذكرهاعندما يقوم شخص ما بفعل يماثل هذا القول أو المثل و يتوافق معه من حيث المدلول.

نقوم اليوم بذكر واحدٍ من هذه الأمثال الكثيرة لدى شعبنا الأزخيني و هو مثل دارج كثيرًا و شائع يقول " فلان قَلّعْ الوَدّ و فَلّتْ العجل" بمعنى لم يكن له عملًا ليقوم به ففعل الشر مما عاد بالضرر على آخرين و لشرح المفردات فكلمة ودّ هي الوتد و الوتد (الجمع: أَوْتَاد) هو ما تثبت به الخيمة في الأرض، ويكون من خشب أو من حديد. والوتد ما ثبت في الأرض، أو في الحائط، من خشب أو حديد ونحوه، لدعم سور أو تثبيت خيمة أو ربط حيوان.

أمّا قصّة هذا المثل فهي أنّ الشيطان رأى نفسه ذات يومٍ هادئًا عاطلًا عن العمل, إذ لم يقُم بأيّ فعل سيئ كلّ هذا الوقت الماضي من هذا اليوم, فشعر بحزن كبير إذ كيف له أن يبقى دون أن يخرّب بيوت الناس أو يجعلها تختلف مع بعضها البعض بإثارة الفتنة و الفساد و غير ذلك من أعمال شريرة. و فيما كان ينظر من حوله فإذ به يرى عجلًا مربوطًا إلى وتد بالقرب من حقل مزروع بالقمح (الحنطة) و كانت قامات سنابل الحنطة عالية و رؤوس السنابل منحنية لامتلائها بالحبوب, فقال في نفسه لقد وجدتها, ذهب الشيطان على العجل المربوط فقام بقلع الوتد و فكّ الرّباط ممّا جعل العجل حرًّا, و حين رأى العجل حقل القمح شعر بجوع قوي و رغبة بالاقتحام, فأسرع على حقل الحنطة و بدأ يأكل حتى شبع و من خلال الحركة غير المتزنة من العجل كان يتلف بطريقه كل سنابل القمح التي كانت أمامه, مّما تسبّب بأضرار بالغة في المحصول, وفي تلك الأثناء قدم أصحاب الحقل فشاهدوا ما آل إليه زرعهم فثارت ثائرتهم و هجموا على العجل عاملين على ضربه بكل الأدوات التي كانت بحوزتهم على أن انتهى أجله و سقط صريعًا و هو يطلق أنفاسه الأخيرة.

قدم أصحاب العجل في تلك الأثناء ليأخذوا عجلهم إلى البيت فشاهدوا العجل ملقى على الأرض ميتًا. فغضبوا لذلك هم هجموا على جماعة الزرع ودارت بين الطرفين معركة بالسكاكين و الفؤوس و كلّ ما كان متوفّرًا لديهم حتى أنّ حصيلة هذا الشجار كانت سبعة قتلى من الطرفين

و كان الشيطان الملعون يراقب كل ما جرى و حين وصل لغايته ارتاح قلبه و غادر ليحبك مؤامرة جديدة في مكانٍ آخر.




و أردت هنا أن أعيد كتابة النصّ باللهجة الأزخينيّة لأنّ مثل أزخيني معروف لدينا: فيَومْ مِليِّمْ الشيطان أرى روحو بَلا شِغِل و عمَلْ هَو احتَمَل, قال شَروحو ميسير هيك أشلون أتيق ابقى بَلا ما أفَلِتْ فِطنة و فَساد و أخلّي النّاس تقيتِلْ و أخرّب بيوتنْ؟ لازم أخَلّي الكَنّة تقوم عَلْحَميتا و السّديق يخون سديقو الخ... المهمّ فكّر بوش و طَلّعْ حَولو أرى هَونَك عجل كو مشدود فِوّدّ قِدّا دَقّية أرظ مظروعة حنطة ما شالله كو قامت شيقانا قامِه, و روصين الحنطة كو تعَبَّوا فِرِيكِه.

قام الشيطان راح عند العجل قَلَع الوَدّ من الأرظ و فلّت العجل صار حرّ ويجا مِنِه يتيق يمسكو چاخِلْ (عندما) أرى(رأى) شيقان الحنطة و جوفو كو تقَرْقِرْ مِجّوع, قام فِلِتِلك فهاك الحنطة (هجم عليها هجوما كاسحًا) عَبّا كِرشو إلى تاق و مو بس گيا (هكذا) تَرّس عَلْهَوك الشيقان الملّلين سَوَهِنْ أرظ (جعلهم بمساواة الأرض)

بعد مِدّكِه من الوقت جَوا صاحبين الحنطة أشْ يرون. أروا العجل كو تمّ الحنطة و كو داس عليا و مَنْدَرا كما المندرونة چاخِل كان نْمندِر فيا لِسطوحات شَلا يوَكفون م المطر. قامو حطّوا فالظربات عالعجل على صار مِشطاح وتحلّق لاشِه (جثة) فأصارو (في مكانه) ما فات نص ساعة زمن و كَرّا جَوا صاحبين العجل و أرَوا عجلن كو ميّت عرفوا القصة قاموا هجموا علصاحبين الحنطة هازا يظرب (يضرب) شَهاك (لذاك, ذلك) و هاك يظرِبْ شلّخ (للآخر) المهم مو طوّل عَلَيكن القصّة سبعة إنقَتَلوا فهاك اليوم هونك بين الحنطة و الشيطان الله - يلعنو ألف كرّة - كا واِقف يِري كلشي و مبسوط عالأربعة و عشرين فادو بِرِد و بعدين قال شَروحو (يخاطب نفسه) شغلي هَونْ خلّص لازم أروحْ لغير موظع أريلي صَيدِه جديدِه. و هايِه كانت قِصَة مَسَلنا (قَلع الوَدّ و فَلّتْ العجل). و الله يرحم ميتيكن و يطوّل فِعِمركنْ. ورِحْنَا و جِيْنَا مِنْ هَونَكْ ما عَطَونا شي (هذه عبارة كنا نرددها على الدوام بعد الانتهاء من حكاية القصص).
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:56 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke