Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-10-2010, 08:48 AM
ابو يونان ابو يونان غير متواجد حالياً
Power-User
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 162
افتراضي كتاب الحقائق الإيمانية للمهندس بشير يونان / ج 17

الجـــــــــــــــــــزء السابع عشـــــــــــــــــــــــــر
----------------------------------------------


يسوع في العهد القديم



المسيّا المنتظر
الحقبة الأولى: إن مجئ السيد المسيح له المجد ولأجل عملية الفداء الخلاصية, ما هو إلاّ خطة الهية كانت مرسومة عند الله منذ الأزل. وليس تمادياً إن قلنا أنها كانت في فكر الله قبل أن يخلق آدم وحواء!.لأن الله عزّ شأنه هو العليم في كل شئ وعلام الغيوب منذ الأزل وإلى الأبد. وله العلم المسبق بخطية أبوينا آدم وحواء, حيث جعل لهما الإرادة الكاملة وحرية الاختيار !. لذلك ارتأت حكمته غير المتناهية, ومحبته أللاّ محدودة, بتهيئة خطته الخلاصية, التي كانت بتجسد (الكلمة) الله الابن, وظهوره بالجسد. ليدفع صك غفران خطايا آدم ونسله, ويسترجع هذا الأخير إرثه – الذي كان له, وخسره بتجاوزه على الوصية - في ملكوت السموات !.
وبُعَيد خروج أبوينا آدم وحواء من الفردوس إلى أرض الشقاء والأتعاب, شاعرين بالخجل والعار من فعل المعصية التي ارتكباها. وكأني بهما فقد أصيبا باليأس والقنوط, وانتابتهما حالة الشعور بمرارة الذنب العظيم !. ممزوجا بالرغبة الصادقة في التوبة والرجاء بالمصالحة مع الله!. وليس بغريب بأنهما أوحيا لولديهما هابيل وقايين بتقديم محرقة ترضية !, وذبيحة مغفرة لله (تك3:4-4). وبغض النظر عن التفاصيل التالية لهذا الحدث. فقد بدأ الرجاء في نسل آدم يزداد رويداً رويداً, وجيلاً بعد جيل ليصل ذروته في ملء الزمان حيث تتهيأ البشرية لقبول تجسد الكلمة, وظهور الله بالجسد !.

بنفس الوقت فقد تعامل الله بمحبة فائقة ومتميزة مع بني البشر, ولذلك بدأت تنقشع دياجير الخيبة والقنوط بإشعاعات الأمل المتتابعة, واستبدل اليأس بالرجاء الذي منحه الرب الإله من خلال مسيرة شعبه في العهد القديم, بالأنبياء والتشريع والوصايا, والألغاز, والدعوة الصادقة, والمعجزات الفذة !. وبقيت البشرية متذبذبة بين الشك واليقين. بالتقرب من الله حيناً والابتعاد عنه أحياناً كثيرة . من آدم وإلى أيام أبينا نوح. وفي أيام نوح قدم الله إنذاراً لخليقته, للتوبة والعودة إليه, ولكنهم لم يرعووا. حيث كانوا مصرين بأنفسهم الابتعاد عن الله وعدم الرجوع إليه, فحمي غضب الرب عليهم وعاقبهم, إذ تخندقوا مع المهلك بإرادتهم فأهلكهم !.
وبعد الطوفان ومع غصن الزيتون, الذي كان بمثابة البذرة الحقيقية للإيمان في القلب البشري آنذاك. استمرت الوعود الإلهية, وخطوات التهيئة الخلاصية, حتى وصلت عهد أبي الآباء أبينا إبراهيم, الذي فيه أُعتبر عهد الرجاء والبر والإيمان. وبحسب ما يخبرنا به الكتاب المقدس بأن هذا الرجل العظيم, لم ينقطع رجاؤه حتى في شيخوخته وعقم زوجته. وما برح يرجو نسلاً كعدد نجوم السماء وحبات رمل البحر. ولم يحاول يوما بأن يفهم كيف سيكون هذا, بل بالإيمان قبله وفَهِم وكان له ذلك براً . حيث كان يرجو بإيمان مطلق بأنه سيكون فكان ؟!.

ولا بد لنا من التوقف بمحطات مهمة في مسيرة أبينا إبراهيم:
1ً- الكاهن ملكي صادق: هو ملك شاليم (أورشليم), ومعنى اسمه ملك العدل أو ملك السلام (تك18:14-20), وبنفس الوقت كان كاهن الله العلي. خرج ملكي صادق للقاء إبراهيم في شوي - بعد انتصار الأخير في معركة تحرير ابن أخيه لوط من سبيه -. وقدم له خبزاً وخمراً وباركه, وبالمقابل أعطى إبراهيم عُشر الغنائم لملكي صادق.
جاء بالتفسير59 : كان ملكي صادق رمزاً للمسيح (عب3:7) والرمز هو حادث أو تعليم في العهد القديم, يتصل اتصالاً وثيقاً بما فعله المسيح, حتى إنه ليوضح درساً عن المسيح. ويقول الرسول بولس في (عب7) عن ملكي صادق إنه كان رمزاً للمسيح. و يعتقد الكثير من علماء اللاهوت أن ملكي صادق كان ظهوراً للمسيح على الأرض في هيئة جسمية مؤقتة !.
واُعتبرت رتبة الكهنوت عند ملكي صادق ويسوع المسيح خاصة لأنهما ليسا من سبط لاوي, بلا بداية ولا نهاية. وهما ملكا البر والعدل والسلام.

2ً- أسحق الذبيحة: بعدما بلغ أبونا إبراهيم التاسعة والتسعين عاماً من العمر وزوجته سارة التسعين, وقد عاشا كل هذه السنين حياة الإيمان والرجاء. وحين آن الأوان تم وعد الله ورزقا بولد ادخل البهجة في صدريهما, فاعتلت البسمة على الوجوه من الإعجاب بالإعجاز والفرحة فأسمياه "اسحق" أي الضحك (تك13:18-14). وبعد كل هذا الفرح وسعادة المطمئن بإتمام الوعد الإلهي. لم يتردد هذا الأب بل بَكَّرَ صباحا لتقديم ابنه اسحق ذبيحة حية مرضية للرب !!. (تك3:22). ولم يسأل لماذا أعطاني إياه الرب ولماذا يريدني أن أقدمه ذبيحة أمامه ؟؟. (هذا هو الإيمان الحقيقي المعزز بالتسليم). ولكن الله كلّي الحكمة, فائق المحبة والرحمة, لم يشأ أن يقدم إبراهيم ابنه كذبيحة لسببين. الأول, الله لا يقبل أن يقدم الأولاد كذبائح, كما كان يفعل الكنعانيون عصرئذٍ. والثاني, كون ابن إبراهيم هذا هو من نسل آدم, فهو لا يخلو من الخطية الأصلية, وبذلك لا يمكن أن يكون أُضحية فداء, حيث يشترط أن تكون الأُضحية بلا عيب !.

3ً- ألفديــــة: لقد أعدّ الله جلّت حكمته الفدية منذ البدء. حمل الله, الذي بلا عيب (أش9:53), فأرسل الله كبشاً لإبراهيم بدلاً من اسحق ابنه (تك1:22-13). لأن الله كان مسروراً, بإيمان إبراهيم وطاعته60 ,أكثر من سروره بالقربان ومنزلته !. ولذلك استبدل تلك الأضحية بالحمل. فكما هيأ الله بديلاً لإبراهيم عن ابنه, هكذا سيهيئ لجميع الناس قرباناً كاملاً وكافياً للخلاص من الموت والخطية.
فالسيد المسيح هو الكاهن (الذي كان يقدم الذبائح عن الناس في العهد القديم) وملك البر والعدل والسلام كملكي صادق. وحمل الله الحامل خطايا العالم, كالخروف المذبوح.
إن الحقبة الزمنية التي عاصرت أحداث العهد القديم لما احتوته من الرموز والدعوة الإلهية والنبوات الكثيرة والعديدة, التي تجاوزت الثلاثمائة والثلاثين نبوة, ومنها بالتخصيص ما يزيد عن الستين نبوة, تنطبق حصراً بالسيد المسيح. كل ذلك كان تمهيداً إلهياً لمجئ المسيح المخلص. وبذلك يمكن اعتبار هذه الفترة هي الحقبة الأولى من العهد القديم التي قدمت لمجئ يسوع المسيح.
الحقبة الثانية: تبدأ هذه الحقبة اعتباراً من عهد نبوة ملاخي, القرن الرابع قبل الميلاد وإلى مجئ مار يوحنا المعمدان. مروراً بالمكابيين, القرن الثاني قبل الميلاد. وقد تميزت هذه الفترة بأن اتخذت أفكاراً خاصة عن شخصية السيد المسيح وكينونته المرتقبة. لما عاناه الشعب اليهودي من اضطهادات الاستعمار الروماني وقسوته وبطشه. ولذلك كانوا يرتجون شخصية المسيّا الآتي بالصور التالية:

1- شـــيلون: لقد تبلورت فكرة مجئ شيلون (المسّيا المنتظر) وخصوصاً عند الصدوقيين وقسم من الفريسيين والناموسيين, بأن سيأتي شيلون (المسيح) ليحررهم من عبودية الرومان (موسى الثاني!), كما حرر الله أباءهم من عبودية المصريين. وسيكون ملكاً ارضياً عظيماً. ذا سلطة سياسية واسعة وقوة عظيمة, وبالتالي سيسودون هم على الأمم, بسيفه وصولجانه. ولا ريب فإنهم قد تمادوا في أحلامهم وكبريائهم بمستوى الشعب المختار!. علماً أنهم لم يفهموا المقصود بهذا الاختيار, والذي كان يعني أن من هذا الشعب, ومن احد أسباطه, ومن نسل امرأة عذراء, سيولد المسيّا (المسيح). وكل من يؤمن به ويتبعه سيكون مختاراً أمام الله. ومن جمع أولئك المؤمنين المختارين, سيكون شعب الله المختار!. علما أنه كان استعدادهم أكيداً, لقبوله والانضواء تحت رايته, لو جاء ملكاً دنيوياً, يسود بالسيف ويحكم بالصولجان. ولكنه جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله.(يو11:1)

2- الملك المنقذ: لا يخفى على قراء الكتاب المقدس, خصوصا أولئك الذين يتتبعون الأمور بعناية, قد لاحظوا في الفترة التي سبقت ميلاد السيد المسيح, أن الشعب اليهودي قد تأثر بالثقافات السائدة للأمم في ذلك الوقت, وامتزج معهم بعاداتهم وعباداتهم. ولذلك كانت حالة الشعب الروحية حالة بائسة, لانغماس معظمهم في العبادة الوثنية, فذبحوا وأوقدوا على المرتفعات وعلى التلال. المتوقدون إلى الأصنام تحت كل شجرة خضراء, القاتلون الأولاد في,الأودية61 , وغير هذا الكثير مما يصفه العديد من أنبياء تلك الحقبة في العهد القديم من حالة العصر الروحية وصفاً مؤلماً وصادقاً. حيث تفشى الرياء, وكسر السبت, وسفك الدم, وطغى الظلم والجور والخداع, وإهمال العبادة في الهيكل, والتبخير لآلهة أخرى, وتقديم لحم الخنزير وأكله. فلا غرابة إن كان الغيورون المتبقون من الشعب, يرتجون بشوق المتلهف في مجئ ملك ينقذهم من هذه الرجاسات ومن عبادة الأوثان وعبودية الرومان. ومن ثم يشفيهم من,أمراضهم,وأسقامهم(أش5:53). يريحهم من أتعابهم ويرفع عنهم الهموم والضيقات. فكان انتظارهم لمجيئه بفارغ الصبر والشوق الشديد. بدليل عند بدء كرازة الرب يسوع المسيح, التفت حوله وتبعته جموع غفيرة من الشعب. ولم تكن لديهم أدنى فكرة, من أن هذا الملك سيصلب أو يهان!. ولذلك نرى أن كل هذا الكم من الجموع الغفيرة ارتد متقهقراً أمام الصليب, بين العجب وخيبة الأمل والدهشة والحيرة والذهول. ما عسى أن يكون هذا الجبار (المنتَظَر!) مرفوعاً على خشبة الصليب؟. أو ما هذا الطبيب الذي شفا جراحات وأسقام الكثيرين, وهو ينزف دماً غزيراً من جسده المقدس من رأسه من يديه من جنبه حتى قدميه؟!.
ولم يبق من تلك الجموع سوى بضع مئات من الراسخين والتلاميذ, أمينين للنهاية, مبتهجين بحقيقة القيامة, مواصلين إتباعه حتى الشهادة!.

3- ألمخلص..ملك الفردوس: أنها فئة مختارة تسامت بالروحانيات عن مفاهيم أبناء عصرها, أولئك القلة المؤمنة, الذين لم يعيروا لأمور الدنيا اهتماما. حفظوا الوصايا وسلكوا حسب نواميس الله. استذكروا الأسفار, وأدركوا عظمة المنتظر الآتي, فاشرأبت أعناقهم انتظاراً, بشوقٍ منقطع النظير. كل رجاؤهم ومناهم, النعيم في الحياة الأبدية, والخلاص من أتعاب هذا الجسد الفاني وهموم الحياة الدنيا.

ومن أبرز شخصيات تلك الحقبة, مار يوحنا المعمدان, وحنة النبيّة, والقديسة الطاهرة العذراء مريم, وقد تقدم في الإعلان عن إيمانه: سمعان الشيخ – الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. لأن عيني قد أبصرتا خلاصك. (لو29:2-30)- ويطلب الإطلاق من الطفل يسوع نفسه !. وهو تصريح خطير بل اعتراف إيماني واضح, يعني في مضامينه, أن ألآب والابن والروح القدس إله واحد, واحد بالجوهر, واحد بالطبيعة, واحد بالإرادة (ولهذا طلب الإطلاق - من طفل رضيع - ... وهو يعرف من هو المحيي والمميت !). لقد نطق هذا الشيخ الطاعن في الأيام بكلمات نبـوية تتضمن العقيدة, بوحي من الروح القدس ! . ويعني ثانيا أن لاهوت وناسوت الرب يسوع المسيح لم يفترقا إطلاقاً من أحشاء القديسة مريم العذراء وحتى صعوده إلى السماء !. إذ يخاطبه الشيخ الطاعن في السن بالسيد (الله) وهو طفل مقمط !!.
كان إيمان هذه الفئة بأن مجئ السيد المسيح (المسيّا) سيجعل الناس لا يهابون الموت, ولن يشعروا بآلامه. بل رأوا في الموت انتقالاً من سجن وقيود الجسد بأتعابه وآلامه, إلى عالم الروح الممتلئ بالراحة والفرحة والسلام مع المسيح, في مملكته السماوية وفردوس النعيم. ولا شك بأن هذه الفئة هي الشريحة المؤمنة التي عاشت العهدين القديم والجديد, في حياة الجسد. حياة العهد القديم بوعود الرب ورجائه الصالح, وحياة العهد الجديد بتحقق هذا الوعد الإلهي, في مجئ المخلص الحقيقي, والمنقذ الوحيد للروح والجسد !.


====================

اطار 20

* لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها, ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً. وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوقٌ لأجل آثامنا, تأديب سلامنا عليه,
وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا, ملنا كل واحد إلى طريقه, والرب وضع عليه إثم جميعنا.
ظُلِمَ أما هو فتذلل ولم يفتح فاه, كشاةٍ تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه. ...
من تعب نفسه يرى ويشبع. وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها. أش4:53-11,7.

* فاعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعا,
يعود ويبني سوقٌ وخليجٌ في ضيق الأزمنة. دا25:9.

====================




من هو المســيّا
بحسب مفهوم أسفار العهد القديم عند اليهود
وتفاسيرهم
قبيل زمن مجئ الرب يسوع؟


كتلخيصٍ نقول:
إنه الملك الجبار, ملك الملوك, ملك الجنود !, الذي سيقود جحافل الأسينيين في حرب العبور والتحرير. موسى الجديد الذي سيحرر الأسباط الأثني عشر من عبودية الرومان !. وهو ملك الصولجان والديوان, الذي سيتصدره الصدوقيون ويسودون !. الملك النبي. الملك الكاهن, كملكي صادق وكالملك داود.
الذي سيتبارى بين أروقة الهياكل الكتبة والفريسيون, تباهياً باسمه وسلطانه ووجاهته وقوته وجبروته. وهو ملك الفردوس والجنان الذي سيجازي الشهداء والمضطهدين في يوم الدين. وهو الملك الرءوف الذي سيريح البشرية من أتعابها وأسقامها. إنه ملك البر والسلام.
ولكن خاب فألهم إذ غاب عن ذهنهم, أنه كبش إبراهيم الذي أعدته الحكمة والمحبة الإلهية لفداء أولاد آدم وأبناء إبراهيم والبشرية !. وأنه وسيط المصالحة الوحيد بين آدم ونسله وبين الله !. وأنه حامل أحزاننا, محتمل أوجاعنا, مجروح لأجل معاصينا, بحبره سيشفينا. الآية المعطاة لنا من السيد نفسه. ابن العذراء (نسل المرأة) الذي سيسحق رأس الحية !. شيلون, المسيّا المنتظر. الملك المخلص. الملك المنقذ. الملك المصلوب. الملك الفادي. ابن الإنسان !. الملك ابن داود. هذا هو الملك العظيم الذي مملكته ليست من هذا العالم, ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ابن الله الوحيد. الذي جاء لخاصته وخاصته لم تقبله!.



من هو يسوع المســيح
بحسب ما فهمه التلاميذ والإنجيليون
وقدموه
عبر أسفار العهد الجديد


من خلاصة ما سبق, استنتجنا من إثباتات أسفار العهد القديم, أن الله تبارك وجلَّ وعلا بمحبته, أكد لنا بأنه سيرسل مخلصاً للبشرية, مثبتاً لصفاته ومميزات شخصيته, من خلال الرموز والنبوات والوعود, التي كانت بمثابة إشارات واضحة تشير إلى شخصية محددة ومعينة, بصيغة لا تقبل البديل !. وهي مطابقة بشكل مذهل, ولا يقبل الشك البتة, شخص الرب يسوع المسيح !.
أما إمكانية التغيير والتزوير في تعيين هذه الشخصية, فذاك بحكم المحال !. لأن آخر ترجمة للعهد القديم تمت قبل مجئ السيد المسيح بمائتين وخمسين عاماً تقريباً. وحسب ما يخبرنا التقليد أن سمعان الشيخ كان أحد المترجمين!. والسؤال الذي يفرض نفسه, هو لمصلحة من و لأي قصد سيكون ذلك التغيير؟ لو حصل؟!.
الجواب, هو أنه لن يستفيد منه أحد يومئذٍ, و حقيقةً لم يحصل البتة!. إذاً أي تغيير أو تحوير في أسفار العهد القديم أمسى مستحيلاً. بعد هذا نرى إعلانات الروح القدس, تعلن تباعاً عن تحقق الوعد الآلهي بأسفار العهد القديم, على لسان رجال الله القديسين, بدأً بسمعان الشيخ, يوحنا المعمدان, الإنجيليين الأطهار, وأخيراً القديس يوحنا الحبيب في سفر الرؤيا.
+ الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. لأن عيني قد أبصرتا خلاصك. (لو29:2-30)
+ وقال له أنت هو الآتي أم ننتظر آخر. (مت3:11)
+ فدعا يوحنا إثنين من تلاميذه وأرسل إلى يسوع قائلاً, أنت هو الآتي أم ننتظر آخر. (مت3:11)
+ يوحنا شهد له ونادى قائلاً, هذا هو الذي قلت عنه, أن الذي يأتي بعدي صار قدامي, لأنه كان قبلي. (يو15:1)
إنه إعلان تأكيد لحقيقة, أقرتها كل الوقائع التاريخية والإيمانية, مقرونة بالحجة والبرهان الجازم, أنه آن الأوان لظهور شخصية التاريخ الأولى (الوحيدة), محددة الأوصاف, محددة المميزات, محدد زمن مجيئه, محدد مكان ظهوره, ....والخ. ألا وهو الرب يسوع المسيح. والجميع كانوا, يعرفون هذه الثوابت فانتظروه !.
لقد كان اليهود, يومئذٍ متوقعين ظهور (المسيّا) السيد المسيح, وبشوق لا يوصف. إذ أنهم من شدة شغفهم, ولهفة انتظارهم, لم يصدقوا أنفسهم, حين بدا لهم بصيص شعاع الأمل بالمؤشرات المعطاة لهم. بل أرادوا أن يختزلوا الزمن لمعرفة حقيقة يسوع. وخصوصاً عندما تزامنت الأوقات مع بعضها البعض, حيث كان ظهور مار يوحنا المعمدان (هأنذا أرسل ملاكي فيهيئ الطريق أمامي ويأتي بغتةً. ملا1:3), الدليل القوي والمؤشر البارز, على أن مواصفات وصفات السيد المسيح كانت مرسومة بصورة واضحة لدى كل متتبع ومترقب. فلم تلتفت الأنظار إلى يوحنا المعمدان باحتمال كونه (المنتظر) . بل على العكس نرى أن تلاميذ المعمدان, يسألون معلمهم بلجاجة, ليخبرهم بالخبر اليقين. ونزولاً لرغبتهم الملحة يرسل اثنين من تلاميذه ( ولا نشك البتة بأن المعمدان قد أعلم تلاميذه بكل صفات ومواصفات المسيّا المنتظر ومعجزاته مسبقا !) للاستفسار من صاحب الشأن نفسه !. فماذا كان جواب الرب يسوع؟ . اذهبا واخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران !.(مت4:11) وطوبى لمن لا يعثر فيَّ (مت6:11)!. ولا بد من محاورة في الاحتمالية التي تفرض نفسها:
 هل كان المقصود بالإشارات النبوية الواردة بأسفار العهد القديم من ظهور شخصية تتطابق بمواصفاتها نصاً ومضموناً مع شخصية الرب يسوع المسيح؟ أم لا؟. بكل ثقل رموزها, ودلالاتها, وصريح عباراتها, وتوقيتها الدقيق, كما جاء في (دا25:9).
 نعم ! ... ولا جواب سواه.
 أجل لقد تعين بقوة في أسفار العهد القديم .. مجئ المسيّا .. وظهور السيد المسيح.
 وأمسى هذا المجئ ضرورة قصوى لمصداقية العهد القديم !.
 فهل كان ذاك الشخص المدعو يسوع المسيح الذي ظهر في التاريخ قبل ألفي عام هو نفسه المقصود ؟ أم آخر ؟.
 وإن لم يكن هو, فمتى سيأتي الآخر يا ترى ؟.

لقد ارتكب الربابنة اليهود خطأً شنيعاً, لأنهم لم يجمعوا, كل آيات الكتاب المقدس التي تحوي النبوات والرموز, ليرسموا صورة ذلك المخلص الملك الجبار, الذي اُقتيد كشاةٍ للذبح !!. وبقيت نفس المشكلة إلى يومنا هذا, وهي عدم تمكن البعض من استيعاب الحقيقة الواقعة, وهي أن هذا المخلص يصلب .. ليصبح صلبوته رمز خلاصنا !. وهذه الحقيقة لا يمكن استيعابها إلاّ بالإيمان .. والإيمان المطلق وحسب !.

هل دونت أسفار العهد الجديد بغاية توليفية وتوفيقية ؟ :
أستميحك عذراً عزيزي القارئ, إن تكررت بعض الجمل أو الفقرات, التي اضطررنا لها, لأهميتها أولاً, ولتأكيدها ثانياً.
إن جميع المؤشرات التي ذكرت على ألسنة الأنبياء وأسفار العهد القديم, وبأية صيغة جاءت, فإنها تعلن عن مواصفات السيد المسيح (المسيا المنتظر). ولا نبالغ القول, فإنها تنطبق تماماً وشخصية الرب يسوع المسيح. الذي وصلتنا أخباره وأنباؤه عبر أسفار العهد الجديد.
فهل كان ذلك التطابق وضعياً - أي توليفياً وتوفيقياً - ومقصوداً من قبل الإنجيليين الأطهار ..؟ ولكن من أين لأولئك الناس البسطاء, الأمناء, أن يأتوا بأخبار تحققت لم تكن في علم الإنسان المسبق أو مقدوره. كمكان الميلاد وميعاده وطريقته, وخيانة يهوذا وطريقة موته !, ومواقف الناس من موته, وطعن جنبه, ودفنه,و..,و.., الخ !. وهل يمكن أن يكون ذلك مجرد محض صدفة62 ؟. ومن هذا الكم الهائل من النبوات والرموز التي تشير إلى السيد المسيح في أسفار العهد القديم, يتضح لنا بالدليل والبرهان القاطع بأن الرب يسوع الذي أخبرتنا به أسفار العهد الجديد, هو هو نفسه المسيّا الذي أنبأت عنه أسفار العهد القديم.
وربَّ سائلٍ يسأل:
ربما قد تم تدبير ذلك في أسفار العهد القديم ؟ ولكن
لمصلحة من سيكون هذا التغيير والتدبير لو كان ؟
نكرر ونؤكد جازمين أن هذا الاحتمال ولد ميتاً !.
لأنه وحسب ما معروف عن الكتبة اليهود, وعلى مر السنين, أنهم حافظون الأسفار, حتى عدد أحرفها !. وأن آخر ترجمة قد تمت كما سبق القول قبل أكثر من مائتين وخمسين سنة قبل مجئ المسيح. مما سبق يتبرهن لنا:


====================

أن شخصية الرب يسوع المسيح التي ظهرت على الأرض قبل أكثر من عشرين قرناً من الزمن.
هي شخصية حقيقة صحيحة جاءت طبقاً للشخصية التي عينتها "أسفار العهد القديم والأنبياء" !.
وكرزت بها وقدمتها "أسفار العهد الجديد" !.

====================


===========================

الجزء السابق

الجزء الأخير


===========================




الهوامش :
----------------------------------
59 / التفسير التطبيقي ص 39
----------------------------------
60 / المزمور51
----------------------------------
61 / 2ملو4:16و أش5:57
----------------------------------
62 / للمزيد راجع كتاب – برهان يتطلب قراراً – جوش ماكدويل – ص207-209 وص 173
__________________
أبو يونـــــــان
________
الله محبـــــــة

التعديل الأخير تم بواسطة ابو يونان ; 03-10-2010 الساعة 08:42 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:34 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke