Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > المنبر الحر ومنبر الأقليات

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-08-2006, 03:55 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,945
افتراضي ماذا جنى حزب الله من هذه الحرب؟ بقلم: فؤاد زاديكه

ماذا جنى حزب الله من هذه الحرب؟



نسمع الكثير من اللغط والتبجح ونرى مظاهر التفاخر والتباهي من تكرار مقولة أن حزب الله قد انتصر على إسرائيل في هذه الحرب التي دامت 33 يوما. وقد يضيع المرء البسيط بين تطبيل وتزمير الجهات المؤيدة لحزب الله طائفيا أو عقائدياً أو من قبل الجهات التي تعمل بمبدأ "عدو عدوي هو صديقي" لكونها تحمل العداء لأمريكا وإسرائيل للاعتقاد بأنهما السبب المباشر وغير المباشر في خلق جميع المشاكل التي تعاني منها المنطقة العربية أو الدول الإسلامية التي يتحكم فيها الجهل والتخلف ومصّ دماء شعوبها ومحاولات التعمية عما يجري في داخلها من تعد وبطش وفتك ومضايقات وسلب للحريات وإهانة كرامة المواطنين وهضم حقوقهم والتضييق عليهم. إن جميع هذه الجهات لم تدرك النتائج التي ترتبت عن هذه الحرب والتي كلّفت اللبنانيّين الكثير من الدمار والخراب والقتل والتشرّد. فبدؤوا يتكلمون كعادتهم بلغة العواطف وتأجيج المشاعر ومحاولة التمسك بأية قشة يقصدون بها قصم ظهر البعير. وهم بهذا يتعامون عن وجه الحقيقة الساطع.
يطيب لجماعة حزب الله وهذه الفئات التي تدور في فلكه – للأسباب المعروفة كما أسلفنا- أن تصوّر للعالم بأن حزب الله قد انتصر على إسرائيل في هذه الحرب وذلك في محاولة دعائية واضحة لكن وبالرجوع إلى معظم المعطيات التي تجلّت وطفت على السطح فإننا نستطيع القول بأن حزب الله قد خسر المعركة بشكل تام ونسوق أدلتنا على ذلك كما يلي:

1- لقد تمّ قتل ما يزيد عن 600 مقاتل من حزب الله في الوقت الذي ينكر حزب الله هذا ولا يعد عدد قتلاه بغير العشرات, وهو الذي يقول على لسان زعيمه السيد حسن نصر الله بأنه لا يقول غير الحقيقة وأنّه لا يخفي خسائره.

2- تمّ تدمير الكثير من منصّات إطلاق الصواريخ بعيدة المدى وهي إما في طريقها إلى الإطلاق أو تمت مباغتتها قبل أن تقوم بعمليات إطلاق. كما تم تدمير جزء كبير من قواعد إطلاق صواريخ الكاتيوشا المتحركة. والدليل على صحة هذه الأنباء هو محاولة إدخال صواريخ مجددا إلى لبنان عن طريق سورية لتسليمها إلى حزب الله وهو الذي استهدفته مؤخرا إسرائيل من خلال محاولتها لعملية الإنزال بالقرب من بعلبك بعد سريان وقف إطلاق النار بموجب القرار الدولي رقم 1705 مما يدل على نفاذ كمية هذه الصواريخ لدى حزب الله وهو يسعى إلى الحصول على مزيد منها للتعويض عن هذه الخسائر الكبيرة التي مني بها في هذه الحرب.

3- خسائر في لبنان بلغ مقدارها 6 مليارات دولار. مع تدمير هائل وفظيع في الكثير من المرافق والبنية التحتية والجسور.

4- مقتل ما يزيد عن الألف ومائة لبناني دون مبرر أخلاقي والسبب في ذلك يعود إلى سوء تصرف حزب الله وتفرّده في اتخاذ قرار الحرب علما أن هذا من صلاحيات الدولة الكبيرة وليس من صلاحيات الدويلة التي نشأت داخل هذه الدولة الكبيرة التي هي لبنان الدولة الرسمية والمعترف بها دوليا.

5- تشريد ما يقرب من مليون لبناني وضياع وإتلاف ممتلكاتهم وتحطيم نفوسهم وخلق حالات من اليأس والقهر والألم ستطفو على السطح بعد فترة وتظهر نتائجها الخطيرة.

6- زيادة عزلة كل من إيران وسورية أكثر وهما الدولتان اللتان تؤيدان حزب الله علنا وتقدمان له الدعم المالي والعسكري والسياسي من خلال البر وباغاندة الواضحة في وسائل إعلام الدولتين.

7- دخول الرئيس بشار الأسد على الخط اللبناني والعربي الرسمي بشكل علني وسافر بعدما أحس بتهميش دور سورية في كل ما حصل ولكي يلفت الانتباه إليه ولكن انعكاسات ذلك كانت أخطر عندما تصدى له الزعماء اللبنانيون الذين شتمهم في خطابه واتهمهم بالعمالة لإسرائيل وهم لبنانيون ووطنيون ليس لهم ولاءات خارجية على عكس ما لحزب الله من ولاءات مكشوفة وواضحة ومعروفة. وقد كان الجانب السوري يعتقد أنّه من خلال ما جرى ويجري قد تسرع أمريكا إلى سورية محاورة فيما يخص مرتفعات الجولان وملف الحريري والوضع في العراق وموقف سورية وتأييدها لكل من حماس والجهاد الإسلامي لكن السحر انقلب على الساحر وغدا أكثر خطورة.

8- لن تعود لسورية بعد الذي حصل من حصانة لدى الدول العربية المركزية كمصر والسعودية والأردن وهي الدول التي أنقذت سورية عقب مقتل الحريري من تبعات خطيرة يعرفها الجميع ونحن لا نأتي بشيء من عندنا بهذا الخصوص.

9- يظهر تدريجيا الاستياء الشعبي الحاصل من جراء التسبب في هذه المأساة وتبدأ أصابع الاتهام توجه بشكل علني ومباشر إلى حزب الله بإساءة التصرف والتقدير فيما قام به من قتل الجنود الإسرائيليين وخطف الجنديين, وعلامات الرضا والتلهف التي رافقت دخول طلائع الجيش اللبناني إلى بلدات الجنوب من قبل هؤلاء المواطنين الذين رشّوا عليه الرز والورود وهم يهلّلون لقدومه وكأن غمّة كبيرة قد انفشعت عن صدورهم وتم اقتلاعها من نفوسهم التي عانت طوال هذه المدة من القهر والسيطرة والمحسوبية لمقاتلي حزب الله بعد منع هذا الجيش لمدة 28 سنة كاملة من الدخول إلى الجنوب وكاّنه كان محرّما عليه!!!! كانت مظاهر الافرحة والرضا هذه ظاهرة للعيان وواضحة على الوجوه المستبشرة من المواطنين اللبنانيّين, وقد رأيناه على شاشات التلفزة حتى بما فيها تلك الشاشات التي كانت كبوق دعاية إعلامية لحزب الله في هذه الحرب ولا يعرف أحد سبب هذا الولاء وتلك الأكاذيب التي كانت تسوقها نشراتهم الإخبارية وهي تتحدث عن مصدر الخبر من جهة واحدة وحيدة وتعتبرها الصحيحة والصادقة فيما يقال زعمت إسرائيل وتزعم إسرائيل وتدّعي إسرائيل أن كذا وكذا والمعنى واضح تماما من خلال عدم المصداقية في نقل الخبر فأين كان الواجب الإعلامي والأمانة في نقل الخبر وهي مسئولية أي صحافي أو مراسل؟

10- تم البدء بتنفيذ القرار الدولي رقم 1701 وهو مجمل ما ضمّه اتفاق الطائف والقرار الدولي رقم 1559 اللذين عارضهم بقوة حزب الله وهذا يعتبر تنفيذه هزيمة عسكرية وسياسية لحزب الله الذي قاوم كل هذه المدة ومانع من انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وهو يقول: إن انتشار الجيش اللبناني في الجنوب سيخدم أهداف إسرائيل. فها صار انتشاره اليوم يخدم أهداف لبنان لكي يوافق عليه حزب الله؟

11- على الرغم من تعدد لقاءات وجلسات الحوار الوطني اللبناني فإن أحدا لم يتمكن من إقناع حزب الله بوجوب موافقته على انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وبسط سيطرته على كامل التراب اللبناني إلى أن جاءت هذه الموافقة مرغمة حزب الله بالقبول تحت مطرقة القوة الإسرائيلية وسندان القرار الدولي الذي تحكمت فيه أمريكا كما هو معروف. فأيّ نصر هو هذا بالله عليكم؟؟؟؟

12- سوف يتم سحب سلاح حزب الله عاجلا أم آجلا وعلى أقل ما يمكن قوله أنّ هذا السلاح سوف يذهب إلى أماكن التخزين, وبهذا فإن دوره سيلغى تلقائيا وخاصة متى بدأت القوة الدولية ومعها الجيش اللبناني من العمل بتطبيق مقررات هذا القرار الدولي
وهذا ما كانت تريده إسرائيل وتشترطه. فهل ربح حزب الله من هذه العملية؟ ثم ماذا يمكن أن يكون قد ربحه عندما تسكت أسلحته تحت رادع مصادرة أي سلاح غير شرعي وغير مرخص ومسموح به؟ إني أرى أن هذا السلاح وبهذه الطريقة يكون انتهى مفعوله إلا متى كان له عمل جديد من خلال توجيهه إلى صدور اللبنانيين. ومتى حصل هذا فإن اللعبة التي كان يقوم بها حزب الله ستنكشف أكثر, بل وتتعرى!

13- زاد الاهتمام الدولي بلبنان أكثر وسوف يقدم له الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري وهذا بالطبع لن يتم متى كان فيه تهديد لأمن إسرائيل لأن الجهات المقدمة لهذا الدعم هي في غالبيتها عالمية وتخضع لمعايير أمن وسلامة دولة إسرائيل!

14- سوف يتم إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين وهذا وارد في بنود القرار دون التطرق إلى شروط حزب الله في إطلاق سراح اللبنانيين المعتقلين لدى إسرائيل وفي هذا خسارة وهز لمصداقية حزب الله أمام جمهوره ومؤيديه!

15- انكشاف سورية أكثر من خلال عدم موافقتها على حل مشكل مزارع شبعا وربطها بقضية احتلال الجولان. وهذا يؤكد بشكل قاطع رغبة سورية الأكيدة في إبقاء الوضع المتأزم على ما هو عليه لتبرير استمرار فكرة وضرورة وجود سلاح حزب الله. وبوضع مزارع شبعا تحت الوصاية الدولية فإن مبررات وجود سلاح غير سلاح الجيش اللبناني ستسقط وتعتبر خروجا عن الشرعية وفي هذا توجه ضربة أخرى لسورية.

16- وجود حزب الله في موقف صعب بعدما أعلن "انتصاره" وحاول إزالة مخاوف الشعب اللبناني من مستقبله وأمنه فقد سعى حزب الله إلى إهداء "نصره" المزعوم إلى الشعب اللبناني كله في محاولة للعودة إلى الجانب الوطني لكن هذا القول يجب أن يؤكده الفعل على الأرض فالكثير من القادة السياسيين اللبنانيين وضعوا حزب الله أمام اختيارات صعبة في أن يعلن ولاءه لولاية الفقيه المتمثلة في دولة إيران أو في إثبات وتأكيد ولائه الوطني ليمتص نقمة الشعب مما جرى ويحاول الظهور بمظهر الوطني الذي يدافع عن دولة لبنان وليس عن واجهة إيرانية ضد أمريكا وإسرائيل. وهذا بتقديري لن يكون بالأمر السهل فلدى حزب الله التزامات كثيرة ومسؤوليات أمام إيران الحليف الإستراتيجي والعقائدي والطائفي له.

أستطيع وبملخّص القول التأكيد على فكرة أن حزب الله يمرّ اليوم بامتحان عسير ولن يكون سهلا عليه الخروج منه, ولولا محاولات سعد الحريري وزياراته المكوكية واتصالاته المتكررة بمن في يدهم القرار وبالتأثير على مجريات ما كان يجري في ساحة وأروقة الأمم المتحدة فإن القرار الدولي كان سيصدر بصيغة غير ما ظهر عليها من لين وبعض التحرك الحرّ في فهم بنود هذا القرار. ويعرف الجميع ماذا كانت صيغة هذا القرار الفرنسي – الأمريكي تحمله من تحميل الجانب اللبناني المتمثل في حزب الله بمسؤولية كل ما جرى, كما أنه كان يطالب بالإفراج الفوري عن الجنديين الإسرائيليين دون أية قيود أو شروط وغير هذه وتلك من البنود التي استطاع الحريري بحنكة سياسية بارعة ومن خلال علاقاته الحسنة بالرئيس الأمريكي والفرنسي والسعودية وغيرها من البلدان المؤثرة في القرار أن ينتزع من الأمم المتحدة قرارا تكون فيه إمكانية الضرر أقل ما يمكن. وهذا النصر السياسي الكبير الذي حققه سعد الحريري كان أعظم من كل تبجح وزعم بالنصر الذي يعلن عنه حزب الله والجهات التي تحمل العداء للغرب وإسرائيل.

لقد رأينا كيف أن الإسرائيليين كانوا قادرين على محاسبة قادتهم وزعمائهم عما اعتقدوا أنه جوانب تقصير أو فشل في مسار الحرب وهذا يدل على صحة الفكر السياسي أما عندنا فقد تكون الصورة معكوسة ومغلوطة فعلى الرغم من جميع هذه المآسي التي حصلت وهذا الخراب الذي تسبب به حزب الله فإنه لن يعلن عن خطأ بل هو يزيّف الواقع ليعتبره فوزا ونصرا وبالتالي صحة في المواقف والتصرف. علينا في واقعنا العربي أن نتحلى ولو لمرة واحدة بالوعي والتعقل ولعمري فإن صرخة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وإعلانه عن مسؤوليته عن خسارة الحرب مع إسرائيل في عام 67 وإصراره على الاستقالة من منصبه ليجعل إمكانية محاسبته ومحاكمته جائزة كانت عملا جريئا وتفكيرا سليما ونحن نلاحظ من تاريخ دولة إسرائيل أنه بعد كل حرب خاضتها إسرائيل حوسب زعماؤها حتى في حالات الانتصار, فيما نحن وعلى الدوام في حالات انكسار وهزيمة ولا نستطيع أن نحاكم زعماءنا أو المسئولين عن دمارنا وخراب بيوتنا ومجتمعاتنا وبلداننا وتقتيل أبنائنا, بل هم يزدادون قوة وتمسكا بكراسيهم ويصبحون أكثر شراسة وأنصاف آلهة تجب علينا عبادتهم.
أين نحن؟ وأين هم؟ ويبقى الفارق كبيرا والبون شاسعا والمقدرة لدينا محدودة ومشلولة فيما تكون لديهم قادرة وفاعلة. لذا فهم سينجحون - بنظري- على الدوام فيما سنفشل نحن على الأغلب. لأننا نظل نخشى الحقيقة ونتهرّب من المحاسبة ونتشدق بالنصر على الرغم من هزائمنا المتكررة!

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 20-08-2006 الساعة 04:51 PM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:33 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke