Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-06-2007, 01:31 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي قلق الإبداع وكيفية ولادة القصيدة

قلق الإبداع وكيفية ولادة القصيدة

لا تراودني الأحلام الفاضلة، ولا يقلقني فيما إذا تتحقَّق أحلامي أو لا، ما يعجبني في الحلم أنه حلم غير قابل للتحقيق! ولا أريده أن يتحقَّق أصلاً، لأن جمال الأحلام في عدم تحقيقها، لأن عدم تحقيقها يجعلنا أن نبقى دائماً في شوق عميق إليها!
الحلم حالة راقية، طموح غير محدود، وعندما يتحقَّق جزءاً من حلمي أو طموحي في مجالٍ ما، سرعان ما أتحايل على نفسي وأبحث عن حلمٍ آخر بحيث أن يكون سقفه مفتوحاً مطلاً على غابة فسيحة من دنيا الأماني! ..

يحتاج المبدع دائماً إلى حالات قلق، يسمونه قلق الإبداع! ولا أخفي على القارئ والقارئة، أن هذه الرؤية أعجبتني، لهذا لا يستهويني الاستقرار بالمفهوم التقليدي، فلا أجدني مستقراً، عندما أكون في حالة قلق مفتوحة، لأنَّ القلق يحفِّزني على الكتابة، ويفتح أمامي فضاءات رحبة لشهوةِ الحرفِ، لهذا لا أبحث عن الاستقرار بالمفهوم الدراج للكلمة، وقد بحثت عن أسباب هذا الظاهرة على صعيدي الشخصي، فوجدت أنني على صواب، لأنني فعلاً أحتاج أن أكون في حالة متوفّزة وقلقة كي أتمكّن أن أكتب نصّاً جديداً، أتحدّث هنا ضمن إطار صحّي وسويّ لمفهوم القلق المبدع، وليس القلق بالمفهوم المرضي! ولكي لا يذهب المتلقي بعيداً فلا يقلقني شيئاً حتى القلق نفسه، لأنّه بمثابة الخيط الذي يقودني إلى محراب القصيدة! وهو الذي يقود الكاتب إلى أحلام فسيحة يسبح فيها ويكتب حرفه وكأنه يصعد نحو معراج السماء بحثاً عن ظلال القمر، وعندما يصل إلى ظلال القمر يأخذ غفوة هناك ثم يبدأ بالبحث عن ظلال الشمس فلا يستطيع الوصول إليها فيكتب عن توهان عاشقة من لون وهج الشمس فيتوه في عالم متعانق مع معابر حلم الأحلام!

وأودُّ الإشارة إلى أنَّ أكثر ما يعجبني في تكويني المزاجي هو هذه الأحلام المتشابكة المفتوحة على ربوع الدنيا! لأن الأحلام التي تتحقق لم تعد أحلاماً ويخفت بريقها عندما نعيشها ونتعايشها، ولا أخفي على القارئ العزيز أنني لا أكترث كثيراً بالحلم بقدر ما أقتنصه لرحاب الحرف كحالة إبداعية! والطموح الذي يعدُّ واحة فسيحة للأحلام لا يأخذ من إهتماماتي شيئا بقدر ما أسخِّره هو الآخر لحبقِ الإبداع، شراهة ولا كلّ الشَّراهات للكتابة، وما يجذبني في العيش إلى أقصى درجات العيش هو شهوتي المفتوحة على عبور معالم الحرف، البحث عن خفاياه المتعرّشة فوق نداوة وردة،أنا القائل:

لو كانت الحياة
خالية من الشِّعر والموسيقى والحبّ
لتهتُ أجوبُ الصحارى والبراري
أبحثُ عن أبجدياتٍ جديدة للموت!

مقطع من ديوان روحي شراع مسافر، المترجم إلى السويدية من قبلي، وهو غير متوفر حالياً في موقعي الشخصي، قريباً سأضمُّه إلى رحاب الموقع!

تتقاطع عوالم زهرةٍ برّية عبرت خلسةً إلى معالمِ حرفي مع قصيدة لم أكتبها بعد، لربما أمسك خيطها قريباً وأكتبها أنا الآخر خلسةً، بعيداً عن تلألؤات نجمة الصَّباح!
عندما أنام أحياناً أشعر أنني أكبر ظالم في حقِّ نفسي، وأشعر بنوع من الانزعاج لأنني سأنام، خاصَّة عندما تنتظرني قصيدة معلّقة بين شفاه غيمة، فأنهض من مخدعي ضارباً النوم عرض الحائط لأتمم ما تبقَّى من بسمة وردة، وعندما أتمم ما تبقى من معالم الوردة، أعود بشهية مفتوحة مسترخياً للنوم فيصبح وكأنه الجزء المتمِّم للقصيدة!

غائص هذه الفترة في كتابة نصوص شعريّة وومضات قصصية قصيرة، ومكثّفة، سرد قصصي متناغم مع شهيق القصيدة وأوجاع غربتي المهتاجة من تفاقمات لظى جنون الصولجان وانشراخات هذا الزّمان!
الكتابة أمانة، رسالة منبعثة من حنين السماء!

صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com
www.sabriyousef.com
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-06-2007, 08:10 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,979
افتراضي

الإبداع ليس تعبيراً و لا جملة بقدر ما هو حالة عشق منفردة تجوب جوانح العقل و القلب معاً لتحلّق بهما بعيدا في سماوات الخيال في قنص مسموح للصورة و خلقٍ للهيئة و نسجٍ للرداء الذي يكسو عالم ذلك النّص المنبعث من جذور الشعور و المتأصّل عميقاً في تربة النّفس و هي تغازله لفظة لفظةً و تحاوره معنى معنى و تسعى إلى خلق منافسةٍ يحتدم أوارها بقوّة فتحصل هناك تراجعات و انكفاءات و يقع هنا اختراق و فتح مبين لتُصقل الجملة و تُشذّب الفكرة فترد في إطار عقلاني ينسجم مع دخيلة النفس معبّراً عن حالة أو واصفاً لجماليّة أو غير ذلك . فالفكرة و هي وليدة الإبداع ليس لها أجل و لا موعد و لا حين فهي خارج حدود الزمان و المكان تأخذنا إلى متاهات غير مدركة النهايات و تغوص بنا عميقاً إلى أعماق مغرقة نشعر أنّه لا خروج لنا من قاعها أبداً!
الإبداع هو انسجام تتزاوج فيه الفكرة مع الكلمة فيولد عرس بهيج ترقص فيه ملائكة العشق الربّاني على قيثار الخيال الخصب و قد تسبح فيه الشياطين في بحور عوالمهم الخاصة. الإبداع ليس حدثاً واقعاً تحت تأثير الفرد و لا يخضع لمعادلاته الرياضيّة و الجبرية أو الهندسية. إنه أصالة تنبعث من كهوف المعاناة و تتألق في أوجه و صور و أشكال قد لا تخطر على بال أحد. يمكن أن يحلّ عليك إلهام الإبداع في أي زمان و في أيّ مكان فهو غير خاضع لقوانين الطبيعة المعروفة هذا بحسب رأيي المتواضع.
أشكر مقالتك المعبّرة عن وجد الإبداع و عن وقع نظمه الذي يسحر الطبيعة فتعشقه و يخدّر اللفظة فتنصاع لأوامر خياله المحلّق.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-07-2007, 11:49 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الحرفُ توأمُ اللَّونِ

ما أزال غائصاً بقصصي ونصوصي ولوني وشعري وغربتي، أكتب شعراً من وحي البكاء، من وحي انسلاخِ الذاتِ عن الذاتِ، تاه الإنسان عن معراج الخلاصِ ..
أرسم فرحاً رغم أنفِ الضجرِ، لا أعرف أن أرسم إلا فرحاً، عشقاً، حبّاً، وردةً، زهوراً برية، حنينُ الكرومِ لا يفارقُ لوني، والسنابلُ تغمرُ مروجاً ممتدَّة على مدى العمر!

هبطت عليّ رغبة العبورِ في عوالم اللَّونِ، فغدا الحرفُ توأمَ اللونِ، وبدأت أكتبُ شعري بالحرفِ تارةً وباللونِ تارةً أخرى!

لملمتُ أوراقي، وفرشت شهوةَ الحرفِ فوق قبّةِ الحنين، لا شيء يعادل عبق الإبداع في دنيا من رماد، وحدها الكلمة تعيد إليَّ ما تبقّى من بريقِ الحياةِ، تغدو جميلة رغمَ غبارِ الحروبِ، رغم أنياب الحيتان المتنامية مثلَ اللبلابِ، حيتان هذا الزمان أكثر ضراوةً من حيتان البحر، تشبه لونَ الجنونِ، عجباً، كيف يتحوّل الإنسان إلى ورقة في مهبِّ الحرب، ورقة خلف متاريس الحرب، كلمة فاقعة في كهوفِ التاريخ، لستُ راضٍ عن سماكاتِ مخيخِ الإنسان، جنوحٌ نحو دهاليزِ الموتِ، موتٌ على قارعةِ الطريق، موتٌ عندَ الصَّباحِ، عندَ المساءِ، موتُ على مدارِ اليوم، موتٌ حتّى في رحابِ الحلمِ، أين المفرُّ من تفريخِ عُصيّاتِ الموتِ الزؤامِ؟!

آهٍ وألفُ آهٍ من زمنِ التنانينِ، براكينُ الدِّماءِ تجري فوقَ وادي أولى الحضاراتِ، رفعَ جلجامش رأسه من قبرِ الخلودِ، فرأى الأنسَ تنطحُ بعضها كأنها من فصيلةِ الذئابِ، من طيشِ القرودِ، تطورٌّ انزلاقي نحو قاعِ الفسادِ، فسادُ متونِ الهرمِ، فسادُ الأغصانِ، فسادُ الرؤى في أعماقِ الجذوعِ، فسادُ البناء، فسادُ الهواءِ.
وجعٌ يتنامى في سماءِ حلقي!

تخلخلت هامات الجبال وبكت زرقة السماء، هربت الكائنات بعيداً، لاذت الفرار في أعماقِ الفيافي، وجدَتْ سلوى مع همهماتِ اللَّيلِ بينَ ربوعِ الصَّحارى، صحارى القلب تفاقمت رغم اخضرار المروج، اندلعت موجات حزنٍ فوق مآذن الشرق، ودقّت نواقيس الأنين، أنين الرُّوح وأنين الرحيل، رحيل الطفولة، رحيل جبابرة القوم، عفواً هل ثمة جبابرة في هذا الزمان، زمنٌ مكتنزٌ بلفافات مبقّعة بأسرارِ الفناء، فناء مروجِ الخير، فناء أواصر المحبّة، ودادُ الوفاء، فناء حبق الأزاهير، زمنٌ يزداد هشاشة من غلاظة جبينِ الطغاة، من تفاقمِ رعونةِ الصولجان، زمنٌ يترنّح مثل السكارى، ينزلق من شدّة الغباءِ فوق روث البقر، جنونُ البقرِ انبعثَ من جنونِ البشرِ، ما هذا القحط الذي أصاب رؤى قادة القومِ، قادة من لونِ اصفرارِ العقاربِ، من لونِ البعوض وبقايا جنونِ الغضبِ، ما هذا الورم المتضخم في فروة رؤوس ساسة هذا الزمانِ، دخنا من هدير الحروب، من نشرات الأخبار، من مخالبِ العصر، دخنا من جشاعةِ أصحابِ الصولجانِ!

متى سيفهم المرءُ أن مساحةَ العمر تضيع في متاهاتِ الحروب، نشبه دمعةً أو بسمةً عابرة في ربوعِ الحياةِ؟!

متى سيفهم المرءُ أن جمالَ الحياةِ، يكمنُ في بسمةِ طفلٍ، في نضارةِ وردةٍ، في وهجِ عشقٍ، في زخّةِ مطرٍ، في نقاوةِ بحرٍ، في تلألؤاتِ نجيماتِ الصباحِ، في مصالحةِ الإنسان مع أخيهِ الإنسان، في مصالحةِ الإنسانِ مع خفايا البرّ والبحرِ وأجرام السماءِ، في وئام البشرِ على مساحاتِ جغرافيّةِ الكونِ!

ستوكهولم: 1 ـ 7 ـ 2007
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:46 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke