جسد المرأة مستعمرة اجتماعية

[الياس زاديكه]

جسد المرأة مستعمرة اجتماعية ام دولة

سحر ابو ليل

جسد المرأة مستعمرة اجتماعية ام دولة مستقلة؟
لا يختلف اثنان على أن الله عز وجل خلق الكون بإتقان رهيب لا يخطر على قلب بشر واعظم صورة هي صورة الكون ولكننا لا نختلف أيضا على أن الله جميل يحب الجمال فما بالك عندما نتحدث عن المرأة ؟ لوحة طبيعية لا يهم لونها كانت سوداء أم بيضاء أو ما بينهما، بستان يحوي العديد من الزهور وكل زهرة لها لونها وعبيرها وعطرها، فربما تكون العينان قرنفلتين أو الابتسامة زهرة فل فوق جبل وحتى النهدين ربما يكونان توليبا أو غردينا تتوسطان ذاك البستان وتزينها لا يهم ما نوع هذه الأزهار فما من أحد منا لا يهوى ألوان الورود وعطرها بالأخص بعد تفتحها لكن هل كلما أعجبنا بوردة يجب أن نقطفها؟ وهل تلك المرأة إذا ارتدت فستانا او تنورة قصيرة صار يحق للرجل تخيلها بقميص النوم بين يديه ومحاولة جرها كأي زانية إلى الفراش ؟
نعم لكل ديانة قوانينها وأصولها الشرعية وكل إنسان/ة منا بالغ- ناضج – عاقل يعرف تمييز الصح عن الخطأ والحلال من الحرام وكل امرأة جميله مهما كانت درجة جمالها ،إن كانت بالجمال الساحر التي تصدم الناظر إليها كالإعصار تماما أو بنعومة النهر الجاري فهي تعتني بذلك وتحاول إظهار هذا الجمال بلباسها أو مكياجها او أي نوع من الزينة النسائية وكل واحد منا له نظرته الخاصة بالجمال ولن اطرق هذا الباب فقد طرقه ابن حزم الأندلسي وفصل معايير الجمال في كتابه طوق الحمامة بوصف شديد الدقة، غير أنى أحاول أن افهم بدرجة ذكائي المتواضعة...لماذا يحاول بعض الرجال خلق المبررات الضعيفة التافهة لتصرفاتهم المتناقضة الطفولية،فقد تجد الواحد منهم يجلس بالساعات أمام التلفاز أو الإنترنت ليشاهد سيقان هذه الفنانة أو صدر تلك..وعندما ترشح فتاة من مدينته العربية نفسها لمسابقة ملكة جمال أو ما شابه تجده يسبها ويسب عائلتها، وهو بنفسه يبحث عن الجمال فإن كان الله جميلا يحب لمسابقة ملكة جمال أو ما شابه تجده يسبها ويسب عائلتها، وهو بنفسه يبحث عن الجمال فإن كان الله جميلا يحب الجمال فلماذا نعارضه؟واني لا أعطى شرعية بمقالي هذا للعري والتعري إنما صرت على يقين أن العديد من الرجال يعانون من الانفصام في الشخصية وهم حسرتي عليهم على غير علم بذلك.
ما اشد غضبي حين سمعت ذاك الرجل يقول بعدما رأى فتاة ترتدي لباسا مغريا بعض الشيء وادعى انه من حقه اغتصابها فهي التي تدفع هورموناته إلى إظهار الحيوانية المتوحشة الساكنة فيه؟ واني لاستغرب منكم يا معشر الرجال فلماذا تعتقدون بأن من حقكم مضايقة فلانة أو اغتصاب علانة فقط لارضاء شهواتكم وامتاع أنفسكم المريضة؟أصار جسد المرء تلك الشماعة التي تعلقون عليها شذوذكم ؟
كل رجل اليوم قد يجيبك بأن يعتدي على فتاة او يحاول ذلك يدعي ان لباسها القصير أو المغري هو الذي دفعه لسحبها إلى السرير! الهذا الحد صار تفكيرنا تافها؟ لا ينكر أحد منا أن لجسد المرأة ولباسها دورا في اجتذاب الرجل كما لآي وردة أو فراشة قد تجذب ذكرا ...لكن انحن حشرات ام حيوانات؟ ألم يخلق الله لنا عقلا نفكر به حتى نكبح جماح شهواتنا وعواطفنا؟ثم من أعطى الحق والشرعية بقطف هذه الوردة او شم تلك؟
لكل أنثى كيانها وعالمها الخاص وجسدها هو جزء من هذا العالم وهي وحدها لها حرية التصرف به بحسب ما تسمح مفاهيمها وعقلها واخلاقها، ولا يحق لأي إنسان فرض سلطته على هذا الجسد سوى صاحبته المستقلة بعقلها ونضوجها الجنسي والاجتماعي والأخلاقي ، فحتى تلك الزوجة إن لم ترغب بمعاشرة زوجها في تلك الليلة فمن المفروض أن يحترم ذلك ولا يتفنن باغتصابها...
نحن لا نستطيع القول أن المرأة هي جسد فحسب فهي انسانة أولا لا وبل لها روحها الملائكية وهذا ما لايفهمهه العديدون، إذن يا سادتي لم لا نربي بناتنا كما ينص علم التربية الحديث من روسو حتى فردريك فربل ، بأن نربيهم تربية طبيعية حتى يكتمل نضوجهن ووعيهن على كافة الأصعدة ثم نترك لهن حرية التصرف فلا نفرض عليهن معتقدات قد أكل الدهر عليها وشرب ...فزمن أولاد كم ما عاد كما زمانكم...وأنت أيضا أيتها الجميلة : زينة المرأة عقلها ثم عقلها ثم جسدها فحكمي عقلك وعلمك ودينك فلا تكوني سجادة لا تصح سوى للدوس عليها بكل فرصة ،ولا تكوني أيضا تلك الراهبة التي تخشى الصلاة في كنيسة حبيبها المخلص !!!!