Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-08-2014, 09:50 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي مفهوما الاعتدال و التطرّف بقلم: فؤاد زاديكه

مفهوما الاعتدال و التطرّف

بقلم: فؤاد زاديكه

ممّا لا شكَّ فيه أن كلمة (داعش) أو كما يسميها الغرب و أمريكا ب (isis) هي من أكثر الكلمات المستخدمة اليوم في جميع المحافل الدوليّة و في العواصم العربية و الأوروبية و العالمية، و في وسائل الإعلام المختلفة، ف(داعش) أي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام، أصبح الشغل الشاغل و الهمّ الأوحد للدول صاحبة التأثير في القرار الدولي و على أوساط العالم، كما في غيرها من بلدان العالم و هذا التنظيم سرق الأنظار من تنظيم القاعدة و حلّ محلها من حيث درجة الاهتمام بخطورته و تداعياته على أمن كلّ دول العالم بما فيها أمريكا و الغرب التي يقاتل عدد غير قليل من مواطنيها في صفوف هذا التنظيم الإرهابي في كلٍّ من العراق و سوريّة.

يشكّل هذا التنظيم الجهادي التكفيري خطراً كبيراً على جميع المجتمعات البشرية بلا استثناء، و قد ظهرت من سلوياته و تصرفاته و أعماله الإجرامية أشكال و أنواع من الإبادات تعيد إلى الأذهان ما كان يقوم به نبي الإسلام محمد و أتباعه في الجرائم التي ارتكبوها بحق شعوب جزيرة العرب من غير المسلمين، و بعد ذلك الشعوب التي قاموا بغزوها و استعمارها بقوة السلاح و بممارسة العنف و الترهيب و وسائل التكفير و التهجير و التصفيات الجسدية و فرض الجزية و تقسيم المجتمع الواحد إلى فئات عليا و دنيا فسادت العنصرية و التمييز و القهر و الإبادة البشرية الجماعية و الفردية. كما يحصل اليوم في المناطق التي احتلها داعش و
يحتلها.

إنّهُ لمنْ المُضحك فعلا أن
تدعو السعودية اليوم إلى محاربة الإرهاب_ و هي الدولة التي غذت و رعت الإرهاب و موّلته لسنوات طويلة _ و ليس من عجب في ذلك فإن هذا الإرهاب الذي دعمته السعودية و دول الخليج عموما و باكستان و غيرها من الدول الإسلامية قد وصل إليها، لأن السحر انقلب على الساحر و أن النار التي كانت السعودية تؤججها هنا و هناك في مختلف الأمكنة و الأقطار، بدأت انعكاساتها تظهر على السعودية و خطورتها تهدد أمن الأسرة المالكة _ الحاكمة بسلاحي النفط و مواسم الحج لتجني مليارات الدولارات كل عام، فتذهب إلى جيوب و أرصدة هذه الأسرة، التي تزعم أنها مع الاعتدال و أنها تدعو للانفتاح و لحوار الأديان و الحضارات، و كلّ هذا التسويق من الدعاية الإعلامية السعودية لا أساس له من الصحة في الواقع السعودي و لا في آلية التطبيق بل بالعكس من ذلك تماماً، إنّ لغة التطرف و الكراهية و فكرة العداء للآخر و إقصائه هي السياسة المعتمدة في مناهج الحكومة التربوية و في توجه السلطة الدينية التي تنفذ أوامر الحاكم و كذلك في طرق التعامل مع من هم من غير المسلمين، أو من السعوديين المتنصرين و هم كثر. إذ كيف تدعو السعودية إلى وجوب نهج سلوك الاعتدال و هي لا تقبل بتواجد المسيحيين على أراضيها و لا تسمح لهم بممارسة شعائرهم الدينية و هي تعتقل و تقتل كل من تجد بصحبته إنجيلاً؟ كيف تنادي بالاعتدال و محاربة التطرف و هي تمارس التطرف الديني و الفكري ممارسة يومية فيها؟ هل تسمح السعودية ببناء الكنائس على أراضيها؟ هل تعترف حق المسيحيين على أراضيها؟ هل تعامل المتنصرين السعوديين بالعدل و الرحمة؟ أم بالتكفير و بتطبيق حدّ الردّة و بالسجن و الجلد و الذبح؟

إن داعش و غيرها من هذه التنظيمات الإرهابية و المجرمة فرّختها آلية التفقيس المحمدي الحاقدة في هذه المجتمعات و في المساجد و الجوامع و هي تهتدي بنصوص العنف و القتل و الإرهاب و الداعية إلى استخدام العنف من أجل نشر هذا الفكر الديني الذي ليس فيه من الاعتدال أيّ شيء، كلّ الإسلام كفكر يقوم على مبدأ العنف و الإرهاب و التطرف.

أين هو الاعتدال المطلوب في هذه المجتمعات و وجوب قتل الآخر و عدم الاعتراف بدينه و بوجوده هو المعمول به؟ عندما تكون مسلما و تدعو إلى تطبيق فكر الاعتدال و النحو باتجاهه، عليك أن تحذف جميع هذه الآيات و الأحاديث من كتب الإسلام و بالتالي من حياتهم و أن تكفر بها لأنها التي ولّدت تنظيم القاعدة و جبهة النصرة و داعش و غيرها.

لا يمكن الحديث عن أيّ اعتدال و في نفوس و فكر المسلمين و في عقولهم أن الدين الوحيد و المقبول عند الله هو الإسلام. ما هو التطرّف؟ أليس التطرف هو عدم الاعتراف بالآخر و العمل على إقصائه و تهميشه و إلغائه؟ فهذا ما يدعو إليه الإسلام. أليس التطرف في قتال الآخر و في إرغامه بالقوة على تغيير دينه؟ هذا ما يفعله الإسلام و يعمل من أجله. أليس التطرف في تطبيق الشريعة الإسلامية في المجتمعات؟ و هذا هدف و مسعى الإسلام و المسلمين. أليست هذه النصوص أكثر من تطرّف و عنصريّة و دعوة إلى إبادة الآخر؟


( اغلظ عليهم – وليجدوا فيكم غلظة )
إسْلَمْ، تَسْلَم

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )
الإسلام يجبّ ما قبله

فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ

انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ

( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير ) إن الدين عند الله هو الإسلام
ما كان دينه غير الإسلام فلا يُقبل منه
كلّ من بدّل دينه يُقتل
لا يجب أن يكون دينان في جزيرة العرب
أقتلوا المشركين أينما وجدتموهم
لا تبدؤوا بالسلام على النصراني و اليهودي و ضيّقوا عليهم الطريق
لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء لكم، فهم أولياء بعض
إن اليهود و النصارى أولاد القردة و الخنازير
قاتلوا كلّ من لا يؤمن بالله و برسوله
﴿ يُرِيدُونَ أن يُطْفِئُواْ نُورَ اللهِ بِأفْواهِهِمْ وَيَأبَى الله إِلاّ أن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾
﴿ لا يتخذ المؤمنين الكافرين اولياء من دون المؤمنين ، ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ﴾
﴿ لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم ﴾.
( من ملّك كافرا شبرا من أرض المسلمين ملكه الله قطعة من جهنم )
﴿ تلك حدود الله فلا تعتدوها ، ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون ﴾
﴿ تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ، ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين ﴾
( إن الله حد حدودا فلا تعتدوها وفرض فرائض فلا تضيعوها وحرم حرمات فلا تنتهكوها )
﴿ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ﴾
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )
” لا تصلوا العصر إلا في بني قريظة ”
﴿وأن احكم بينهم بما أنزل الله﴾

و غيرها كثير جداً يسير باتجاه العنف و التطرف و نشر البغضاء و العنصرية و التمييز و يدعو إلى اجتثاث الآخر و إبادته، فهل بهذه النصوص يصبح المسلم معتدلا؟ و هل بتطبيقها على المجتمعات يتم القضاء على داعش و غيره؟ أم أن هذه النصوص المجرمة و الخبيثة هي التي سوف تولّد و تخلق كلّ يوم و حين تنظيمات إرهابية على غرار داعش و غيرها؟ ألا يكفي المسلمين كل هذه السخرية على أنفسهم؟ هل يظنون بأن العالم أغبياء لهذه الدرجة؟

كلّ حديث عن الاعتدال و مواجهة التطرّف هو كلام فارغ و هو للاستهلاك المحلي و العالمي، فالجميع يعلم من أين يأتي التطرف و ما هي مصادره الفكرية قبل الحديث عن مصادر تموينه. كلّ مسلم يؤمن بالإسلام ديناً و يعمل على تطبيقه فهو لا يمكن أن يكون معتدلا إلاّ متى نظر بعينٍ واحدة للأمور.
إنّ الاعتدال يعني الانفتاح و قبول الآخر، أليس الانغلاق الفكري و الديني تطرفاً؟ أليس الغلو الديني و الشحن الطائفي و المذهبي تطرفاً؟ أليس العداء للآخر بسبب فكره أو دينه تطرّفاً؟ أليست العزلة و المقاطعة تطرّفاً؟ أليس التعصب بالرأي تطرّفاً؟ و مع كلّ هذا الموجود في عالم العرب و المسلمين فهل يبقى أيّ مكان للاعتدال؟ أساس الاعتدال منسوف، و قيم الاعتدال غير موجودة، و فكر الاعتدال ميّت لدى المسلمين فعن أيّ اعتدال يتحدثون و كلّ ما يمارسونه في حياتهم بدءًا من بيوتهم حيث القهر و عدم احترام الشخصية و فرض الرأي الواحد في هذه المجتمعات الذكورية مروراً بالمدارس ذات النهج غير المعتدل و انتهاءًا بالمجتمع الذي سيكون نتاج التربية البيتية و المدرسية الفاشلة و القاصرة. إنّ مَنْ لم يعشْ الاعتدال كفكر و كممارسة في حياته الشخصية ككائن، فسوف لن يكون بإمكانه تطبيق ذلك لأن هذا المفهوم لا يسقط علينا من السماء بل أنه يأتي من ممارسة حياتية و من تراكم خبرة و هما معدومان في المجتمعات الإسلامية التي لا تزال تؤمن بمفاهيم هذه النصوص المريضة و التي هي التطرف بعينه، لا يمكن محاربة التطرّف بالاستمرار على نهج التطرف فالتطرّف الفكري هو الذي يقود إلى التكفير و التطرف العملي بممارسة العنف و الإرهاب و أعمال القتل و التدمير.
كفاكم ضحكاً على بعضكم أيها المسلمون الذين تنادون بفكرة الاعتدال، فالاعتدال ليس مجرد كلام و شعارات بل بتطبيق عملي على الواقع الاجتماعي و التربوي و الأسري و الديني، أنتم متطرفون فكريّاً، فمن أين ستأتون بالاعتدال؟ هل سوف تشترونه أم تستأجرونه من الآخرين؟ هداكم الله!
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 29-08-2014 الساعة 12:49 PM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:43 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke